بحث في عالم الرياح - من اخيكم فهد الجهني
حبيت ان اجمع معلومات من اكثر من مصدر و اجمعها لاكون بحث كامل عن الرياح
لنبدأ على بركة الله
(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) سورة الروم آية 48
يُبَيِّن تَعَالَى كَيْف يَخْلُق السَّحَاب الَّذِي يَنْزِل مِنْ الْمَاء فَقَالَ تَعَالَى " اللَّه الَّذِي يُرْسِل الرِّيَاح فَتُثِير سَحَابًا " إِمَّا مِنْ الْبَحْر كَمَا ذَكَرَهُ غَيْر وَاحِد أَوْ مِمَّا يَشَاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " فَيَبْسُطهُ فِي السَّمَاء كَيْف يَشَاء " أَيْ يَمُدّهُ فَيُكَثِّرهُ وَيُنَمِّيه وَيَجْعَل مِنْ الْقَلِيل كَثِيرًا يُنْشِئ سَحَابَة تُرَى فِي رَأْي الْعَيْن مِثْل التُّرْس ثُمَّ يَبْسُطهَا حَتَّى تَمْلَأ أَرْجَاء الْأُفُق وَتَارَة يَأْتِي السَّحَاب مِنْ نَحْو الْبَحْر ثِقَالًا مَمْلُوءَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِل الرِّيَاح بُشْرًا بَيْن يَدَيْ رَحْمَته حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّت - إِلَى قَوْله - كَذَلِكَ نُخْرِج الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" وَكَذَلِكَ قَالَ هَهُنَا " اللَّه الَّذِي يُرْسِل الرِّيَاح فَتُثِير سَحَابًا فَيَبْسُطهُ فِي السَّمَاء كَيْف يَشَاء وَيَجْعَلهُ كِسَفًا" قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء وَمَطَر الْوَرَّاق وَقَتَادَة يَعْنِي قِطَعًا . وَقَالَ غَيْره مُتَرَاكِمًا كَمَا قَالَهُ الضَّحَّاك وَقَالَ غَيْره : أَسْوَد مِنْ كَثْرَة الْمَاء تَرَاهُ مُدْلَهِمًّا ثَقِيلًا قَرِيبًا مِنْ الْأَرْض وَقَوْله تَعَالَى " فَتَرَى الْوَدْق يَخْرُج مِنْ خِلَاله " أَيْ فَتَرَى الْمَطَر وَهُوَ الْقَطْر يَخْرُج مِنْ بَيْن ذَلِكَ السَّحَاب " فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " أَيْ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ يَفْرَحُونَ بِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ وَوُصُوله إِلَيْهِمْ .
تفسير إبن كثير
أوجه من إعجاز القرآن الكريم في وصف تحركات الرياح د. أحمد عبد الله مكي - جامعة الملك عبد العزيز
كان في جميع الحضارات والأمم السابقة خرافات ومعتقدات خرافية عن الرياح وكان يسود الظن بأن هناك آلهة مختلفة للرياح والعواصف, وجاء القرآن الكريم ليبين مباشرة بأن الرياح بيد الله الواحد وأنها مسخرة بإذنه متناسقة مع باقي المسخرات وتسير بنظم ثابتة في هذا الكون ليؤازر بعضها بعضًا.
والسؤال الآن: ما هي الرياح؟ أو ما هو الريح؟
والجواب: جاء على لسان من علمهم القرآن من زمن بعيد أن الريح هي: (حركة أجسام لطيفة غير مرئية). أما المصطلح العلمي للرياح الآن فهو: ( حركة جزيئات الهواء والغازات المكونة للغلاف الجوي, والرياح توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه).
ومن آيات الله أن جعل في هذه الجزيئات الخفيفة القوة الخارقة التي تقلع الأشجار, وتهدم الديار, والآن تستخدم في رفع الأثقال وتكسير الأحجار, وهي أيضا الرياح اللطيفة التي تنقل الروائح الجميلة وعبير الأزهار وتنقل حبوب اللقاح وتسوق السحاب - بإذن الله.
وجاء ذكر كلمة (رياح) في القرآن الكريم عشر مرات وذكر لفظة (ريح) أربع عشرة مرة, ولفظ (ريحًا) أربع مرات. وجاء ذكر الرياح مجموعة دائما مع الرحمة (مبشرات, حاملات, مرسلات, ناشرات, ذاريات, لواقح).
وإن كل مرة ذكر فيها الريح مفردة تكون مقترنة بالعذاب (عاصف, قاصف, عقيم, صرصر). إلا في سورة يونس في قوله تعالى: {جرين بهم بريح طيبة} (الآية 22), وسورة يوسف في قوله تعالى:{ لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون}(الآية 94).
فورود كلمة الرياح مع الجمع تعني أن الرياح بهذه الصفة المقرونة بها قد يحدث في نفس الوقت على أماكن أخرى من الكرة الأرضية مثل تصريف الرياح أو يرسل الرياح فهي كمرسلات هنا وهناك ناشرات في نصف الكرة الشمالي والجنوبي في نفس الوقت.
أما الإفراد فإنها تأتي بمواصفات خاصة كجسد واحد يؤدي غرضا محدودًا, فريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء تؤدي غرضاً بعينه, وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو إن هبت الريح: "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحا"
علم الأرصاد اليوم مع الرياح
( أ ) الرياح على مدى الكرة الأرضية:
درس علماء الأرصاد الرياح الآن ومنذ أكثر من قرن واهتموا برصد حركتها ودورانها وتجمعها وتفرقها على سطح الأرض وفي طبقات الجو العليا بواسطة البالونات وأجهزة (الراديوسوند والرادرات) والأقمار الصناعية, فوجدوا أن هناك نظامًا عامًّا للرياح, وهذا ما يسمى بالدورة العامة للرياح ترتبط بحركة الأرض حول الشمس وحركة الأرض حول نفسها, يعني اختلاف الليل والنهار, وهناك علاقة بين الرياح والسحاب كل منهما مرتبط بالآخر حيث إن كل البرامج والنماذج الحسابية لتقدير سرعة الرياح في طبقات الجو العليا بواسطة الأقمار الصناعية تعتمد في حساباتها على حركة السحاب, وهذا ما يعبر عنه في اللفظ القرآني {وتصريف الرياح }(البقرة 164).
ولقد توفرت معلومات عن الرياح على المستوى الشامل للكرة الأرضية, منذ عدة قرون نتيجة لخبرات مختلفة من المشتغلين بالبحر, وسوف يتناول هذا المبحث فحصاً لأنواع الرياح التي تحدث حول الكرة الأرضية وغلافها الجوي, ويتم وصف الأنواع المختلفة للرياح من خلال القوى التي تحدثها, ومن خلال نوعيات خاصة من الرياح.

وأن النظر إلى الأرض من الفضاء (شكل 1) يظهر كثيرا من عينات السحب, وترتبط هذه العينات بعناصر جوية منها: الضغط الجوي, الرياح, الحرارة, الرطوبة, وتحدث هذه العناصر على عدة مقاييس, ومن الملائم أن نتعامل مع المقاييس المختلفة, عندما نصف الرياح في الغلاف الجوي, وتتضمن المقاييس المختلفة لرياح الغلاف الجوي: الدورة العامة للرياح حول الأرض, وهذا هو المقياس (المدى) الكلي لكرة الأرض (Globale والرياح على المقياس (المدى) الكتل الهوائية (السينوبتيكي), والرياح على المقياس المحلي, والرياح على المستوى الدقيق.
(ب) الدورة العامة للرياح في الغلاف الجوي:
تعد الدورة العامة للرياح مقياساً عاماً لحركة الجو, وتتكون من: الرياح على مستوى الكرة الأرضية التي تنتج من التأثير المشترك للتوازن الإشعاعي, وانتقال الحرارة عبر خطوط العرض, ودوران الأرض, بالإضافة إلى الاختلافات في طبيعة سطح الأرض في الأماكن المختلفة, ويقدم الإشعاع الشمسي الطاقة لدورة الرياح, إذ يسقط الإشعاع الشمسي أكثر مباشرة على منطقة خط الاستواء منه على القطبين فيتزايد الإشعاع الشمسي قرب خط الاستواء, ويتناقص قرب القطبين, وينتج عن ذلك – بوجه عام - حركة صاعدة قرب خط الاستواء, وحركة هابطة قرب القطبين, وقد فكر العلماء في البداية أن دورة بسيطة مثل تلك المبينة في (شكل 2) تعد تمثيلاً صحيحاً للدورة الفعلية, وقد شرح جورج هادلي في عام (1753م) الرياح التجارية, وطبقا لتصوره فإن الهواء الساخن يتصاعد عند خط الاستواء الأرضي, ويندفع الهواء تحت المداري ليملأ الفراغ, ويعمل دوران الأرض إلى دفع الهواء المتحرك باتجاه الغرب, وبهذا توجد الرياح التجارية. وفي شكل (3) صورة لخطوط سريان الرياح تم حسابها كنموذج عدد من صور الأقمار الصناعية لحركة السحب.
 
ولم يكن ممكناً أن يتوفر فهم عالمي للرياح إلا في الأزمنة القريبة أثناء القرن الحالي, إذ كان من العسير في الماضي أن يتم وضع منطقة بهذا القدر من الاتساع تحت الملاحظة ولم يكن ممكنا لأي راصد في أحد المواقع أن يجمع معلومات عن مناطق أخرى. ويفهم العلماء الآن أن الدورة الفعلية لها ثلاث خلايا بين خط الاستواء وكل قطب كما هو مبين في (شكل 3) وبين الشكل كذلك مناطق الحركة في اتجاه الشرق(ش) واتجاه الغرب (غ). ومناطق الحركة إلى الشرق وإلى الغرب هي نتيجة لحفظ العزم الزاوي فوق أرض تدور, فإذا تحركت كتلة من الهواء ناحية القطب, فإنها لا بد أن تنحرف شرقاً للمحافظة على عزمها الزاوي. وبالمثل فإن الهواء المتحرك في اتجاه خط الاستواء, يجب أن ينحرف في اتجاه الغرب, ذلك في نصف الكرة الشمالي والعكس في نصف الكرة الجنوبي- ويؤدي ذلك إلى إمداد الرياح بقوة حول الأرض تتغير من مكان إلى مكان مع خطوط العرض ودرجة الحرارة والنتيجة هي دورة عامة للرياح حول الأرض (شكل 3) ذات ثلاثة أحزمة أو لفات كبيرة من الهواء, بين خط الاستواء والقطب, والأحزمة الأقرب إلى خط الاستواء لها رياح سطحية شرقية (رياح تجارية) أما الأحزمة الوسطى فلها رياح غربية (غربيات) وخلية القطب لها رياح شرقية.
ويبين (شكل 4) توزيع الإشعاع الشمسي عند اتصاله مع الغلاف الجوي ونرى هنا أن الإشعاع الشمسي القادم يمتص جزئياً, ويتشتت أو ينعكس عن طريق الغلاف الجوي, كما يمتص أو يعكس بواسطة السحب, وما تبقى يمتصه سطح الأرض, ويطلق سطح الأرض الساخن, والغلاف الجوي المسخن معا, موجات طويلة من الأشعة تحت الحمراء, وبعض هذا الإشعاع يتسرب إلى الفضاء.
وأخيـرًا فإن بعض الحرارة تخرج من سطح الأرض عن طريق الانتقال المباشر لها بالتوصيل وغير ذلك من الحرارة الكامنة في بخار الماء. وقد تتغير كثيـرًا ظروف التوازن العالمي (Globle) في الطاقة في مكان ما, تبعاً لتربة السطح وحالة الرطوبة, ووعورة السطح والسحب وعوامل أخرى, وهذه التغيرات ذات المدى المتوسط أو المحلي في خواص السطح, يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على توزيع الرياح في المدى المتوسط أو المحلي في الطقس, ودرجات الحرارة النمطية على سطح الأرض صيفاً أو شتاء هي نتيجة لمتوسط أحوال الأرض, وكمية السحب فوق الأماكن المختلفة, ففي الصيف تسخن اليابسة بسرعة أكبر من المحيطات, وفي الشتاء تحتفظ المحيطات بالحرارة, فتكون أدفأ من اليابسة.
وتظهر (شكل 5) الفروق المستديمة بين اليابس والمحيط في شهر يناير، وبسبب هذه الفروق الدائمة في الحرارة بين اليابس والمحيط تكون المحيطات مناطق للضغط المنخفض شتاء, بينما تكون الأرض مناطق للضغط الأقل في الصيف, وتنتج هذه التغيرات في الضغط لأن الهواء الساخن أخف كتلة نسبياً, بالمقارنة بالهواء البارد, وبما أن الهواء الساخن يرتفع فإن ضغطاً أقل يتواجد, وينجذب الهواء البارد إلى مناطق الهواء الساخن وتنشئ هذه الفروق في الضغط القوة المحركة الرئيسية للرياح على وجه الأرض, إذ ينساب الهواء من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض, وتقاوم قوتان إضافيتان ميل الهواء للانسياب مباشرة من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض, وهاتان القوتان هما قوة (كوريوليس) والاحتكاك, وقوة كوريوليس هي ببساطة: الاحتفاظ بالعزم الزاوي الذي ذكرنا من قبل مرتبطا مع (شكل 5) وتتطلب قوة كوريوليس أن تتعجل كتلة الهواء في اتجاه الشرق, إذا تحركت ناحية القطب, وأن تتعجل في اتجاه الغرب إذا تحركت ناحية خط الاستواء, ويلاحظ تأثير الاحتكاك بصفة عامة قرب سطح الأرض فقط, ودائما تتوازن قوى الضغط والكوريوليس والاحتكاك, ويكون الاحتكاك دائما في خط معاكس لاتجاه حركة الرياح الناتجة, ونتيجة توازن هذه القوى فإن حركة دورانية تنتشر (شكل 6) خارجة من مراكز الضغط المرتفع إلى المنخفضات (Divergen) أي انتشار والعكس حركة دورانية داخلة عند مراكز الضغط المنخفض وتسمى (Convergen) أي تجمع.
ويقول القرآن الكريم في هذا المعنى: {والناشرات نشرا فالفارقات فرقًا} (سورة المرسلات آيتان 3, 4) وتبين هاتان الآيتان أن الرياح ستنتشر أولاً, ثم تتفرق(1) (شكل 6)
ومن الممكن أيضًا إذا كانت الرياح تحمل معها أي شيء مثل بخار الماء, أو التراب, فإن ذلك أيضًا سوف ينتشر ثم يتفرق (يتوزع) في نفس الوقت, وقد ذكر القرآن الكريم أن هناك توزيعًا تامًّا ومحكمًا للرياح, وذلك في قوله تعالى: { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون }سورة البقرة الآية 164 فهنا تصريف الرياح معطوف على كل من الآيات الكونية الكبيرة التي تخضع لنظام ثابت وبذلك تكون {تصريف الرياح} تعني المعنى الشامل التام لحركة الرياح وارتباطها بهذه الآيات, الليل والنهار والسحاب.
وفي سورة الجاثية: { واختلاف الليل والنهار وما أنزل من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون }آية 5.
وتبين هاتان الآيتان ما يلي:
1- أن هناك توزيعًا تامًّا للرياح(2).
2- أن هناك قوانين تحكم حركة الرياح.
وهذه الرياح لا يدركها الرجل العادي بسهولة, وفي الأزمنة الحديثة يعرفها الذين يتلقون تعليمًا خاصًّا, ولديهم إدراك أو تفكير متعمق.
الرياح على المستوى السينوبتكي (عملية الإرسال).
تعد الرياح على المستوى السينوبتكي ظاهرة جوية ترتبط بالتفاعل بين الكتل الهوائية الخارجة من مراكز المرتفعات الجوية إلى المنخفضات, ويحصل الهواء في مراكز الضغط المنخفض والمرتفع على خواص تعتمد على خصائص سطح الأرض في هذه المناطق.. فمثلاً يكون الهواء دافئًا ورطبًا فوق المحيطات المدارية, ويكون حارًّا جافًّا فوق الصحارى, باردًا جافًا فوق المناطق القطبية, وتتداخل هذه الكتل الهوائية فيما بينها بسبب الرياح, وكنتيجة لهذه التداخلات والاختلافات في اتجاهات الرياح والحرارة في الكتل الهوائية المختلفة, تنشأ الأعاصير, وتتكون السحب, ويمر الإعصار في مراحل, فيبدأ كاضطراب تموجي, ثم يمر بمرحلة نضج, ثم مرحلة الالتحام.

(وشكل رقم 7) تمثيل لإعصار في مرحلة النضج, وتبدو سحب الركام المزن (Cb) التي كثيـرًا ما تتكون قرب الجبهة الباردة (الشكل الأسفل إلى اليسار) وسحب الطبقي المزن (Ns) التي كثيـرًا ما تتكون على الجبهة الساخنة (أسفل إلى اليمين) والجزء الأعلى للشكل يبين منطقة رفع واسع الانتشار, وسحب طبقي مزن من ناحية القطب من الإعصار, وكما يبين (شكل8) فإن تكون الإعصار يصاحبه اضطرابات في الهواء العلوي, وهذه الاضطرابات: عبارة عن ذبذبات تموجية في مجرى الهواء العلوي, عند تقدمه في اتجاه الشرق حول الأرض, ويتعرج التيار النفاث بطريقة تموجية, بحيث يخترق الهواء البارد من الشمال, في اتجاه خطوط العرض الجنوبية, والهواء الساخن من الجنوب, يخترق في اتجاه الشمال, وتحدث هذه الموجات بصفة عامة بالقرب من نشاط السطح الجبهي.
وشكل حركة الرياح تبينه الآية التالية قال تعالى: {والمرسلات عرفًا} (سورة المرسلات: آية رقم 1), والكلمة: {عرفاً} المستعملة في الآية تعني: أن شكل الرياح تموجي(1), ويمكن أن يرى هذا الأثر الموجي على سطح البحر, وفي تموجات الرمال, أو في حركة موجية لعلم, والمعنى أيضًا يعطي الشكل الدائري, والشبيه بالمنجل في إعصار تام (شكل 7،6).
ويقول الله تعالى: { والمرسلات عرفاً . فالعاصفات عصفاً } المرسلات الآيتان 2،1), وروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي صالح أن المرسلات والعاصفات والناشرات كلها تعني الرياح, وروى ابن مسعود أن المرسلات عرفا تعني أن الرياح تأتي متوالية كعرف الفرس في امتدادها وتتابعها أي أن الرياح تأتي على شكل تموجي, والعرف هو عرف الفرس أو عرف الديك أو عرف الضبع وإلى هنا وصل مفهوم المفسرين, وربط العرف بالرياح ولكن لو دققنا في لفظ العرف يمكن أن يأتي بمعنى (المكان العالي المتميز) وفي سورة الأعراف في قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} والأعراف جمع عُرف أي على الأماكن المرتفعة المميزة رجال.
ولو جمعنا بين ما وصل إلينا اليوم من معلومات عن الرياح وتوزيعها وأن هناك تيارات من الرياح على ارتفاعات عالية جدا في الغلاف الجوي وأنها تلعب دورا هاما في إعادة اتزان الطاقة في الغلاف الجوي وذلك في عملية تكون السحب وحركتها, لظهر الآن معنى القسم الكريم: {والمرسلات عرفاً فالعاصفات عصفاً} أي أن القسم بالرياح العلوية المرسلة لما لها من أهمية يعلمها الله ثم أتبعت بالفاء التي تدل على التعاقب مباشرة أي يتلو هذه الرياح العليا (Jet Steram) الرياح العاصفات وهذه تكون على سطح الأرض (شكل 9) أي عندما تتكون هذه التيارات النفاثة العليا فإنها - إن شاء الله - ستتبع فورا بالعاصفات على سطح الأرض, وهذا يحدث فعلا إذا تكونت التيارات النفاثة وهي تكون مصاحبة عادة لالتقاء الكتل الهوائية الباردة والساخنة, وعندما تتكون السحب الركامية والتي بدورها تحدث خطًّا يسمى بخط العواصف وهذا الخط يعرف بـ (Squall line) ( شكل(12 أ)
الرياح والسحاب:
يقول الله تعالى: { وهو الذي يرسل الرياح بشـرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون} سورة الأعراف آية 57) تبين أن للرياح مركبة أفقية وهي تقوم بعملية سَوْق السحاب ومركبة رأسية وهي المسؤولة عن عملية الرفع للسحب وحملها والمعنى في قوله تعالى: { أقلت سحاباً } من الآية السابقة, وفي قوله تعالى:{ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } (سورة الروم - آية 48).
فالمركبة الرأسية للرياح هي المسؤولة عن إثارة السحاب وإظهاره حيث يبرد الهواء بالارتفاع وبذلك يتكثف بخار الماء غير المرئي فتتكون قطرات الماء فتظهر السحاب, أما المركبة الأفقية فهي المسؤولة عن البسط والانتشار, والمركبة الرأسية للرياح تنشأ عادة بسبب عدم الاستقرار في الكتل الهوائية أو ارتقاء الرياح للجبال الحملية للرياح متوازنة مع قوة وزن السحاب المتجهة إلى أسفل, {أقلت سحابًا ثقالاً} والنتيجة هي أن القوة الأفقية تصبح مؤثرة لتحريك السحاب جانبًا {سقناه لبلد ميت} (شكل 10)
الرياح على المستوى المحلي:
الرياح على المستوى المحلي: هي التي تكون على مدى يدخل في نطاق الإدراك البشري عامة, ويرتبط هذا المدى بالتضاريس المحلية, مثل الجبال والتلال, وشاطئ البحر.. إلخ.
وترتبط هذه الرياح عامة بتأثيرات الحمل والموجات والاضطرابات. وتنتج الرياح الحملية من تسخين الهواء, بحيث يصبح أدفأ من الهواء المحيط به, ثم يصعد الهواء الساخن, ومع الارتفاع يتناقص ضغط الهواء ويبرد, فإذا صعد الهواء بقدر كاف فإن الرطوبة قد تتكثف وتتكون السحب, وإذا كان هناك قدرًا كافيا من الرطوبة وكانت درجات الحرارة في الهواء العلوي المحيط باردة بالقدر اللازم, فقد تتكون سحب حملية, ومثل هذه السحب يمكن أن تنتج رياحًا قوية في تدفقها, مثلما يحدث في هبات الجبهات والنكباء (Turnado), (شكل 9) ومثل هذه الرياح القوية المدمرة, هي تضافر للتيارات القوية, الخارجة من (أو الداخلة في) السحاب, بالإضافة إلى الاضطراب, وقد تكون نفحات(ريح نفوح: هبوب شديدة الدفع (المعجم الوسيط, ج2, ص 938) الجبهات كبيرة جدًّا, وتتوالد في مساحة بعيدة عن العاصفة الأم.
ورياح نسيم البحر (شكل 10) هي رياح حملية ذات مدى كبير, وتنتج من فروق أفقية كبيرة المدى في درجة الحرارة, مثل تلك التي تحدث على الفواصل بين الأرض والبحر, فيسخن الهواء فوق الأرض ويرتفع, بينما ينساب الهواء الأبرد نسبيا من فوق البحر إلى داخل الأرض, ويحل محل الهواء الساخن المرتفع فوق الأرض فينتج دورة أفقية, ويمكن لهذه الدورة الأفقية أن تنتج خطوطًا من سحب الحمل على طول شاطئ البحر.
وتعتبر الموسميات أكبر أنواع نسيم البر والبحر مدى, وتحدث عندما توجد دورة حملية كبيرة المدى, بين قارة كاملة ومحيط, وبدرجة كبيرة من التماثل مع نسيم البحر.
ودورة رياح الجبل والوادي, مثال آخر على الرياح التي تتولد من اختلافات حرارة سطح الأرض كما هو الحال بالنسبة لنسيم البحر (شكل 11).
أما أعاصير الهاريكان, فهي عواصف حملية كبيرة جدًا, تحدث حينما يسخن سطح المحيط إلى الحد الذي يبدأ فيه تراكم كمية كبيرة من الهواء الساخن, ويتصاعد فتتكون مجموعة كبيرة من العواصف الحملية؛ على هيئة دورانية دوامية, وتنمو الدورة بسبب قوة كوريوليس (السابق شرحها).
الشكل الموجي للرياح ينتج من رياح أفقية يعترضها بطريقة ما دفعات رأسية, وتنتج هذه الدفعات عامة من التضاريس أو تيارات الحمل, وأكثر أشكال السحب المتكونة إثارة للنظر ما يحدث قرب الجبال (شكل 11) حينما تدفع سلسلة من الجبال الهواء العابر فوقها بحركة رأسية, وكثيـرًا ما يكون مشهد هذه السحب جذابًا للغاية.
ومن الممكن أيضًا أن تكون رياح موجة الجبل هذه مدمرة جدًّا, إذا كان ارتفاع قمتها عالية بدرجة كافية لجعل الموجة تصل إلى الأرض, وصادفتها ظروف حرارية مناسبة في الجو, والرياح الناتجة قد تكون قوية جدًّا, بدرجة تدمر المباني والمنشآت, حينما تصل سرعتها إلى أكثر من 100 ميل في الساعة.
 
وفي كل الأحوال التي توجد فيها رياح قوية, فإن هناك تسربا في القوة على هيئة دوامات اضطرابية, وفي بعض الحالات تظهر سحب موجية خاصة, يكون مظهرها شبيها تماما بالأمواج على سطح البحر, وتبدأ مثل هذه السحب بأسطح عليا ملساء, ثم تتحول إلى أشكال موجية مثل تلك المبينة, وتنتهي بأن تتكسر الأمواج وتصبح حركة اضطرابية غير منتظمة, ويمكن وصف الحركة الاضطرابية بأنها تفتت مجرى الرياح الكبيرة والقوية إلى رياح أصغر وأخف, ويميزها أنها رياح أكثر بعدًا عن الانتظام, وهناك ظاهرة جوية أخرى, تنتج رياحًا سطحية أعلى من المعتاد, وتسبب أيضًا عواصف ترابية, وهي أساس لعملية خلط كبرى, بين التروبوسفير والاسترانوسفير, وهذه الظاهرة هي طية التروبوسفير, وتحدث حينما يكون هناك تفاعل بين تيار نفاث مع تشكيل جبهي؛ لينتج هبوط شديد لهواء عالي السرعة من ارتفاعات عليا إلى السطح (شكل 12), وقد يكون الهواء الناتج ساخنًا جدًّا, وجافاً وسريع الحركة, مما قد تنتج عنه رياح سطحية شديدة, تدوم لفترة طويلة ويمكنها أن ترفع وتثير الرمال لمسافات بعيدة.
ويمكن أن ترفع الرياح - عندما تهب - مواد مثل التراب وبخار الماء في الهواء, وهذا هو تأثير القوة الصاعدة, ثم تقوم الرياح بنقل هذه المواد, من خلال قوى أفقية.
ويصف القرآن الكريم هذه الأحداث إذ يقول تعالى: { والذاريات ذروا فالحاملات وقراً} (سورة الذاريات: 1-2)
المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- زاد المسير. ط. المكتب الإسلامي, بيروت.
3- جامع البيان. ط. دار الفكر, بيروت.
4- الجامع لأحكام القرآن. ط. دار إحياء التراث العربي, بيروت.
5- الفخر الرازي. ط. دار إحياء التراث العربي, بيروت.
6- فتح القدير للشوكاني. ط. دار المعرفة, بيروت.
7- ابن كثير. ط. دار الكتب العلمية, بيروت.
8- المعجم الوسيط. ط. دار إحياء التراث الإسلامي, قطر.
الرياح في علم الأرصاد الجوية عبارة عن حركة قوية وموجهة للهواء (هبوب) تنشأ نتيجة اختلاف الضغط الجوي بين كتل الهواء، حيث تحدث عملية الهبوب من المنطقة ذات مرتفع جوي (ضغط جوي عال) إلى المنطقة ذات منخفض جوي (ضغط جوي منخفض) حتى حدوث التوازن بينهما.
الشدة

الفرق بين الرياح والريح
تستعمل كلمة ريح مع التهديد والعقاب والتخويف ومثال ذلك قوله تعالى (( ,اما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)) سورة الحاقة
اما الرياح فتأتي كدلالة على البشرى والخير ومثال ذلك قوله تعالى ((و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته) 57/الأعراف
أسماء الرياح وأنواعها
البَليل : الريح الباردة ذات الندى .
الجَامِلة والدَّرُوج والنَّؤُوج : الريح السريعة المَرّ .
الجَنوب : التي تهبّ من نقطة الجنوب .
الحاصِبة والحَصْبَاء والحَاصِب : التي تجيء بالحصباء .
الحَرْجَف والحُرْجُوج : الريح الباردة الشديدة .
الحَرور والبَارِح : الريح الحارة .
الحَنون والمِهْدَاج : التي لها حنين"صوت".
الخَريق : الشديدة البرد تخترق الثياب .
السَّجْسَج ورَيْدَة ورَيْدَانَة : اللينة المعتدلة .
الرَّاعفة : الشديدة المطر .
السَّموم : الريح الحارة .
السَّمْهَج : الريح السَّهْلَة .
الصَّبَا : التي تهبّ من نقطة الشرق .
الصَّرْصَر والخازِم والعَرِيَّة : الريح الباردة .
العاصِف والهَيَج والنَّيْرَج والنَّوْرَج : الريح الشديدة .
اللواقِح : التي تلقّح الشجر .
العَقِيم : التي لا تقلع الشجر ولا تحمل المطر .
المُتَنَاوِحَة : التي تهبّ من جهات مختلفة .
النافخة : الريح التي تبدأ بشدّة .
النَّسِيْم : الريح بنفَس ضعيف .
النَكْباء : الريح التي وقعت بين ريحين .
المِعْجَاج والهَبْوَة : التي تثير الغبار .
الهَجُوم : الشديدة التي تقتلع الخيام .
الهَيْف والهَوْجَاء : الحارة التي تهبّ من جهة اليمين .
الشَّمْل والشَّمَل والشَّمَال : التي تهبّ من نقطة الشمال .
المِلاح : التي تجري بها السفينة وبه سمِّي الملاَّح ملاَّحاً .
الزوبعة : التي تهبّ من الأرض نحو السماء مثل الإعصار .
رَادَة : الريح الهوجاء التي تذهب بكلِّ الاتجاهات .
الإعصار : الريح التي تهبّ من الأرض إلى السماء كالعمود .
السَّينهوج والسَّيْهَج والسَّيْهَجَة والسَّهُوج والسَّيْهُوج : الريح الشديدة .
الزَّعْزاع والزَّعْزَع والزَّعْزَعَان : التي تحرّك أغصان الشجر بشدّة وتقتلع الأشجار .
رياح موسمية
الرياح الموسمية نوع من الرياح يعود نشوئه إلى ظروف الضغط الجوي التي تتعرض إلى تحولات كبيرة ما بين الصيف والشتاء. تهب الرياح الموسمية في مواعد معينة على أقاليم محصورة في المناطق المدارية. تتميز الرياح الموسمية بأمطارها الصيفية الغزيرة وبجفاف معظم مناطق هبوبها في فصل الشتاء وباختلاف اتجاهاتها في الصيف عن الشتاء.
يسود هبوب الرياح الموسمية جهات مختلفة داخل المنطقة المدارية، ومن أهم هذه المناطق جنوب وشرق آسيا حيث تهب على كل من الهند والباكستان وبنغلادش والهند الصينية والصين واليابان وكوريا ومنشوريا. ففي فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة كثيرا في أواسط آسيا مما يؤدي إلى نشوء منطقة ضغط منخفض تنجذب الرياح إليها من المحيط الهادي والهندي المجاورين.
[عدل] الرياح الموسمية عند البحارة العرب
عرف العرب مواسم هبوب الرياح الموسمية واستخدموها للوصول إلى السواحل الشرقية لأفريقيا. إذ نجد أن هذه الرياح تهب شتاءا من الشمال الشرقي أي من جهة الخليج العربي خلال شهور تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) وآذار (مارس)، حيث تتجه نحو الجنوب الغربي، فيقوم البحارة بدفع سفنهم الشراعية المسماة الدهو نحو السواحل الشرقية لأفريقيا.
أما إذا ابحرت السفن من جهة الخليج والجزيرة العربية قبل شهر نوفمبر فإنها ستسير ببطء فتقطع المسافة ما بين 30-40 يوما، في حين تزداد سرعتها عند اشتداد الريح في مواسم هبوبها فتقل المدة إلى 20-25 يوما.
أما رحلة الإياب صيفا فتبدأ من أوائل نيسان/ابريل وحتى أيلول/سبتمبر حيث تهب الرياح من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي، وهناك شهران من السنة يعدان شهري انقال ما بين فصلي الصيف والشتاء وهما ابريل واكتوبر

براني
البراني هو ريح شمالي شرقي يهب على السواحل التونسية، وهذه التسمية يعتمدها البحارة خاصة، كما أنها معروفة أيضا على السواحل السورية.

الشرش
الشرش أو ريح الشرش أحد المصطلحات التي يستعملها البحارة التونسيون خاصة ويطلقونه على الريح الشمالي الغربي الذي يهب على السواحل التونسية ، في مختلف فصول السنة. ونفس هذه التسمية توجد في بعض البلدان المتوسطية الأخرى ومن بينها سوريا .

شلوق
الشلوق أو ريح الشلوق في لغة البحارة التونسيين هو ريح جنوبي شرقي يهب على السواحل التونسية، وهو عادة ما يكون جافا. ويبدو أن نفس هذه التسمية توجد في بلدان متوسطية أخرى ومن بينها سوريا.

شمال
الشمَّال هو ريح يعرف بالعراق وبالخليج العربي يهب خلال فصل الصيف، حيث يكون عاتيا في المساء كما يهب في الصباح إلا أنه يكون ضعيفا. غير أنه ينعدم خلال بقية فصول السنة.

شهيلي

تكون الشهيلي
الشهيلي هي التسمية التونسية لأحد أنواع الرياح التي تسمى في المغرب ب الشرقي وفي جزر الباليار تسمى كلما (calima). والشهيلي هو ريح صحراوي جنوبي أو جنوبي شرقي، عنيف وجاف وحار يهب على شمال إفريقيا والسواحل المتوسطية لأوروبا الغربية. ينشأ هذا الريح عندما توجد كتلة هوائية مدارية مستقرة فوق الصحراء بين منطقة ذات ضغط مرتفع في مستوى مدار الجدي ومنطقة ضغط منخفض طارئة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، بما يسبب اتجاه الكتلة الهوائية الصحراوية الحارة نحو الشمال باتجاه تونس والجزائر والمغرب ومن هناك إلى الأندلس وجزر الباليار وصقلية. وقد تكون هذه الرياح رملية وقد تصل إلى جبال الآلب بما يساهم في ذوبان الثلج في الربيع.
عاصفة رملية

عاصفة رملية في العراق
العاصفة الرملية عاصفة تحمل فيها الرياح كميات من الرمل في الهواء. وتشكل الرمال المحمولة في الرياح سحابة فوق سطح الأرض، ولا ترتفع معظم الرمال إلى أعلى من 50 سم، ولكن بعض حبات الرمل تصعد إلى ارتفاع مترين. ويتراوح متوسط قطر الحبات التي تحملها الرياح ما بين 0,15 و 0,30ملم. وخلال العواصف الرملية تصل سرعة الرياح إلى 16كم في الساعة وأكثر، كما يستمر هبوب العواصف من ثلاث ساعات إلى خمس ساعات
فون
رياح الفون ( بالألمانية: Föhn) ظاهرة جوية مميزة للمناطق الألبية بشكل خاص، والأحزمة الجبلية الشاهقة في كثير من بلاد العالم بشكل عام، وهي عبارة عن رياح جافة ودافئة تهب قادمة من قمم الجبال على الوديان المجاورة لها.
أصل الكلمة
اشتق اسم الرياح من اللاتينية وكانت تعني رياحاً غربية، ودخل المصطلح Föhn في العصور الوسطى ليشير إلى هذه الظاهرة في مناطق جبال الألب. وحيث أن غالبية سكان الألب يتحدثون اللغة الألمانية، أُخذ عنهم هذا المصطلح ودخل إلى لغات أخرى ( بالإنجليزية: Foehn wind) و( بالفرنسية: Effet de foehn) وهكذا.
تعريف وتكوين الرياح

رسم توضيحي لكيفية نشوء رياح الفون على جانب الجبل المظاهر (غير المواجه) للجبهة الهوائية.
تعرّف رياح الفون بأنها رياح على السفح المقابل للجبال المرتفعة، والناشئ عن هبوط الريح من قمة الجبل واحتكاكها بسفح الجبل مما يرفع درجة حرارتها بسبب حرارة الاحتكاك، ويخفض نسبة الرطوبة لتكون رياحاً دافئة جافة [1].
كما يظهر الرسم التوضيحي؛ تهب الرياح على سفح الجبل المواجه لها وبفعل اصطدامها بالسفح يتغير اتجاه مسيرها لتتجه للقمة. عند ارتفاعها تقل درجة حرارتها، بانخفاض حرارة الهواء في الطبقات العليا يصل الهواء إلى درجة التكاثف، وتهطل الأمطار على هذه الجهة المواجهة من الجبل، وعندما تتجاوز الرياح القمة وتبدأ - بفعل تغير كثافة الهواء بفعل البرودة - بالهبوط على السفح الآخر للجبل، فإنها ترتفع درجة حراتها بفعل الاحتكاك الشديد بالجبل، وتنخفض نسبة الرطوبة فيها لتصير رياحاً جافةً دافئة.
ومما يميز الحالة الجوية هذه وجود "جدار" الغيوم الذي يظهر فوق الجانب الممطر من الجبل، بينما يكون الجانب الآخر خالياً تماماً من الغيوم. انظر الصورة. 01.jpg|تصغير|يسار|صورة الجدار الغيمي على جانب الجبل الممطر، وتلاحظ انتهاء الغيوم المفاجئ ووقوفها عند القمة دون أن تتجاوزها، فتظهر على شكل جدار للغيوم]]
عادة ما يرافق هذه الرياح "تحسنٌ" في درجات الحرارة، ولكن كثيراً ما يتلو ذلك وصول الجبهة الهوائية الباردة المسببة للفون إلى هذه الوديان بعد يوم أو يومين ويرافقه هطول الأمطار.
[عدل] انتشار هذه الظاهرة
تنتشر ظاهرة الفون في كافة المناطق الجبلية في العالم، وتلقب بألقاب محلية ومن الأمثلة على هذه الرياح المحلية التي تدخل طائفة الفون في الجدول.
المنطقة الجغرافية الاسم المحلي للظاهرة السلسلة الجبلية أوروبا الوسطى رياح الفون Föhn جبال الألب آسيا الوسطى تركمانستان وأفغانستان رياح أفغان سلسلة جبال إيران وأفغانستان أمريكا الجنوبية في تشيلي رياح Puelche سلسلة جبال الأنديز أمريكا الجنوبية ولكن في أرجنتين رياح Zonda سلسلة جبال الأنديز نيوزيلاندا رياح Canterbury Northwester جبال الألب النيوزيلاندية أمريكا الجنوبية إكوادور والمكسيك رياح Chanduy
أمريكا الشمالية رياح Chinook جبال روكي أمريكا الشمالية رياح Santa Ana wind جبال روكيرياح موسمية
الرياح الموسمية نوع من الرياح يعود نشوئه إلى ظروف الضغط الجوي التي تتعرض إلى تحولات كبيرة ما بين الصيف والشتاء. تهب الرياح الموسمية في مواعد معينة على أقاليم محصورة في المناطق المدارية. تتميز الرياح الموسمية بأمطارها الصيفية الغزيرة وبجفاف معظم مناطق هبوبها في فصل الشتاء وباختلاف اتجاهاتها في الصيف عن الشتاء.
يسود هبوب الرياح الموسمية جهات مختلفة داخل المنطقة المدارية، ومن أهم هذه المناطق جنوب وشرق آسيا حيث تهب على كل من الهند والباكستان وبنغلادش والهند الصينية والصين واليابان وكوريا ومنشوريا. ففي فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة كثيرا في أواسط آسيا مما يؤدي إلى نشوء منطقة ضغط منخفض تنجذب الرياح إليها من المحيط الهادي والهندي المجاورين.
[عدل] الرياح الموسمية عند البحارة العرب
عرف العرب مواسم هبوب الرياح الموسمية واستخدموها للوصول إلى السواحل الشرقية لأفريقيا. إذ نجد أن هذه الرياح تهب شتاءا من الشمال الشرقي أي من جهة الخليج العربي خلال شهور تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) وآذار (مارس)، حيث تتجه نحو الجنوب الغربي، فيقوم البحارة بدفع سفنهم الشراعية المسماة الدهو نحو السواحل الشرقية لأفريقيا.
أما إذا ابحرت السفن من جهة الخليج والجزيرة العربية قبل شهر نوفمبر فإنها ستسير ببطء فتقطع المسافة ما بين 30-40 يوما، في حين تزداد سرعتها عند اشتداد الريح في مواسم هبوبها فتقل المدة إلى 20-25 يوما.
أما رحلة الإياب صيفا فتبدأ من أوائل نيسان/ابريل وحتى أيلول/سبتمبر حيث تهب الرياح من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي، وهناك شهران من السنة يعدان شهري انقال ما بين فصلي الصيف والشتاء وهما ابريل واكتوبر
حال المؤمن عند هبوب الرياح
خالد بن سعود البليهد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد فإن الرياح آية من آيات الله الكونية العظيمة وجند من جنده خلقها الله لحكم عظيمة وفوائد متنوعة قد تخفى على كثير من الناس والله لا يخلق شيئا عبثا بلا حكمة. قال تعالى: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). وفي الأثر: (الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب). رواه أبوداود.
فالرياح لها وظائف مهمة:(1) منها أنها تسوق السحب التي ينزل منها المطر. قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ).
(2) ومنها أنها تجري بالسفن في الماء. قال تعالى: (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ).
(3) ومنها أنها تكون سببا بإذن الله في عملية لقاح الأشجار وتخصيبها كما هو معروف عند الزراع. قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). قال ابن عباس: (لواقح للشجر والسحاب).
وقد سخر الله عز وجل الرياح لنبيه سليمان عليه السلام فكانت تحمله إلى مسافات بعيدة جدا في وقت قصير جدا كما قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ). واليوم سخرها الله في حمل الطائرات في السماء فصار الناس يقطعون القارات في بضع ساعات والحمد لله.
وسخرها الله عز وجل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نصرة على أعدائه قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا). وفي الصحيحين عن ابن عباس قال قال رسول الله عليه وسلم: (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور). وهي الريح الشرقية.
وقد يجعل الله الريح عذابا وشؤما على قوم يسلطها عليهم فتهلكهم وتسحقهم وتتلف أموالهم كما سلطها على قوم عاد. قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ). وسلطها على أمم من الغابرين وعلى شعوب تعيش في هذا الزمان الحاضر كما هو مشاهد في وسائل الإعلام. فالريح جند عظيم من جند الله إذا بعثها الله على قوم حربا وعذابا أهلكتهم وسحقتهم وأفسدت حياتهم مهما أوتوا من الإمكانات والقدرات المادية والتطور العلمي وفي هذه المشاهد تتجلى قدرة الله وكمال قوته وشدة انتقامه وهوان الخلق وضعفهم أمام قوة الله.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الرياح تتغير حاله خشية وفرقا من عذاب الله كما قالت عائشة رضي الله عنه : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أدري لعله كما قال قوم عاد ( فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم) الآية). متفق عليه. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) . رواه مسلم. وهذا يدل على أن المشروع إذا هبت الرياح أن يدعو الانسان بهذا الدعاء ويكون على وجل من عذاب الله وسخطه.
فالمؤمن الحق هو الذي يعتبر ويتعظ ويخشى من العواقب إذا تغيرت الأحوال العامة ونزلت آية كونية كالكسوف والخسوف وشدة الرياح والزلازل فيفزع إلى الله بأنواع العبادات ويظهر الندم على التفريط ويكثر من الصالحات ولهذا شرعت الصلاة جماعة عند الكسوف والخسوف واستحب ابن عياس رضي الله عنه الصلاة عند حدوث الزلازل واستحب طائفة من الفقهاء الصلاة عند حدوث الآيات.
فالحاصل أنه يشرع للمؤمن عند هبوب الرياح الشديدة:1- الشعور بالخوف والوجل من حلول عقاب الله على الأمة.
2- الدعاء بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- التوبة وكثرة الاستغفار والذكر دفعا للضرر والعذاب. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). وفي حديث الخسوف: (فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره). متفق عليه.
4- الصدقة والبذل والاحسان إلى الفقراء والمساكين لأن الله يصرف العذاب عن المحسنين ويجازيهم بالإحسان. ولذلك ورد الأمر بالصدقة حال الخسوف.
وإنما يوجل المؤمن ويخاف من نزول العذاب لأن قلبه حي بالإيمان يخاف من شدة عذاب الله وقوة انتقامه من الظالمين المعرضين عن اتباع آياته والعمل بشرعه قال تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا). وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ). وقال تعالى: (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ). وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ رسول الله عليه وسلم: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة الآية). فكلما تعرف العبد على صفات الجلال لله من الكبرياء والعظمة والعزة والغلبة والمكر بأهل المكر والانتقام وتأمل في أفعاله فيمن مضى وعادته في الجاحدين والغافلين استعظم الله وخافه أشد الخوف وهرب من عذابه إلى رحمته ولم يأمن مكر الله.
وأما ميت القلب فلا يتأثر ولا يتعظ ويعتبر من هبوب الرياح ولا يخش العواقب فحاله كحال الكفار وأهل الجاهلية الذين يأمنون مكر الله ويمنون أنفسهم بالأماني كما حكى الله عنهم: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ). فالكافر والفاجر في غفلة عظيمة عن التدبر والتفكر في آيات الله وأفعاله التي يرسلها الله لعباده إشارات ونذرا. (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ).
ويخطئ بعض المسلمين الذين عند هبوب الرياح الشديدة يعمدون إلى تفسير هذه الآية بالقوانين الحسية ونظريات المناخ دون النظر إلى السبب الديني والأسباب المعنوية وهذا مسلك الكفار الماديين الذين لا يؤمنون بالغيب و لا يستشعرون ملك الله وتدبيره وتصرفه بالكون ولا ينسبون تغير الأحوال الفلكية والآيات الكونية لأفعال الله عز وجل.
ولا يجوز للمسلم أبدا ذم الريح وسبها لأن في ذلك اعتراضا على القدر وإساءة لأفعال الله فالريح خلق من خلق الله لا ينسب لها فعل ولا تملك شيئا بل هي مسخرة يصرفها الله حيث شاء ويمنعها عمن يشاء وكل ذلك بحكمة فمن يسبها ويذمها يرجع ذمه وسبه لله عياذا بالله ولذلك نهى الشارع عن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به). رواه الترمذي وصححه. ولأن من حكمة الله أن الله لا يخلق شرا محضا من كل الوجوه وإنما قد يخلق شيئا فيه أذى وضرر من وجه على المخلوق ولكن فيه نفع وخير من وجوه أخرى قد تخفى على المخلوقين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والشر ليس إليك). واللائق بالعبد عند نزول البلاء إظهار الحمد والرضا بالقضاء مع سؤال الله السلامة وأخذ الأسباب الشرعية والحسية النافعة بإذن الله. ولا حرج للمؤمن أن يذكر سوء المناخ وشدة الرياح لغيره على سبيل الإخبار لا الاعتراض والذم كما ورد ذلك في القرآن. فينبغي للمسلم أن لا يضجر ويتأفف من نزول الرياح وكثرة الغبار ويسخط ويتجاوز الأدب الشرعي بل عليه أن يوطن نفسه بالصبر على هذا البلاء ويوقن أنه قدر لحكمة وفائدة لا يحيط بها عقله القاصر ويسلم الأمر لله الذي بيده مقاليد السماوات والأرض.
والعمل بذلك من مشاهد الإيمان ومقامات الحمد الذي يوفق إليه من هدي للحق واطمأن قلبه بالرضا أما الجهال والجفاة فيكثرون الشكوى والملامة والعيب في الرياح ويظهرون عدم الرضا لضعف بصيرتهم وقلة فقههم وضعف صبرهم وهذا التصرف كثير في الناس اليوم والله المستعان.
رياح التجارة
الرياح التجارية هي رياح مداومة تهم بالأخص الطبقات السفلى من الغلاف الجوي فوق مناطق بالغة الاتساع و تهب من المرتفعات الجوية دون المدارية باتجاه المناطق الاستوائية. و الاتجاه السائد للرياح التجارية في نصف الكرة الشمالي هو الشمال الشرقي أما في نصف الكرة الجنوبي فاتجاهها السائد هو الجنوب الشرقي.
تلتقي الرياح التجارية شمال الشرقية للنصف الشمالي للكرة الأرضية مع الرياح التجارية جنوب الشرقية للنصف الجنوبي للكرة بالقرب من خط الاستواء في نطاق تقارب ذو رياح ساكنة أو خفيفة و شريط من سحب الحمل. و يسمى هذا النطاق بنطاق التقارب بين المدارين.
تعتبر الرياح التجارية أهم العناصر المتدخلة في الدورة الجوية، حيث تقوم بتجميع الطاقة من سطح البحار و نقلها باتجاه خط الاستواء و تتحكم في مناخ قرابة نصف سطح الكرة الأرضية.
[عدل] أصل التسمية
لقد كان للرياح التجارية الفضل على الملاحة البحرية الشراعية في عديد من الاستكشافات الجغرافية التي انطلقت في اتجاه الغرب انطلاقا من أوروبا و أمريكا. و لقد أطلق الأسبان على منطقة الرياح التجارية اسم "خليج النساء" ليسر الملاحة بها. أما اسم رياح التجارة فهو من ابتكار الإنجليز.
[عدل] أصناف الرياح التجارية
يقسم علماء الجغرافيا الرياح التجارية إلى صنفين:
الصنف الأول: تتشكل الرياح التجارية في الطبقات الجوية السفلية على واجهات المرتفعات الجوية من هواء قطبي حديث مقارنة مع الوسط المداري. فهي بذلك تهب فوق مياه باردة ما لا يسمح بالتبخر. هذا النوع من الرياح التجارية يكون مسؤولا عن: - تواجد صحاري ساحلية مدارية باردة،
- ظاهرة تصاعد المؤن (en) التي تزيد من حدة هذا الجفاف.
الصنف الثاني: يتشكل من هواء أصبح مداريا قديما يتواجد بالواجهات الطولية الغربية للمرتفعات الجوية. أصبحت درجات حرارته شبه متجانسة و تلقى كمية مهمة من الطاقة.
الرياح المحلية
تعريف وشروح الرياح المحليه
المزر
رياح تهب من اتجاه لآخر وبسرعة 20~40 عقده ,وسميت بهذا الاسم لانها تساعد على جمع السحب في المنطقه التي تهب عليها وقد يكون المزر من رياح مختلفه كالشمال السهيلي او ريح المطلعي او الكوس .وقد يكون ذلك لفترة قصيرة,وعادةً مايعقبها المطر.
الغياضه
وهي اشتداد سرعة الريح ولمده قصيره جدا ,من اتجاه الشمال الغربي وغالبا مايستدل عليها برؤية خيط رفيع افقي من السحب والبحاره الذين يستعملون الشراع في اسفارهم في الايام السابقه يعرفون مظاهر هذه الرياح في حينها وذلك للحذر والحيطه من غرق سفنهم .
اليولات
رياح متغيره الاتجاه,حيث يغير الريح اتجاهه من جهه لاخرى في فتره قريه نسبيا ,وهي ظاهره معروفه تسبق غياب الثريا بحوالي 10 ايام وبالتحديد من تاريخ 18~28 ابريل وغالا ماتكون ايامها ممطره.
الكوس
رياح تهب على السواحل الغربيه والشرقيه للدوله وتكون شديدة التأثير على السواحل الشرقيه مثل الفجيره وخورفكان ,ويكون اتجاهها من الشمال الشرقي والشرق محدثة امواج عاليه احيانا,حيث تؤدي الى حفر السواحل الرمليه الساحليه وذلك بسبب التيار الساحلي الناشىء من جراّء ذلك خاصة في الساحل الواقع على الخليج العربي.
الثريا
مجموعة من النجوم تأخذ شكل طائرة الورق ,تغيب بتاريخ 28 ابريل وتستمر فترة غياب هذا النجم مده وقدرها 40 يوماً يكون خلالها في تسابق مع الشمس ثم تبدأ في اول يوم طلوع لها فجر 7 يونيو.
الرايحه
ريح تهب من الشرق وغالبا ماتكون من تاريخ 1 اغسطس الى 10 يناير ويمكن ملاحظتها عند رؤية سحابه بيضاء كبيره ترتفع الى حوالي 20 الف قدم ,وربما تكون اعلى من ذلك وتتأثر بها المناطق البريه الداخليه كالعين والمحاضر الجنوبيه ,وتحمل رياحها اتربه من الصحراء الى السواحل,واحيانا ماتسقط الامطار فيها.
طالع الذراع -المرزم
ويشتهر بالمرزم ,وعند طلوعه يتوسط الخط البني (المحبا)القبه السماويه ويحين مواسم استخراج اللؤلؤ ,وبطلوعه تبدأ هجرة الطيور الى المنطقه وتسمع اصواتها مهاجره ليلاً .ويشاهد طائر الطليلي (ابوحطبه)على السواحل في الصباح ويلاحظ ايضا جفاف السواحل وجزرها (الثبر) طوال الليل وهو بداية هبوط درجة حرارة مياه البحر.
نجم سهيل
يوافق طلوعه في 17 اغسطس وهو بداية تغيير المناخ الحار الى جو لطيف نسبياً ويظهر في حينها نجمان من النعش وغالباً مايكون اتجاه الريح من الساحل غير انه لايتأكد التغيير في الجو الا بعد 40 يوماً من تاريخ طلوع هذا النجم ,قد تكون فتره لاحاره ولا بارده (الله يعينا من الرطوبه ).
الاحيمر
نجم يغيب في (تسعين صفري)ومن علاماته هبوب رياح شديده ,غير انه بانتهاء در التسعينودخول در المئه بتاريخ 15 نوفمبر وقيام شمال المئه ينفي قيام رياح الاحيمر , وهي فتره حرجه للاسفار البحريه ,غير ان لك ينتهي بدخول در الثلاثين , وفي هذه الفتره هدوء وتحسن الاحوال الجويه.
رياح الشمال
رياح شتويه بارده معروفه لدى سكان المنطقه, وغالباً مايسبقها رياح السهيلي (رياح السموم)من 3~5 ايام ,وعند نهاية السهيلي تهب رياح الشمال وتثور البحر ,ومدتها من 4~اسبوع واحيانا ما تلحق ها شمال اخرى (ترضف) وتمتد لفترة اطول ,ومن احدى علامات الشمال هو رؤية السحاب المتقطع من ناحية الشمال الغربي كدلاله على هبوب الرياح من هذا الاتجاه
شمال الثمانين
هي اقوى رياح الشمال وترتفع الامواج الى اعلى حدٍ لها وغالباً ماتهب هذه الرياح في الفجر, ومن ملامح هبوبها هدوء البحر ,وتقوم هذه الشمال في در الثمانين من 3 فبراير الى 15 فبراير.
اربعين المريعي
تبدأ من 25 ديسمبر الى 5 يناير , حيث تنخفض درجة الحراره الى ادنى مستوىً لها , اي يبلغ البرد اشده في هذه الفترهوتقل الاسماك في المياه الضحله لشدة برد المياه وتتجه للاعمق حيث الدفىء.
الغربي
رياح معتدله تهب من الغرب ,ويبتدأ موسمها بعد نهاية فصل الشتاء مباشره وبعض النواخه يطلقون عليها اسم الغرابي.

رياح شمسية
بلازما الرياح الشمسية تلاقي حافة الغلاف الشمسي
الرياح الشمسية أو الرياح النجمية هي دفق من الجزيئات المشحونة - فيزياء- تكون خارجة من طبقة جو النجم العليا. وتحتوي بالغالب على الكترونات وبروتونات وبطاقة تكون 1كيلو إلكترون فولت. تلك الجسيمات قادرة على الخروج من جاذبية النجم جزئيا بسبب الحرارة الشديدة لهالة الشمس، وأيضا بسبب الطاقة الحركية العالية التي تكتسبها الجسيمات خلال طريقة لا تزال غير مفهومة إلى وقتنا الحاضر.
هناك ظواهر عديدة مرتبطة بالرياح الشمسية، مثل التي تتدفق أمام غلاف الأرض المغناطيسي، وتتفاعل مع الحقل الجيومغناطيسي فتعمل كمولد كوني ينتج ملايين الأمبيرات من التيار الكهربائي. يصب بعض هذا التيار الكهربائي في الغلاف الجوي العلوي للأرض الذي يضيئ مثل إنبوب نيون لخلق توهج في الشفق القطبي. ومثل العواصف المغناطيسية الأرضية التي بإمكانها ضرب شبكات الكهرباء، والذيل البلازمي للمذنبات المبتعدة عن الشمس. فمعلوم أن الشمس هو نجم متغير، وله انبعاثات من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية والجزيئات البلازمية والحقول المغناطيسية. والأشعة الكبيرة المرسلة تحدث تأثيرا كهرطيسيا في الفضاء داخل نطاق تأثير الشمس، وتدعى المجال الشمسي والتي تتضمن الرياح الشمسية وكل غلاف النظام الشمسي المغناطيسي. ويعتبر دراسة الطقس الفضائي هو دراسة لكيفية ومدى تأثير بيئة الفضاء على رواد الفضاء وعمليات الاقمار الصناعية وأنظمة الإتصالات وشبكات الكهرباء الأرضية، على المدى البعيد، والطقس الفضائي يمكن أن يساهم في تغيير مناخ الأرض بصفة أولية من خلال التغير البطئ في الإشعاع الشمسي.
كانت النماذج المبكره من الرياح الشمسيه المستخدمة في المقام الأول كطاقة حرارية لتسريع المواد، وخلال الستينات من القرن الماضي ظهر جليا أن التسارع الحراري ليس وحده الذي يعطي السرعة العالية للرياح الشمسية. فيتطلب هنا وجود آلية تسارع إضافية ولكن غير معلومة، ويحتمل أن يكون لها صلة بالمجال المغناطيسي الموجود بالغلاف الجوي الشمسي.
الرياح في القران
حيثما وردت لفظة الريح ( المفردة ) في القرآن الكريم ، دلت على العذاب .
وحيثما وردت لفظة الرياح ( مجموعة ) في القرآن الكريم ، دلت على الرحمة
قال تعالى : " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " الذاريات 41
هذه اللفظة ( الريح ) أتت مفردة أي دالة على العذاب كما سبق .
وهذه ( الريح ) أرسلت على قوم عاد ، ومعروف أن الله سبحانه عاقبهم بها ،
فهي تعقم ما مرت به ، وهي لا تلقح ولا خير فيها .
وقال الله تعالى في آية أخرى : " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء
فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين " الحجر22
لفظة ( الرياح ) دلت في هذه الآية على الرحمة ، فهي لواقح وليست عقيما
أما في سورة يونس 22 قال تعالى : "هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى
إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ...."
في هذه الآية دلت لفظة ( الريح ) على الرحمة ، والسبب في ذلك أن السفينة
( الفلك ) لا تسير إلا بريح واحدة ، ولو اختلفت عليها الرياح لتصادمت وتقابلت
وهو سبب الهلاك .فالمطلوب هنا ريح واحدة لا رياح لذلك اقتضى السياق
لفظة (طيبة ) لدفع التوهم أن تكون ريحا عاصفة .
[COLOR= ] اضرار الرياح الباردة على النبات
ان من اخطرالامور التي تهدد المحاصيل الزارعية هي الرياح القوية والباردة حيث تعمل الرياح القوية على تكسير النباتات وتمزيق الاوارق وعندما تكون البرودة كثيرة تعمل على حرق الاوارق بشكا يخفض من انتاج المحاصيل وحدوث خسائر كبيرة , ولطبيعة المنطقة التي اعيش بها حيث ترتفع فوق 900 متر عن سطح البحر قدمت من ثلاثة ايام رياح قادمة من المحيط الاطلسي عن طريق البحر المتوسط حيث وصلت سرعة الريح الي 90 كم بالساعة وبدرجة حرارة سطحية اقتربت من الصفر حيث عملت على حدوث العديد من الاضرار احبب ان اشارككم بها بالصور:






إرشادات للسلامة أثناء العواصف الرملية والغبار
أعدت إدارة التوعية الصحية في وزارة الصحة إرشادات صحية تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية في ظل ما تشهد بعض مناطق المملكة هذه الأيام من تقلبات جوية وموجات من الغبار الكثيف بسبب العواصف الرملية، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر وإتباع بعض الإرشادات الصحية للحماية والسلامة أثناء التقلبات الجوية.
واستعرض الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني المشرف على التوعية الصحية في وزارة الصحة أهم النصائح والإرشادات ومنها تجنب التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية ووجود العوالق الترابية ما أمكن، وعدم الخروج إلا للضرورة. كما ننصح بمتابعة أخبار النشرات الجوية عبر التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
وشدد على التأكد من إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح. إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل المباني بشكل جيد من آثار الغبار وخاصة غرف النوم والأغطية والفرش.
ونبه الجميع إذا كانوا خارج المبنى أثناء هبوب العواصف الرملية فتنصحهم بارتداء الكمام الطبي أو استخدام فوطة أو شاش مبلل عند الضرورة، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار.
بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي فقد نصحت إدارة التوعية الصحية بعدم الخروج في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، وإتباع إرشادات الطبيب بدقة واستخدام الأدوية وفق إرشادات الطبيب. كما ننصح بمراجعة أقرب مركز صحي أو الطوارئ في الحالات الطارئة. وكذلك يجب الحرص من قبل من أجريت لهم عمليات جراحية مؤخرا في العين أو الأنف، وتجنب الخروج في مثل هذه الأجواء.
كما أوصى السائقين بالتقيد بتوجيهات الإدارة العامة للمرور وذلك بتوخي الحيطة والحذر والتزام الهدوء وإتباع قواعد السلامة عند قيادة السيارة، حيث قد تتعذر الرؤية مما قد يؤدي للتعرض لحوادث خطرة. كما يجب الحفاظ على ربط الحزام للسائق ومرافقيه باستمرار. وتنصح بإغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة.
وأهاب بالجميع إتباع إرشادات الدفاع المدني التي بثتها مؤخرا التي تشير إلى تجنب الوقوف بالقرب من اللوحات الإعلانية وأعمدة الإنارة وكذلك الأسوار الخشبية والحديدية لأنها قد تتعرض للسقوط بسبب شدة الرياح. كما ندعو مرتادي البحر والمنتزهات أخذ الحيطة والحذر أثناء التقلبات الجوية.





المصادر
google
ويكيبيديا
معهد الامارات التعليمي
منتديات الرس اكس بي
YAHOOO
الموضوع مفتوح لاي اضافات
في الختام

تجميع اخوكم
فهد الجهني
[/color]

|