اليوم السبت
12/2/1430هـ
صحيفة الاقتصادية الالكترونية
السبت 12 صفر 1430 هـ. الموافق 07 فبراير 2009 العدد 5598
من
مقالات خالد العوض هذا الاسبوع
والاسبوع الماضي

خصائص فبراير المناخية.. قلة الأمطار ونشاط للرياح
خالد العوض
يعد شباط (فبراير) - بمشيئة الله تعالى - من الأشهر قليلة الأمطار في بلادنا وتنشط فيه الرياح الشمالية والشمالية الغربية الجافة والباردة أحيانا ويتميز بتساقط الثلوج بكثافة على بلاد الشام وتركيا وإيران، وهنا ربما التفسير يسبب نشاط الرياح، حيث الفارق بين درجات الحرارة والضغط الجوي الذي يثير وينفخ الرياح، ناحية العروض المنخفضة إلا أن هناك سنوات كان شباط (فبراير) غزير المطر وهو ما تشير إليه الأرشيفات والسجلات العالمية والمحلية ومن تلك الأعوام ما حدث في أول شباط (فبراير) 1961 حيث تعمق أحد المنخفضات إلى وسط البلاد ويبدو حسب أرشيف (نواء) للرصد أن هذا المنخفض أحدث سيولا قوية في تلك الفترة ناحية وسط وشمال شرقي البلاد. وتكررت هذه الظاهرة في العام الذي يليه لكن الحالة تركزت ناحية شمال شرقي البلاد بشكل أقوى وشملت شمال غرب السعودية وحائل والقصيم ومنطقة سدير ثم تكرر وجود الغيوم الممطرة في أول شباط (فبراير) 1963 على شكل حزام ممتد من جنوب غرب البلاد إلى شمال شرقها ثم في أول شباط (فبراير) 1964 كان الوضع أجمل ناحية شمال المنطقة الوسطى وحائل وشمال شرق البلاد، ويبدو حسب أرشيف (نواء( أن هناك أمطارا غزيرة على تلك المناطق ثم شباط (فبراير) 1965 كان الوضع مناسبا ناحية الرياض والشرقية وربما كان هناك أمطار من خفيفة إلى متوسطة ثم جاء أول شباط (فبراير) من 1966 ويبدو أن الوضع في ذلك اليوم كان (مكفهرا) بشدة وحالة قوية تضرب من جنوب غرب البلاد إلى شمال شرقها وأعتقد ومن خلال المراجع المناخية لتلك الفترة أن هناك أمطارا غزيرة جداً خاصةً كلما اتجهنا ناحية شمال شرقي البلاد، ثم لما كان أول شباط (فبراير) 1967 حصلت حالة ضعيفة ومحدودة على الرياض والشرقية.
وفي أول شباط (فبراير) 1968 اقتصرت الغيوم الممطرة على الأطراف الشمالية والمنطقة الشرقية للبلاد ثم جاء أول شباط (فبراير) 1969 وكان مستقرا تماماً ولم يختلف الحال كذلك في العام الذي يليه أول شباط (فبراير) 1970 حيث لم نلاحظ من خلال الأرشيف سوى حالة بسيطة شمال غربي المنطقة الوسطى وناحية المدينة المنورة.
وفي أول شباط (فبراير) 1971 كان الوضع مستقر عدا ملاحظة بعض التقلبات ناحية مصر وشمال غربي البلاد ولم يختلف عنه كثيراً أول شباط (فبراير) في العام الذي يليه 1972 والفرق في أن الغيوم جنوب شرق الجزيرة العربية وباقي المناطق يسوده استقرار وكذلك الحال في أول شباط (فبراير) 1973 و1974 حيث كان يسود البلاد استقرار تام لكن الحال مختلف في أول شباط (فبراير) من 1975 حيث نلاحظ من خلال الأرشيف تمركز غيوم شديدة جداً في المنطقة الواقعة مابين الرياض, الربع الخالي, عمُان, والإمارات، ويبدو أنها خلفت أمطارا غزيرة جداً في تلك المناطق ثم في أول شباط (فبراير) من 1976 كان الوضع أقل، حيث وجدت بعض الغيوم على وسط وشمال شرقي البلاد واحتمال أن هناك أمطارا ما بين الخفيفة والمتوسطة وكذلك الحال أول شباط (فبراير) من 1977 فقد كان أقرب إلى الاستقرار عدا ملاحظة بعض الغيوم شمال غربي البلاد ولم تختلف عنه كثيراً الأعوام التي تليه 78و79و80 حيث كانت الأجواء مستقره من حيث الأمطار.
وـ بإذن الله ـ سنكمل باقي الأرشيف في المقال المقبل, وأحداث الثمانينيات والتسعينيات والتي أذكر شخصياً بعض أحداثها.
نقطة أخيرة حول هذا الموضوع، أن الوضع في الستينيات كان أجمل بكثير من السبعينيات من ناحية كمية الأمطار وتكرار المواسم الخصيبة والله أعلم وأحكم.
والاسبوع الماضي
شبه الجزيرة العربية ضمن أشد مناطق العالم بالأمطار.. لكن!

خالد العوض
شاءت حكمة الرب ـ سبحانه وتعالى ـ أن تكون بلادنا الحبيبة (السعودية) منطقة صحراوية محمية من المخاطر على الرغم من وقوعها ضمن أشد وأخطر مناطق العالم أمطارا فهي تقع ضمن الخطوط التي تقع عليها بنجلادش والهند وولايات أمريكا الجنوبية ودول الكاريبي بين خط 30 و10 شمالاً. وهذه المناطق لا يكاد يمر عام إلا وتسجل حاله من أشد حالات الطقس بأسا مثل الأعاصير والعواصف والمنخفضات المدارية وهذه الأنواع تعد من أشد العناصر المناخية فتكا بالبنى التحتية والمحاصيل الزراعية خلال ساعات وربما دقائق وتحول مقاطعات كاملة إلى بحيرة خلال فترة قصيرة وهذه المناطق تعاني فائضا في الموارد المائية التي قد تضر بالموسم الزراعي لديهم، لدى هؤلاء عكس ما لدينا حيث إن الأسعار عندنا ترتفع مع الجفاف وهم مع زيادة الأمطار حيث يقل محصول الأرز وغيره من المزروعات وتنجرف التربة وتغمر الأرض بالمياه لفترة طويلة يصعب معه عمل شيء كما حصل في الموسم قبل الماضي في الهند.
وتستقبل هذه المناطق كمية مطر تفوق التصور أحيانا قد تزيد عن ألف مليمتر في الموسم الواحد أي ما يعادل مجموع الأمطار التي هطلت على العاصمة الرياض من عام 1982 إلى 1992 فسبحان موزع الأرزاق.
ولو تأملنا الموقع الجغرافي لتلك البلدان من حيث التضاريس لوجدنا أن الهند وبنجلادش تقعان في ظل هضبة التبت والهملايا الشاهقة التي تضعف من حدة الرياح التجارية الجافة بينما الحال في شبة الجزيرة العربية مختلف، حيث إنها منطقة مكشوفة وتهب عليها الرياح التجارية جافة جداً في معظم فصول السنة وذلك يعود بأمر الله لوجود صحراء الشام والعراق والجبال التي تحيط بنا من الشمال جهة العراق وتركيا والشرق جهة إيران وباكستان وأيضا انخفاض سطح شرق شبه الجزيرة العربية في المنطقة الواقعة بين هضبة نجد ومياه الخليج التي تكون ممر الرياح والتي شكلت رمال الدهناء والنفود الكبير مع مرور الزمن، حيث تستقر هذه الرياح الجافة جنوب شبه الجزيرة العربية جهة الربع الخالي مكونة جبال من الرمال تبدأ من الجوف وتنتهي بالربع الخالي على حافة الهضبة.
ولو تأملت شكل الرمال من خلال صور الأقمار لفهمت مسار الرياح شبه الدائمة لدينا وهي تبدأ من دول شرق البحر المتوسط برياح شمالية غربية ثم تنكسر شمالية ثم شمالية شرقية ثم شرقية في الربع الخالي وتستقر هناك
وبالنسبة لولايات أمريكا الجنوبية ودول الكاريبي وأقصد بذلك الدول الواقعة ضمن الخطوط التي نحن عليها فهي تتمتع برياح تجارية رطبة مقبلة من مناطق بحرية واسعة وهذا ما يفسر نسبة الأمطار العالية هناك.
نقاط
ـ في فترات احترار المحيطات (النينو) يختل نظام الرياح التجارية وتتحسن ـ بإذن الله ـ الظروف في بلادنا مثال ذلك موسم 1982 - 1983
و1992 و1993 و1994 - 1995 و1997 - 1998.
ـ مناخ شبه الجزيرة العربية في تغير مستمر وسيعود مطيرا ـ بإذن الله ـ
كما كان في الماضي.
ـ حافة نجد من الشمال والشرق والجنوب كانت روافد مياه الخليج والمحيط الهندي انحسرت عنها المياه وطمرتها الرمال.