عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-06-22, 05:35 PM
شطاب شطاب غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 60
جنس العضو: ذكر
شطاب is on a distinguished road
افتراضي

لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا.
روى الإمام مسلم في صحيحهبسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لنتقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا". رواه الإمام مسلم في صحيحه حديثرقم 1681 : و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَاتَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُبِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَأَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا رواه الإمام أحمد في مسنده حديث رقم 8477 , 9026 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُيَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَقُومُ السَّاعَةُحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا وَحَتَّى يَسِيرَالرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ لا يَخَافُ إِلَّا ضَلالَ الطَّرِيقِوَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ قَالُوا وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَالْقَتْلُ.

وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونيةلم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين حين ثبت لهم بأدلةقاطعة أن جزيرة العرب كانت في القديم مروجًا وأنهارًا, كما تشير الدراسات المناخيةإلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجًا وأنهاراً مرة أخرى, وذلكلأن كوكب الأرض يمر – في تاريخه الطويل – بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنيةطويلة ومتدرجة – كما قد تكون فجائية , ومتسارعة , فعلى سبيل المثال أدرك علماءالأرض منذ قرن ونصف تقريبًا أن أرضنا قد مرت بعدد من دورات زحف الجليد على اليابسةتعرف باسم "الدورات الجليدية" يتحرك خلالها الجليد من أحد قطبي الأرض (أو منهمامعًا) في اتجاه خط الاستواء, وينحسر في عدد من المرات في الدورة الواحدة

, وقد وضعت نظريات عديدة لتفسير كيفية دخول الأرض في هذه الدورات الجليدية تتلخص فينقص كمية الطاقة الشمسية الواصلة إلى ذلك الكوكب نتيجة للتغيرات الدورية في شكلمداره حول الشمس, وقبل محوره على هذا المدار, واختلاف معدل ترنحه حول محوره, يضافإلى ذلك زحف القارات عبر المناطق المناخية المختلفة كنتيجة حتمية لتحرك ألواحالغلاف الصخري للأرض. وفي أثناء الزحف الجليدي على اليابسة تتحول البلاد في مناطقخطوط العرض العليا إلى صحارى جليدية قاحلة تموت فيها النباتات, وتهرب الحيوانات , بينما يتحول الحزام الصحراوي الممتد من موريتانيا غربًا إلى أوساط آسيا شرقًا إلىمنطقة مطر غزير, وفي أثناء هذه الدورات المطيرة شقت كل الأودية الجافة التي تنتشرفي صحارى تلك المنطقة اليوم, وكانت أنهارًا متدفقة في القديم, ثم جفت مع تناقص كميةالأمطار فهذه الأودية الجافة لا يمكن أن يكون سبب شقها عامل غير المياه الجارية. وبدراسات متأنية ثبت لنا أن جزيرة العرب قد مرت في خلال الثلاثين ألف سنة الماضيةبسبع فترات مطيرة تخللت ثماني فترات جافة, تمر حاليًا بالفترة الثامنة منه. وتشيرالدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة شواهدها بدايات زحف للجليدفي نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب, وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء, ولولا التزايد المطرد في معدلات التلوث البيئي التي تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراريلشاهدنا زحف الجليد على كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا في زماننا الراهن .
وفي فترات المطر كسيت الجزيرة العربية بالمروج الخضراء, وتدفقتالأنهار بالمياه الجارية, وتحولت المنخفضات إلى بحيرات زاخرة بالحياة, وعمرتاليابسة بمختلف صور الحياة الأرضية, كما وصفها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمالذي نحن بصدده وحتى صحراء الربع الخالي – والتي تعتبر اليوم واحدة من أكثر أجزاءالأرض قحولة وجفافًا – ثبت أن بها أعدادًا من البحيرات الجافة, والمجاري المائيةالقديمة المدفونة تحت رمالها السافية, وأن تلك البحريات والمجاري المائية كانتزاخرة بالحياة, ومتدفقة بالمياه إلى زمن قوم عاد الذين أقاموا في جنوب الجزيرةالعربية حضارة مادية لم يكن يدانيها في ازدهارها المادي حضارة أخرى في زمانها, وكانت تلك الحضارة تصدر إلى أوروبا (البدائية في ذلك الوقت) الفواكه المجففة, والبذور, والبخور, والعطور, والأخشاب, والذهب والفضة, فلما جاء إلى قوم عاد نبيهمورسولهم سيدنا هود عليه السلام بالهداية الربانية, بدعوة التوحيد الخالص لله تعالى, وعبادته بما أمر, والقيام بواجبات الاستخلاف في الأرض وعمرانها, وإقامة عدل اللهفيها, كفروا بربهم, وجحدوا بآياته, وعصوا رسله وكذبوهم واستكبروا في الأرض بغيرالحق, فأرسل الله تعالى عليهم المطر, وأرسل الريح العقيم فطمرتهم, وطمرت حضارتهمبرمالها, وقطعت دابرهم, وجعلتهم كالرميم,

وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى ::::: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَقَالُوامَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْهُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نحسات لنذيقهم عَذَابَالخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَيُنصَرُونَ } (فصلت: 15, 16(

وقد وصف الحضارة المادية لقوم عاد أثناءازدهارها اثنان من المؤرخين القدامى كان أولهما بطليموس الإسكندري, الذي كان أمينًالمكتبة الإسكندرية وقام برسم الأنهار المتدفقة في منطقة الربع الخالي الحاليةبتفرعاتها, والبحيرات التي كانت تفيض إليها , وكان ثانيهما هو يليني الكبير , أحدمؤرخي الحضارة الرومانية والذي وصف حضارة عاد بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارةأخرى . وتمثل فترة الأمطار الغزيرة الأخيرة في شبه الجزيرة العربية في خلالالثلاثين ألف سنة الماضية نهايات العصر الجليدي الأخير الذي عم الأرض خلال المليونيسنة الأخيرة في دورات متتالية من زحف الجليد وانحساره تركت بصماتها واضحة على أشكالسطح الأرض الحالية بصفة عامة, وفي نصفها الشمالي بصفة خاصة, وقد أحصى العلماء منتلك الدورات عشرين دورة استغرقت كل منها حوالي المائة ألف سنة, كان نصفها دورات زحفجليدي تخللتها عشرة دورات من دورات انحسار هذا الزحف الجليدي, ونعيش اليوم في نهايةآخر دورة من دورات هذا الانحسار الجليدي, ويبشر العلماء ببداية دورة من دورات هذاالانحسار الجليدي, ويبشر العلماء ببداية دورة جليدية جديدة قريبًا إن شاء الله, وقدبدأت شواهد هذا بالفعل


منقول عن. الأستاذ الدكتور زغلول راغب محمد النجار