الطرق المثلى
لزيادة فاعلية أداء السدود في البلدان العربية الى الحد الأقصى
.
لا شك ان للسدود التي تقام في نهايات كثير من الاودية فوائد كثيرة ، فهي تحمي مناطقها ـ بعد حماية الله عزوجل ـ من غوائل اجتراف السيول لها .
كما تقوم باذن الله بحفظ المياه في مناطقها عدة اشهر فتستفيد منه تلك المناطق .
كما تساهم في ارتفاع وحفظ منسوب المياه السطحية في تلك المناطق.
-----------------------------------------
و لكن ............
هل ترى أننا قد بلغنا الدرجة القصوى من الاستفادة من تلك السدود .
ام ان هناك طرقاً لزيادة فاعلية وجود مثل تلك المنشئات الاقتصادية الهامة ، و الضخمة .
------------------------------------------------------------
نعم ، بالطبع هنالك عدة سُبل و وسائل وطرق لزيادة فاعلية تلك السدود و الرقي بمستوى الخدمات التي تقدمها تلك المنشئات الاقتصادية ، إذ هناك عدة افكار لو طُبِّقت بعناية في كثير من السدود لكان لها آثار ايجابية على المدن القريبة منها .
---------------------------------------------------
الفكرة المطروحة :
ـ لا شك أن بعض السدود و ان كانت تقوم بدور كبير في حفظ المياه و حماية المناطق من الفيضانات قد لا تحظى بمسالك كافية مؤدية الى المناطق المزروعة في المدن و القرى المتاخمة لها ، ممَّا يقلِّل من منسوب الاستفادة من المياه المحتجرة في تلك السدود ، و يؤدِّي الى ضياع تلك المياه شذر مذر في مسالك متفرقة و متباعدة .
-------------------------------------
ـ و الحل المطروح الآن هو:
محاولة الاستفادة من المياه المحتجزة خلف تلك السدود ، وذلك من خلال حفر عدة آبار تغذية اصطناعية في بحيرة السد ، "و بمواصفات مناسبة لعملية التخزين "عبر الطبقة السطحية الى قُبيل مستوى الحصاة السوداء ، و من ثمَّ حقن المياه في تلك الآبار ، "و بالنسبة للآبار الارتوازية يكون التكييس اسمنتياً حسب مواصفات وزارة الزراعة والمياه حتى لا يُؤدي الضغط الشديد للمياه الى طمر "البئر الارتوازي ".
وبذلك نحُدُّ من تبخر المياه ، ونرفع من منسوب المياه السطحية في آبار المناطق الزراعية المجاورة.
و للمعلومية :
فطريقة استخدام آبار التغذية لزيادة منسوب المياه السطحية في آبار المناطق الزراعية المجاورة قديمة جداًّ في كثير من مناطق شبه الجزيرة العربية .
ففي كثير من الاودية كان اهل المنطقة يقومون بحفر عدة آبار على ضفتي الوادي و بارتفاع يتراوح بين المتر و نصف و المترين عن بطن الوادي ، ـ و يعود تاريخ حفر بعض تلك الآبار الى اكثر من اربعمائة سنة على اقل تقدير ـ .
و كانت تلك الآبار تستخدم لتغذية وزيادة منسوب المياه السطحية في المنطقة الى وقت قريب ، الى أن أقيمت السدود ، و طُمِرت تلك الآبار أو احتُجِر السيل قبلَها ، مِمَّا أثَّر سلبياً على امكانية الاستفادة التخزينية من تلك الآبار .
و لا يخفى أنه لم يكن المقصود من حفر تلك الآبار مجرد السقيا ، و إلاَّ لكانوا حفروا البئر في أخفض نقطة في الوادي كما هو معلوم .
و إنما كان المراد هو تخزين الفائض من السيل : "أي ما فوق منسوب المتر و نصف أوالمترين من السيل" في الطبقة السطحية من المنطقة ممَّا يرجع بالفائدة الى كامل المنطقة .
أمَّا من ناحية الآبار التخزينية الحديثة ، فهناك على سبيل المثال "تجربة سد تربة" ، فقد كان الحفر الارتوازي على شكل شقٍّ معترض في بحيرة السد ـ كما حدثني من رآه ـ ، وذلك لتخفيض منسوب الطمي في السد ، وكذلك لرفع منسوب المياه السطحية في المنطقة ، و قد استفادت منه منطقة "تربة" بشكل واضح ، وزادَ من منسوب المياه السطحية فيها .