ولقد كان الأباء منذ القدم يحسبون بتلك النجوم ، فحددوا الفصول بها وقسموا تلك الفصول إلى فترات زمانية مثل المربعانية والوسم والحميم ، وحددوا خصائص كل فترة من حيث درجات الحرارة
وأنواع الأمطار والسحب التي تحدث عليها ، ومدى نسبة حدوث تلك الأمطار بإذن الله .
وجاء الحساب الحجازي البحري ليحددوا الرياح والحالات الجوية بكل دقة وبين خصائصها
وحددوا الأوقات تارة بالمطالع ، وتارة بالغيوب ، وتارة بهما جميعا .
وسميت الحالات بأسماء تلك النجوم لكي يفرق بعضها عن بعض ، وهذا لا يدل على انهم يعتقدون أن النجوم مدبرة أو أن لها سبب أبدا .
ولكن جاء البعض وبالغ في المسألة ، وجعل هذا الأمر محرما ، مع أن النصوص واضحة وهي تنفي الأعتقاد الباطل فقط .
وإليك الأدلة الشرعية وأقوال أهل العلم في دلالة النجوم على دخول اوقات مواسم الأمطار ،
ودخول وقت التقلبات ، وتغير الرياح ودرجات الحرارة ، وهذا ثابت في الكتاب والسنة
أما في القرآن الكريم قوله تعالى : ( وعلمت وبالنجم هم يهتدون ) النحل : 16 وهذه إشارة إلى علامة ، هي نعمة من أكبر النعم على العباد .
فعند الرجوع إلى الواقع نجد أن العرب يستدلون ويهتدون بالنجوم ، سواء من حيث الوقت
فيحددون بها المواسم أو المكان .
ويشمل ذلك الشمس والقمر والكواكب والنجوم جميعها تسمى نجوما .
وبمجموعها يستدل الإنسان على الأوقات والأماكن وهي تسير في البروج .
قال الله تعالى في مطلع سورة البروج : ( والسماء ذات البروج ) قال تعالى ( وعلمت وبالنجم هم يهتدون ) .
أما دلالة الوقت فقدر الشارع بها دخول الليل والنهار ، ومعرفة الصلوات ، ومعرفة الفصول الأربعة
وتدرجات كل فصل ، وأنماط كل فصل ، وما يوافقه من أنماط سلوكية في المخلوقات سواء النباتات أو الكائنات الحية الأخرى .
فتكون النجوم ومنها الشمس وتشمل الكواكب والقمر علامة على كل زمن .
وما فيه من الخصائص المختلفة عن الزمن الذي قبله أو الذي بعده .
يتبع .........