عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2007-12-21, 07:40 AM
قطرالندى قطرالندى غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 7

قطرالندى is on a distinguished road
افتراضي الـتـوازن الـبـيـئـي

التوازن البيئي :

البيئة أو الطبيعة تعوّض خسائرها بنفسها في تقدير ربّاني دقيق يحفظ للكائنات الحيّة استمرارية حياتها على وجه الأرض.. هذا التعويض يسمّى في علم البيئة بـ (التوازن البيئي).. فما نفقده من الأوكسجين تعوّضه لنا الأشجار في النهار، فلا مدعاة للقلق من نفاد هذه المادة الحيوية والضرورية للتنفس، وهذا هو السرّ في أنّ المناطق المشجّرة هي أنقى وأصفى هواءً من غيرها.

إنّ لكلّ كائن حيّ ـ بما في ذلك الحشرات والوحوش المفترسة ـ دوره المقنّن في الحياة، فإذا قضينا على أي صنف من أصنافها نكون قد أحدثنا خللاً في التوازن البيئي.
يقول علماء البيئة: دعو كلَّ شيء على حاله.. لتبقى الخنفساء والصراصير والعقارب والأفاعي وسائر الحيوانات حيّة ـ إلاّ ما يخشى ضرره الفعليّ ـ حتى لا نعدمها وظيفتها في تعديل البيئة والحفاظ على توازنها.
ومن طريف ما يذكر هنا.. أنّ الصينيين قاموا ذات مرّة بحملة للقضاء على جميع الحشرات الموجودة في الصين بالقاء المبيدات عليها، ثمّ تنبّهوا بعد مدّة أنّهم قد ابتلوا بألوان مروّعة من الأمراض والميكروبات، وبعد الدراسة تبيّن أنّ للحشرات التي تمّ القضاء عليها دوراً في التوازن البيئي، وذلك بالقضاء على تلك الميكروبات التي تفشّت إثر غياب المعادل الموضوعي لها.

هذا لا يعني أن نترك النحلة تلسعنا، أو العقرب يقرصنا، والكلب السائب يعضّنا، والبعوضة تخزنا، والجرذ يلهو في مطابخنا، إذ لابدّ من معرفة الخطر أو الأذى المباشر الذي يلحقنا ويجب التخلّص منه، أمّا ما لا يُخشى خطرُه فليُترك لحال سبيله.

روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه نهى عن قتل كلّ ذي روح إلاّ أن يؤذي!!

هناك حقائق قرآنية تؤكِّد نظريّة التوازن:

(كلُّ شيء عنده بمقدار ) (الرعد/ 8 ).

(وأنبتنا فيها من كلّ شيء موزون ) (الحجر/ 19).

(وخلق كلّ شيء فقدَّره تقديراً ) (الفرقان/ 2).

قد ينتج التلاعب بالجينات أو الهندسة الوراثية نباتات أكبر حجماً وأغرب شكلاً، لكن ذلك ضمن الموازين الطبيعية، أمّا إذا تدخّلت الكيمياء في الطبيعة أفسدت الشكل والمضمون والطعم واللون.. وهذا ما ندفع ضريبته.

المصدر : كتاب حمايـة البيـئة