شهر فبراير من أشد الشهور جفاف على الأمارات خلال السنوات الماضية خصوصا فبراير 2011 وفبراير 2012 وفبراير 2013 وأقوى شهر فبراير مر على الأمارات وماراح ننساه أبدا شهر فبراير 2010 شهدنا فيه حالات قوية جدا وعواصف رعدية قوية جدا والحالة بدأت يوم 27 فبراير سنة 2010 وقبل الحالة بأيام رياح جنوبية شرقية شديدة بدأت من يوم 26 وأستمر لمساء 27 فبراير وقبل بداية الحالة كانت درجات الحرارة مرتفعة والرطوبة كانت قوية ومحسوسة وقراءة البالون كانت تشير الى عواصف رعدية قوية جدا ومؤشر الأعاصير القمعية كان مرتفع بشكل ملفت وعند الساعة 7 مساء من يوم السبت الموافق 27 فبراير سنة 2010 بدأت البروق والصواعق تقصف جهة الغرب والشمال وتعرضت أبوظبي لبرديات قوية وأمطار غزيرة جدا مصحوبة بصواعق عنيفة ورياح شديدة وأستمرت البروق حتى الساعة 10 المساء وبعدها هدأت الأجواء مع رطوبة قوية ورياح جنوبية خفيفة والوضع الميداني كان يشير الى شي قوي خلال الساعات القادمة ودخلت الجبهة الباردة في الساعة 12 صباحا يوم الأحد الموافق 28 فبراير سنة 2010 وتشكلت عاصفة رعدية عنيفة في الربع الخالي ودخلت حدود الأمارات وكنت أشاهد بروق العاصفة من بعيدة لاتفصل ثانية والساعة 2 صباحا تضخمت وتوسعت العاصفة الرعدية بشكل كبير من الغرب الى جهة الجنوب الغربي وكانت البروق والصواعق مخيفة حولت الليل الى نهار وصاحبها أعصار قمعي وفجأة أنحرفت جنوب وأثرت على جنوب مدينة العين بقوة بأمطار غزيرة جدا وبرد كثيف ورياح شديدة أدت الى تكسير الأشجار وأعمدة الكهرباء والحالة التي أثرت على الأمارات في 28 فبراير سنة 2010 كانت نتيجة أخدود من الضغط الجوي المنخفض مدعوم برطوبة قوية من القرن الأفريقي وكانت الرطوبة تتدفق بكميات كبيرة من القرن الأفريقي الى اليمن وصحاري الربع الخالي وصولا الى الأمارات وعمان وأسباب قوة الرطوبة أتضح لي الصومال وأجزاء من القرن الأفريقي كانت تهطل عليها كميات كبيرة جدا من الأمطار تتجاوز 200 ملم والنتيجة زيادة نسبة التبخر وأرتفاع نسب الرطوبة ودعم قوي لأي نزول علوي وهذا أفتقدناه في الأمارات من سنوات طويلة حيث في كل سنة من شهر فبراير تكون الأجواء باردة ومستقرة مع حالات محدودة مع غياب دعم القرن الأفريقي نتيجة أرتفاع الضعوط الجوية على القرن الأفريقي وأنا أتفائل كثيرا أذا تعرضت الصومال والقرن الأفريقي لكميات كبيرة من الأمطار خلال شهر فبراير مع سيطرة ضغوط جوية منخفضة على القرن الأفريقي والنتيجة بداية قوية ومبكرة للمروايح بالنسبة لشهر فبراير هذه السنة وحسب خبرتي الميدانية أذا تميز بأرتفاع درجات الحرارة فوق المعدل الطبيعي مع سيطرة الرياح الجنوبية أغلب أيام الشهر وعدم وجود موجات برد قوية أتوقع بمشيئة بداية قوية ومبكرة للمروايح وأما أذا سيطرت الرياح الشمالية الغربية الباردة وكان في موجات برد قوية أتوقع تتأخر المروايح لشهر مارس هذه صورة توضح حالة 28 فبراير سنة 2010 التي أثرت على الأمارات ولاحظوا في الخريطة كميات كبيرة من الأمطار على الصومال وأجزاء من القرن الأفريقي والنتيجة دعم قوي للرطوبة من القرن الأفريقي بأتجاه اليمن وصحاري الربع الخالي وصولا الى الأمارات وعمان الأسهم الحمراء توضح دعم الرطوبة من القرن الأفريقي صورة الأقمار الصناعية ولاحظوا حزام سحابي واسع يمتد من القرن الأفريقي ويعبر اليمن والأمارات وعمان رادار البروق لاحظوا قوة وعنف العاصفة الرعدية جنوب الأمارات وكثافة وقوة البروق تدل على ذلك صور للعاصفة على أرض الواقع أقوى وأعنف عاصفة رعدية ضربت جنوب الأمارات خلال السنوات الأخيرة وأخيرا نختم قصة فبراير 2010 وأتمنى تتكرر في فبراير 2010 وأعذروني على الأطالة لكن هذه العاصفة من سنوات طويلة لم أشاهدها وفي النهاية تقبلوا تحياتي أخوكم من الأمارات رعد السحايب .