النازعات
من الاية 1 الى الاية 7
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)
,,,,,,,,,,,,,,
5 القسم بمخلوقات عظيمة
(والنازعات غرقا . والناشطات نشطا . والسابحات سبحا . فالسابقات سبقا . فالمدبرات أمرا). قيل في تفسير هذه الكلمات:إنها الملائكة نازعات للأرواح نزعا شديدا . ناشطات منطلقات في حركاتها . سابحات في العوالم العليا سابقات للإيمان أو للطاعة لأمر ربها مدبرات ما يوكل من الأمور إليها . .
وقيل:إنها النجوم تنزع في مداراتها وتتحرك وتنشط منتقلة من منزل إلى منزل . وتسبح سبحا في فضاء الله وهي معلقة به . وتسبق سبقا في جريانها ودورانها . وتدبر من النتائج والظواهر ما وكله الله إليها مما يؤثر في حياة الأرض ومن عليها .
وقيل:النازعات والناشطات والسابحات والسابقات هي النجوم . والمدبرات هي الملائكة .
وقيل:النازعات والناشطات والسابحات هي النجوم . والسابقات والمدبرات هي الملائكة . .
وأيا ما كانت مدلولاتها فنحن نحس من الحياة في الجو القرآني أن إيرادها على هذا النحو , ينشئ أولا وقبل كل شيء هزة في الحس , وتوجسا في الشعور , وتوفزا وتوقعا لشيء يهول ويروع . ومن ثم فهي تشارك في المطلع مشاركة قوية في إعداد الحس لتلقي ما يروع ويهول من أمر الراجفة والرادفة والطامة الكبرى في النهاية !
وتمشيا مع هذا الإحساس نؤثر أن ندعها هكذا بدون زيادة في تفصيل مدلولاتها ومناقشتها ; لنعيش في ظلال القرآن بموحياته وإيحاءاته على طبيعتها . فهزة القلب وإيقاظه هدف في ذاته , يتحراه الخطاب القرآني بوسائل شتى . . ثم إن لنا في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أسوة . وقد قرأ سورة "عبس وتولى " حتى جاء إلى قوله تعالى(وفاكهة وأبا). . فقال:" قد عرفنا الفاكهة . فما الأب ? ثم استدرك قائلا:لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف ! وما عليك ألا تعرف لفظا في كتاب الله تعالى ?! " . . . وفي رواية أنه قال:كل هذا قد عرفنا فما الأب ? ثم رفض عصا كانت بيده - أي كسرها غضبا على نفسه - وقال:" هذا لعمر الله التكلف ! وما عليك يا بن أم عمر أن لا تدري ما الأب " . ثم قال:" اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب , وما لا , فدعوه " . . فهذه كلمات تنبعث عن الأدب أمام كلمات الله العظيمة . أدب العبد أمام كلمات الرب . التي قد يكون بقاؤها مغلفة هدفا في ذاته , يؤدي غرضا بذاته .
الدرس الثاني:6 - 14 الراجفة والرادفة وخسارة الكفار فيها
هذا المطلع جاء في صيغة القسم , على أمر تصوره الآيات التالية في السورة:
يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة . قلوب يومئذ واجفة . أبصارها خاشعة . يقولون:أإنا لمردودون في الحافرة ? أإذا كنا عظاما نخرة ? قالوا:تلك إذن كرة خاسرة ! . . فإنما هي زجرة واحدة . فإذا هم بالساهرة . .
والراجفة ورد أنها الأرض استنادا إلى قوله تعالى في سورة أخرى: (يوم ترجف الأرض والجبال). . والرادفة:ورد أنها السماء . أي أنها تردف الأرض وتتبعها في الانقلاب حيث تنشق وتتناثر كواكبها . .
كذلك ورد أن الراجفة هي الصيحة الأولى , التي ترجف لها الأرض والجبال والأحياء جميعا , ويصعق لها
والله اعلم .