أخي العزيز ناصر مع تقديري الكبير لرأيكم حول الدورات المناخية وأن بلادنا المملكة العربية السعودية جفاف في جفاف واستشهادكم على ذلك بالدليل من الكتاب والسنة .. وطالبتم -جزاكم الله خيراً من أصحاب الاختصاص من المحللين أن يستنبطوا ما في القرآن الكريم ، ففيه ما يعينهم وينير لهم الطريق لفهم تقلبات المناخ والطقس ..
وأقول وبالله التوفيق أن من يتمعن في ماحوله وأبعد من ذلك يجد أن كل شيء في حالة من التغير والتبدل .. لاتستقر الأحوال على حال واحد ، بل في تبدل دائم ، فمن قحط إلى رخاء ، ومن رخاء إلى قحط ، وهذا ينسحب على كل جزءً في أرض الله الواسعة ، ومنها بلادنا .. وهنا تتجلا سنن الخالق سبحانه وبحمدة في مخلوقاته ، لأن في ذلك أعظم العبر ، بمعنى أن الله يبتلي عباده بهذه السنن ، ففيها الخير لهم ، وأن يكونوا مع الله دائماً وأبداً ..فهو المغيث ..فلو كانت الدنيا على رتابة واحدة ، أي رخاء دائم ، أو قحط دائم لفسدت الحكمة من ذلك ، فمن يعود إلى تاريخ بلادنا الحديث ، في زمن الإمام الموحد الملك عبد العزيز ( طيب الله تراه ورحمه رحمة واسعة ) ليجد أنه حصلت في زمنه ما صطلح عليه (سنة جبار) ، وهي سنة أغاث الله عبادة في هذه البلاد غيثاً عظيم ، بحيث أعتبرت واحدة من أهم ملامح تاريخ بلادنا المملكة العربية السعودية آنذاك.. الجميل أخي العزيز ناصر أنكم طلبتم من المحللين في هذا المنتدى الأغر أن يستنبطوا ما في القرآن الكريم ، ففيه ما يعينهم وينير لهم الطريق لفهم تقلبات المناخ والطقس .. وأقول لكم إن من يتأمل قصة يوسف عليه السلام في مصر ليجد فيها الجواب الكافي ، بل ويعيننا على فهم سنن الله في تقلب المناخ والطقس ، وأن ذلك التقلب والتبدل سنه دائمة من سنن الله ، ولهذا فالمسلمون يطلبون الغيث من الله ..فهو أمر مطلوب ، ولكن بكثرة الاستغفار والكف عن المعاصي والذنوب .. والله المغيث والمستعان سبحانه وتعالى .