10 ربيع الأول 1435-2014-01-1111:43 PM
"لمى" ولِمَ؟
نايف معلا
لمى - ولمن لا يعرف لمى، أو من لم يسمع بنبأ لمى! - طفلةٌ تركت أهلها عند متاعهم، وابتعدت عنهم قليلاً لتلعب، فالتهمتها بئرٌ مكشوفة. طفق أبوها يميناً ويساراً، يبحث عن طريقة لانتزاعها، ولكن لا جدوى، وهبّ الدفاع المدني سريعاً لإنقاذها، ولكن مضى يومٌ، ويومان، وأسبوعان، وما زال يبحث عن لمى، أو ما تبقى من لمى!
كثرت الأقاويل والروايات، إلى درجة أننا أصبحنا نشكك في وجود لمى في البئر! نِصْف شهر وأكثر وعمليات الحفر مستمرة، ولم تشح ظلمة باطن الأرض عن نور محياها!
اتفق المختلفون على أن لمى رحلت إلى من هو أرحم من أبيها وأمها – سبحانه وتعالى – لكنها تركت " لِمَ" تقف حائرة بريئة كبراءة لمى:
لِمَ البئر مكشوفة؟!
لِمَ هذا التعارض بين تصريحات الدفاع المدني وذوي الطفلة؟!
لِمَ لمْ يستعن الدفاع المدني بأرامكو منذ البداية؟!
لِمَ يلجأ الدفاع المدني إلى إصدار مقاطع فيديو تظهر أنه قام بالواجب وأكثر، والمهمة لم تنتهِ بعد؟!
لِمَ يلجأ – أيضاً – المتحدثون باسم الدفاع المدني لتقديم ردودهم على تصريحات والد الطفلة بديباجة، تفيد بأنه يعاني حالة نفسية صعبة، ويستخدم أدوية نفسية؟!
والكثير من الأسئلة التي لا تحتاج إلى إجابات فقط، بل إلى عملٍ دؤوب، يهدف إلى عدم تكرارها!
لا أنكر ما قام به الدفاع المدني من جهودٍ كبيرة، ولا أنكر أن الوضع صعب جداً، وليس كما يتصوره البعض، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أننا في السعودية، ولسنا في دولة فقيرة قدراتها محدودة! يستطيع الدفاع المدني منذ البداية أن يصرح بعدم قدرته على التعامل مع هذه الحالة، ويستعين بمن لديه القدرة كما فعل أخيراً، ولو كلَّف ذلك مبالغ طائلة!
ما حصل لا ينبغي أن يمر هكذا؛ فلمى لم تعد طفلة سقطت في بئر فحسب، بل هي قضية يجب ألا يُغلق ملفها حتى تتم محاسبة كل مقصّر من أطرافها، ويتم تطوير قدرات الدفاع المدني.
نقطة نظام:
إلى من لا يهمه الأمر:
الدفاع المدني شيء، والدفاع عن الوطن شيءٌ آخر!