الإجلاء القسري لم يكن موفقاً هذا رأي الخبراء وأنت الحكم
لجينيات ـ طمأن الدكتور عبدالله العمري رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود ورئيس الفريق البحثي في حرة الشاقة أهالي العيص وأملج بأن الأحداث التي تمر بها منطقتهم طبيعية لا تدعو للقلق، وأنه توقع شخصيا في فبراير 2008م توالي وتيرة الاهتزازات ووصولها إلى ذات الرقم المسجل وانحسارها بعد ذلك، منتقدا في ذات السياق الإجلاء القسري للأهالي مؤكدا أنه اجتهاد غير موفق لا يقلل من جهود الدفاع المدني وحرصه على حياة السكان، مشيرا إلى اتصالات تلقاها من زملائه المختصين في الجامعات الأمريكية والأوروبية الذين دهشوا - حسب وصفه - من الإجراءات المنفذة.
و أضاف: هيئة المساحة الجيولوجية أدت دورها في إعطاء المعلومات العلمية الوافية للدفاع المدني وهي ليست جهة تنفيذية، ويفترض أن تحلل هذه المعلومات بالنظر للعوامل الأخرى المؤثرة، وهي الكثافة السكانية، وبعد الزلزال عن مدينتي العيص وأملج، واعتبارات اجتماعية، ونفسية تؤخذ بالحسبان قبل عملية الإخلاء القسري الذي لا يتم إلا عندما تتحول المنطقة إلى مسرح لعمليات خطرة جدا أو عندما تصل نسبة الخطورة إلى أكثر من 90-100%، وكان يفترض أسوة بالأحداث المماثلة في العالم أن يكون الإخلاء اختياريا فقط لاسيما وأنه لم تظهر في المباني أي مشاكل هندسية مع وجود مبان بدائية آيلة للسقوط يفترض أن تقتصر عملية الإجلاء عليها.
وأضاف: أثر الإخلاء كان أشد من الاهتزازات على السكان الذين باتوا يحنون إلى مواطنهم ومنازلهم ويحتاجون إلى تأهيل نفسي جيد أو ما يسمى ب (الجهد الجماعي) من المختصين في الزلازل والاجتماعيين والنفسانيين.
وقال الدكتور العمري: الأهالي في العيص وأملج تعلموا كيف يتعاملون مع الاهتزازات بعقلانية، ومستقبلا سيتأقلمون مع هذا النوع من الهزات، خصوصا وأنها لم تكن جديدة عليهم فقد أحسوا بها بشكل متفاوت خلال الثلاثين سنة الماضية، وكانت بالنسبة لهم طبيعية، ولكن التضخيم الإعلامي والاحتياطات الاحترازية المبالغ فيها هي التي أثرت عليهم نفسيا.
وعن دوائر الخطورة التي يمكن رسمها في المنطقة أشار الدكتور العمري إلى أن الدائرة الأولى هي الأماكن القريبة جدا من التصدعات التي حدثت مؤخرا وعند إنشاء أي مبنى في هذه الدائرة فحتما سيتأثر، والعيص ضمن الدائرة الثانية بحكم كثافتها السكانية العالية، وأملج وينبع والوجه وضبا ضمن الدائرة الثالثة، وفي الدائرة الرابعة المدينة المنورة وتبوك.
وعن قياس درجة حرارة مياه الآبار أوضح الدكتور عبدالله أنه لا يمكن لمختص الاعتماد على ذلك حتى يتم حفر آبار اختبارية في الموقع، وقياس حرارتها بشكل مستمر فعندما تقفز درجة حرارتها بشكل مفاجئ من 35 إلى 55 مثلا نعرف أن هناك صهارة قريبة تريد أن تخرج إلى السطح وهذه الطريقة أدق من عامل الغازات.
وعن توقعاته المستقبلية أفاد العمري بأن الاهتزازات ستستمر بين وقت وآخر بشكل خفيف بدون آثار أو أضرار، أما خلال السنوات القادمة فلا أستطيع الحكم حتى الانتهاء من تحليل خواص المصدر الدقيقة للعيص، وهل مصدرها الصهارة، أم مصدرها من البحر؟.. ثم نقوم بعد ذلك بدراسات جيوكيميائية لمعرفة أعمار الصخور لتكوين تفاصيل متكاملة تعطي توقعات دقيقة، إضافة إلى أن المحطات التي تم تركيبها الأسبوع الماضي على شكل مصفوفة زلزالية ستزودنا بنموذج ثلاثي البعد لشكل الصهير تحت الأرض.
جاء ذلك ردا على أسئلة (الرياض) بعد مرافقتها الفريق الجيولولجي خلال مسحه ودراسته لحرة الشاقة أمس الأول، وأضاف الدكتور العمري أن من أبرز نتائج الجولة الوقوف على توزيع محطات الرصد الزلزالي لجامعة الملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومعرفة اتجاهات الشقوق التي ظهرت على السطح، حيث وجدنا معظمها باتجاه (شمال وشمال غربي - جنوب) في منتصف الحرة، وهي صدوع رأسية نجمت عن زلزال ضعيف التأثير بعكس الصدوع العكسية الخطرة، ولاحظنا أن التشققات بعيدة عن العيص وأملج، مما يؤكد أنهما بعيدتان عن الخطر الذي قد يتنبأ به المختصون مستقبلا.
وقال: لم نلاحظ وجود غازات أو أبخرة ظاهرة ولكنها مرصودة من قبل محطات الأرصاد وحماية البيئة ووفقا لما هو مسجل فهي ضمن النسب المقبولة حتى الآن، وحتى عند ارتفاع أحد الغازات الضارة فهو بحاجة لرياح بسرعة معينة حتى تنقله إلى مواطن السكن التي لا تقل عن 30 – 40 كلم ليصل بشكل خفيف ليس له تأثير.
وعن استمرارية أو توقف الاتساع والتشوه الذي طال القشرة الأرضية قال رئيس الفريق البحثي: يجب عمل قياسات بأجهزة جي. بي. إس موصولة بالمحطات حتى يتم قياس الهزة والتشوه القشري في آن واحد وهي من أحدث التقنيات العالمية التي لم تطبق حتى الآن في المملكة.
وعن نشاط الحرات البركانية الأخرى قال: إن هيئة المساحة ترصد بشكل مستمر هزات في حرة رهط لكنها خفيفة لم تتجاوز ٢.٥ درجة على مقياس ريختر، أما حرة خيبر فليس لها نشاط يذكر حتى الآن.
وفي معرض رد الدكتور العمري على أسئلة الأهالي في قرية القراصة أرجع سبب ظهور الشرار والدخان إلى تكسر الصخور البازلتية أثناء الهزة العنيفة، أما الغبار الذي أحاط بالمنطقة فقد أكد انه ليس رماداً بركانياً كما يخيل للبعض، وأرجع سبب الصوت الذي يشبه الرعد إلى أصوات الرياح أثناء ولوجها في التجويفات والتشققات.
وكان الدكتور عبدالله العمري قد ألقى محاضرة في مستشفى أملج العام للتهدئة من روع الكوادر الطبية هناك والتي تركت السكن المخصص وتوجهت إلى مخيمات الإيواء أسوة بالنازحين.
من جهته حمل العقيد م.علي بن مسعد الجهني أحد أهالي العيص على قرار الإخلاء القسري مشيرا إلى انعكاساته الخطيرة على النساء والأطفال حيث تركت المنازل والممتلكات الثمينة دون إغلاق، وناشد العقيد ولاة الأمر بإنصاف الأهالي ومحاسبة المسؤولين إذا ثبت عدم الحاجة للإجلاء.
يشار إلى أن المواطن عبيد بن عواد من أهالي القراصة رفض الإخلاء وتطوع لتقديم الأعلاف والماء للمواشي التي تركها السكان في المنطقة.
( الرياض )
هنا لو تكرمت
https://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=15483