ونحن في بداية عام جديد رأينا شاشات التلفاز تتسابق لجلب أشهر العرافين والمنجمين لتبشر بما سيحصل في هذا العام وحتى الناس تسابقوا لعلماء الفلك وسؤالهم عما سيحصل في هذا العام وغالبيتهم قالوا انه عام سيئ وسيشهد ازمات اقتصادية وبعضهم بشر بحروب ومنهم من زاد في تشاؤمه وقال ان هناك حربا ثالثة.
وقال بعضهم ان الربيع العربي سيصل اوروبا وربما امريكا، حتى ان احد العرافين لقناة فضائية مشهورة رأى هذه السنة دموية وستشهد قتلا كثيرا بل هو الاعظم في التاريخ.
ما يلفت نظري أن معظم هؤلاء يقول في نهاية حديثه عبارة (والله اعلم)، أي أنهم يعلمون ان الله اعلم منهم. ونحن في ديننا تعلمنا انه في موضوع الغيب تحديدا يجب ان نقول (والله وحده اعلم)، فلا شريك له في علم الغيب.
ونرد عليهم بتوقعاتهم بأنه «كذب المنجمون ولو صدقوا».
اما المصيبة الاخرى فأنهم في هذا العام شغلوا عقول الناس بان القادم اسوأ ودم وحرب وشر وبثوا الخوف في نفوسهم. فنذكر هؤلاء بالأثر الذي يقول «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع».
لذلك، اخواني، ما أجمل أن نفكر بواقعنا ونفكر كيف نصلح دنيانا ونعمل لاخرتنا كما تعلمنا من هدي السابقين «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا».
ونسأل الله أن يكون هذا العام عاما يعم فيه الخير على الاسلام والمسلمين وأن يحفظنا وإياكم من تنجيم المفترين.