الأحد 20 صفر 1430 هـ. الموافق 15 فبراير 2009 العدد 5606
أجواء ربيعية تغري الأهالي بالتنزه .. ومحال لوازم الرحلات تنتعش
محمد الحربي من بريدة
رفعت الأجواء الربيعية التي تشهدها المملكة أخيرا مبيعات لوازم الرحلات إلى أكثر من 50 في المائة، بسبب اتجاه الأهالي إلى المتنزهات البرية لقضاء بعض الأوقات هناك والتمتع بالأجواء الخلابة بعد أن اكتست تلك المناطق بلون الخضرة الطبيعية في الرياض والأجزاء الغربية من منطقة القصيم، وسط توقعات بأن تشهد تلك المناطق الصحراوية كثافة في الزوار خلال إجازة منتصف العام.
وتعد مواقع ضرية غرب القصيم أحد المواقع الشهيرة لمجرى وادي الرمة من أكثر المواقع التي لبست الأرض فيها حلتها الخضراء، ورغم إقامة عديد من مواقع المهرجانات الربيعية إلا أن الغالبية تفضل قضاء أوقات الإجازة في متنزهات بريدة بعيدة عن مصادر الإزعاج كما يسمونها، كما يحلو للبعض الوصول إلى المناطق الرملية داخل المواقع الوعرة للإقامة مابين يومين إلى أربعة أيام في مواقع بعيدة عن النطاق العمراني، الأمر الذي دفع بأصحاب الأموال إلى تركيز استثماراتهم على محال بيع لوازم الرحلات، والتي تزدهر بعد هطول الأمطار.
ويرى عبد الرحمن السنيدي رئيس مجلس إدارة مجموعة السنيدي للرحلات أن بداية هذا العام جاءت قوية خصوصا مع هطول الأمطار التي تزيد فيها المبيعات في محال الرحلات البرية بنسبة تصل إلى 300 في المائة على الأيام العادية، وقال السنيدي: "أصاب نشاط الرحلات البرية حالة من الكساد في العام الماضي نتيجة عدم هطول الأمطار، وفي هذا العام ومنذ بداية الوسم شهدنا هطول أمطار كبيرة كما أننا نشهد في الوقت الحالي موسما ربيعيا مميزا على جميع أنحاء المملكة خصوصا في المواقع الشهيرة كالصمان وبعض أجزاء منطقة القصيم، وأضاف: "استعدت محال الرحلات بشكل كبير لهذه المواسم، خاصة بعد هبوط أسهمها في الفترة الماضية وتكدس بضائعها التي ذهبت كمية منها إلى المخازن"، مشيرا إلى أن الإقبال على الخيمة الصغيرة سهلة الحمل كان لافتا للنظر، حيث نفدت من السوق خلال ثلاثة أيام رغم توافر كمية منها في المخازن منذ العام الماضي.
وأضاف السنيدي الذي يمتلك مركزا متكاملا في مجال الرحلات البرية يعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط: "اعتمدنا هذا العام على تصغير ما يسميه الرحالة بـ (العزبة) والتي تحتوي على غاز وبعض الأدوات الخاصة بتجهيز القهوة والشاي وإعداد الوجبات، وهذه عادة تستطيع حملها بسهولة ولا تأخذ حيزا في السيارة"، مفيدا أن غالبية تجهيز الرحلات هي من اختراع الرحالة أنفسهم، حيث يتم تصنيعها في دول أخرى بناء على تلك الأفكار، مبينا أن هناك قطعا خاصة في مجتمعنا يتم تصنيعها خصيصا لهواة الرحلات في السعودية.
وتوقع السنيدي أن تشهد سوق الرحلات البرية هذا العام انتعاشا غير مسبوق، وأن يصل في مجمله إلى أكثر من ثلاثة مليارات ريال بزيادة تصل إلى مليار، حيث إن معدل استهلاك مثل هذه الدواة والصرف عليها سواء في الرحلات الصيفية أو الرحلات الشتوية يصل إلى ملياري ريال.
متوقعا أن يسجل معدل نمو متزايد خلال فصل هذا الشتاء مع هطول أمطار الوسم وبوادر ربيع مزهر في المناطق الصحراوية والتي تجذب المتنزهين بشكل كبير، وزاد: "لدينا إجازات جيدة في استغلال الرحلات كما في إجازة حج هذا العام وإجازة منتصف العام الدراسي في شهر صفر، ما يعني وقوعها في موسم ربيع".
على الجانب الآخر تستعد الجهات المنظمة لبعض المهرجانات البرية مثل مهرجان الربيع في متنزه عريق الطرفية ومهرجان الغضا في عنيزة للتجهيز لبرامج جذب سياحي بري للاستمتاع بإجازات العام الدراسي خلال موسم شتاء هذا العام والمختلف عن المواسم الماضية بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق مختلفة.