أكدت دراسة حول الخطر الزلزالي في دولة الإمارات أن الموقع الجغرافي للدولة بوقوعها داخل الصفيحة العربية يجعلها اقرب ما تكون من منطقة التصادم بين الصفيحتين العربية والإيرانية، ولا تبعد أكثر من حوالي 100 كم عن الحد الفاصل في أجزائها الشمالية والشمالية الشرقية وبذلك فهي عرضة للتأثر بشكل مباشر بالزلازل التي تحدث بفعل الحركات الأرضية على نظام صدوع زاجروس ومكران التصادمية والاندثارية، التي قد تزيد قوة بعضها على 6 درجات حسب مقياس ريختر.
كما أن الدولة عرضة للتأثر بشكل ثانوي «اقل خطورة» بزلازل أنظمة الصدوع الإقليمية والمحلية في مناطق الخليج العربية وخليج عمان، والتي يمتد بعضها إلى داخل الدولة، وقد تصل قوة بعض هذه الزلازل إلى أكثر من 5 درجات حسب مقياس ريختر.
وذكرت الدراسة أن مواطني الدولة شعروا بالعديد من هذه الزلازل خلال العقود الماضية، كان آخرها مجموعة زلازل حصلت في منطقة مضيق هرمز والخليج العربي وشمال خليج عمان، بلغت قوة أكبرها درجة في منطقة مضيق هرمز (خط عرض 4 .27 درجة شمالا، خط طول 7 .55 درجة شرقا).
وتدل الدراسات الزلزالية على انه خلال الفترة من الأعوام 1900ـ 1922م فقد تم رصد ما مجموعه 83 زلزالا تمركزت بمنطقتي الخليج العربي وخليج عمان، تراوحت قوتها ما بين 1 .3ـ 8 ,5 درجات حسب مقياس ريختر، باستثناء اثنين منهما بلغت قوتهما 4 .6 درجات و3 .6 درجات، حدثا في العامين 1902 و1949 وتمركزا بنفس الموقع داخل إيران بالقرب من منطقة مضيق هرمز (خط عرض 27 درجة شمالا، خط طول 4 .56 درجة شرقا) ويتمركز مالا يقل عن نصف عدد هذه الزلازل في منطقة جنوب الخليج العربي حول منطقة خط عرض 25 درجة شمالا وخط طول 55 درجة شرقا الذي يبين بان بعض هذه الزلازل تمركز على بعد كيلو مترات قليلة من الحدود البرية لدولة الإمارات.
وحول أهم الخصائص الزلزالية والخطر الزلزالي بالدولة أشارت الدراسة إلى النشاط والخطر الزلزالي يتمثل بحدوث التصدع المتوقع بمنطقة الارتطام بين الصفيحتين العربية والإيرانية، والتي قد تبلغ قوة بعض الزلازل أكثر من 6 درجات حسب مقياس ريختر.
وفي جميع الأحوال فان مراكز هذا النوع من الزلازل تبعد عن التجمعات العمرانية والسكنية مسافات لا تقل عن 100 كم، وتزداد تدريجيا إلى بضع مئات الكيلو مترات.
كما يتمثل الخطر الزلزالي بشكل ثانوي بالزلازل المتوقع حدوثها على الصدوع الإقليمية والمحلية بداخل الخليج العربي وخليج عمان والتي يمتد بعضها داخل الدولة، وتتمثل خطورة هذا النوع من الزلازل في أنها من الممكن أن تكون قريبة من المدن والمنشآت وان قوة بعضها تتعدى 5 درجات بمقياس ريختر.
وفي حال حدوث زلازل بقوة 6 درجات حسب مقياس ريختر فإنها سوف تؤثر على المنشآت والمدن القريبة بإزاحات وتسارعات أرضية عالية نسبيا قد تتعدى قيمة التسارع 200 غال (سم/ ث2) يعادل حوالي 2 .0 من التسارع الناتج عن المجال الجاذبي الأرضي، والذي هو في حدود 980 س/ث2.
كما ستؤثر أيضا هذه الاهتزازات تأثيرا ملحوظا على المنشآت رديئة التصميم وذات الجودة المتدنية في موادها الإنشائية والمباني ذات الأساسات الضعيفة.