عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2013-04-26, 09:27 PM
طاب الخاطر طاب الخاطر غير متواجد حالياً
عضو متميــز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 518
جنس العضو: ذكر
طاب الخاطر is on a distinguished road
افتراضي

حياكم ربي وبياكم وجزاكم الله خيرا
وأسأل الله العظيم الحليم الكريم
أن يبارك في الجهود وأن
يرزقنا جميعا الإخلاص
في القول والعمل
اللهم آمين



في أمان الله


آية واحدة غيّرت حياة الإمام الفضيل بن عياض - رحمه الله

الآية إذا وصلت القلب و تمكّنت منه حصل الشفاء ، و تحقق الدَّواء بإذن الله - تبارك و تعالى- و لهذا خلقٌ كثير لا يُحصيهم إلا رب العالمين - سبحانه و تعالى - زالت أمراضُهم و شُفيت أسقامهم بعضهم بآية واحدة سمعها ، آية واحدة سمعها و زال منه مرضه ، أحياناً يكون مرضه الكفر بالله - سبحانه وتعالى - فيتحوّل إلى إسلام ، أحياناً يكون مرضه النفاق فيتحوّل إلى الإيمان ، أحياناً يكون مرضُه الفسق و الفجور و المعاصي و الآثام فيتحوّل إلى استقامة و هداية و صلاح و عبادة لله - تبارك و تعالى -
والقصص في هذا كثيرة جداًّ ، كثيرة جداًّ ، كثير من الناس يتحدّث أن هدايته بسبب آية ، تجده سمعها ، و أخذ يردّدها ، يجيلها في نفسه ، تتكرر في قلبه حتى جعل الله - سبحانه و تعالى - فيها هدايته و صلاحه .
الفُضيل بن عياض ، من أئمة التابعين أمضى أربعين سنة من حياته و هو معدود في كبار المجرمين ، كان قاطع طريق و كانت القافلة بكاملها تخافه إلى أن بلغ الأربعين ، و ليلة مِن الليالي أتى إلى بيت - كما ذُكر في ترجمته في سير أعلام النبلاء و غيره - ، أتى إلى بيت يتسوّر البيت على عادته في إجرامه و عدوانه يتسوّر البيت ، و هو يتسوّر البيت إذا بصاحب البيت كان يقرأ القرآن ، في سورة الحديد ، وصل إلى قول الله - سبحانه و تعالى - :
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون "
سمع الفُضيل هذه الآية و دخلت قلبه ، و تأثَّر من لحظته تأثراً عظيما ، و قال في ساعته : بلى ، أجاب ، ألم يأن ؟ قال : بلى، يعني جاء الوقت الذي تخشع فيه القلوب لذكر الله ، و نزل و عاهد نفسه أن يهاجر إلى مكّة و أن يبقى فيها عابداً لله - سبحانه و تعالى - إلى أن يموت و ذهب إلى مكة .
آية واحدة حوّلت مساره من إجرام إلى عابد من العبّاد و صالح من الصالحين و من ساعته بدأ يرتّب و ذهب إلى مكة و بقي فيها عابداً إلى أن توفَّاه الله - سبحانه و تعالى -
و في مكة يأتي العلماء و المحدّثون و يتلقى عنهم العلم و يأخذ عنهم الفقه و يحفظ منهم الأحاديث ، و لا تفتح الآن كتاباً من كتب التفسير أو كتاباً من كتب الفقه أو الحديث أو غيرها إلاَّ و تجد النقول العظيمة عن هذا الإمام ، قال الإمام الفضيل بن عياض - رحمه الله -
آية واحدة غيّرت حياته ! ا.هـ