قبل أن نغوص في عالم انحناءات التيار القطبي ( الكتل الباردة )
يجب أن نضرب هذا المثال لننطلق منه إلى :
العلاقة بين انحناءات التيار في جهة وانحناءاته في جهة أخرى
.
.
( الشمعة مثال على موقع أشعة الشمس على الأرض ) و ( الخيوط مثال على التيار النفاث )
لدينا ثلاثة خيوط وجميعها أعلى الشمعة :
الخيط الأول مباشرة على الشمعة
والخيط الثاني قريب من الشمعة
والخيط الثالث بعيد عن الشمعة
.
.
برأيكم :
أي هذه الخيوط سيكون مرتفعا عبر لهب الشمعة !
وأي هذه الخيوط سيكون متنازعا مرة إلى الخط الأحمر الاستوائي ومرة إلى الخط الأزرق القطبي !
وأي هذه الخيوط سيكون منخفضا مستواه ويسير براحته !
الإجابة أعتقد واضحة على كل ما مضى !
التيار على خط الاستواء يعتبر من التيارات العالية نظير تعامد أشعة الشمس هناك .
والتيار المداري ( أجواء الجزيرة العربية مثالا ) يعتبر من التيارات المتنازعة
بين العلو والتوسط لأنه ليس بالبعيد ولا القريب من موقع تعامد الشمس الدائم ( خط الاستواء )
والتيار القطبي ( الأجواء الأوروبية ) يعتبر من التيارات المنخفضة لأنه يقع
بعيدا عن أشعة الشمس .
.
.
سؤال !!
لماذا يتلوى التيار النفاث المداري والقطبي إذن ؟؟
الإجابة على ذلك تكمن مع ظروف أخرى كحركة الأرض و مسيرة الشمس
الظاهرية وتأثيرها على المسطحات المائية الكبيرة ..
مع نظرية مهمة لطالما غفل عنها الجميع ألا وهي :
نظرية الثقل والإزاحة .. ولنا أن نسميها بتعمق أكبر ( تبادل الطاقة ) !
كيف !!
فوق الشمعة المشتعلة نرى أن الخيط الأحمر ( التيار الاستوائي ) يرتفع عاليا ويظل مستقرا في العلو وكأنه ( محجور )
لأنه يقع مباشرة تحت أشعة الشمس !
بينما نرى الخيط الأخضر ( التيار المداري ) يرتفع عاليا ثم يهبط قليلا
ويتأرجح ويتلوى لأن يتأثر من حركة اللهب ( الشمس ) أحيانا تقترب منه
وأحيانا تبتعد عنه فتجده يتنازع . هذا التنازع يجعل وضع :
التيار القطبي ( الخيط الأزرق ) المنخفض في مستواه .. يجعله غير مستقر أيضا لأنه بينه وبين التيار المداري علاقة ( تكامل كتل ) و ( حدود ضغط )
يتأثر لتلوي التيار المداري .
لذلك نرى التيار القطبي حين يأتي فصل الصيف على الجزء الشمالي من الكرة الأرضية يرتفع شمالا بعيدا عن التيار المداري لأن التيار المداري أصيب بنفس حال التيار الاستوائي .
.
.
هذا يجيبنا عن تساؤل :
لماذا تهبط الكتل القطبية ( التيار القطبي ) ناحية الجنوب !
السبب بإذن الله في وضعية أشعة الشمس وأثرها على :
التيار المداري
الذي يتأثر كثيرا بوضعية الشمس حين تكون شتاء ناحية الجنوب فتمتلئ
أمامه بالضغط المرتفع المساحات القارية ( الصحراء الأفريقية + أواسط آسيا ) فيبدأ يتنازع ويتلوى يبحث عن مخرج :
تماما كما يتلوى خيط الشمعة الأخضر !
.
تكون هذه الطريقة منتظمة لماذا ؟
لأن الشمس منتظمة في حركتها وأماكن مواقعها ووقوع أشعتها على الأرض .

والله أعلم
سنعود إلى وضعيات ( تلوي التيارات )
وهي تحددها دوما :
المسطحات المائية والمساحات القارية وقيم الضغط عليها