بارك الله فيك اخي برق الشتاء .. واحبب ان اضيف استنتاج شخصي لعل احد عامل في اختزان للمدينة للحرارة وهو (صفيحية ارضها) ومنطقة المدينة المنورة نفسها منخفضة عن مما حولها بشكل واضح جدا باستثناء شمال غرب ناحية الخليل والعيون ووادي حمض. الرياح الشمالية الغربية هي الرياح الحارة في الصيف وهي كذلك اخف برودة من الرياح الشرقية والشمالية الشرقية في الشتاء .. وهي قادمة من جبال وحرة بركانيه تخفف كثيرة من برودتها. واليكم مقال بعنوان (( [دراسة استنتاجية] المدينة المنورة - دراسة جغرافية جيولوجية لفهم طبيعة مناخها)) واليكم المقال كاملا بالصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اقدم لكم دراسة جغرافية جيولوجية (علم ارض) وهي اجتهاد مني من واقع خبرة وتتبع ومعلومات مستقاة من مهتمين بجغرافية المدينة طبيعتها الجيولوجية .. والاستنتاج قابل للنقد والتقويم بكل اريحية .. انظروا لمنطقة المدينة المنورة تجدها بين ثنايا جبال غير شاهقة متناثرة متوسط ارتفاع جبالها (800 م) وهي جبال ليست ذات ابعاد سكن للانسان في قممها فيجبر الانسان على النزول لروابي الجبال او الارض بين الاودية الصغيرة او المتشعبة الكبيرة. للمتأمل للخريطة التالية .. يجد ان المدينة تقع بين صفيح صخري وهي اشبه بالكتلة الصخرية الضخمة (تخيل قالب من الذهب استبدله بكل منطقة المدينة المنورة) .. ونلاحظ ذلك في الحرة الشرقية وحرة قباء وحرة شوران والحرة الغربية والقبلتين وسلطانه .. فهذه عبارة حرة او كتله صفيحيه من الصخر تقل فيها الرمال وتكثر فيها الصخور. - الحرم النبوي نفسه يرتفع عن سطح البحر حوالي 600م ومسجد قباء حوالي 610م جنوب المدينة حديقة الملك فهد المركزية 630م دوار الملك عبدالعزيز بالدائري 625 والدوار الاخير 655م وهذا لشرق المدينة. اما شمال المدينة فبالعكس فقبر حي الشهداء حوالي 595 ومركز العيون وخصوص درب السيل حدود 585 والخليل من الجنوب الى الشمال ما بين 580 الى 560م. اما غربا فاول طريق السلام يقارب الحرم انما تقاطع السلام مع الجامعات 630 م ومخططات السلام الجديدة والعزيزية والدعيثة فهي بحدود 660م اما المخططات القريبة من الدائري الثالث غربا فهي تتجاوز 700. اما جنوب غرب نواحي الحمرا وطريق الهجرة فمن ابيار الماشي غربا وجنوبا فهي تزيد الى السدارة ما بعد الفريش وترتفع جنوبا مرورا باليتمة الى ساسكو كل ذلك عن 640م. من ذلك نستنتج ان المدينة المنورة نفسها محاطة بمناطق ارفع منها في جميع الاتجاهات باستثناء الشمال الغربي (من العيون والخليل الى وادي حمض ثم ينزل الوادي جنوب غرب نواحي المليليح) والا اذا اتجهنا شمالا نحو البيضاء ترتفع الارض حتى طريق تبوك القديم. لذا المدينة نفسها اقل مما حوليها فمن الطبيعي ان تبقى الحرارة فيها لصفيحية ارضها وكذلك دنو ارضها عن ما حولها .. ودنو الارض تعني هدوء التأثيرات الهوائية وحتى الرياح المحلية القادمة من اعالي الجبال تفقد برودتها في حالة هبوطها نحو الروابي والاودية. وما يبثت كذلك .. ان منطقة الحجاز خصوصا المدينة وحرارها (جنوب شرق) و (شمال غرب) وتأثر ساحل ينبع والرايس بصخرية الارض يوضحه الحرارة المقاسة خلال منتصف الليل تقريبا .. خلال يومين شبه متتالين في اول الصيف في هذه الصورتين نلاحظ تواجد مرتفع جوي بارد شمال غربا والا مكانه الطبيعي منطقة المدينة وينبع تتأثر كذلك. سؤال ..لماذا الرياح حارة الشمالية الغربية وتكون قليلة البرودة في الشتاء ؟؟ انظروا لشمال غرب المدينة .. منطقة جبلية متفاوتة الكثافة صخرية فيها ارتفاع عن المدينة تصل الرياح منها الى المدينة وفقدت الشيء الكثير من قوتها .. عكس جنوب شرق المدينة قد يتضح من الخارطة انها مناطق لا تتأثر كثيرا بالتضاريس الصخرية. نفس الكلام بالنسبة للرياح الشرقية او حتى الشمالية الشرقية فهي قادمة من مناطق رمالها كثيرة وصخورها قليلة متباعدة .. فلذا هي ابرد من الرياح الغربية او الشمالية الغربية في فصل الشتاء. سؤال اخر .. لماذا السواد الاعظم للمدينة للامطار انها متوسطة في حالات عدم الاستقرار باستثناء امطار الصيف؟ في الخريف او الشتاء طبيعة حالات الامطار ان تتاثر بعامل الارتفاع وزيادة السحب .. فالسحب القادمة من الجنوب الغربي تكون على ارتفاع 700 م وهي منطقة الفريش خلال الجبال المتواجدة فتشتد الامطار وتصل الى المدينة التي تنخفض الارض فيها الى 620 م فتخف حدة المطر لزيادة عامل المسافة وقلة تكثف السحب (تضعف تماكسها) .. وعندما تتحرك شمالا شرقا تتكثف بزيادة من جديد لعامل الارتفاع الارضي لتصل ذروته حول منطقة حائل التي تصل فيها ارتفاع سطح الارض عن البحر 1100م. حتى ان سكان العزيزية او شوران يلاحظون قوة الامطار اكثر منها في الحرم النبوي او الشهداء او قباء لعامل الارتفاع الارضي في تلك المناطق عن الاقل منها في الحرم او قباء. في الصيف العامل الحرارى تتكون السحب فيها من المناطق المنخفضة .. فأذا تكونت السحب في الاعلى اصبحت في الوضع المطري وتتحرك تلقائيا بحركة التيار النفاث. معلومة قد تكون تعلمها اول مرة .. وهي ان منطقة الحجاز تعتبر اكثر مناطق الحرارة في العالم وقد تكون منطقة المدينة هي كذلك .. وان كنت لا اؤيد هذا الرأي كمعدل سنوي وقد يكون صحيحا ان حسب هذا في فصل الصيف فقط. نتذكر الان قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ((من صبر على حرها وبردها دخل الجنه)) فالمدينة تجمع ميزات عجيبة وقد تكون منفرة لأصحاب الهوى والوناسة والباحثين عن البراد والمطر وحلاوة المناطق الجميلة .. انما احسب ان الله اختار لمن يريدها ان يصبر ويحتسب ويزهد فيها والله اعلم. امل ان قد وفقت في التحليل والاستنتاج وان كان هناك تعديل سيتم ذكره وتعديله .. اضافة جديدة واليك خريطة موضحة مناطق ارتفاع الارض عن سطح البحر بالمتر .. فتجد ان الحرم النبوي وقباء وكذلك احياء الشهداء والقبلتين والعيون جميعها مناطق منخفضة اكثر مما في حدود المدينة .. والاقل ارتفاعا العيون ومن ثم شمالا نواحي الخليل ومن ثم شمال غرب. لا ازعم ان ما كتبه صحيح انما هو استنتاج من واقع وخبرة ورصد ومتابعة واتمنى ان يكون اجابة وافية للاخ برق الشتاء .. اخوكم أبو تالة