سيدي العزيز برق السحاب
سؤالك جدير بالأهتمام الا أنه لا يكفي سطور لتوضيحه .... وبصوره مختصرهأود أن أبين لك أن الله " سبحانه وتعالى " لم يخلق شئ في هذا الكون الا وله فائده للبشريه جمعاء.
أما بخصوص سؤالك فأن نوع المرتفع وموقعه وشدته هي التي تحدد أهميته وتأثيره فهناك المرتفعات البارده مثل المرتفع السايبيري وهناك المرتفع الحار مثل المرتفع الأفريقي وكلاهما يمتلك صفات تختلف عن الآخر فمثلا" السايبيري يكون جاف وبارد أما الأفريقي فيكون دافئا" ورطبا" قليلا" . أما موقع المرتفعين المذكورين فلهما تأثير على منطقتنا ( شبه الجزيره ) فالمرتفع الجوي الأفريقي يعمل على دفع منخفض قبرص ومنخفض البحر الأحمر الى الشرق ويزيد من سرعة هذا المنخفض. أما المرتفع السايبيري فهو يعيق تقدم منخفض قبرص لتواجده في الشرق ويعمل على أبطاء حركته أو أنحراف أتجاهه شمالا" أو جنوبا" . هذا بالأضافه الى تأثير اندماج الكتل البارده المصاحبه للمرتفع الجوي السايبيري مع الكتل الهوائيه الدافئه والرطبه التي تتقدم مع منخفض شبه الجزيره العربيه ، حيث تتكون بسبب ذلك منخفضات جويه معقده يصعب التكهن بنتائجها كونها تكون عنيفه في بعض الحالات ( كما حدث من تساقط للثلوج لأول مره على مدينة بغداد الشهر الماضي ) . الكلام أعلاه وغيره ينطبق على فصل الشتاء . أما في فصل الصيف فأن المرتفع الجوي الأطلسي يعمل على أعاقة تقدم المنخفض الحراري الهندي الموسمي الى الغرب ، وينتج بسبب ذلك أنحدار في الضغط الجوي الذي يسبب هبوب الرياح الشماليه الغربيه على الأجزاء الشماليه وبعض الأجزاء الجنوبيه من شبه الجزيره العربيه والتى تسمى (المونسون ) والتي تكون جافه وحاره ومثيره للغبار بسبب عبورها جبال زاكروس شمال العراق أبتداء" من شهر حزيران حتي نهايتة تموز . هذه الحاله تكون شبه مسيطره على شبه الجزيره صيفا" عدا بعض الحالات التي تمتد كتله هوائيه بارده في طبقات الجو العليا وتتسبب بطقس مضطرب وربما سقوط الأمطار صيفا" ، وهذه من الحالات النادره .
المهم هذا جزء بسيط من تأثير المرتفعات الجويه ( خصوصا" على منطقتنا ) أضافه الى عملها على منع تكون الغيوم المطره نتيجة دفع الهواء الى الأسفل وتعمل على تلاشي الغيوم المتكونه .
وشكرا" لسؤالك