عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2009-11-02, 12:56 AM
القاريء القاريء غير متواجد حالياً
عضو متميــز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 400
جنس العضو: ذكر
القاريء is on a distinguished road
افتراضي

الخاتمة:أما ونحن نروم إلى نهاية المطاف في بحث الاستمطار – بعد أن لاحظنا أن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان لا تمانع الاكتشافات والإبداعات والتجارب العلمية، ويأتي إمطار السحب ليشكل واحدة من هذه الإبداعات والتجارب العلمية – أقول: جدير بكل الذين أوصلتهم علومهم وأدت بهم تجاربهم إلى جدية استمطار السحب أن يتبينوا ما قلناه آنفاً من أن السحب التي نجد في استمطارها بمختلف أنواعها، ولا سيما الركامية منها القريبة من الأرض، وأن الأجواء التي نجري فيها تجارب الاستمطار، وأن الرياح التي تساعد في عملية تلقيح السحب، وأن المحاليل التي نقذفها في السحب لزيادة حمولتها من المطر كلها مخلوقات وعوالم لله سخرها الله عز وجل لخدمة الإنسان، ليكمل مشوار إعمار الأرض وتهيئة ما فيها من سبل ومعايش، كل ذلك ثابت بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الفقهاء، مع بيان شروطهم التي سقناها لتقريب موضوع الاستمطار إلى الأذهان بالطرق الصناعية التي أشرنا إليها، مما يجعل شأن الاستمطار صحيحاً ومجدياً، بناء على ما توصل إليه عقل الإنسان من تجارب علمية رائدة في هذا المجال بترتيب وتنظيم من الخالق العظيم جل وعلا، القائل في محكم تنزيله: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ) (الأعراف: من الآية10)، والقائل: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذاريات:22)، والقائل: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)، كل ذلك صحيح ما لم تستهو هذا الإنسان نزعة الشر والحقد والظلم ليحول مشروع الاستمطار وعلم الاستمطار باستخدامه السيئ له إلى سلاح يفتك بالبشرية، وإلى أداة تحرق الأرض، وتلوث الجو، وتدمر البيئة، وتقتل الإنسان والحيوان، ولذا علينا أن نسجل الملاحظات المدرجة، ونبادر إلى تحقيق جملة التوصيات التالية(82):1- التفكير بجدوى مشروعية الاستمطار، وبيان أنه يعتمد أساساً على قدرات الإنسان ومواهبه بعد الأخذ بالأسباب، وأهمها التوكل.2- ضرورة القيام بمشاريع الاستمطار بشكل جماعي، وذلك بضرورة تكاثف جميع الأجهزة حكومية وخاصة، ولا سيما أجهزة الملاحة الجوية والزراعية والصحية وغيرها.3- ضرورة تشجيع الأبحاث الخاصة بالأرصاد الجوية، والأبحاث والتجارب المتعلقة بالاستمطار على الخصوص، مع محاولة أن تكون جميع هذه التجارب ناجحة ما أمكن.4- ضرورة توفر الإشراف العلمي السليم على جميع الأبحاث المتعلقة بالاستمطار.5- ضرورة تخصيص موارد مالية كافية لشراء الأدوات والمستلزمات لهذا المشروع العظيم من طائرات استمطار، ومناطيد ورادارات وغيرها.6- ضرورة توفير برامج تدريبية مكثفة للطيارين الذين يرتادون الفضاء والسحب لاستمطارها.7- عدم الاقتصار على نقطة واحدة أو منطقة معينة لاستمطارها، وإنما يجب أن تعمم ظاهرة الاستمطار على جميع البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، حتى تعم خيرات الله الأرض جميعاً.___________________(* ) تم نشر هذا البحث في مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية، جامعة الكويت عام 1423هـ.(1) صلاح الدين بحيري، مبادئ الجغرافيا الطبيعية، ص 110-112، 267-272، ومحمد سامي عسل، الجغرافيا الطبيعية، ط2، ص 395.(2) صلاح الدين بحيري، مبادئ الجغرافيا الطبيعية، ص 267-268، ويحيى الفرحان وآخرين، الجغرافيا الطبيعية، مرجع سابق، ص 262-263.(3) لسان العرب 5/178-179.(4) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 2/455.(5) لسان العرب 5/179، ومختار الصحاح ص 627 مادة (مطر).(6) لسان العرب 5/179.(7) كشاف القناع 2/66.(8) بدائع الصنائع 1/282.(9) حاشية الخرشي 2/109، والبهوتي 2/66.(10) حاشية ابن عابدين 2/184.(11) تفسير ابن كثير 1/100.(12) القرآن والكون، ص 104.(13) بشير التركي، لله العلم، 1979م، تونس، ص 164-165، وانظر التفسير الكبير 6/463، وانظر الفندي، مع القرآن في الكون ص 165.(14) لله العلم، بشير التركي ص 165.(15) ابن كثير 2/505.(16) تفسير القرطبي 18/303.(17) تفسير القرطبي 9/51، وتفسير ابن كثير 2/449.(18) الموصلي، الاختيار 1/71.(19) مختصر تفسير ابن كثير 3/71، وانظر الشرقاوي، الله والكون ص 106.(20) تفسير القرطبي 9/296.(21) أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب الاستسقاء في المسجد الجامع 1/35، ومسلم، كتاب الاستسقاء، الدعاء في الاستسقاء 6/192-193.(22) أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه، نيل الأوطار 4/6.(23) أخرجه أحمد وابن ماجه، نيل الأوطار 4/4، وروى أحمد مثله عن عبد الله بن زيد.(24) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، لكن لم يذكر مسلم الجهر في القراءة، انظر صحيح مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء 6/188-189، وانظر نيل الأوطار 4/4.(25) أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف حول النبي ظهره إلى الناس 2/38.(26) حاشية ابن عابدين 1/84، والهداية 1/88، وبدائع الصنائع 1/282.(27) نصب الراية 2/238، وانظر وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته 2/413.(28) بداية المجتهد 1/214-215، والقوانين الفقهية ص 60، والشرح الصغير 1/538، ومغني المحتاج 1/325، والمهذب 1/130، والمغني 2/283، وكشاف القناع 2/66.(29) مواهب الجليل 2/205، بداية المجتهد 1/215، ومغني المحتاج 1/321.(30) المغني 2/283.(31) المحلى 5/93.(32) يندب عند الحنفية والشافعية خروج هؤلاء، انظر حاشية ابن عابدين 2/185، ومغني المحتاج 1/322-323، والمهذب 1/130.(33) هذا في الأصح عند الحنفية والشافعية، انظر مصادر شاهد 47.(34) روي أن سليمان عليه السلام "خرج يستسقي، فرأى نملة مستلقية، وهي تقول: (اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك فقال سليمان: ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بمعناه، فذكر بإسناده عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صحيح الإسناد، انظر: المجموع 5/67.(35) الخرشي 2/109، ومواهب الجليل 2/205، وكشاف القناع 1/72-75.(36) والمقصود بالنساء هنا: الشابات مخشيات الفتنة، أما غيرهن فيكره لهن ذلك ولا يحرم، انظر مواهب الجليل 2/207، وبلغة السالك 1/191، والشرح الصغير 1/191.(37) حاشية ابن عابدين 2/185، ومغني المحتاج 1/322، والمهذب 1/130.(38) حاشية ابن عابدين 2/185.(39) بدائع الصنائع 1/284، والاختيار 1/72، وانظر فتح القدير مع العناية 2/96 مع التصرف.(40) وهذا رأي الجمهور، انظر المغني 2/287، وابن عابدين 2/185، والبهوتي 2/69 مع التصرف.(41) رواه البخاري، كتاب الجمعة، الاستسقاء، باب قول الله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون، 2/41، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بنوء كذا 2/59-60.(42) رواه أبو داود، كتابا لأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح 4/326، وابن ماجه، كتاب، باب النهي عن سب الريح 2/1228، والنسائي والحاكم بإسناد حسن عن أبي هريرة.(43) رواه مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر 6/196.(44) رواه الطبراني في الكبير وابن السني كلاهما عن عثمان بن أبي العاص، وقال السيوطي في الجامع 2/317: حديث حسن.(45) إنعام طهبوب، مشروع الاستمطار الأردني للموسم المطري 63-64، ص3-6، دائرة الأرصاد الجوية الأردنية.(46) عندنا في الأردن من هذه المحطات عشرون محطة، انظر المرجع السابق، ص 4.(47) عندنا في الأردن من هذه المولدات اثنتان وعشرون محطة، حسب إحصائية عام 1986م من دائرة الأرصاد الجوية.(48) المرجع السابق، حسب إحصائية 1997م، ص 15.(49) المرجع السابق.(50) أجريت هذه الدراسات بواسطة العليا للاستمطار في دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، والمشكلة برئاسة أمين عام دائرة الأرصاد الجوية، وعضوية مندوبين من وزارة النقل، وسلطة الطيران المدني، وسلاح الجو الملكي الأردني عام 1986م، انظر مشروع الاستمطار الأردني وطواقمه، دائرة الأرصاد الجوية (غير منشور).(51)(56) إنعام طهبوب، دراسة وتحليل معلومات الاستمطار الأردني في دائرة الأرصاد الجوية، نشرة غير مطبوعة، ص 14.(57) ( 70) إنعام طهبوب، المشروع الأردني للموسم المطري 93-94، دائرة الأرصاد الجوية، نشرة غير مطبوعة، ص 3-7.(61) ما سبق من أدلة.(62) الشرقاوي، القرآن والكون، ص 104.(63) جمال الدين الفندي، الله والكون، ص 179، 180، 181، والشرقاوي، القرآن والكون، ص 105.(64) انظر: الله والكون، ص 180-181.(65) ليس من الضروري أن يفهم من عبارة الجهل – هنا – أنها قدح وذم، وذلك لأن عالم الفقه أو الشريعة لم يضرب بالعلوم على تنوعها – وبالأخص العلوم الفقهية عرض الحائط في القعود عن طلبها، والركون عن الاستزادة منها، لأن مستنده في ذلك قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية9)، وقوله سبحانه وتعالى: (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وقول صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع" – لكن هذا القدر من العلوم، وهذه الحصيلة من المعرفة هو المقدر له، ولذا على العالم المسلم أن لا ييأس في حظه من المعرفة ما دام أنه على طريقها.(66) بشير التركي، لله العلم ص 164-165، وانظر إبراهيم صقر، أسس الهيدروجيولوجيا، ص 41، والشرقاوي، الله والكون ص 104.(67) الأجاج: المالح شديد الملوحة. قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ) (الواقعة:68-70)، أجاجاً: أي ملحاً شديداً، قاله ابن عباس، وقال الحسن: مراً قعاعاً، لا تنتفعون به في شرب ولا زرع ولا غيرهما، انظر الجامع لأحكام القرآن 17/143، ويقول ابن منظور: ماء أجاج: أي ملح، وقيل: مر، وقيل: شديد المرارة، وقيل: الأجاج: الشديد الحرارة، قال الله عز وجل: (وهذا ملح أجاج)، وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر. انظر لسان العرب 2/207.(68) حسان شمسي، الأسودان التمر والماء، ص 185، نقلاً عن موريس بوكاي، القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 202.(69) المرجعان السابقان.(70) كتاب توحيد الخالق 3/72.(71) محمد الفندي، الله والكون، ص 182.(72) انظر ص 29-33.(73) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، ورواه الترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء 2/445، وقال: حديث حسن صحيح.(74) المغني 2/283، وبداية المجتهد 1/214-215، ومواهب الجليل 2/205، ومغني المحتاج 1/321، والقوانين الفقهية ص 60، هذا ومن الضروري والمطلوب أن يتفهم كل مسلم، وكل من يعهد له واجب أو مسؤولية التعامل مع المناخ والسحب والأرصاد الجوية الأساس الذي تقوم عليه صلاة الاستسقاء، وبيان حكمتها وفوائدها باعتبارها من السنن الزائدة عن الفرائض، مثل: صلاة الضحى، وصلاة الحاجة، وسجدات الشكر وغيرها، وأن يحاول كذلك فهم منهج الفقهاء وخلافاتهم حولها، وبالنسبة لركعتي الاستسقاء هناك خلاف بين الفقهاء في تأديتها بجماعة، أم منفردة، بالصحراء أم داخل البلد، بخطبة أم بغير خطبة، بثياب خلقة غسيلة، أم بثياب عادية، وإن كنت أرى – كما نوهت – أن هيئات الفعل واللباس وغيره لأشخاص وطاقم الاستمطار من طيارين وغيرهم ليست بالضرورة أن تكون كهيئات المستسقين أو المتوجهين إلى الله بالدعاء لأن يرسل السماء عليهم مدراراً.(75) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب الاستسقاء 2/40.(76) متفق عليه عن أنس، والظراب: جمع ظرب، وهي: الرابية الصغيرة، انظر نيل الأوطار 4/14-15.(77) رواه الشافعي في مسنده، وهو مرسل، انظر نيل الأوطار: 4/12.(78) انظر ص 30 وشاهد 55 من البحث.(79) انظر ص 31 وشواهد 56، 57، 58.(80) رواه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة الاستسقاء، الدعاء في الاستسقاء 6/195، ورواه – أيضاً – أحمد وأبو داود، انظر نيل الأوطار: 4/14.(81) الفندي، الله والكون ص 180-181 مع بعض التصرف.(82) المرجع السابق ص 182-183 مع التصرف.
الاستمطار في الاسلام

د. ياسين محمد الغادي


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته