إن كثرة الزلازل دليل على قرب فناء العالم وحدوث الزلزلة الكبرى، وهي يوم القيامة "إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" (الحج: من الآية1)، فقد روى البخاري أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج".
الوقفة السابعة: إن واجب المسلم في حال وقوع الزلازل ألا يكون كمن ماتت قلوبهم فيقول: "قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ" (الأعراف: من الآية95) وأنها أحداث طبيعية، بل عليه بكثرة الاستغفار والفزع إلى الله _تعالى_ والرحمة على المساكين والصدقة عليهم والعطف لحالهم، فالراحمون يرحمهم الله "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وعليه الإنابة إلى الله وترك المعاصي والتوبة إليه، والحث على تحكيم شريعته وكتابه ورفع راية الدين، وتحقيق غايته ونصرة أوليائه.
فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان إذا رأى خسوف الشمس في السماء أو كسوف القمر فزع إلى الصلاة رجاء رحمة الله ومغفرة وهرباً من أليم عذابه وعقابه.
نسأل الله أن يرحمنا برحمته الواسعة، وألا يؤاخذنا بسفهائنا، فلا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين...