عرض مشاركة واحدة
  #306  
قديم 2014-04-13, 11:45 PM
الصورة الرمزية تركي الوايلي
تركي الوايلي تركي الوايلي غير متواجد حالياً
محلل تنبؤات الطقس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: المنطقة الشرقية
المشاركات: 44,718
جنس العضو: ذكر
تركي الوايلي is on a distinguished road
افتراضي

كورونا» أهم يا معالي الوزير
بقلم طراد العمري جريدة الحياة


الإثنين، ١٤ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)



وزارة الصحة السعودية مصابة بداء مزمن يمكن أن نطلق عليه «متلازمة التعتيم والتلميع»، تعتيم إعلامي على بعض الأمراض وبعض الإخفاقات، واجتهاد مبالغ فيه في تلميع صورة الوزير، ولاسيما في عمليات الفصل «السيامية»، بدأ من غسل اليدين وانتهاء بزيارات المتابعة بعد تماثل الأطفال للشفاء. معاودة ظهور حالات الإصابة بفايروس «كورونا» في مستشفى الملك فهد بجدة قبل أيام أصاب وزارة الصحة بشيء من الارتباك، وهو ما حدا بها إلى إجراء تعتيم إعلامي حول ملابسات الإصابة عما أصاب المجتمع بكثير من الذعر، ليس من معاودة ظهور المرض فحسب، بل من ذلك التعتيم الإعلامي غير المبرر. في الوقت ذاته تجتهد الوزارة في إبراز صورة وزير الصحة، كالعادة، يجري جراحة فصل السياميين كريس وكرستيان. هذا الارتباك الإعلامي في قرار التعتيم لا يمكن تفسيره إلا بأمر واحد، وهو عدم اهتمام المسؤولين عن العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة بالمواطن، من ناحية، وعدم معرفة التعامل مع الأولويات وأن «درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة».


عجْز وزارة الصحة في الاقتراب من الحد الأدنى لتوقعات المجتمع حول الرعاية الصحية ليس جديداً، فلديها حساسية مفرطة مزمنة في التعامل مع الإعلام، إذ كتبنا مقالة قبل أعوام بعنوان: «وزارة الصحة والطاووس» (الحياة، عدد ١٦٠٤٨، بتاريخ ١٣-٣-٢٠٠٧) تناقش أسلوب الوزارة الخاطئ في محاولة تلميع صورة الوزير والوزارة حينذاك حول شلل الأطفال والتفاخر بمآثر لا تشكل أي أهمية تذكر لدى المواطن الذي ينتظر موعداً لدخول المستشفى أو حجز سرير، لكن المقالة استفزت الوزارة والوزير. وها نحن بعد أعوام وحتى بعد تغير الوزير، إلا أن أسلوب التعتيم والتلميع مستمر، وهو ما يؤكد أن استراتيجية العلاقات العامة في الوزارة لم تتغير في علاقتها واحترامها للمواطن. بحثنا عن هذا المرض فوجدنا أن «فايروس كورونا الشرق الأوسط، ويعرف أيضاً بفايروس كورونا الجديد أو كورونا نوفل هو تاجي اكتُشف في 24 أيلول (سبتمبر) 2012 عن طريق الدكتور المصري محمد علي زكريا، المتخصص في علم الفايروسات في جدة السعودية. يعتبر الفايروس السادس من الفصيلة التاجية. أُطلقت عليه في البداية أسماء مختلفة مثل شبيه سارس أو سارس السعودي في بعض الصحف الأجنبية، واتفق أخيراً على تسميته فايروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي، ويرمز له اختصاراً MERS-CoV». وتشير آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية في ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٣، إلى أن السعودية هي الأكثر إصابة بالفايروس بعدد يقدر بـ١٢٧ حالة إصابة و٥٣ حالة وفاة لتصل النسبة إلى ٤٩ في المئة، وهي الأعلى عالمياً. وقد رُصِد المرض في عدد من المدن، إلا أن أكثر الإصابات تركزت في منطقة الأحساء، وقد لوحظ أن ٨٠ في المئة من الحالات في السعودية كانت في الذكور.


وذكرت دراسة أخرى أعدها فريق هولندي نُشرت في دورية «لانست» للأمراض المعدية أن الإبل (وحيدة السنام) قد تكون مصدر فايروس كورونا الشرق الأوسط التي تُستخدم في المنطقة من أجل اللحوم والحليب والنقل والسباقات. وجمع فريق البحث الهولندي 349 عينة دم من مجموعة متنوعة من الماشية بما في ذلك الإبل والأبقار والأغنام والماعز من عمان وهولندا وإسبانيا وتشيلي، وأظهرت الفحوص وجود أجسام فايروس كورونا الشرق الأوسط في جميع العينات الـ50 المأخوذة من الإبل، بينما لم يتم العثور على الأجسام في بقية الحيوانات.


أخيراً، نود أن نقول لوزير الصحة الدكتور النشط عبدالله الربيعة أن يعمل جاهداً على علاج الوزارة أولاً من داء «متلازمة التعتيم والتلميع» بفصل التعتيم عن التلميع، ثم يغسل الوزارة جيداً بالماء والصابون وكل أنواع المطهرات، وأن يتخذ إجراءً لا يقل عن إقالة واستبعاد المشاركين والمتعاونين في امتهان فكر المواطن. فمرض كورونا الذي يعاودنا بين الفينة والأخرى أهم لدى عامة المجتمع ألف مرة من فصل توائم كريس وكرستيان.





Saudianalyst@

رد مع اقتباس