الموضوع: الـريـاح
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2006-03-19, 09:52 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي

الرياح اللواقح :

قال تعالى :[ و أرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه ] .

و بالأمس كان الإنسان القديم يرى السحب تتكاثر ثم تمطر السماء أما اليوم فمن المعلوم أن تكثف بخار الماء على شكل قطرات مطر لا يحدث حتى ولو بلغت نسبة الرطوبة في الكتلة الهوائية 400% بدون توفر ذرات ملحية أو ثلجية بالغة الصغر و أن الرياح هي التي بنقل هذه الذرات حتى إذا التقت بإذن الله بكتلة هوائية رطبه بدأ التكاثف ثم يهطل المطر كذلك تقوم الرياح ببناء السحابة الرعدية حيث تنقل الهواء الدافئ الشديد الرطوبة من الطبقة الملامسة لسطح الأرض إلى طبقات الجو العليا الشديدة البرودة فيتكاثف ما به من بخار ماء و تتطور السحابة الرعدية ثم يهطل المطر بإذنه تعالى كذلك تقوم الرياح بنقل حبوب اللقاح من الزهور المذكرة إلى الزهور المؤنثه فتحدث الثمرة بإذن الله و أن لهذا العلم أن يخطر في عقول الأميين .



الرياح المبشرات :

قال تعالى :[ هو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء ].

و هذا ما نراه اليوم بواسطة صور الأرض و ما يعلوها من سحاب و التي تبثها الأقمار الصناعية يومياً فنرى المنخفض الجوي و ما يتضمنه من السحب الثقال يتكون فوق الجزائر في أقصى الغرب ثم يأخذ في التقدم جهة المشرق ماراً ببقية شمال افريقيا ثم مصر فالجزيرة العربية ثم بلاد فارس معطياً هذه المناطق ما قدره الله لها من الأمطار و هكذا يسوق الله عز و جل السحاب الثقال و هذا ما لا يعلمه القدمون و نحن في شرق شبه الجزيرة العربية تكون السماء خلال فصل الشتاء صافية إذا كانت الرياح شمالية غربية و لكن ما أن يقترب من البلاد منخفض جوي حتى تتحول إلى جنوبية شرقية تتلبد معها السماء بالسحب ثم يهطل المطر و هذه الرياح هي المبشرة به فسبحان الله الذي أحاط بكل شيء علما .



لقد كشفت البحوث الحديثة للعلماء النقاب عن اسرار جديدة وبيَّنَتْ التأثيرات المهمة للرياح في نزول الامطار بكيفية جديدة حيث يُعتبر التوضيح الآتي نموذجاً منه (يجب توفر شرطين لتكوين الغيوم وهطول الامطار) وهما:
1 ـ وجود بخار الماء في الهواء.
2 ـ تشَبُّع الهواء بالبخار وتقطيره.
أما فيما يتعلق بالشرط الأول فبالرغم من انَّ الهواء لا يخلو على الاطلاق من بخار الماء وتبلغ ادنى نسبة له نحو50 غراماً في المتر المكعب، إلاّ انَّ هذا المقدار من الرطوبة لا يكفي لتكوين الغيوم ونزول الامطار، بل يجب امدادها باستمرار، أي يجب أن يصل هواءٌ جديدٌ مُحمَّلٌ ببخار الماء بعد تكوين الغيوم ونزول الامطار تباعاً، ويستمر هبوب الريح، ويكون انطلاقها أو مسيرتها من البحر أو الغابات الكثيفة كي يتزود من الرطوبة بالمقدار اللازم.

واما الشرط الثاني أي الوصول الى حالة الاشباع وحصول ظاهرة التقطير (تعرُّق الهواء وتحول البخار الى سائل) فهذا يستلزم برودة الهواء، كما يحدث في الشتاء اذ يَتعرق زجاج شبابيك الغرف التي تحتوي على ما يكوّن البخار كالسماور والقدر....والعامل الوحيد المؤثر في برودة الهواء ويوصله الى مرحلة تكوين الغيوم والتقطير هو ارتفاع الهواء وعلوه، ويحدث ارتفاع الهواء على ثلاثة اشكال او في ثلاث حالات، وينزل في كل حالة منها مطرٌ خاصٌ وهي:
أـ اصطدام الهواء بالاجزاء البارزة من الارض والصعود من وسط الجبال حيث تنتج عنه الامطار الجبلية.
ب ـ حرارة وخفَّةُ الهواء وصعوده السريع اثر اشعة الشمس وملامسة المناطق الحارة وتنتج عنه (امطار العواصف).
ج ـ اصطدام جناحي الهواء الحار والبارد وتقلبهما وتنتج عنه (الامطار الغزيرة)، وانَّ الغيوم والامطار كافة تنشأ عن أحد هذه الوقائع الثلاث واهمها النوع الاخير.اذن فالهواء يرتبط بالغيوم والامطار في كل المراحل فهو يتدخل ابتداءً من حمل البخار وايصاله الى المناطق الجافة، مروراً وانتهاءً بهزّ الغيوم وانزال المطر، وليس من الممكن حصول الغيوم والامطار بدون الهواء، والمعروف ان الغيوم ليست سوى الهواء (أي الهواء المحمَّل بالماء).
وورد في قسم آخر من هذا البحث: «انَّ قطرات الامطار تسيل من الغيوم المتكونة من عدة طبقات والتي ترتفع اكثر من عشرة كيلو مترات، وهذه الغيوم العارية الصاخبة تظهر على هيئة جبال حيث يُغطى القسم الاعلى منها بقضبان الثلج وقطع الجليد وقد تكون ممتلئة بالبرَدِ».وحتى قبل الحرب العالمية الاولى حيث تمكنت الطائرات حينذاك من الارتفاع فوق الغيوم وشاهد الطيارون الستائر المتكونة من الجليد والناشئة من الغيوم المتصاعدة، لم يكن لأي شخص علمٌ بوجود الجليد والبَرَدِ في غيوم السماء.«فالصعود المتقلِّب اللاطبقي للرياح الرطبة والحارة يؤدي الى تكوين جبال عالية من الغيوم المتجمدة التي تتزامن مع الزوابع الشديدة وسط الرعد والبرق المتتابعين» .ويمكن ان يعطي هذا التوضيح تفسيراً جديداً للآية «43 من سورة النور» ويرفع الحجاب عن معجزة علمية لطيفة للقرآن الكريم، حيث يقول: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبـال فِيهـا مِنْ بَرَد فَيُصِيْبُ بِهِ مَنْ يَشـاءُ وَيصْرِفُهُ عَن مَنْ يَشاءُ يكادُ سَنابَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأبْصـار)فأيُّ جبل في السماء توجدُ فيه قطع البَرَدِ؟ هذا السؤال الذي كان صعباً ومعقداً بالنسبة للكثيرين، ولهذا فقد ذكروا له عدة تفاسير.ولكن من خلال الاكتشافات اعلاه يتضح عدم الحاجة الى التبرير والتقدير والمجاز وامثال ذلك لتفسير الآية المزبورة، ويتبينُ معنى الآية في ظل هذا الأمر .