عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2013-02-16, 09:18 PM
خالد العماني خالد العماني غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: شرق جدة
المشاركات: 4,477
جنس العضو: ذكر
خالد العماني is on a distinguished road
افتراضي

جعل الله للقمر منازل مقدرة فقال سبحانه وتعالى
(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) يس 39
وهذه المنازل ينزل فيها خلال السنة كلها وهي ثمانية وعشرون منزلة فينزل في كل ثلاث عشرة ليلة - تقريبا- منزلة منها فاذا نزل منزلة من هذه المنازل يوافقه سقوط وغروب نجم في المغرب وطلع مايقابله في المشرق وهذا السقوط والطلوع هو ما اطلق عليه الحديث الانواء وتنتهي المنازل الثمانيه والعشرون بانتهاء السنة وكان من العرب في الجاهلية اذا نزل مطر نسبوا نزوله الى هذه الانواء والمنازل والنجوم والكواكب فيقولون مطرنا بنوء كذا كذا فجاء الاسلام وابطل هذا المعتقد وجعله من الكفر بالله وامر ان تنسب هذه النعمة الى مسديها وهو الله عز وجل فهذا المطر انما انزل بفضل الله ورحمته وليس بسبب سقوط النجم الفلاني
وانما النجوم للحساب ومعرفة الموافقات الزمنيه
وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم . في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) وفي حديث آخر عند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : النياحة ، والطعن في الأنساب ، والعدوى أجرب بعير مائة بعير ، من أجرب البعير الأول ؟ والأنواء مطرنا بنوء كذا وكذا ) . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه أحمد وصححه الألباني : ( أخاف على أمتي ثلاثا : استسقاء بالنجوم ، وحيف السلطان ، وتكذيبا بالقدر ) .
وأطلق في الحديث لفظ الكفر على من نسب المطر إلى النجوم والأنواء ، وذلك في قوله : ( وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) والحكم بذلك يختلف بحسب قصد القائل واعتقاده ، فإن كان يعتقد أن النجوم هي الفاعلة والمنزلة للمطر من دون الله عز وجل ، أو دعاها من دون الله طلبا للسقيا ، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة ، والأول شرك في الربوبية والثاني شرك في العبادة والألوهية . وإن كان يعتقد ويقر بأن الذي خلق المطر ، وأنزله هو الله عز وجل ، ولكنه جعل هذه الأنواء سببا في نزوله ، فهذا من باب الكفر الأصغر الذي لايخرج من الملة
ومن كفر النعمة وعدم شكرها .
وإن كان القائل يريد الوقت فيكون قوله : ( مطرنا بنوء كذا وكذا ) بمعنى ( جاءنا المطر في وقت هذا النوء ) فهذا جائز وليس من الكفر ، إلا أن الأولى تجنب الألفاظ الموهمة والمحتملة للمعاني الفاسدة ، ولذا قال الشافعي رحمة الله : ( من قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرا ، وغيره من الكلام أحب إلى منه ) .
وفي معنى الشارع من إطلاق هذه الألفاظ حماية جناب التوحيد ، وسد كل الطرق والذرائع التي تؤدي إلى الشرك ، وهذا ما أقره علماؤنا ومنهم الشيخ محمد ابن عثيمين رحمة الله .
يتبع ........

التوقيع: