مذنب بان ستارز
الإثنين 11.03.2013
القاهرة أ ش أ
صرح الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن مذنب "بان ستارز" سطع الليلة في الأفق الغربي من سماء القاهرة ودول نصف الكرة الشمالى بعد غروب شمس ، وذلك لاول مرة منذ اكتشافه في عام 2011، حيث قضى المذنب المكتشف معظم وقته مرئياً في نصف الكرة الجنوبي فقط، مؤكداً أن زيارة المذنب لا تشكل آى خطر على كوكب الأرض وسكانه.
وقال الدكتور أشرف لطيف تادرس إن المذنب ذو الذيل الطويل والمميز يمكن مشاهدته ايضا على مدى الليالى الثلاث القادمة بشكل اوضح فى سماء القاهرة بالعين المجردة في ظاهرة لا تتكرر سوى كل عشرة أعوام ، وقبل أن يخبو لمعانه وتصعب رؤيته، نظرا لابتعاده عن الشمس بنهاية الشهر الحالى .
واشار الى أن مذنب بان ستارز سيبقى فى السماء بعد غروب الشمس بمدد تقدر بـ68، 70، 73 دقيقة أيام غد الثلاثاء وبعد غد الأربعاء والخميس القادم، وسيكون المنظر رائعاً بعد غد الأربعاء مع ميلاد شهر جمادى الآخر للعام الهجرى الحالى، إذ سيقع الهلال على بعد 5 درجات فقط من المذنب، حيث سيكون الهلال إلى الأعلى من الهلال ومائلا نحو اليمين بعض الشيء، وبالتالي يمكن الاستعانة بالهلال لمعرفة موقع المذنب في ذلك اليوم.
واضاف أنه لرؤية المذنب يجب على الراصد النظر إلى جهة الغرب بعد حوالي 30 دقيقة من غروب الشمس فوق المنطقة التي غربت عندها الشمس، وعندها سيظهر المذنب كبقعة حمراء صغيرة ذات ذيل مميز، مؤكداً أن الرؤية تكون أفضل عندما يخفت وهج السماء بعد الغروب ، ولكن على الراصد ألا يتأخر كثيراً حتى لا يصبح المذنب قريباً من الأفق وبالتالي تصعب رؤيته.
وأوضح أن مذنب بان ستارز، بدأ فى الظهور في النصف الشمالي من الكرة الارضية ابتداء من أواخر شهر فبراير الماضي "مجرد بضعة درجات فوق الأفق من بعد غروب الشمس"، وازداد لمعانه تدريجياً ليصل أقصاه منتصف الشهر الحالي، وأصبح مرئياً ابتداء من يوم الجمعة الماضي، إلا أن رؤيته كانت ولا تزال صعبة بسبب موقعه القريب من الشمس، فهو يغرب بعد غروب الشمس بفترة وجيزة، إلا أن مدة بقائه بعد غروب الشمس ازدادت بمرور الأيام بما سمح برؤيته.
وأكد أن أفضل رؤية للمذنب فى مصر تكون بعد انتهاء الشفق المسائي خلال الفترة من يوم غد الثلاثاء وحتى يوم الاثنين القادم، لافتاً إلى أن لون المذنب يميل الى الاحمرار ويصاحبه ذيلاً طويلاً نسبياً على مسافة تقدر بحوالي درجة ونصف درجة في سماءالافق الغربي للبلاد.
وقال إن تصوير مذنب بان ستارز يعد من أهم ما يقوم به الفلكيون وهواة التصوير حول العالم، ولذلك فانهم يتابعون زيارته لكوكب الأرض عن كثب والتى سيشاهدها الملايين فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية بالتلسكوبات الفلكية والنظارات المعظمة العادية .
ووجه الدكتور أشرف لطيف تادرس الدعوة للجماهير من محبى الفلك وهواته لرؤية المذنب "بان ستارز"، من حلوان، ابتداء من غروب الشمس اليوم، مشيراً الى ان رصد هذا الحدث المميز لا يحتاج إلى أدوات فلكية فيمكن رصده بالعين حتى من داخل المدن، ولكن يفضل أن يكون الرصد في مكان مظلم وبعيد عن إضاءة المدن شريطة أن تكون السماء صافية من الغيوم والغبار، حيث يمكن ملاحظته في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة ويزداد وضوحاً مع غياب الشفق الشمسي، ويمكث المذنب في الأفق لمدة ساعة ونص بعد مغيب الشمس.
وذكر أن مذنب بان ستارز يقع الآن في مجموعة برج الحوت، وبسبب حركته المستمرة في السماء فإنه سينتقل إلى مجموعة "المرأة المسلسة "يوم 22 مارس الحالى، موضحا أن اسم مذنب "بان ستارز" يرجع الى اسم مجموعة تلسكوبات "بان ستارز" المستخدمة فى اكتشافه من خلال مشروع مسح السماء الاوتوماتيكي الذى نفذته جامعة هاواى الامريكية، منوها بأن المذنب عند اكتشافه كان لمعانه ضعيفا "20 قدر" وازداد لمعانه بالتدريج الى القدر العاشر فى منتصف أكتوبر الماضى، ثم القدرين 8، 4 اثناء رحلته في مداره الى الشمس في شهرى يناير وفبراير الماضيين، فيما يصل الى اقصى درجة لمعان منتصف شهر مارس الحالى.
واضاف أن المذنب بان ستارز هو احد المذنبات القادمة من سحابة "أوررت " الواقعة على اطراف المجموعة الشمسية، والمذنبات يمكن اعتبارها من مخلفات النظام الشمسي، وهى عبارة عن كتل مختلفة الأحجام والاقطار تتكون من الغازات والأتربة مختلطة بكميات كبيرة من الجليد، وغالباً ما تكون مجتمعه في سحابة ضخمة للأجسام المتجمدة والبعيدة جدا عن الشمس تعرف بسحابة "أوررت"، ثم تقذف هذه الكتل إلى الفضاء مقتربة بعضها من الشمس، وأثناء اقترابها منها تتبخر مادتها الجليدية متحولة إلى الحالة الغازية، ونتيجة لذلك تدفعها الرياح الشمسية بعيدة عن نواة المذنب مكونة ذيلا طويلا تجره خلفها في الفضاء، والذيل هذا هو من أكثر الاشياء المميزة للمذنبات بصفة عامة.