عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2006-12-22, 10:29 PM
الغربي الغربي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: نجد العذيه
المشاركات: 4,501
جنس العضو: ذكر
الغربي is on a distinguished road
افتراضي الشاعر محمد الاحمد السديري

هو الأمير المرحوم ـ محمد بن أحمد بن محمد السديري ـ شاعر علم ـ أصلة من ((الدواسر)) القبيلة العربية الأصيلة
يشكل محمد السديري بحد ذاته مرحلة من المراحل التي مر بها الشعر النبطي فقد ربط القديم بالحديث وبه اتصل التراث واستمر . . . وله يرجع الفضل بتعليق الكثير من الشباب بالشعر النبطي من خلال تعلقهم بشعره ومحبتهم له
صدر له بحياته : (( الملحمة الزائدية )) قصيدة واحدة وضعت في كتاب منفرد باعتبارها من دور الشعر النبطي جاءت شاملة جامعة بدأها الغزل ثم الفخر والحماسة ثم الحكم والمواعظ ومعالجة شئون الحياة ثم النصح والإرشاد
وصدر له أيضاً بحياته (( الدمعة الحمراء )) وهى أول تجربة من نوعها بالشعر النبطي كانت عبارة عن قصة حب بين ((شيمة ووافي)) تحول العادات والتقاليد بينهما . . . عالجها رحمه الله بالشعر النبطي بأسلوب مميز لم يسبق له مثيل فنجح بها نجاحاً عظيماً وكان أول من أدخل أسلوب الرواية المتكاملة أو الأسلوب القصصي المسرحي على الشعر النبطي
كما صدر له مؤلف (( أبطال من الصحراء )) قصص شخصيات تاريخية من الأبطال الشعراء الذين شهد لهم بشجاعتهم . . . كتب سيرة حياتهم والمواقف الخالدة بحياة كل منهم وأشعارهم النبطية التي قيلت بالمناسبة
كان يعد رحمه الله قبل وفاته ديواناً باسم (( حداوى الخيل )) ولكنه توفي قبل إتمامه وصدر له بعد وفاته ((ديوان محمد السديري)) يحوي مجموعة لا بأس بها من أشعاره
ولد رحمه الله سنة 1915م على وجه التقريب ببلدتهم الغاط بنجد حيث كان والده أميراًَ لها وتوفي سنة 1979م أثر أزمة قلبيه








ظهر محمد السديري رحمه الله في فترة كان فيها الشعر النبطي بانحدار قاتل فارتقى به إلى القمة حيث استطاع بعظمته الأدبية أن يضع بصماته الواضحة على مسيرة الشعر النبطي من خلال المساهمة الفعالة في كل المجالات الأدبية ومن خلال روائع من منظومات فتحت أمام شعراء النبط آفاقاً جديدة رحبة فعاد الشعر النبطي بـ((محمد السديري)) إلى مكانته السابقة وقد كانت بداية الانطلاقة الجديدة التي تجاوبت معها الجماهير في أنحاء جزيرة العرب بقصيدته الخالدة والتي منها نقتطف هذه الأبيات




يا عل قصرٍ مالقى لـه ظلالـي"
"ينهار من عالي مبانيـه للسـاس

لا صار ما هو مدهـلٍ للرجالـي"
"وملجا لمنهو يشكي الضيم والباس

البوم في تالـي خاربـه يلالـي"
"جزاك يا قصر الخنا وكر الادناس

لا خاب ظنك بالرفيـق الموالـي"
"ما لك مشاريهن على باقي الناس




وتتفاعل الجماهير مع هذه القصيدة ويعلن للناس في كل مكان أن هناك أدباً أوشك على النهاية ويلتفت الناس لهذا الأدب ويستمر العطاء فينتشر شعره بين الناس ويبدأ الكثير من الشعراء تقليده والسير على نهجه ويطلق رائحته الأخرى التي وصل بها للقمة وراحت مضرباً للمثل بين الناس لما تحويه من المعاني الجديدة والتي يقول فيها




كم واحدن له غايتـن ماهرجهـا"
"يكنها لو هـو للأدنيـن محتـاج

يخاف من عوجا طوالٍ عوجهـا"
"هرجة قفا يفرح بها كل هـراج

يقضب عليك المخطية من حججها"
"حلوٍ نباه وقلبه أسود من الصـاج

الله خلق دنيـا وسـاع فججهـا"
"عن ما يريب القلب لك كم منهاج

رجلك الياشطت لياليـك سجهـا"
"عساتو إليهـا تبشـر بالأفـراج





ولم يتوقف رحمه الله عند حد معين في السماء الشعري بل كانت شاعريته تتدفق لتثري جميع فنون الشعر النبطي فكنت تلمس إجادته وتمكنه في كل معنى يتطرق إليه
فقد كان شاعرنا وجدانياً رقيقاً يداعب أرق المشاعر في غزله


وكان رحمه الله حريصاً كل الحرص على الشعر النبطي غيوراً عليه محباً للشعر فجمعهم حوله وقربهم وأرشدهم وشجعهم فجدد بذلك مسيرة الشعر النبطي فترة طويلة وأعطاها من قلبه وروحه فخلد اسمه


واعذرونا عل القصور

الموضوع منقووووول