[عاشق الغيمة]

2000 خيمة إيواء لقرى العيص تحسبا للزلازل
مدير الدفاع المدني: مستعدون لإيواء 60 ألف نسمة



خيام الإيواء وصلت العيص أمس




العيص: مخلد الحافظي


بدأت فرق الدفاع المدني أمس تحركاتها الوقائية لتأمين سلامة أكثر من 60 ألف مواطن ومواطنة بمدينة العيص التابعة لمحافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة وذلك بعد سلسلة من الهزات الأرضية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية بلغ أعلاها 3.7 على مقياس ريختر.
وصرح مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري لـ»الوطن» بأن فرق الدفاع المدني حددت موقعا لإيواء أهالي قرى هدمة والقراصة والعميد التابعة لمركز العيص على مسافة 60 كيلومترا من الأخيرة، إذ سيتم البدء بنصب ألفي خيمة وصلت أمس إلى المكان.
وقال التويجري، الذي قام أمس بزيارة تفقدية للعيص زار خلالها موقع مركز الزلزال في قرية هدمة شمال غربي العيص، إنه لا يوجد ما يدعو للقلق والخوف بسبب تلك التجهيزات، مؤكدا أنهم دائما ما يأخذون الأمور على محمل الجد وذلك بتوجيهات من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز «الذي كلفنا بهذه الزيارة للاطمئنان على أهالي المنطقة».
وأضاف الفريق التويجري أنه تم اعتماد 7 مراكز للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة وسيكون للعيص نصيب منها نظرا لحاجة المنطقة، مؤكدا أنه لا توجد وفيات أو إصابات نتيجة الهزات، وقال «نحن مستعدون وبكامل تجهيزاتنا لإيواء 60 ألف نسمة وذلك بتوفير كامل الإمكانيات التي جهزتنا حكومة خادم الحرمين الشريفين بها». وذكر التويجري أن مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على اتصال مباشر من بداية الأحداث للاطمئنان على الأهالي وتوفير كامل الإمكانات والاستعدادات التجهيزية والتموينية، مضيفا أن «الإجلاء الآن يتركز على الأهالي الذين يقطنون بقرية هدمة والقراصة وكذلك قرية العميد» مؤكدا أن فرق الدفاع المدني طلبت منهم المغادرة «كاحتياطات احترازية ومن مبدأ الحرص والسلامة لهم». وقد رافق الفريق خلال الزيارة مدير عام الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة اللواء صالح المهوس. من جهته، قال مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني بن محمود زهران إن عدد الهزات الأرضية التي رصدتها أجهزة رصد الزلازل بلغ حتى الآن أكثر من 1600 هزة أرضية، واصفا غالبيتها بالضعيفة جدا، حيث بلغ أقصاها حتى صباح أمس 3.7 درجات على مقياس ريختر، أما التي شعر بها الأهالي فهي 6 هزات أرضية. وعن المتوقع مستقبلا قال زهران: إن «الغيب بعلم الله سبحانه وتعالى وهذه الزلازل ما هي إلا دليل على قدرة المولى جل وعلا، إلا أنه من المعروف أن النشاط الزلزالي المرتبط بمناطق الحرات البركانية يستمر لفترات طويلة ويمر بعدة مراحل مختلفة». وأضاف زهران هذا النوع من النشاط الزلزالي يعرف باسم الحشود الزلزالية، وهو عادة ما يحدث في مناطق الحرات البركانية، ويتزايد هذا النشاط مع الوقت من حيث العدد والقوة، وقد يستمر إلى عدة أشهر، ثم يبدأ مرة أخرى بالانخفاض إلى المعدل الطبيعي. وعن أكثر المناطق بالمملكة نشاطا من حيث الزلازل والبراكين، أكد مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين أن النشاط الزلزالي بالمملكة يتركز حول حواف الصفيحة العربية، حيث إنه مرتبط بالوضع الحركي والتكوني لشبه الجزيرة العربية، حيث تتحرك الجزيرة العربية في اتجاه الشمال الشرقي، ولذلك يتركز النشاط الزلزالي على طول خليج العقبة والبحر الأحمر وخليج عدن، كما يوجد نشاط زلزالي على طول الحدود الغربية الإيرانية ممتدا إلى الشمال حتى تركيا. وعن التدابير التي يتم اتخاذها حال حدوث هزات أرضية قال زهران إنه انطلاقاً من حرص الهيئة على تنفيذ المهام الموكلة إليها، فإن الهيئة تبادر بالتبليغ الفوري للمديرية العامة للدفاع المدني في حينه. وتتخذ الهيئة-بحسب زهران- إجراءات سريعة فور حدوث أي هزات أرضية أو أي نشاط زلزالي غير طبيعي وفوق المعدل الطبيعي لكل منطقة، حيث تبدأ الهيئة بالتبليغ الفوري للجهات ذات الصلة والمعنية بالحدث، ثم ترسل الهيئة الفرق البحثية المتخصصة في مجال علوم الأرض ( فرق جيولوجية، وجيوفيزيائية، وجيولوجيا تركيبية، وبراكين، والمخاطر الجيولوجية) لإجراء الدراسات الخاصة بهذا النشاط ومعرفة أسبابه، وإعداد تقارير تفصيلية متضمنة التوصيات والمرئيات العلمية بخصوص هذا النشاط، وإرساله إلى الجهات المعنية لاتخاذ ما تراه مناسباً. وأشار المهندس هاني أنه طبقاً لآلية التبليغ التي تم الاتفاق عليها بين منسوبي هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ومسؤولي المديرية العامة للدفاع المدني، فقد تابعت الهيئة عن كثب النشاط الزلزالي الحديث بحرة الشاقة ( لونيير) منذ بدايته ، حيث تم التبليغ الفوري من الهيئة لمركز القيادة والسيطرة بالمديرية العامة للدفاع المدني بالرياض في حينه، طبقاً للآلية العامة للتبليغ التي تم الاتفاق عليها مع مسؤولي المديرية العامة للدفاع المدني بالرياض،على أن يقوم مسؤولو مركز القيادة والسيطرة بالمديرية العامة للدفاع المدني بالرياض بتمرير البلاغ إلى الجهات الفرعية التابعة لهم بالمناطق المعنية.