بارك الله فيك دكتورنا الفاضل عبدالله هناك يادكتور عبدالله رحلة استكشافية للربع الغالي (الخالي ) عام 2006 قام بها اكثر من 50 دكتور وبروفسور من امريكا وسويسرا ومصر والسعودية وبعض البلدان وأكدت وجود كميات هائلة من المياه بالربع الخالي وقد امتدت هذه الرحلة على مدى اسبوعين خاض فريق الخبراء خلالها في أعماق الصحراء وأبحر على رمالها الممتدة على مساحة أكثر من نصف مليون «كم» مربع وقطع مسافة تجاوزت 3000 كيلو متر كانت مليئة بالمشاق والتحديات ليخرج بحصيلة وافرة من المعلومات العلمية الهامة في مختلف المجالات مكتشفاً العديد من الكنوز في باطن الارض في عدد من التخصصات كانت تغطيها الرمال الذهبية لسنوات مضت واليك بعض ماجاء من بعض العلماء المشاركين بهذه لحملة البروفيسور السويسري ألبرت مارتر وخبير علم المياه الدكتور إبراهيم نصر وأستاذ جغرافية السكان الدكتور رشود الخريف وخبير الآثار القديمة لفترات ما قبل الميلاد الدكتور عوض الزهراني.. فكان التالي: آبار المياه العذبة والمالحة السطحية والجوفية والينابيع والمياه الكبريتية والبحيرة التي وقف عليها فريق العلماء والمنتشرة في أجزاء واسعة من صحراء الربع الخالي وكميات هائلة كانت مفاجأة لفريق الخبراء في بعض الأحيان ومرصودة مسبقاً ومتوقعة في أحيان أخرى حسب الدراسات والأبحاث السابقة إلا أن الجديد هو أن هذه أول دراسة (علمية) واستكشافية دقيقة لهذه المواقع. وقد وقف فريق الخبراء خلال الرحلة على العديد من الآبار وأجرى العديد من الدراسات والأبحاث والتحاليل لمياهها ولمياه البحيرة الممتدة في عمق الصحراء على شكل (واحة) جميلة تحيط بها بعض الأعشاب وأشجار النخيل ويتفاوت عرضها من موقع إلى آخر حيث يحيط بها كثبان رملية شاهقة العلو وصفت بأنها أعلى كثبان رملية في العالم، وقام خبراء المياه بجمع عينات من مياه هذه البحيرة لتحليلها ومعرفة مصدرها فيما توقع عدد منهم أن يكون مصدرها ينابيع تخرج من باطن الأرض مشكلة هذه البحيرة، ورأى أحد المختصين احتمالية أن يكون موقع هذه البحيرة قد تعرض لسقوط نيزك أدى إلى إحداث حفرة على الأرض سهلت خروج هذه الينابيع، وأكد أحد سكان البادية في الموقع أن عمر هذه البحيرة يعود إلى عشرات السنين بدليل عمر أشجار النخيل فيها مشيراً إلى أن البادية يسقون ماشيتهم من مياه هذه البحيرة. خزانات المياه وتحدث ل «الرياض» أستاذ علم المياه بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة الدكتور إبراهيم محمد نصر عن اكتشافات الفريق العلمي لآبار وخزانات المياه.. وقال إن فريق العلماء وقف على العديد من آبار المياه وتبين له وجود خزانات مياه عديدة في صحراء الربع الخالي منها خزانات قريبة من سطح الأرض يتراوح عمق المياه فيها ما بين 2,5-15م ونوعية المياه فيها ما بين مياه عذبة إلى مياه مالحة، كما انه يوجد خزان كبير عميق عمقه يزيد على 300 متر وهي من الآبار التي حفرت بواسطة أرامكو، كما وجدنا عدداً من العيون (الفوارة) الذاتية، وعينين الأولى بالقرب من منطقة الحصان في (سبخة مطي) والثانية في أم الحيش في الطريق ما بين عروة والسحمة وهي مياه كبريتية ودرجة حرارتها لا تقل عن 38 درجة مئوية إلى 48 درجة حسب عمق الخزان والطبقة التي تأتي منها هذه المياه. وأضاف د. نصر قائلاً: نتوقع أن هنالك كميات هائلة من المياه في الربع الخالي وقد تم جمع (25) عينة منها لتحليلها بشكل دقيق لتحديد نوعية المياه ومدى الاستفادة منها في الأغراض المختلفة، ونأمل أن يتحول مسمى الربع الخالي إلى الربع الغالي لأن المياه هي أساسي المياه وتتواجد بشكل كبير في هذه المنطقة. وعن توصياته بعد انتهاء الرحلة قال د. نصر إن أبرز توصية هي الاهتمام بالمياه الجوفية لأنها أساس الحياة ويجب علينا كذلك تقييم هذه الخزانات تقييم صحيح ليتم الاستغلال الأمثل لها خصوصاً أن خزانات المياه الضحلة تكلفتها الاقتصادية قليلة لقربها من سطح الأرض وصلاحيتها للزراعة والشرب، وسيتم فيما من خلال تحليل هذه المياه تحديد عمرها ومصدر التغذية لهذه الخزانات وكمياتها، وسيشمل التقييم كذلك تمديد سمك الطبقة الحاملة للمياه وامتدادها الأفقي، وسيأخذ زميلي د. محمد سلطان عينات من هذه المياه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنا سأخذ عينات إلى القاهرة إلى جانب ما ستأخذه هيئة المساحة الجيولوجية من عينات لتحديد نتائج هذه المياه ومواقع الخزانات الجوفية والقيام بالدراسات التفصيلية لهذه المواقع، كما أوصي بوضع محطات ارصاد أرضية لمواصلة الأبحاث في هذا المجال. بحيرات الربع الخالي من جانبه قال البروفيسور السويسري ألبرت مارتر الخبير الجيولوجي في تصريح ل «الرياض» أن الربع الخالي يمثل ظاهرة تستحق الدراسة والعناية وقد اكتشفنا الكثير من هذه الظواهر، ومما لفت اهتمامي تغير الظروف المناخية في هذا الجزء من الجزيرة العربية خاصة فيما يتعلق في ظاهرة (النسون) الأمطار الموسمية وهي التي تسقط صيفاً. وأضاف أنه تتم دراسة هذه الظاهرة كما حصل في رمال الوهيبة في عمان من خلال دراسة كثبان الرمل للتعرف على الطبقات المختلفة من الكثبان ومنها نستنتج تغير ا لظروف المناخية وكذلك دراسة ما يعرف بالصواعد وهي الترسبات التي تتكون في الكهوف نتيجة وصول مياه الأمطار إليها وتكوين طبقة الصواعد في قاعها مكونة أشكالاً من الرواسب الجيرية. وعن الطقس في الربع الخالي وهل وجده كما كان يتوقع.. قال ألبرت اننا تتبعنا دراسة المناخ القديم خلال (400) سنة الماضية ووجدنا أنها تعرضت لعدد من فترات الجفاف كالوقت الحاضر وفترات مطيرة. ومضى قائلاً: وخلال الفترات المطيرة كان جنوب الربع الخالي عبارة عن بحيرات تنمو فيها الغابات وتؤمها الحيوانات والطيور وخلال هذه الدراسات نستنتج كيف تتغير الظروف المناخية نتوقع ما سيحصل، وهناك اهتمام آخر لدراسة رمال هذه المنطقة هو البحث عن قطع صخور النيازك وقد عثرنا على (4000) قطعة الكبيرة منها بحجم كرة القدم والصغيرة بحجم البيضة، وقطع النيازك هذه مصدرها من كوكب المريخ شرق الربع الخالي. (وبارك الله فيك وغفر لوالديك)