[هنا القريات]

عبدالرزاق الهذيل .. شاعر الحكمة الذي صنف الحب ثلاثة أصناف
كتب - حامد مناور

عبدالرزاق الهذيل الشاعر الجميلُ الجميلْ ، من أهم الشعراء الذين مروا على الساحة فكتب اسمه بماء الشعر الحقيقي الذي لا يكتبه إلاّ الشاعر الحقيقي هو غنيٌ عن التعريف فهو القائل «أنا اول العشر ماني للعشر حادي» ، وهو بالفعل شاعرٌ استثنائي هذا ما يقوله الشعر ولعلّه الغائب الأهم عن الساحة في السنوات الاخيرة وهو من أهم شعراء الشمال إن لم يكن أهمهم على الإطلاق تتجه له البوصلة فالشمال هو جهة البوصلة وجهة القلب ، وهو في سويداء القلب له محبون كثر ، كان له قبل سنوات زاوية هنا في «في وهجير» كان عنوانها «الكي على الوجع» وقد أوجعنا غيابه ،صنّف الحب على ثلاث أصناف حيث قال:
حب ٍ يموت وحب يبقى معك حي
وحبٍ يمر القلب مر السحابة

وهو قطعاً حي في قلوبنا ولن يمر مرور السحابة ولن يموت فما كتبه من شعرٍ سيدرس للأجيال القادمة أرى ومن وجهة نظري أنه شاعر الحكمة بدون منازع فله نصوص تؤكد على هذا وتردد هنا وهناك يرددها الصغير قبل الكبير مثل :
إن مت مات النبي وآباي واجدادي
وما دام لي يومٍ ماني ميّتٍ قبله

وهو القائل :

والله لو أظهر للملا كني الشمس
غير يتظاهر حاسدي بالعما دوم
النمس يبقى طول عمره وهو نمس
والبوم يحسب كل طاير سما بوم



كانت النظرة التشاؤمية حاضرةً في أغلب نصوصه ، ولعل هذا من أسباب غيابه كما أظن ويظهر ذلك
في أحد نصوصه الذي يقول فيه :

من خلقتي حاضر خيال وبديهه
بس المحيط اللي به ابحرت خاين
إن قلتها واخطيت ماهي وجيهه
وان صبتها ما صبت غير الغباين



وأقول : انه لا زال حاضراً في قلوب محبيه وانه حاضر لا يغيب ولكنه لا يحب الحضور العادي فهو شاعرٌ أصاب كبد الشعر غير مرةٍ وهو القائل :

لا تجي مثل الحنوك بلا ضروس
من رداها زادها يعلك لها !



لله درك أيها الشاعر الجميل ولنا دُررك فأنت دائماً وأبداً على البال تماماً كشعرك !