الموضوع
:
الجزء الثاني لرحلة البرازيل - من ريو إلى ساوباولو -رحال الخبر
عرض مشاركة واحدة
#
3
2012-05-26, 01:04 PM
وائل الدغفق
رحـــالة عــالـمــي متـمـيـــــز
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الخبر
المشاركات: 109
جنس العضو: ذكر
الإسلام في ساوباولو:
تعتبر ولاية ساوباولو من اكبر ولايات البرازيل ويتجمع فيها أكبر عدد من المسلمين حيث إنها تضم 30 مسجدا ومصلى حسب إحصائيات المراكز الإسلامية بالبرازيل.
وحول عدد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل فقد وصلت إلى نحو 118 مؤسسة إسلامية تخدم المسلمين بشتى الخدمات الإجتماعية والدينية والعلاقات العامة والتجارية بين البرازيليين والمسلمين عموما، كما يوجد في البرازيل حسب آخر إحصائية 100 مسجد ومصلى لكن بالمقابل فعدد الدعاة والأئمة 40 فقط لايكفي لتغطية المساجد فكيف بالتوسع الإسلامي الكثيف بالبرازيل وهذا كلام الشيخ خالد تقي الدين.
ولعل من المهم معرفة الامين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل وهو الشيخ خالد تقي الدين حيث يذكر أن أعداد المسلمين في البرازيل يصل إلى مائتين ألف مسلم .
أعداد المسلمين:
وحينما نتكلم عن إحصائات لأعداد العرب في البرازيل من الممكن أخذها من مصادر برازيلية او من مهتمين كرئيس الجمعية العربية الكوبية بالبرلمان الكوبي البروفيسور(رود ريجو كمبراس) حيث يقول: إن الإسلام ينتشر إنتشاراً واسعاً في دول أمريكا اللاتينية،حيث يبلغ تعداد المسلمين في البرازيل نحو8 ملايين مسلم - وأظنه يقصد العرب وليس المسلمين - في حين يبلغ عددهم في كوبا نحو5 ألاف مسلم وهم من أصول عربية ومن الباكستان..انتهى كلامه.
تواجد المسلمين قبل البرتغاليين:
ويؤكد المؤرخ الرازيلي الشهير(جواكين هيبيرو) في محاضرة ألقاها عام 1958م ونشرتها الصحف البرازيلية :أن العرب المسلمين زارو البرازيل وأكتشفوها قبل إكتشاف البرتغاليين لها عام 1500م وإن قدوم البرتغاليين إلى البرازيل كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا أخصائيين ومتفوقين في الملاحة وصناعة السفن ، ذكر هذه المقولة
التواجد الثاني للمسلمين بالبرازيل:
ولعل الأثر لتواجد الإسلام بالبرازيل كان بعد إلغاء الرق عام1888م وخوف البرتغاليين من سيطرة السود والهنود الاصليين وقيام مايطلق من دعوة (التبييض) وهي أستدعاء الاوربيين من المانيا وأيطاليا واسبانيا للهجرة وأمتلاك الارض وهو ماكان وتم السيطرة على ساوباولو بالكامل والسيطرة على غيرها أيضا بعد تعرض البرازيل لثورة العبيد كما يطلق عليها جزافا عام 1835م ولكن بالحقيقة هي ثورة المسلمين من العبيد الأفارقة وبعض المسلمين من الأندلس والذين هربوا بحياتهم بعد محاكم التفتيش والثورة كانت لأسترداد حقوقهم الدينية ولكن لم يكتب لهذه الثورة النجاح وتمت تصفية القيادات ونفي العديد من المسلمين لأفريقيا وكبت الإسلام فيها ومن ثم تبييض المنطقة بدعم أوربي كما ذكرنا في عام 1880م .
ومن القصص التي تحكي تواجد المسلمين أيضا ما يذكره الشيخ خالد تقي الدين أمين المؤسسة الدينية بالبرازيل في قوله:ذكر أحد الكتّاب وهو الشيخ عبدالرحمن البغدادي في كتابه (مسليّة الغريب في كل أمر عجيب) قال فيه : لما نزلنا عام 1888م سواحل السنتس بالبرازيل وهي مدينة ساحلية واردنا الصلاة وبعد الإقامة جاء بعض العبيد وأخذوا ينظرون ألينا ، وهم ظنوا أن العبيد أتوا للأستهزاء والضحك ، لكن في اليوم الثاني جاؤو العبيد وشاركوا في الصلاة معنا بل وطلبوا أن يبقوا معهم ليعلموهم أمور دينهم فبقي هذا الرجل سنتين.
المسلمين في مدينة ريو:
ربما نسيت أن أتكلم في التقرير الماضي حول مدينة ريو دي جانيرو ووضع المسلمين فيها وربما أذكر من باب التاريخ أن مدينة ريو وحسب إحصائيات الجمعية الخيرية الإسلامية في ريو والتي تأسست عام 1951م أنه يوجد نحو 500 عائلة مسلمة من أصول فلسطينية وسورية ومصرية ومغربية ، كما تشهد المدينة إقبالا كبيرا من قبل البرازيليين لإعتناق الإسلام حتى فاق ععدهم أعداد المسلمين العرب .ويوجد مركز ومسجد إسلامي في حي تيجوكا قرب غابة تيجوكا وأسمه مسجد النور ولم يكتمل بنائة حتى الآن ، ويعتبر المقر الرئيسي للمسلمين هناك.
حينما تزور المسلمين في ريو دي جانيرو تشعر بالفخر، حينما ترى ثباتهم وتمسكهم بدينهم، ويأسرك أدبهم الجم وبساطتهم الغير متكلفة، ودفىء مشاعرهم وأخوتهم الصادقة، ويدفعك هذا الشعور للوقوف إلى جوارهم، وأن تعيش آلامهم وآمالهم وأن تعمل على مساعدتهم لأنهم أخوة في الدين صابرون محتسبون.
المسلمون الأفارقة :
تؤكد الوثائق التاريخية المحفوظة في المتاحف البرازيلية، أن أكثرية المنحدرين من الأفارقة الذين جيء بهم كعبيد إلى "البرازيل"، هم من جذور إسلامية، وأنهم كانوا يتلون القرآن باللغة العربية.
وقد وصلت أفواج الرقيق إلى "البرازيل" عام 1538، ولم تمضِ 40 سنة حتى نقل إليها 14 ألف مسلم مستضعف، والسكان لا يزيدون على 57 ألفًا، وفي السنوات التالية أخذ البرتغاليون يزيدون من أعدادهم؛ إذ جلبوا من "أنجولا" وحدها 642 ألف مسلم زنجي، وجلّ هؤلاء السود جيء بهم من غرب أفريقيا، على أن أبرز مجموعاتهم هي التي اختطفت من المناطق السودانية: مناطق "داهوتي"، و"أشانتي"، و"الهاوسا"، و"الفولان"، و"البورنو"، و"اليوربا" .. وحُمِل هؤلاء المسلمون في قعر السفن بعد أن رُبطوا بالسلاسل الحديدية، ومات منهم من مات وألقي في البحر من أصيب بوباء أو حاول المقاومة.
اقتلع هؤلاء بالقوة من محيطهم ليكونوا خدمًا مسخرين كالآلات في هذه البلاد، وليس سهلاً تقدير أعداد هؤلاء المنكوبين الذين كانوا يعدّون بالملايين، والذين ظلوا ينقلون من أفريقيا إلى "البرازيل" وإلى كل أمريكا مدة تزيد عن ثلاثة قرون.
يقول المؤرّخ "فريري": كان هؤلاء المسلمون السود يشكلون عنصرًا نشيطًا مبدعًا، ويمكن أن نقول إنهم من أنبل من دخل إلى "البرازيل" خُلُقًا، اعتبروهم عبيدًا.
لم يكونوا حيوانات جر أو عمّال زراعة في بداية دخولهم، لقد مارسوا دورًا حضاريًا بارزًا، وكانوا الساعد الأيمن في تكوين البلد الزراعي.
إن "البرازيل" مدينة لهم في كل شيء: في قصب السكر والقهوة التي جلبوها والقطن والحبوب، حتى الأدوات الزراعية الحديدية كلها أفريقية.
كانت وسائل التقنية عندهم أكثر تقدمًا من وسائل الهنود ومن وسائل البرتغاليين أنفسهم، كان هؤلاء المسلمون الزنوج أهم عنصر في عملية تحضّر البلاد، ويُذكر أن أسيادهم الأميين الذين جلبوهم لاسترقاقهم كانوا يتخاطبون مع الأوروبيين من خلال هؤلاء العبيد المتحضرين، يكتب العبد المسلم رسالة السيد إلى زميله السيد الآخر الذي يقرأ له الرسالة عبده المسلم المتعلّم.
تعاضد المسلمون مع مشايخهم :
كان مع هؤلاء العبيد شيوخهم الذين يعظونهم ويرشدونهم ويفقهونهم في الدين، وينزلون معهم الأكواخ، ويعلمونهم القرآن ومبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء، وبعد أن ازداد عددهم وقويت عزيمتهم، قاموا بعدة ثورات إسلامية تحررية، كان من أهمها تجمع المتمردين منهم في "بالميرس" في شمالي "البرازيل"، في القرن السابع عشر، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة "باوليستا" أي "ساوباولو".
ثم حدثت سلسلة من الثورات في العقود الأولى من القرن التاسع، قام بها هؤلاء المسلمون في الأقاليم الساحلية خاصة في "باهيا"، وكانت قيادة الثورات بأيدي شيوخ "الهاوسا"، لكن ثوراتهم سحقت بمنتهى الوحشية والقسوة، وقد أجبرهم البرتغاليون على ترك دينهم وتغيير أسمائهم، لكن المسلمين لم يستسلموا وظلت ثوراتهم تتكرر وآخرها تلك الثورة الشاملة التي قامت في "باهيا" عام 1835، بعد أن بلغ هؤلاء العبيد المسلمون من قوة الشكيمة في الدين ومن الاعتداد بعقيدتهم.
وقد قاد الثورة ووجّهها الشيوخ، ومعظمهم من ممالك "البورنو" و"سكوتو"، وكانوا مؤدِّبين ووعاظًا وأئمة مساجد ومعلمين للقرآن الكريم، لكن البرتغاليين سحقوهم بوحشية، وظلّت جثث المسلمين تتعفن مدة طويلة على قارعة الطريق وفي عتمة "السنزالات" الخربة، وهذه "السنزالات" عبارة عن أقبية كان البرتغاليون يودعون فيها أولئك المسلمين الذين سُحقت ثورتهم، ويقال إن كلمة "زنزانة" جاءت من هذه اللفظة البرتغالية.
وخمدت الثورة بعد ذلك إلى الأبد، وتنصّر من المسلمين من تنصّر بالقوة، واستشهد من استشهد، وعادت الوثنية إلى أعداد منهم، وما زالت بعض شعائر الوثنية تقام بينهم إلى اليوم في "البرازيل".
وتقول الروايات أن النقوش الموجودة في سقوف كنائس "باهيا" و"السلفادور" فيها عدة آيات من القرآن الكريم دون أن يشعر القيمون عليها بذلك، لأنهم لا يجيدون العربية، ويتصوّرونها مجرد رسوم، وفي الأصل كانت هذه الكنائس مساجد.
من المناسب أن نعرف أن أرض "البرازيل" التي تعيش عليها هذه الأقلية المسلمة، أرض شاسعة تبلغ مساحتها أكثر من ثمانية ملايين ونصف من الكيلو مترات المربعة، أي إن مساحتها تبلغ مساحة أربعة أضعاف مساحة شبه الجزيرة العربية كلها.
كما أن سكان "البرازيل" يبلغ عددهم الآن مائة وستون مليون نسمة، وديانة "البرازيل" الرسمية هي النصرانية (الكاثوليكية)، إضافة إلى وجود ديانات أخرى يمثل الأفراد المنتمون إليها نسب مختلفة من عدد السكان، ومن بينهم المسلمون.
نظرة على واقع التعليم:
حالة التعليم الديني واللغة العربية لا تبعث على التفاؤل، فلا توجد مدارس بالمعنى الكامل لتعليم الدين واللغة العربية، وإنما هي فصول محدودة تقوم بهذا العمل بإمكانيات ضعيفة، ويعاني أبناء المسلمين صعوبة بالغة في الالتحاق بها؛ بسبب البعد الشاسع وصعوبة المواصلات، وخاصة على الأطفال، فإذا أضفنا لذلك النقص في عدد المدرسين المتخصصين، وعدم وجود الطرق الحديثة لتعليم اللغات، وعدم وجود الكتاب المشوق للأطفال، وعرفنا أسباب واقع التعليم المتواضع للمسلمين في "البرازيل".
الزواج:
أصبح الجيل الجديد الناشئ في أرض "البرازيل" أقرب إلى العقلية البرازيلية منه إلى الروح الإسلامية، بمعنى أن الشاب يريد أن يختار زوجته، وكثيرًا ما يختار زوجته من فتيات الوطن الجديد، والمشكلة الكبرى هنا هي عندما تتزوج المسلمة من غير المسلم؛ حيث كثرت هذه الظاهرة في السنين الأخيرة، وتلك عقبة أولى في تكوين أسر لها قوام إسلامي في أرض المهجر.
وسائل الإعلام:
للأسف لا يوجد للطائفة الإسلامية إلى الآن أي نوع من وسائل الإعلام؛ فليس لهم مجلة تنشر المقالات عن الإسلام وعظمته، وترد على الافتراءات والشبهات التي ينشرها المغرضون، فأكثر البرازيليين لا يعلم شيئًا عن الإسلام إلا ما يصله من مصادر مضللة، وليس لهم إذاعة مسموعة ترشد الأم في بيتها والفتاة في خدرها والأب في متجره، كما أنه ليس لهم إذاعة مرئية توضح العبادات وتشرح العقيدة وتوصل إلى الأطفال ما عجزوا عن فهمه عن طريق القراءة، وتعرض على الشباب بالصورة الحية المنتقاة هدى القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.
أول مسجد في "البرازيل":
يرجع تاريخ بناء المساجد إلى الثلاثينات من هذا القرن، بدأت قصة أول مسجد بتأسيس أول جمعية خيرية إسلامية عام 1929م، واشترت أرض المسجد في سنة 1935م ووضع حجر أساسه في سنة 1948م، وأُكمل بناؤه في حوالي سنة 1960م.
وعندما تم بناء المسجد ظهر كيان الأقلية المسلمة واتسع نشاطها؛ فأخذوا في بناء مدرسة إسلامية، ثم حصلت الجمعية الخيرية الإسلامية على أرض من الحكومة لتكوين مقبرة للمسلمين.
تم أخذ بعض ماذكرت من زيارتي للجمعية الإسلامية بريودي جانيرو ومن موقع اللجنة العليل لشؤون الأئمة والدعاة ، وأيضا من موقع مفكرة الإسلام .
وبعد إلقاء نظرة عامة ومختصرة عن أحوال الإسلام بالمنطقة نكمل معكم رحلتنا خول مناطق ساوباولو ومن أوسطها نصل إلى كاتدرائية سيي التي تعتبر مركز المدينة القديم .
ميدان كاتدرائية سيي
خرجت من حديقة الاستقلال لأركب مترو الأنفاق إلى محطة (Se) وهي محطة مركزية تصلها الخطوط الزرقاء والحمراء ومنها أخرج لأجد نفسي في ميدان كاتدرائية سيه(Catedral da Se) الذي يعود بنائها لعام 1913م ، وهي مبنى كنيسة سيي ويعني أسم سيي المقعد كناية عن كرسي الابرشية لساوباولو التي أستحقته عام 1745م وهدم المبنى القديم وبنيت على تصميم عصر الباروك وانتهى من بنائها عام 1764م وأستمرت حتى عام 1911م وثم أجري لها بناء جديد وهو الظاهر في الصورة وقت زيارتي لها.
الكاتدرائية الرئيسية وسط ساوباولو
من داخل الكاتدرائية
صناديق الأعتراف بالذنوب لدى القسيس ومنها يخرج مغفورا له
صورة للكاتدرائية
الساحة المقابلة لبوابة الكاتدرائية بصف من أشجار جوز الهند
وصورة من جهة أخرى
بوابة الكاتدرائية وبرجيها
بعض الشموع الكهربائية التي تضيء بعد وضع عملة معدنية للبركة حسب معتقدهم
ومن الكاتدرائية وباتجاه البوابة الرئيسية خروجا منها وعبر ممر من أشجار جوز الهند متجه للشمال حيث الممرات التاريخية لمباني عتيقة وقد اتخذت كممر وممشى تجاري للزائرين والسياح وهو يعتبر موقعا مميزا للتمشية في مايحتوي من محال ومطاعم ومقاهي ومباني أثرية نظرا للموقع الذي يحتله السوق وهو النواة الاولى لتأسيس المدينة في هذه المنطقة بالذات.
اول مبنى تبشيري بساوباولو كلية باتيو(pateo do collegio)
الوسط التجاري القديم والشهير بساوباولو
من وسط الحي التجاري
يعتبر هذا المبنى بالصورة أسفل من اول المنشآت بساوباولو أنشيء عام 1554م ويعتبر مركز للمبشرين الكاثوليك الذين قدموا من البرتغال لنشر الدين وسط الهنود الاصليين ويعتبر النواة لبلدة ساوباولو وهو رمز مهم لديهم ، وتاريخيا يعد هذا المبنى كنواة لأنشاء المدينة ولو أن البرتغاليين دخلوها في عام 1510 عبر غرق سفينتهم قرب سواحل ساوباولو الجنوبية ومنها بدأو بالدخول للمنطقة وأنشأوا مبنى باتيو كأول منشأة ليكون مسكن للقساوسة والعسكر ليتمكنوا من التبشير والتحكم بالمنطقة .
التوقيع:
انت زائر رقم
تابع تويترaldaqfaq@
https://rahal-k.blogspot.com/
وائل الدغفق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى وائل الدغفق
البحث عن كل مشاركات وائل الدغفق