[حرة الحره]

اليوم الخميس
17/2/1430هـ

الخميس 17 صفر 1430هـ - 12 فبراير2009م - العدد 14843

توقعات باستمرارها حتى دخول فصل الصيف

موجة غبار تلف المناطق الشمالية والوسطى وتحجب الرؤية.. وإعلان حالة الطوارئ بالمستشفيات

الرياض - بندر الناصر، الزلفي - حمود العمار حفر الباطن - حماد المطيري، الجوف - محمد المازن، الأحساء - اسماء أحمد:تصوير - بدر الحرابي، محمد الفيفي

لفت المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة صباح أمس موجة غبار شديدة تسببت في انعدام الرؤية الى معدلات متدنية جداً تصل الى 20 متراً في بعض المناطق الصحراوية المكشوفة، وتعتبر هذه الموجة هي الأعنف هذا العام حيث شهدت العاصمة الرياض تدنياً شديداً في مستوى الرؤية نتيجة الغبار الذي غلف الأجواء لساعات طويلة صاحبها رياح باردة. كما شهدت الاحساء والجوف موجة الغبار التي تسببت في أن تحد من الحركة المرورية بالإضافة الى المستشفيات التي غصت بالمراجعين الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.

وفي حفر الباطن تسببت هذه الموجة في اقتلاع الاشجار وارتفاع أعداد المراجعين لمستشفى الملك خالد والمراكز الصحية.
وألزمت الرياح المحملة بالغبار عدداً من المواطنين بالزلفي الذين يعانون من أمراض الحساسية والأمراض الصدرية البقاء بمنازلهم لكثافة الأتربة التي غطت السماء، كما سجل المستشفى العام بالمحافظة ارتفاعاً كبيراً بأعداد المراجعين.
من جانبه قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم

الفضاء والفلك إن هذا الغبار قادم من خارج المملكة عن طريق الرياح الشمالية الباردة ويرجع سبب هذا الغبار إلى أننا نعيش في أول مواسم العقارب وهو موسم تتسم أجواؤه بالتكفهر والخلخلة وعدم الاتسام في عناصر الطقس بسبب الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع ويتم ذلك عبر تصارع جبهي بين المرتفعات الجوية الشتوية القادمة من الشمال والمنخفضات الجوية الصيفية والقادمة من الجنوب وكلٌ يحاول السيطرة على مجريات الطقس داخل حلبة التصارع فوق مناطق المملكة ونتيجة لهذا ينشأ الغبار.
وأضاف من المنتظر ألا ينقطع معين الغبار حتى يتمايز الصيف الفعلي في نهاية موسم كنه الثريا، ولا يعني هذا استمرار الغبار بل ستكون زيارة على مدد متباعدة وينقسم الغبار إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي وغبار مستورد والمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالباً أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة

العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام والعراق ولونه أبيض كالدقيق وغالباً جزئياته عالقة مع حرارة الشمس وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي أنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوباً بحمرة.
وأضاف الزعاق أن العواصف الترابية التي تهب على مناطق المملكة عموماً ترتبط بالبيئة ارتباطاً وثيقاً علاوة على العناصر المناخية فسطح المملكة يتعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس خلال ساعات النهار في اليوم الواحد فيؤدي ذلك إلى تغيرات كبيرة في الضغط الجوي الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب هائل في الكتل

الهوائية ما يجعلها تتحرك سالكة مسارات متعددة نحو مناطق الضغط الواطئ ذات الدرجات الحرارية الأعلى حاملة معها ذرات الغبار الدقيقة التي تؤلف العواصف الترابية فيما ترتفع الرياح الحارة لتلك المناطق نحو الأعلى حاملة معها هي الأخرى دفقاً كبيراً من الأتربة وذرات الغبار وصولاً الى ارتفاعات معينة تبرد عندها تلك الرياح وتكاد تتوقف في أعالي الجو لتعود الأتربة بعدها بالنزول الى الاسفل بفعل جذب الأرض مكونة أجواء ترابية مغبرة.

وقال ان ذرة الغبار من أكثر العناصر المسببة للحساسية في العالم بما في ذلك المملكة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

حرس الحدود يحذر من دخول الخليج..
الرياح المحملة بالأتربة تتسبب في إرباك حركة الطيران بمطار الملك فهد

مواطن ومقيمان اضطروا لاستخدام الكمامات
الدمام - مشعي بن بريكان، ابراهيم الشيبان، عبدالناصر القحطاني:تصوير : عصام عبدالله
ضربت موجة غبار عنيفة أمس المنطقة الشرقية وتسببت في انعدام تام في الرؤية الأفقية وصلت الى 100 متر، وحذرت مديرية الأرصاد وحماية البيئة المواطنين والمقيمين بتوخي الحذر وأخذ الحيطة لانعدام الرؤية على كافة أرجاء المنطقة .

وغطت موجة الغبار سماء جميع المدن والمحافظات بالمنطقة الشرقية وصبغت الهواء باللون الأصفر مما أدى لانخفاض مستوى الرؤية الأفقية وتراجع حركة السير على الطرق.
إلى ذلك رأى مختصون في الأحوال الجوية أن المنطقة الشرقية في مثل هذا الوقت من العام تشهد تكرر أيام الغبار الذي تتفاوت كثافته من مرة لأخرى، وينصح أطباء مختصون مرضى الربو بتجنب الخروج في الأجواء المغبرة لئلا يصاب جهازهم التنفسي بأزمة تنفس حادة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة (لا سمح الله)، مشددين على ضرورة عدم خروج الأطفال المرضى (ما دون الخمس سنوات) وذلك في شكل قطعي إلا للضرورة القصوى مع استخدام كمامات على الوجه .
وذكر نائب مدير أمن الطرق بالمنطقة الشرقية العقيد احمد الغوينم أن موجة الغبار تسببت في انعدام الرؤية الأفقية تماماً على الطرقات السريعة حيث وصلت الرؤية إلى أمتارٍ قليلة وتم نشر دوريات إضافية بنسبة 100% مضاعفة لدوريات الأخرى لتعزيز الطرقات ووضع نقاط تهدئة لأشعار مرتادي الطرقات بالحيطة والحذر عبر مكبرات الصوت على طريق الدمام الجبيل وطريق الرياض وبقيق وابوحدرية لسبب انعدام الرؤية وتم إيقاف الشاحنات بالأماكن المخصصة لها حتى تتحسن الرؤية . ودعا الغوينم مرتادي الطرقات السريعة إلى تشغيل المصابيح وعدم السرعة وفسح الطرقات للدوريات الأمنية ومتابعة توجيهات رجال الأمن بسبب ضعف الرؤية .
وقال الغوينم ان إدارة أمن الطرق تنظم السير حسب خطة ميدانية متبعة لمثل هذه المشكلات الطبيعية وتأتي تلك التعليمات المتخذة على الطرقات حسب توجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه على متابعة المواطنين وتوفير كافة سبل السلامة لهم وتتواصل الإدارات الحكومية كافة بمتابعة الوضع على جميع طرقات المنطقة الشرقية محذرين المرتادين بأخذ الحيطة والحذر .
وكشف النقيب اياد الماضي مدير الدراسات والإحصاء بمرور الشرقية ل«الرياض» بأن عدد الحوادث بالمنطقة الشرقية أمس بسبب تدني الرؤية الأفقية وصلت الى ( 18) بالدمام والخبر والظهران خلال الفترة الصباحية نتج عن بعضها إصاباتٍ متفرقة .
وحذر المتحدث الرسمي بحرس الحدود في المنطقة الشرقية، العقيد محمد الغامدي، مرتادي الشواطئ من المتنزهين والصيادين، من الدخول في البحر، إلا بعد الاستعلام عن حالات الطقس والنشرة الجوية واتباع إرشادات السلامة التي تضعها قيادة حرس الحدود على الشواطئ او من خلال الاتصال برقم الهاتف المجاني (994)، وأشار إلى أن قيادة حرس الحدود منعت الوسائط البحرية (زوارق النزهة وقوارب الصيد) من الإبحار وتحذيرهم من ارتياد الشواطئ خوفا من الأسوأ وعدم ابتعاد الوسائط من الشواطئ .

وقال مدير مطار الملك فهد الدولي بالدمام المهندس خالد المزعل إن موجة الغبار أدت إلى تأخر عدد (5) رحلات قادمة إلى مطار الملك فهد الدولي بالدمام بالإضافة إلى (7) رحلات مغادرة موضحاً بأن ادارة مطار الملك فهد قدمت كافة الخدمات والتسهيلات وللركاب المنتظرين حتى إقلاعهم والتأكد من سلامتهم، وأشار إلى إن مطار الملك فهد الدولي بالدمام استقبل أول أمس (16) طائرة قادمة من مطار الدوحة ومطار المنامة بسبب سوء الأحوال الجوية (ضباب) وتم استقبالها وتقديم الخدمات الأرضية المناسبة .


وشهدت أقسام الطوارئ في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة صباح أمس ارتفاعا في عدد المرضى والمراجعين بلغ حتى منتصف يوم أمس في مستشفى ولادة الدمام (28) حالة أربع منها تلقت العلاج وغادت المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم و4 حالات وضعت تحت الملاحظة على أن يتم تنويمهم في حين بلغ عدد من أخذوا جلسات البخار 20 مصاباً، أما مستشفى عنك العام فقد استقبل 6 حالات سيدتين وأربع حالات رجال، أما مجمع الدمام الطبي فقد استقبل ما يزيد عن 100 حالة اغلبهم بسبب موجة الغبار، واستقبلت مستشفيات ومستوصفات المنطقة الشرقية منذ صباح أمس العديد من المصابين بالربو بسبب الموجة نفسها.

وأوضح المتحدث الإعلامي بصحة الشرقية أسعد سعود إلى أن مراجعي الطوارئ ليوم أمس مثلوا الشريحة الأكثر تعرضا للتأثر بالغبار، ما استدعى أن تكون مستشفيات الشرقية على استعداد مكثف لتلك التغيرات الطقسية، من خلال توفير الأدوية الخاصة بالحساسية والربو كما أن جميع الكوادر الطبية والتمريضية على أهبة الاستعداد. وبين أسعد أن مدير عام صحة الشرقية الدكتور طارق بن عبدالرحمن السالم وجه برفع درجة الاستعداد القصوى لعلاج أي إصابات قد تحدث ويجب استقبال المرضى وإعطاؤهم الأدوية المتوفرة وإخضاعهم للملاحظة على أن يتم نصح مرضى الربو بارتداء الكمام، كما يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة نوع المرض ومدى حساسية الجسم وتأثره بالأجواء حوله، وأوضح السالم أن هناك أعراضا أخرى للحساسية وهي الحكة سواء في العين أو الأنف والجلد ونصح مدير صحة الشرقية المرضى بعدم الخروج في مثل هذه الأجواء. داعياً من لديهم أعمال ضرورية أن يلتزموا ارتداء النظارات وحماية العينين من الغبار والأتربة، كذلك وضع الكمام الطبي لحماية الجهاز التنفسي مؤكداً أهمية الالتزام بالتعليمات الطبية وحماية المريض لنفسه من الأمراض.