سيناريوهات نهاية العالم المحتملة كما يراها العلماء حدث عادي بالمقاييس الكونية: قبل 65 مليون عاما اصطدم كويكب، بحجم قدره 10 كيلومترات، بالكرة الأرضية، والنتيجة كانت الانقراض النهائي للديناصورات. وحين اصطدام جسم بهذا الحجم بالأرض تنتشر ملايين من أطنان الصخور والغبار، فيعم الظلام والبرد القارص الغلاف الجوي. يعتقد الكثيرون أن العالم سيصل إلى نهايته في الواحد والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2012، لكن السؤال وهو كيف سيحدث ذلك؟ هل سيمتص ثقب أسود عملاق مجموع نظامنا الشمسي؟ من الناحية النظرية فهذا السيناريو ممكن، إلا أن الثقوب السوداء العملاقة نادرة في الكون ، وإذا ما تحرك واحد منها اتجاه الأرض فسنفطن لذلك عشرات السنين قبل أن يبتلعنا. الكثير من أفلام هوليود وصفت زيارة حضارات فضائية فائقة الذكاء ومتقدمة تكنولوجيا لكوكبنا الأرضي. فجأة تظهر هذه الكائنات وتسيطر على كل شيء في الأرض! هذا السيناريو في حال تحققه قد يمثل نهاية للعالم كما نعرفه على الأقل. إلا أن العلماء لم يرصدوا، إلى اليوم، أي مؤشر يدل على وجود مثل تلك الكائنات في الفضاء الخارجي. في فيلم الخيال العلمي "تيرميناتور" تتمكن شبكة من آلات الكومبيتر من تطوير وعي مستقل تشن بعدها حربا على الإنسانية. وبالفعل فإن "الذكاء الاصطناعي" يسبب فزعا للكثيرين. فهل تكون الآلات الذكية سببا في فناء الإنسانية؟ الأكيد أن كومبيوتر خبيث يتمتع بوعي مستقل يمكن أن يحدث أضرارا هائلة. براكين عملاقة بملايين الأطنان من "الماغما" المنصهرة يمكن أن تحدث أضرارا كارثية لا يمكن تصور تداعياتها، كالزلازل، والتغيرات المناخية الكبرى،. وآخر ثوران لبركان عملاق وقع قبل 23 ألف عام في نيوزيلاندا. العصور الجليدية الطويلة قضت على الكثير من أشكال الحياة فوق الأرض، وهي عصور تعود بشكل دوري منذ نشأة الأرض. فهل يجلب تغيير مفاجئ في التيارات البحرية عصرا جليديا جديدا؟ الخبراء يستبعدون هذا السيناريو في المنظور على الأقل. هذه ليست إلا دمى من ديكور أحد الأفلام، إلا أن يعود لتاريخ الأرض الطويل قد يواجه صورا كثيرة من هذا النوع. فأكثر من مرة قضت الأمراض الوبائية على مجموعات كبيرة من البشر. وبفضل المضادات الحيوية تمكن الإنسان من السيطرة على هذا النوع من الأوبئة. إلا أن أنواع الباكتيريا في تحول مستمر، وهي تطور كل مرة سلالات جديدة قادرة على مقاومة الأدوية الموجودة. يعمل المجال المغناطيسي على حماية الأرض من الجسيمات الخطيرة التي تبثها الشمس في الفضاء. وهي التي تسبب الظواهر الضوئية المعروفة في قطبي الكرة الأرضية. وبدون المجال المغناطيسي ستصبح الأرض كوكبا ميتا كالقمر. وبعد 2000 عام من الممكن أن يتغير المجال المغناطيسي حسب الخبراء. ولقد حدث ذلك أكثر من مرة. وقد تكون المرحلة الانتقالية محفوفة بالمخاطر. وفي جميع الأحوال، فإن نهاية العالم آتية لا محالة، وستدق علامات الساعة على أبعد تقدير عندما تستنفذ الشمس وقودها، حينها ستتحول إلى عملاق أحمر، وتقترب من الأرض تدريجيا إلى أن تحترق. وحتى إذا لم يحدث ذلك فبدون حرارة الشمس فإن الحياة ستصبح مستحيلة فوق الأرض. في الماضي، كان الإنسان يرى في كسوف الشمس مؤشرا على قرب نهاية العالم، أما اليوم فإننا نتأمل الكسوف كظاهرة طبيعية، وبدلا من ذلك تحول خوفنا إلى ظواهر أخرى كـ"الذكاء الاصطناعي" والحروب النووية والكائنات الفضائية. فمما سيخاف منه الإنسان بعد ألف عام؟ سيناريوهات نهاية العالم المحتملة كما يراها العلماء الكاتب:بريجيته أوسترات/ ح.ز مراجعة:منصف السليمي يتوقع البعض نهاية العالم بحلول 21 ديسمبر/ كانون الأول 2012. لكن هذه النهاية قد تحدث، ولما لا، في مناسبة أخرى؟ فسيناريوهات نهاية العالم جزء من الاحتمالات العلمية الواقعية وليست دائما من وحي الخيال. المصدر: https://cutt.us/01pC