روى البخاري ومسلم الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله علية وسلم
اذا راى غيما او ريحا عرف ذالك في وجهه فقلت يارسول الله ان الناس اذا راوا الغيم فرحوا رجاء ان يكون فيه المطر واراك اذا رايته عرفت في وجهك الكراهية
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعائشة وما يؤمنني ان يكون فيه عذاب
وفي الرواية اثبات الاصل التوقع الفطري في الانسان وهو توقع نزول الغيث بوجود الريح المبشرات او السحب وبينت عائشة رضي الله عنها هذا الامر ولم ينكره الرسول صلى الله عليه وسلم وعاش هذا التوقع ولكن بين توقع اخر
وهو كون ان يكون فيه العذاب والهلكة فيعيش النبي صلى الله عليه وسلم بين توقعين المطر والخير وهو الاصل والخوف من الهلاك والعذاب وهو امر متوقع ايضا لحصوله للامم السابقة ولوجود اسبابه وهي المغصية التي يقع فيها البشر وهذا كمال معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعالى وكمال تقواه له واثبات بشريته وعدم معرفته بالغيب مع الاخذ باسباب التوقع المعتبر لوجود السبب وهذا واضح لمن تدبره وتامله ولكن يربط بمشيئة الله اولا واخرا
من الادله ايضاالامر بصلاة الاستسقاء وهي لطلب الغيث في حالة الجذب لحاجة الناس اليه ولايتعرف على وجود الجذب الابتاخر المطر عن موسم الامطار ولايستغيثون الناس في الصيف لعلمهم انه ليس من مواسم المطر وعرفوا ذالك بالتتبع والاستقراء للنمط المناخي مع ان الله قادر على انزاله وهم على ايمان قوي بقدرة الله مع الاخذ بالسنة الكونيه الضطردة فدل على حتمية معرفة تلك المواسم زمنيا والتي استطاع العرب ان يحدوها بمطالع النجوم لتوقيت الازمنه لالعلاقتها بالمطر والتاثير فيه ولكن وقع البعض في الجهل فنسب ذالك للكواكب والنجوم بسبب الاثر الناتج بالتغير الناخي المقترن زمنا بمطالع النجوم فلبس عليهم الشيطان هذا الاعتقاد الباطل فاعتقدوا بما ليس سببا للاثر سببا فيه وهذه ضلالة فجاء الشرع وبين القول الفصل في المسالة فابقى الحساب وجعله اية كونية ونعمة امتن بها على عباده وابطل اعتقاد الاثر في الحوادث الارضية حيث يعد ذالك شرك في توحيد الربوبية وسوف نبين هذه المسالة بالتفصيل لاهميتها
مصدره كتاب الثقافه المناخيه للباحث المناخي الخبير سامي الحربي