الدليله الأسطوري : خميس أبن رمثان


ولد خميس بن رمثان من قبيلة العجمان في منطقة الأحساء وكان مع أسرته في صحراء الدهناء عندما جاءه أمر الأمير عبدالله بن جلوي للعمل مرافقاً لبعثة شركة الزيت الأمريكية التي حصلت على امتياز التنقيب عن الزيت في شرقي المملكة سنة 1933م.
وعندما بدأ "خميس" في عمله الرسمي المكلف به من قبل الدولة لمرافقة العاملين الأمريكيين في شركة الزيت وإرشادهم في مجاهل الصحراء والبادية من أجل مسح المنطقة للبحث عن مواطن استخراج الزيت، كان يقوم بدوره بشكل طبيعي نتيجة لخبرته في الصحراء وشخصيته المتسمة بالمرونة والإخلاص والصدق في التعامل والرغبة في التعلم. جذبت تلك الشخصية انتباه الأمريكيين الذين رافقهم وسجلوا إعجابهم به وبتعامله الذكي والفطري من جهة، وفائدته الكبيرة من خلال إرشاده المخلص والمثمر.
عمل "ابن رمثان" مع الشركة دليلاً رسمياً ومكلفاً من قبل الحكومة من عام 1353هـ (1934م) حتى عام 1361هـ (1942م). وفي 20رجب 1361هـ قامت شركة أرامكو بتعيين "خميس" موظفاً رسمياً بها نتيجة لجهوده وحاجتها إليه في أعمالها. ويأتي هذا التعيين لما تركه "خميس" من انطباع قوي لدى المسؤولين في الشركة، ولقدرته على التعامل وتقديم الإرشاد المفيد لموظفي الشركة في الميدان، ولاشك أن الإدلاء الذين اعتمدت عليهم الشركة في أعمالها المسحية كثيرون إلا أن "خميس" انفرد من بينهم وأصبح شخصية مهمة في تلك الأعمال وواصل العمل مع الشركة حتى وفاته في عام 1378هـ (1959م) متأثراً بمرضه الذي كان يتلقى العلاج بسببه في مستشفى الشركة بالظهران مدة تصل الى ثلاثة أسابيع.
عمل "خميس" مع مجموعة من الأمريكيين الخبراء في الجيولوجيا والزيت منهم "ميلر" و "هنري" و "هوفر" و "بارجر". ومن اهم الشخصيات الأمريكية في شركة أرامكو التي عمل معها "خميس" مدة طويلة هو "ماكس ستاينكه" الذي لم يذهب الى أي مكان في المملكة شرقها وجنوبها وشمالها ووسطها وغربها إلا واصطحب معه "خميس". ويرى البعض أن "ستاينكه" اعتمد على "خميس" بشكل كبير في فهم البيئة التي عمل فيها ومعرفة كيفية التعامل مع الأهالي خاصة أبناء البادية. ووصف البعض جهود "ابن رمثان" مع "ستاينكه" بأنها كانت محوراً أساسياً في العثور على الزيت في المملكة.
ومن خلال اطلاعي على بعض الجهود التي كان يقوم بها "خميس" في أعماله الإرشادية في بعض المصادر التي توفرت لدي من خلال قيامي بدراسة علمية شاملة عن هذه الشخصية آمل في الانتهاء منها قريباً ونشرها، تبين لي أنه كان يزود الموظفين الأمريكيين بتعليمات خاصة توضح أسلوب التعامل مع أبناء البادية وفهم تقاليدهم حتى يتمكنوا من الاندماج في أعمالهم وعدم مضايقتهم. والملاحظ أن "خميس" كان يرشد الذين كان يرافقهم حول كيفية احترام تقاليد القبائل وأعرافها وعدم اتخاذ أي تصرف ربما يؤدي الى إزعاجهم او الإساءة الى مبادئهم وأسلوب حياتهم.
المصدر جريدة البلاد