بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثر اضطراب الشدة ما بعد الصدمة على الترميز
محتويات الدراســــــــة
- مقدمة
1-الصدمة النفسية
*تعريف الصدمة
*اظطراب انعصاب ما بعد الصدمة
أ- طبيعة الاضطراب
ب- أعراض وسمات الشخص المصدم
ج- تشخيص اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة
(تصنيف DSM 6)
2- الترميز
أ- الترميز الحسي العاطفي الحركي
ب-أسباب و أثار فشل الترميز
ج- الترميز للذات و الترميز للغير
3- العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب انعصاب ما بعد الصدمة
دراسته تطبيقية
- خاتمة
مقدمة
تعتبر الطفولة حجر الاساس ومهد بناء شخصية الفرد أيا كان فالطفل رغم انه يولد برصيد وراثي معين يخص صفاته البيولوجية والنفسية كذلك على حد السواء،لكن يبقى على المحيط الجانب الأكبر والدور الأهم في تشكيل شخصيته وتكوين ما يسمى بجهازه النفسي المحرك الأساسي لكل حياته النفسية التي سيعيشها فيما بعد.
لكن هذا المحيط قد يحتوي مثيرات ومفاجئات ليس من شانها ان تخدم صحة وتوازن السير السوي لنمو هذه الشخصية، اذ قد يصادف الطفل اثناء نموه وفي اوج تطورشخصيته وجهازه النفسي مثيرات مفاجاة لايمكن له غالبا التحكم فيها بسبب صدورها من خارجه هو .
متيرات قد تهدد حياته وامنه او بعض اهم حاجاته التي يعتمدها في الحفاظ على تكامله الذاتي وعمله النفسي هذه المتيرات تخص بعنصر المفاجئة والتهديد النفسي خاصية نسميها بالصدمة النفسية .
وتبقى للشخص المصدوم جملة من التصورات والترميزات الخاصة بالمشاهد المروعة التي تترك اثار ذاكرية قوية مما يصعب من كفالته .ويصعب محوها ،وتختلف الصدمات النفسية وتتنوع حسب درجاتها والحالة التي يمكن ان نجد فيها الفرد المصدوم وكذلك مصدرها ونوعها ،سنتكلم بهذا الصدد عن الصدمة من حيث مصادرها اذ نجدهناك صدمة نفسية صادرة من الانسان على الانسان وتخص كل الاعتداءات بشتى انواعها فردية او جماعية مهما كان هدفها وما استخدم فيها من وسائل ،ونجد في نفس المستوى صدمة من قوى ميتا فيزيقية تفوق قدرة الانسان على التحكم فيها او تغييرها أي انها قوى الطبيعة وما تثيره من كوارث ودمار من شانه ان يخل بالحاجة الى الامن والحياة والتكامل.
1-الصدمة النفسية
تعتبر الصدمة النفسية اهم مفهوم ضمن موضوع دراستنا ،يختلف مفهوم الصدمة حسب وجهة النظر المعالجة لها ،اذ يعتبرها الطب العقلي ،حدث معاش من طرف فردها ،الذي يشعر بتاثر عاطفي وانفعالي شديد ،يطال مباشرة توازنه النفسي،ومؤديا في كثير من الاحيان الى تفكك من النوع العصابي او الذهني او امراض مختلفة .
تعريف الصدمة :
ان الحدث الصدمي ليس بالمفهوم الموضعي ،اذا هو حدث يستوجب شخصا واعيا فاعلا او مشاهدا للحدث الذي يجري ،ثم ينجو ويعيش بعده ،هذا الحدث سوف يعرض الجهازالنفسي الى انزعاج وضيق قد يتجسد اولا لدى فرد ما في زمن ما ان لم يكن هذا ممكنا فانه يحدث تشقق في الجهاز النفسي وتلك هي الصدمة .
(Beaueme et reveillere 1996)
فالصدمة اذا ليست هي استجابة الجهاز النفسي لموقف معين ، بل هي عدم استجابته لهذا الموقف ،تعطل او كفه ،هنا الاثر الحسي للحدث لايعرف المصير المعتاد للمادة الادراكية ،اذ يفترض ان يخضع للمعالجة ،المحاكمة والتقييم ،ثم يخزن نسبيا على شكل اثار ذكراوية او ينسى ،في حالة الصدمة ،فان الحدث يتمكن من تحدي المحاكمة ،التحايل التقسيم ،ويبقى الاثر بموجبه مخزنا على شكل مادة حسية خام تشكل عودتها تناذر احياء الصدمة هذه الاحياءات قد تكون حادة وتظهر من حين الى آخر لدى افراد قد عاشوا الصدمة ما منذ عدة سنوات ،بل عشرات السنين.ان الذكريات الصدمية ذاتها سوف ترفق بكل الخصائص الحسية المسجلة آن الحدث الصدمي الرائحة ،الطعم،الصوت ،اللون،وحتى الحرارة الندية...بهذا فهي اقرب الى الهلوسة منها الى الذكرى ،غير انها بخلاف الهلاوس الكلاسكية ،فاقتحام مجال الوعي فيها يكون عموما قصير جدا ،يستغرق بعض الثواني الى بعض الدقائق ،هذه الذكرى الوسوسة والمقتحمة تأتي لأخذ مكان الحياة النفسية ،جزء كبير من الطاقة النفسية سوف تتحول عن العلاقات الموضوعية ،ويعاد استخدامها في مجال علاقات الفرد وصدمته واهتماماته سوف تجتر باستمرارالقصة الصدمية ،بدون ان يكون هناك مكان او وقت للتعلم او المشاعر
وحسب لا روس-2002- قاموس ابتدائي لعلم النفس فان الصدمة من جهة نظر التحليل النفسي في حدث خطير غالبا معاش من طرف الفرد ولكنه يبقى غير مفهوم ولا مستوعب لديه، وهو يترك آثار عصبيته أو آثارا أكثر خطورة مثل الفصامات أو الأنوية شبه الذهنية.
أما جل الاتجاهات المعرفية يشير غالبا إلى مفهوم الاضطراب انعصاب ما بعد الصدمة.
2- اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة:
أ- طبيعة الاضطراب:
يعرف اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة بأنه مجموعة من الأعراض المميزة التي تعقب فشل الفرد في مواجهة متطلبات حدث مؤلم من خلال الأنماط العادية للسلوك المتوفر لديه خاصة تغيير المساندة الاجتماعية فيشعر بالعجز في مواجهة الحدث، وقد تأخذ هذه الأعراض إحدى الصورتين:
1- استعادة خبرة الحدث المؤلم عن طريق التخيل والأحلام أو الأفكار التي يستدعيها الفرد أو التي عليه تفكيره.
2- إنكار الحدث وينعكس ذلك في السلوك التجنبية الذي يصدر عن الفرد والذي يشمل التقليل من الاستجابة للعالم الخارجي، والشعور بالعزلة وعدم الاهتمام بالأنشطة، وضعف الاستجابات الوجدانية، اللجوء إلى المخدرات، كما ترتبط بها تبين المجموعتين بعض الأعراض الأخرى كاضطرابات النوم وضعف التركيز ونوبات الغضب وبعد اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة أو اضطراب الضغوط التالية للصدمة من أهم النواتج والآثار النفسية السلبية التي يمكن أن تجمع كل أشكال العصاب، وتعتبر بمثابة موقف عصبي يكسر الإيقاع السوي لحياة الفرد اليومية، وبعدها عن المألوف والمتوقع وهناك العديد من العوامل التي تعتبر من المسببات لها اضطرابات منها احتلال الأرض الإغتصاب الزلازل البراكين والحوادث المختلفة، وجدير بالذكر هذه العوامل المسببة للاضطراب تتبعها آثار سلبية قد تظهر حينها أو بعد مرور عدة شهور أو سنوات طوال وقد تستمر تلك الآثار لفترات زمنية غير محددة، وينجم عن هذا الموقف قدر متفاوت الدرجة من الذلة والمهانة أواحتقار الانسان وعدم تقديره لها، ولا يكون ذلك لذنب اقترفه بل يكون نتيجة قسر أو قهر أو إكراه إذ لايكون له دخل في ما حدث، كما لم يتضمن ذلك على الأخلاق.
ويجب أن يتسم هذا العنصر الضاغط أو الموقف العصيب الذي تعرض له الفرد والذي تسبب في ظهور أعلااض واضحة عليه بعدد من السمات.
- أعراض وسمات الشخص المصدوم:
1- أن يسبب الضيق والعنت لكل فرد تقريبا.
2- أن يكون خارج نطاق الخبرة الإنسانية العادية.
كذلك فإن الأحداث الصدمية تتسم بأنها تمثل تهديدا خطيرا لحياة الإنسان ولتكامل أعضاء جسمه، وإلحاق الأذى بمن حوله، وأنها ذات آثار تحطيمية مفاجئة، كما تتسم أيضا بالعنف البدني، أو برؤية الآخرين وهم يتعرضون للأذى، إلى جانب أن هذا الحدث الصد مي يتضمن أيضا عنصرا بدنيا عضويا كإصابة أحد أعضاء الجسم مثلا، وهناك العديد من الأعراض المرضية التي تصاحب هذا الاضطراب كالقلق والهم، والكرب واليأس والأحلام المفزعة والكوابيس المتكررة أو استرجاع للحدث أثناء اليقظة والتعايش مع الصدمة، إضافة إلى تناقص الاهتمام بالأنشطة المهمة والسلوك التجنبي، وصعوبات النوم، وضعف الذاكرة وصعوبة التركيز والتهيج وانفجارات العنف والغضب ومشاعر الذنب للبقاء على قيد الحياة، هذا إلى جانب التشوش العقلي وحدوث صعوبات في حل المشكلات وتشوه مفهوم الزمن.
ويختلف انعصاب ما بعد الصدمة عن الضغط النفسي Stress في أن الحدث يكون واضحا أو تكون المحنة واضحة في حالة انعصاب ما بعد الصدمة لكنها تكون خارج حدود خبرات الإنسان مثل الفيضانات والحروب والكوارث في حين تكون المثيرات في حالة الضغط النفسي داخل حدود خبرات الإنسان وعلى الرغم من أن اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة يندرج ضمن اضطرا بات القلق وأن استجابة الضغط في تلك الحالة تشبه استجابة القلق من حيث ظهور أعراض فيزيوليجية ونفسية، فإن استجابة الضغط تأتي نتيجة حدوث مثير ضاغط أما استجابة القلق فتنتج عن فشل الإنسان المتكرر في الاستجابة الملائمة للموقف الضاغط.
- تشخيص اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة:
يشخصD S M4 اضطراب انعصاب ما بعد الصدمة في ضوء المحكات التالية:
أولا :أن يخبر الفرد موقفا صدميا يتوفر فيه ما يلي :
1* أن يكون الفرد قد خبأ أو شهد أو واجه موقفا أو مواقف تتضمن موتا حقيقيا أو تهديدا بالموت أو إصابة بالغة أو تهديد للتكامل الجسمي للذات أو الآخرين
2* أن تتضمن استجابة الفرد الخوف الشديد أو الحاد و العجز و الفزع و يعبر الأطفال عن ذلك بالسلوك غير منتظم أو الذي يسمى بالتهيج .
ثانيا :أن يمر الحدث الصدمي خبرة الشخص مرة أخرى و بشكل مستمر و ذلك عن طريقة واحدة على الأقل من الطرق و الأساليب التالية :
1* التذكر : المستمر و المزعج للحدث الذي يقتحم تفكير الفرد و يتضمن ذلك الصور و الأفكار و الادراكات أما بالنسبة للأطفال فيتم ذلك عن طريق اللعب التكراري الذي يتم فيه التعبير عن موضوعات الصدمة أو مختلف جوانبها.
2* التصرف المفاجئ أو الشعور بأن الحادث الصدمي يعاد الحدوث و يتضمن ذلك إعادة معايشة الخبرة و الخداع و الهلاوس و فترات من استعادة الخبرة السابقة كما يتضمن ذلك تلك المشاعر التي تحدث حال اليقضة أو عندما يكون الفرد تحت تأثير مخدر و قد يحدث للأطفال صدمة خاصة تتعلق باعادة تمثيل الحدث.
3- الشعور بالضيق النفسي الشديد أو الحاد عن التعرض لإشارات أخرى أو حوادث داخلية أو خارجية كرمز أو تمثل جانبا مامن \الك من الموقف الصدمي
4* تكرار الاحلام المزعجة عن الحتدث وبالنسبة للاطفال قد يكون هناك احلام مخيفة لايتذكرون محتواها.
5* حدوث انتكاسة فيزيولوجية عن التعرض لاشرات او احداث دااخلية أو خارجية ترمز الى او تمثل جانبا من ذلك الموقف الصدمي .
ثالثا : التجنب المستمر للمثيرات التي ترتبط بالصدمة والشعور بالحذر ( فقد الاحساس) :
في الاستجابة العامة وهو ما لم يكن موجود قبل الصدمة وذلك كما يتضح من توفى ثلاثة على الاقل من الجوانب التالية
1 – بذل جهد متعمد لتجنب الاقطار أو المشاعر أو المحادثات اليى تتعلق بالصدمة
2 – بذل جهد معتمد لتجنب الانشطة أو الاماكن أو الافراد الذين يمكنهم ان يثيروا لدى الفرد ذكريات عن الصدمة .
3 –عدم القدرة على التذكر واسترجاع جانب مهم من الصدمة .
4- تناقص واضح في الميل الى الانشطة المهمة والاشتراك فيها
5- الشعور بالانسلاخ عن الاخرين او الانعزال عنهم او النفور منهم
6- ضيق الوجدان مما يؤدي الى عدم القدرة على توليد مشاعر الحب
7- الشعور بان المستقبل غير رحب بالنسبة له كأن يتوقع مثلا الا تكون له مهنة معينة وانه لن يتزوج ولن ينجب اطفال او لن يحي حياة عادية
رابعا : وجود اعراض مستمرة تزيد من الاثارة والتنبيه لم تكون موجودة قبل الصدمة وتنتج عن عرضين على الاقل من الاعراض التالية
1- صعوبة الاستغراق في النوم او البقاء نائما
2- التهيج وانفجارات الغضب
3- صعوبة التركيز
4- التيقظ زائد
5- استجابة الترويع المفاجئة المبالغ فيها
خامسا : ان يستمر الاضطراب لمدة شهر واحد على الاقل يؤدي الى الكرب او الضيق النفسي ويحدث خلل في اداء الفرد الوظيفي اجتماعيا او مهنيا او في أي جانب اخر من جوانب الاداء الوظيفي ذات الاهمية ، وتعتبر الاعراض تبدو على الفرد حادة اذا استمرت لمدة تقل عن ثلاثة شهور اما اذا استمرت لمدة زمنية تزيد عن ذلك فتعتبر مزمنة
وهذا وقد تكون بداية الاضطراب متؤخرة وذلك اذا تأخر ظهور الاعراض لمدة ستة شهور على الاقل بعد الصدمة
الترميز :
في حالة كل تجربة معقدة في العالم او موقف صدمي تؤدي الى تدخل مركبات حسية عاطفية حركية مصورة لفظية فان على مسار الترميز ان يؤدي التدخل ايضا نوع من الترميز في هذين الميادين على مستوى الحس العاطفي الحركي وعلى المستوى التصوري وعلى اللفظي
الترميز الحسي العاطفي :
لديه دور من جانب العواطف الايجابية كالفرح او السلبية كالقلق والخوف والغضب والاستياء ودور من الجانب الحركي الذي يشمل مجموعة من القوى ضمن الاعمال التي يشعر الفرد محمول على فعلها
وللترميز المصور مشاركة من جانب الادراك واثاره وبالتالي الصور المرتبطة بهذه الادراكات او بتلك التي يمكن ان تنتج عن التحولات تلك الادراكات و اخيرا الترميز اللفظ يمن جانب اللغة اللفظية و خاصة عند المواقف الصدمية .
ومن الحتم ان الترميز اللفظي وحده يسمح بمعرفة واكتشاف مجموعة الاثار المعقدة للأحداث على فرد ما وبالتحديد في الإنعكاسات الا شعورية ولكن الترميز على مستوى الحسي العاطفي الحركي بالإشتراك خيالي فكري وعاطفي ضمن مجموعة او في حالة تلقيها من طرف فرد آخر الا في حالة التحويل ضمن موقف الأم البدائية رغم انه كقانون عام فالأثر المسكن للترميز الحسي العاطفي الحركي يبقى هشا مادام الترميز لم يلتق امتدادا في الترميز اللفظي وهذ الإمتداد بين عمليات الترميز وهو ما نحاول الوصول اليه في العمل العلاجي
اسباب وآثار فشل الترميز :
ان الفشل في الترميز الكلي لحدث ما يمكنة ان يحدث كنتيجة لأربع سلاسل كبيرة من الأسباب
1- صراعات نفسية خاصة بالفرد من طبيعة رغبة والممنوع وهي الحالة (التي طرق لها فرويد)
2- طبيعة صدمية للتجربة تحتاج امكانياتالفرد للبناء النفسي على سبيل المثال حالة الكوارث الطبيعية وايضا في بعض الحالات العلائقية كالعنف الإرهابي
3- الخجل الذي يمنع الفرد من الحديث عن الحدث الى اغراب محولا في نفس الوقت التحويل الإسقاطي لهذا الحدث اشكالية
4- آثار اسرار الأجيال السابقة على الذات شعور بالذنب والخجل خطيرين معا خلال جيل معين وتم اخفاؤه عن الأطفال حيث تحمل ظلها و آثارها على الحياة النفسية الخاصة للأجيال الموالية وفي الحالات ينتج عن ذلك ترميز حسب طوابع معينة وليس حسب خرى هذا كذا يستطيع على سبيل المثال فرد ما ان يحكي عن موقف مروع قد عاشه كشيء يمكن ان يكون قد عيش من طرف خص آخر ويظهر الحدث كأنه مرمز ومستدخل ولكنه ليس كذك على الإطلاق ما يحدث هوان المحتوى الحسي العاطفي الحري بالتجربة المؤلمة قد تم كبت كليا بما انه مكبوت بالتأكيد فإنه بإمكانه في أي وقت ان يعود عودة عنيفة تخترق الفرد لا سيما بمناسبة موقف تافه يوقظ الذكرى المعقدة الأولى أحيانا اخرى فإن الدافع الحركي هو الذي تم عزله عن عناصر اخرى للتجربة ثم يعود بصفة متعزية على سبيل المثال من خلال زلات وفلتات في اعمال الفرد او من خلال مقاطع سلوكات يشعر الفرد انه محمول على فعلها رغما عنه دون ان يفهم معناها في احيان اخرى ايضا يمكن ان يعاني الفرد من صور مرعبة لها علاقة مباشرة بالصدمة ( بصفة خاصة الكوابيس) والتي تترجم فشل الميكانيزمات الدفاع لهذا الفرد .
الترميز للذات والترميز للغير :
كل مدع يحاول ان يعطي شكل لتصورات ظاهرة واو مخيفة من تاريخه الماضي القريب او البعيد يحاول في عمله ان يعيد تركيب صورة موحدة من مجموعة قطع متفرقة لتجربة أصلية غير مستوعبة جيدا الصور التي يضعها هذا المبدع تشارك لديه في عملية تشخيص رمزي ( في شكل اصلي وواجب دائما للاختراع) من تجارب العالم البقية قصد الترميز هذه المحاولات شواهد لرغبته في الوصول اليها ركيزة هذا الإبداع قد تكون لوحة او الخشب او الشريط التصويري ويحكم على العمل بأنه ناجح سواء بالنسبة لمبدع او لمعجب به حب قدرته على تناول المركبات المختلفة للتجربة مع بعض التجارب الخاضعة لعملية التحويل الإسقاطي تعتبر مشتركة بين مجموع البشر والبعض الآخر بالعكس وهي خاصة لكل فرد او مجموعة افراد بعضها مرتبطة بالصراعات بين الرغبة او الممنوع واخيرا فإن المبدع يكون احيانا واعيا واحيانا غير واعيا بالطريق التي يحاول فيها عمله ابتذال واسقاط التجربة المروعة (1993 tisseron ) وهذا خص الترميز للذات وسنحاول الآن التطرق لعملية ترميز للغير الطفل الذي لم يقم والديه بترميز حدث ما يعتبر طفلا خاضعا لتنبيهات عنيفة ومتناقضة حول هذا الحدث اذا كانت هذه المنبهات كثير قد يفقد الطفل كل نوع من انوع الفضول كما قد يصيب الى تكيف سلوكي كما قد يلجأ اخيرا الى تعبئة امل قدراته ال1كية لمحاولة ما حدث هذا الفهم يمر اذا لمحاولة اكتشاف الموضوع الخفي من خلال صورة نفسية .
وفي مثل هذا الموقف لا يعرف الطفل انما يتجنب الوالد الكلام عنه لم يتمكن هذا الاخير من ترميزه بصفة جيدة و بالتالي فان الطفل يعيش هذا الموقف و كأنه سر يخفى عنه.
و اذا ما قام الطفل خاضع لمثل هذه التأثيرات بضع مشاهد خيالية فانه يعيش تحت تاثير مشاعر حادة عند التعامل مع والديه:الغضب، الخجل، الشعور بالذنب ، الشعور بالنبذ و الرفظ من المجموعة الاسرية التي من شأنها تقاسم لسر ما ببناء مشاهده النفسية الاولى لانه لم يتمكن من التعبير عن عنف مشاعره لوالديه لكن الصور التي ينظمها تحت تاثير هذه المشاعر العنيفة سرعان ما تنفصل عنها و بالتأكيد في حالة ما اذا كانت هذه المشاهد مرتبطة بمشاعر عنيفة كانت هي مصدرها فانها تعرض الطفل حتما الى خطر زعزع النفسية لهذا وبنفس الطريقة التي قام بها الطفل لبناء مشاهد داخلية انطلاقا من مشاعره لان مشاعره هذه لم تتمكن من ايجاد مكان لعلاقته بوالديه سيقوم الن بفصل مشاهده عن المشاعر التي كانت هي مصدرها لان هذه المشاعر نفسها تهدده في علاقته بوالديه هكذا نفسر المشاهد الخيالية التي شكلها الطفل في سن قبل الخامسة كرد فعل لسر عائلي يمكن ان يتبقى على حالها فهي الحيات النفسية للراشد التي سيسيطر اليها ) .( tisseron et all 1995
العلاج المعرفي السلوكي لاظطراب انعصاب ما بعد الصدمة :
من الجدير بالذكر ان التعلم الشرطي يعد هو الاسلوب الذي يلعب الدور الرئيسي في نشأة هذا الإظطراب .ومن ثم فإن العلاج السلوكي والعلاج المعرفي السلوكي هما الاكثر شيوعا والأفضل في نتائجها في هذا الميدان ، وإن تفوق العلاج المعرفي السلوكي نظرا لاعتماده على فنيات انفعالية تعتمد عل استخراج المشاعر العميقة والتأثير عليها حتى يصبح الفرد أقل تشددا في حكمه على الموقف ، ويصبح بإمكانه أن يتقبل الأمر برمته .
ويمكن في هذا الإطار أن يقوم الفرد بكتابة ما يشعر به من مشاعر متنوعة تتضمن الشعور بالذنب نظرا لما يكون قد قام به حتى يبقى على قيد الحياة والأفكار التي تتوارد على ذهنه .
ويتم التعامل معها على انها أفكار اتوماتيكية سلبية على أن يتم التعامل مع كل فكرة على حدة كذلك يجب ان يتم تدريب الفعل على السلوك التوكيدي حتى نساعده على أن يسترد ثقته بنفسه تلك الثقة التي افتقدها على اثر الصدمة إلا أن هذا التدريب يجب أن يكون مصحوبا بالمساندة الاجتماعية سواء من باقي أعضاء الأسرة أو الأصدقاء أو من الهيئات المختلفة في المجتمع ، كذلك يمكننا في هذا الإطار أن نستخدم استراتيجيات المواجهة كأن يتم تدريب الفرد الضحية على اسلوب حل المشكلات ، وأن نعمل على التخفيف او التخلص من الانفعالات الحادة المترتبة على الأزمة ، وهنا يمكننا أن نستخدم فنية التعريض ومنع الاستجابة سواء كان التعريض واقعيا أم تخليا وذلك لمنبهات ليست مؤذية من الناحية الموضوعية ولكنها تخيفه وتثير القلق لديه . ويمكن أن يكون هذا التعريض متدرجا ، وهنا نستخدم التحصين التدريجي ضد القلق أو فقد الحساسية المنظم كما يمكن أن يكون التعريض غير متدرج وهو الأمر الذي يتطلب أن نستخدم أسلوب الغمر Flooding وذلك ليستحضر الفرد في ذهنه كل الأحداث المرتبطة بالخبرة الصدمية مع التركيز عليها حتى يتناقض القلق ويتبعه اختفاء تلك الأفكار التي تقتحم عقله ، كما تختفي أيضا اضطرابات النوم من ناحية أخرى يمكن استخدام التدريب على الاسترخاء على أن يكون ذلك مصحوبا بتمرينات الغمر مما يساعد الفرد على تحديد مناظر الحدث الصدمي وعزلها، ويمكنه من أن يعايشه بشكل متكرر وهو الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى خفض القلق.
هذا ويجب أن تتضمن استراتيجيات العلاج المعرفية السلوكية تمكين الفرد الضحية من القيام بمايلي:
1- إعادة تحديد الحادث حتى يكتسب معنى متسعا في العالم وذلك بمقارنته بمن هم أقل حظا منه، والنظر إلى الاستفادة الممكنة من تلك الخبرة.
2- إيجاد معنى وغرض تلك الخبرة.
3- تغيير السلوك بمساعدة الفرد على منع ذلك الحادث من أن يعاود الحدوث.
4- البحث عن المساندة الاجتماعية.
ويرى إليس (Ellis) أن العديد من ضحايا انعصاب ما بعد الصدمة يساعدون إلى حد كبير في شعورهم بالكرب أو الضيق النفسي من خلال اعتقاداتهم اللاعقلانية أو المختلة وظيفيا.
وحتى يتم التخلص من مخاوفهم وقلقهم فإنه يفضل التعاون معهم من خلال إعادة البنية المعرفية والتعويض. ويقترح نموذجا للعلاج يعرف بنموذج تجهيز المعلومات Information processing model يعمل فقط على مواجهة التشوهات المعرفية أي اللامنطقية وغير الواقعية كأن تعتقد إحدى المريضات مثلا أن السبب في اغتصابها يرجع إلى ذلك الخطأ الذي ارتكبه التي كان يجب عليها ألا تفعله والمتمثل في تأخرها ليلأ خارج خارج المنزل ولهذا فهي تافهة ولا قيمة لها (مع أن التأخير في هذا المثال له دور كبير في ما حدث وأن لم يكن هو كل شيئ حي يجب أن يكون هناك رداع قومي يحول دون حدوث ذلك علما أنها قد تكون معزورة في تأخرها ) وذلك بدلا من التركيز على مجموعة الجيبات والينغات (جمع يجب أن ينبغي جاز ذلك ) الصارمة التي تعد هي المنبع الرئيسي لتلك التشويهات ومايرتبط ها من مشاعر سلبية و التخلص منها ومن ثم يجب التعامل مع هذه العز والذاتي وتحميل المسؤولية للذات ما حدث بالتالي الحط من قيمة الذات ويمكن أن نستعين في هذا الصدد بقيت اعادة العذور والتدريب عليها نظرا لأن الحدث الصدمي يكون لا دخل الفردية حيث لم يرد أن يحدث ذلك ولم يتعلبه لنفسه أو لغيره ولهذا يقيم التحديد الأفكار المشوهة و العمل على تصحيحها.
والى جانب ذالك يمكن اللجوء الى فنية التدريب على ادارة الضغوط وازالة القلق والاهم من ذالك ان يبدا العلاج فورا وباسرع ما يمكن و دون أي تاخير أي تبدا فيه بعد الموقف الصدم مباشرة على ان يكون ذالك العلاج مختصرا او موجزا فلا يستغرق وقتا طويلا
دراسة تطبيقية
هناك العديد من الدراسات التى اتخذت من مواقف صدمية معينة خاصة الحروب موضوعا لها كتلك الدراسة التى تناولت انعصاب ما بعد الصدمة الناتج عن حرب فيتنام والحروب اللبنانية هو الغزوا العراقى للكويت ولكنها تعتبر دراسات وصفية اهتمت فقط بتناول تلك الاثار السلبية التى خلفتها مثل الحروب عن عينات مختلفة من الافراد فى تلك البلاد
اما الدراسات العلاجية :منها :
استخدام فيليب صايغ 1986 فنية الغمر فى علاج 3اطفال يعانون من انعصاب ما بعد الصدمة المرتبطة بالحرب اللبنانية وتضمن البرنامج العلاجي لعدة مشاهد مثل سماع صوت انفجار والاقتراب من منطقة الانفجار وكان يطلب من الطفل كل مشهد ان يقوم بتقدير شدة القلق ثم طلب منهم بعد ذالك ان يتواجدوا فى مكان الانفجار و استارت نتائج القيام البعدي ان نسبة التحسن بلغت 95بالمئة
خاتمة
استقطب موضوع الصدمة النفسية واضطراب العصاب مابعد الصدمة اهتمام العديد من الباحثين محللين نفسانيين أو كانوا أطباء عقلانيين ومن مختلف التوجهات النظرية بسبب المكانة المحورية التي يحتلها في علم النفس بشكل علم إذ لايتحقق النمو العاطفي والحسي والفكري لكل فرد ما إلا بفعل ذلك ولاينتظم الانسان الا من خلال صدمات نفسية مختلفة بدءا من الولادة التي هي ينبوع الاحداث النفسية ونواة الشعور مرورا بتجارب الطفولة المؤلمة والمختومة وصولا الى المراهقة
وقد أثار الصدمة النفسية من فرويد الى يومنا هذا مزيدا من الاهتمام والتفكير والنقاش حول المنشأ النفسي للمرضى لها وحول انعكاستها عند الفرد طفلا كان ام مراهق ام راشدا وأذا كان الاهتمام في القرن19 مركزا حول الصدمات الجنسية فإن الأهوال والجرائم الفظيعة للحروب التي وقعت في كل مكان من العالم إضافة الى الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفيضانات والتي تسبب إختلال ملحوظ في التنظيم الجماعي وفي تهديد عنيف للكمال الجسمي والنفسي للفرد وقد لقتالانتباه الى شدة الصدمة النفسية اللتان تسببان في تحطيم الدفاعات وتعطلها مما يؤدي الى إضطراب السير النفسي وظهور أعراض نفسية قد تأخذ طابعا متفاقما وتتطور تدريجيا الىعصاب صدمي .
وشكل مطلع الثمانيات متعرجا حقيقيا في مجال دراسة الصدمة النفسية و انعكاسها عند الطفل و المراهق بعد ما ظلت مجهولة لفترة طويلة ان لم نقل منفية ، وقد ازداد فضول كثير من الباحثين على اختلاف انتماءاتهم النظرية و تياراتهم الفكرية في السنوات الاخيرة التي شهدت تعاقب حروب و كوارث متنوعة لمعرفة انعكاساتها على نموها العقلي و النفسي ن فكشفوا عن وجود اضطرابات مختلفة ، و ساهموا ببحوثهم و دراساتهم الغزيرة في تطوير معرفة عواقبها النفسية والمرضية بوصفهم لتشكيلات اكلينيكية واسعة و لوائح عيادية متنوعة و كذا معرفة العوامل المهيئة لها
و رد هؤلاء الباحثون ذلك التنوع و الاختلاف في اللوائح العيادية للصدمة النفسية إلى كيفية معايشة الطفل و المراهق بشكل خاص كونه يمر بمرحلة نمو صعبة و مصيرية ، تحيا فيها الصراعات و الاستثمارات الطفولية من جديد و تنشط الاشكاليات المنظمة للنفس لمثل تلك الاحداث القصوى و الى كفاءة مواجهتها و تجاوزها و التي ترتبط بنوعية دفاعية و مدى صلابة بنيته و تاريخيه الشخصي و بعوامل أخرى كالبنية الاجتماعية و الثقافية التي ينتمي إليها.
منقوووول