[اللامي]

توضيح:

هناك فرق كبير بين قراءة الطقس في الماضي والحاضر ولا مجال للمقارنة ، ففي الماضي كانت المعطيات الآنية غير متوفرة ، ولذلك فتحليل العناصر الجوية تقوم أساساً على المعلومات الظنية والتي لا تقوم على أساس علمي ، ولهذا كانت الدقة في قراءة الطقس بعيدة عن الواقع . أما قراءة الطقس في الوقت الراهن فتعتمد على كم هائل من المعطيات الآنية التي توفرها تطبيقات الأقمار الصناعية وما تقدمه من كم هائل من المعلومات الواقعية التي تحتويها تلك الصور الحية ومن مواقع وزوايا مختلفة حول العالم ، وكذلك تطبيقات الرادار وبقية الأجهزة الجوية والأرضية التي تستخدم في جمع معلومات عن الطقس ، والتي وفرت وسهلت أمام المتخصص وغير المتخصص من أن يحصل على معلومات واقعية وآنية ، بحيث مكنته من متتابعة الأحوال الجوية لحظة بلحظة وساعدته في الحصول على قراءة متقدمة من دون أي مشقة أو تكاليف مادية ، أي عكس ما كان يحصل في الماضي . ولهذا ارتفعت درجة المصداقية وتحسن في مستوى التوقع وبشكل كبير.


المحلل الجوي أو حتى الشخص الغير متخصص ولكن لديه اهتمام فقد أصبح يعتمد في قراءة على الصور وبخاصة الصور الحية والتي تغني عن الكثير من التعليق والتفسير، ولعلي أردت من هذا التعليق أن أقول بأنه لولا هذه الصور التي تظهر أدق تفاصيل الغلاف الجوي وبشفافية عالية لدرجة أنها تبين حركة بخار الماء والناتجة عن نشاط واتجاهات سير تلك المنخفضات والمرتفعات الجوية ، وحركة الرياح النفاثة في طبقات الغلاف الجوي . لما استطعت مثلاً التعرف على بداية نشاط المنخفض الأفريقي من عدمه ، أو أي أمور تفصيلية أخرى مهمة في الطقس.

تبين هذه الخارطة حركة واتجاه الرياح النفاثة في طبقات الجو العليا ، وهي مهمة للتعرف على حركة بخار الماء تبعاً لحركة واتجاه تلك الرياح النفاثة التي تدفعها ، فهي بمشيئة الله تدفع بخار الماء من وسط أفريقيا إلى غرب آسيا تبعاً لنشاط ذلك المنخفض . ولذلك يمكن القول أنه لم يعد مجال الاجتهاد الغير منطقي وإطلاق المعلومات الظنية موجود في ظل صور حية ومتحركة ومن زوايا مختلفة توضح طبيعة الغلاف الجوي بأدق تفاصيله في صور متعاقبة وعلى مدار ساعات النهار .. والله تعالى أعلم .