قال الحق تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) (6) الحجرات
و في قراءة أخرى ( فتثبتوا ).
فهنا نداء من الله لأهل التكليف من المؤمنين بالتبيُن و التثبت عند تلقي الأخبار و حتى عند نشرها، فلا يحل للمسلم أن ينشر خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته ، بل نقول : ليس كل ما يعرف يقال ، بل من الحكمة أن نتعلم (متى نتكلم ومتى نسكت).
قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم ((كفى بالمرء كذِباً أن يُحدِّثَ بكل ما سمع))(1) .قال ابن حبان عند ذكر الخبر السابق : "في هذا الخبر الزجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم على اليقين صحته ثم يحدث به دون ما لا يصح" (2)
قلت (أبو أنس) : ذلك بأنه قد ينقل كذبا ويشيع فتنة بقصد أو بغير قصد.
بل إنه من أعظم الفساد كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى
وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعى عن قيل وقال ) أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ولا تدبر ولا تبيّن0
أخيرا أقول لإخواني وأخواتي اتقوا فيما تنقلون من أخبار فإن الله سائلكم يوم القيامة فأعدوا للسؤال جوابا.