عرفنا مما سبق أن هناك فرق بين التوقع الذي هو جائز في حق البشر والمخلوق ولا يجوز في حق الله
وبين علم الغيب الذي هو من خصائص الله ولا يجوز ان ننسبة للمخلوق
وأن من ادعوه أطلق عليه مسمى الدجالون والكهنة والعرافون
ووسمو بالظلال والباطل والكذب لانهم ادعوا ما ليس لهم به حق عقلا وشرعا
وعلى ذلك لا يجوز لأي إنسان أن ينكرعلى من قدم قوله بالتوقع لأنه يمارس أمر بشري يليق ببشرية الإنسان وخصائص المخلوق
بل ركّبه الله فية ليحقق المصالح ويدفع المضار عن نفسه وعن الاخريين فهو فطره ضرورية
وهنا سوف نبحر في خصائص التوقع ومجالاته ونسبته ولن يتوقع إلا فيما غاب عنه نتيجته وأدرك سببه
ونبدأ بالمحور التالي
التوقع لا ينفك عن حياة المخلوق
أن تصرفات الإنسان وردود أفعاله معظمها قائمة على التوقع بل جميع خططه المستقبلية وجميع مشاعره التي تصدر منه قائمة على التوقع
لان غريزة كل مخلوق حي قائمة على تحقيق النفع والمصلحة ودفع الضرروالوقاية منه
وكلا منها له
اسباب ونتائج وزمن حدوث
ونبدأ بمجال الوقاية
أن كل مجالات الوقاية من أي ضرر هي قائمة على التوقع
فالوقاية الغرض منها ان توقي المخلوق من الضرر المتوقع حدوثه المؤثر في حياته
لأن الضرر الواقع لا وقاية منه
فنجد الدين قائم على التوقي والوقاية
والدنيا قائمه على التوقي والوقايه
والضرر قد يكون بزوال المصلحة والنفع
فزوال الصحه تعني المرض وزوال الغذاء تعني الجوع
وزوال الري تعني العطش وزوال الامن تعني الخوف
وزوال السعاده تعني الحزن وزوال المكسب والربح تعني الخساره
وزوال العزه تعني الذل وزوال الهداية يعني الظلال
وزوال الجنه يعني النار عياذا بالله
وكل هذه الامور لها اسباب ونتائج وزمن حدوث
والقاعده تقول ان كل ما كان له اسباب مدركة فله نتائج مدركه يمكن توقعها
ويدخل في ذلك كل ما يتخذ فيه الانسان اسلوب الوقاية تشمل
الوقاية الصحية والفكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية
وعلى ذلك فمن الذي لايمارس التوقع في كل لحظه من حياته وفي كل المجالات؟؟؟؟ وسوف نستشهد ببعض الامثلة
يتبع نرجوا عدم الرد