24 أيار , 2009
الها غراندي-البرازيل-سانا
ذكرت وكالة رويترز أن المناخ الغريب في البرازيل وزحف الكثبان الرملية لعشرات السنين الى مناطق سكنية في البلاد اثار مخاوف كبيرة من التاثيرات الخطرة للتغيرات المناخية.
وأشارت الوكالة في تقرير لها اليوم إلى أن الكثبان الرملية ابتلعت 13 منزلاً في جزيرة الها غراندي في دلتا نهر بارنايبا شمال شرق البرازيل وألقى خبراء البيئة باللوم في ظهور الكثبان الرملية الضخمة التي تزحف بواقع 25 متراً سنوياً إلى عاملين أساسيين هما عامل البيئة والنشاط البشري.
وأوضح الخبراء إن إزالة الغابات وارتفاع عدد السكان يهدد بمحو بلدة تقطنها 8500 نسمة من على الخريطة فيما تلعب الرياح التي زادت قوة والطقس الذي أصبح أكثر جفافاً في السنوات الأخيرة دوراً في المشكلة.
وقال لويس روبرتو ديل بوغيتو خبير المحيطات إن قوة الريح بدأت بالتزايد فهي القوة المحركة لهذه العملية كما أشعلت موجة من الطقس المتطرف جدلا بشأن مدى تأثير التغير المناخي على البرازيل التي تضم واحدة من أكبر الغابات المطيرة في العالم وفي الوقت نفسه واحدة من أكبر سلال الغذاء في العالم.
وأضاف أن الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد في شمال وشمال شرق البلاد جعلت مئات الالاف من الأشخاص بلا مأوى وتسببت في وفاة نحو 45 شخصاً وفي الوقت ذاته ضربت جنوب البرازيل سلسلة من موجات الجفاف مما دمر عمل المزارعين وخفض تدفق الماء بواقع الثلث على شلالات اجوازو الشهيرة.
وأبدى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قلقه من التبعات التي تتحملها البرازيل نتيجة التغيرات المناخية التي تحدث في العالم عندما تكون هناك موجة جفاف شديدة في مكان لم يكن موجوداً فيه قبل ذلك وعندما تمطر في أماكن لم تكن تسقط بها أمطار قبل ذلك.
وعانت ولايات الجنوب من الجفاف خلال سبع من بين السنوات الأحدى عشرة الماضية كما أن أول إعصار سجل في البرازيل ضرب الساحل الجنوبي عام 2004وشهدت منطقة الأمازون أسوأ موجات الجفاف منذ عشرات السنين في 2005.
وتقدر دراسة استعانت بها الحكومة في التخطيط أن منطقة الأمازون سترتفع حرارتها بين ست وثماني درجات مئوية بحلول عام 2100 مما يعني انخفاض كمية الأمطار عشرين بالمئة.
وارتفع متوسط الحرارة في البرازيل 8ر0 درجة مئوية على مدى السنوات الخمسين الماضية وإلى جانب النشاط الزراعي فإن الطاقة المائية التي توفر 85 بالمئة من احتياجات الطاقة في البرازيل ستتأثر مع انخفاض منسوب الأنهار.
وشهدت أجزاء من الجنوب هذا العام أسوأ موسم جفاف في نيسان منذ عام 1929 ما أجبر أكثر من 300 بلدة على اعلان حالة الطوارئ وقدر حجم الخسائر في المحاصيل في ولايات سانتا كاترينا وريو غراندي دو سول وبارانا بسبب الجفاف هذا العام بأكثر من 5ر1 مليار دولار.
وفي منطقة ايلها غراندي وخلال موسم الجفاف الذي يبلغ أوجه في شهر اَب يخوض السكان معركة خاسرة لإبعاد الرمال عن شعرهم وطعامهم ومنازلهم وقال مسؤولو البلدات إن 27 منزلاً دفنت خلال السنوات الأربع المنصرمة وحذر ديل بوغيتو عالم المحيطات من أنه وخلال ست سنوات ستكون البلدة قد اختفت.
ومن الأسباب المحتملة الأخرى للمناخ المتطرف في الآونة الأخيرة ما يطلق عليه ظاهرة النينا التي تتسم بدرجات حرارة باردة بشكل غير معتاد في المحيط الهادي.
وتقول البرازيل وهي رابع أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بسبب إزالة غابات الأمازون إنها مستعدة لوضع أهداف لخفض الانبعاثات وتهدف إلى أن تكون مفاوضاً رئيسياً في محادثات تجرى في كوبنهاغن في كانون الأول للاتفاق على معاهدة عالمية جديدة للمناخ.