رغم المرحلة المبكرة للأمطار الموسمية في السودان المخاوف تتزايد من تكرار فيضان خريف عام 1991 الشهير ازادت حدة المخاوف لدي المواطنين في السودان من حدوث فيضان النيل الأزرق بشكل خطير هذا الموسم ، وذلك بعد تواصل هطول الأمطار بشكل غزير جداً على الهضبة الأثيوبية وكذلك في العديد من الولايات السودانية ،إضافة لتحذير المسؤولين عن المياه من ارتفاع مناسيب الأنهار والمجاري الموسمية. وعلى صفحته في الفيسبوك أورد الصحافي والكاتب صلاح الباشا تحذيرا أذيع على قناة «سي إن إن» الأمريكية يشير إلى أن الأمطار ظلت تتساقط على الهضبة الإثيوبية بصورة غزيرة وكثيفة لأكثر من ثلاثة أيام، مما سيؤدي لارتفاع مناسيب الأنهار والوديان الهابطة من الهضبة الإثيوبية في اتجاه السودان. ويعلّق صلاح على هذا الخبر قائلا :»من المؤكد أن الهضبة الإثيوبية لم تشهد مثل هذه الأمطار إلا في خريف عام 1991 الشهير والذي خلف خسائر ودمارا ع لى طول مجاري الأنهار خاصة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن كسلا وعطبرة وواد مدني والحصاحيصا وغيرها من المدن والجزر على نهر النيل. ومن المتوقع أن تصل هذه المناسيب المرتفعة للعاصمة الخرطوم في الساعات الأولى من يوم صباح اليوم الأربعاء». وفي تعميما صحافي طالبت فيه وزارة الموارد المائية والري والكهرباء من سكان ولايات الخرطوم ونهر النيل والشمالية باتخاذ التحوطات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات، مع ارتفاع مناسيب النيل من محطة المقرن إلى دنقلا. وقالت وزارة الموارد المائية إن نهر النيل وروافده اقترب من المستويات التي تدعو للقلق رغم المرحلة المبكرة للخريف. من جهتها توقعت هيئة الأرصاد السودانية استمرارهطول الأمطار. وفي الأسبوع الماضي زادت مناسيب نهر النيل وتجاوزت الفيضانات التي ضربت البلاد في عام 1988، وسجلت 15.68 مترا مكعبا ويتوقع أن ترتفع أكثر مع هطول الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، وشهدت مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تقع على ضفة النيل الأزرق، أمطارا غزيرة خلال الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع أحدثت أضرارا كبيرة. ووفقا لنشرة صحافية أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان نهاية الشهر الماضي، فإن أكثر المناطق التي تأثرت بالأمطار الغزیرة والفیضانات هي ولايات النیل الأزرق، وكسلا، والخرطوم، وشمال دارفور، وشمال وجنوب وغرب كردفان. وقطعت مياه الأمطار عددا من الطرق القومية منها طريق سنار الدمازين وطريق كسلا بورتسودان،وأحدث فيضان نهر القاش خسائر كبيرة بـ(1600)أسرة، وتسببت السيول في خسائر فادحة في منطقة همشكوريب بشرق السودان وفي ولاية القضارف أغرقت الأمطار الأراضي الزراعية بمحلية الفاو وقطعت الطرق التي تربط بين أنحاء المنطقة دون حدوث خسائر في الأرواح. فيضان نهر القاش يقطع الطريق الرئيسي مابين كسلا وبور سودان وتأثرت مناطق عديدة في العاصمة السودانية الخرطوم بالأمطار الأخيرة. وقال الهلال الأحمر السوداني إن الأمطار الغزیرة دمرت ما يزيد عن (100) منزل في ولایة الخرطوم، وألحقت أضرارا بـ(124) منزلا آخر. وتأثر بهذه الأضرار حوالى1145 شخصا، إضافة للشوارع والمؤسسات الحيوية التي غمرتها المياه. المصدر: صحيفة الراكوبة السودانية .