( 31 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة
الأسرة :
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام"
"لن أدعك تموتين من الجوع أماه . أنا أعرف أن كنساس ليست جنة ، ولكنك دائما تستطيعين الحضور والمعيشة معنا" .
لقد وجدت أنه من المحرج أن أخفف عن أمى على التليفون . التخفيف عن الآخرين كان دائما من طباعها . لقد رأت زوجها وخمسة أبناء وهم يمرون فى ظروف صعبة قاسية . ومن حين لآخر كانت تحمل على كتفيها كل قلقنا وفشلنا ، برحمة وعدم يأس وتضحية بالذات . وربما لأول مرة ، بعد أن بلغت خمسة وستون عاما ، أشعر بأن هذه المرأة التى كانت حيوية ونابضة ، يحمل صوتها شعورا باليأس .
"أماه !!! لابد أن تعرفى وتتأكدى أننا نحبك" .
فترات الصمت كادت تقتلنى ، وددت أن أسمع منها أى شئ .
"نحن أبنائك يا أماه ومن واجبنا الإعتناء بكم الآن . والأكثر من ذلك أنتم هدية لنا من الله سبحانه وتعالى ، وقد منحنا الفرصة لمساعدة من نحب " .
كنت أستمع الآن إلى صوتها خافتا . لقد كانت تبكى ، يا للعذاب !!! بكاء صامت تحاول أن تخفيه ، هذه الأمطار من الدموع التى أحس بأنها تغطى شفتيها ، كانت تؤلمنى وتقطع نياط قلبى .
"يجب أن أذهب الآن يا بنى"
"أحبك يا أماه"
"أعرف يا بنى أنك تحبنى"
لقد كانت أمى مشفقة على أن تصبح عالة على أبنائها الخمسة ، ولذلك كانت حريصة على ألا تبكى أمامهم . كانت ترتعب أن تصبح فى يوم من الأيام عالة على أبنائها .، قائلة "أنتم لكم عائلاتكم الآن" .
فكنت أجيبها "ولكنك أنت أيضا جزء من العائلة" ، "هل تربية خمسة أولاد لا يقابلها شئ ؟؟؟" . أعتقد أن الوضع بالنسبة لأمى ، ليس فقط فى الإعتماد علينا ماديا ، ولو أن ذلك فى حد ذاته يكون مشكلة مخيفة عند البعض ، ولكنه من الواضح أن أباءنا هم الآن فى أشد الحاجة لنا . ويجب أن نعترف بأنها دخلت مرحلة العالم المخيف ، من الضعف الواضح ، وعدم القدرة على شئ ، والوحدة القاتلة ؛ ولا تعرف كيف تسير حياتها ، وتفكر وتتحرك ببطء .
تعرف أمى محنتها أكثر من معرفة الآخرين بها . لقد عملت أكثر من عشرون سنة ممرضة فى وحدة صحية ، فى دار للمسنين (ونحن لا نجد كلمة رقيقة تصف وضعهم تناسب السمع) . كانت هذه الدار تخدم الأثرياء ، ومع الوقت يتحول قاطنيها إلى المستشفيات ليقضوا أواخر أعمارهم ، ليس هناك الكثير لتكون الحياة فيها ممتعة . وأكيد فقد كان الممرضات يفعلن كل ما يمكنهن ، ولكنهن لم يكن يستطعن إزالة شبح الموت الجاثم على الصدور والقريب من القاطنين ، والأكثر من ذلك ، لم يكن يستطعن أن يكن بديلات للأسرة التى لا تأتى لزيارة المرضى .
كان والدتى تذكرنا من حين لآخر عن المصير المرعب للوحدة القاتلة الذى يواجهه المرضى وكذلك كيف يواجهون الموت بأنفسهم ، وأنها كانت تدعو الله أن يكون موتها كموت والدها واقفا على قدميه وهو يعمل بكامل قوته . ولكن صحتها الآن قد اعتلت ، وقد نصحها الأطباء بعدم العودة للعمل .
أبى الآخر قد أجبر على التقاعد . ويعتمد أبواى الآن على الضمان الإجتماعى ، ثلثه يضيع على الضرائب العقارية ، والمبالغ البسيطة التى تصلهم من أبنائهم الخمسة . بفكر أبى فى بيع المنزل الذى عاش فيه أربعون سنة ، ولكن أمى لا توافقه على هذا الكابوس المخيف . "أيامهم الذهبية" أختزلت الآن فى صراع يومى للبقاء ، وهم فى تمام الوعى أن إذا احتاج أحدهم إلى رعاية طبية ، فسيختفى ما تبقى لهم من أموال .
الثقافات الأكثر فقرا من ثقافتنا ، تتعامل مع المسنين باحترام وتقدير أكثر مما نفعل نحن بهم . بالطبع ، فالعامل الإجتماعى والعامل الإقتصادى ، عنصران يدخلان فى تقييم الموضوع . فى الثقافات القديمة ، فالترابط الأسرى وشعور أعضاء الأسرة بالمسئولية تجاه الآخرين كان قويا . تفتت وحدة الأسرة والذى بدأ بالغرب ، ثم أصبح حقيقة عالمية ، كان أثرا لا يمكن تفاديه نتيجة التحول الإجتماعى بالمجتمعات الصناعية . ولكن هذا التغير الطبيعى والضرورى ليس هو كل السبب فى المشكلة الحزينة التى يواجهها المسنين ، وكذلك ليس هو كل السبب فى التفكك العائلى فى الغرب .
علينا أن نتنازل الأنانية والجشع القديم .
آباء المتحولون للإسلام بأمريكا كثيرا ما يكون لديهم تحفظات عدة على أبنائهم بخصوص هذا التحول ، ولكن الجانب الإيجابى فى هذا التحول ، فهم يلاحظون أن علاقتهم وحدب أبنائهم عليهم صار أقوى بعد اعتناقهم للإيمان الجديد . فى الحقيقة ، بعد تحولى للإسلام ، كان زملائى المسلمين ينصحوننى بالبر بأبوى .
لقد كان ذلك أكثر من مجرد إلتزام ثقافى تقليدى ، ولكن كما ذكر فى أماكن كثيرة من قبل ، فإن صلة ذوى الرحم مؤكد عليها كثيرا فى الإسلام . هذا الإرتباط الأساسى المطلوب لأعضاء الأسرة ، يشمل الأجداد ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات ، وهذا يؤدى إلى وحدة المجتمع ، وهناك من النصوص الكثير فى الشريعة الإسلامية التى تشير إلى ذلك . وبالرغم من أن الحكومات الإسلامية قد تتغاضى عن بعض قوانين الشرع الإسلامى ، إلا أن الشعوب الإسلامية ما زالت تتمسك بهذه القيم وتدعمها .
يقال عن قيم المجتمعات الحديثة بأنها تتجه إلى الشباب ، الطعام ، الموسيقى ، الفن ، الإعلانات ، وأشياء كثيرة أخرى موجهة لهم . وهى تحاول مواكبة آخر هذه النزعات الموجهة للشباب ، لتكسب من وراء ذلك الطاقة الوفيرة ، والمرونة والحيوية . كل ذلك لا شك يصب ويزعج الثقافات التى تعتمد على المتوارث ، وبالذات الثقافة الإسلامية ، والتى لا يمكن تصورها كثقافة شبابية ، على الأقل بالصورة التى ذكرتها من قبل .
وكيد أن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بداية الدعوة هم من الشباب رجالا ونساء ، معظمهم فى العشرينات من عمرهم ، وقد نزل القرآن الكريم ليلوم بشدة الإتباع الأعمى للثقافات المتوارثة والمدمرة ، كما جاء فى هذه الآيات :::
(1) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170} سورة البقرة
(2) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} سورة المائدة
(3) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {28} سورة الأعراف
(4) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54} سورة الأنبياء
(5) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} سورة لقمان
هذه الثقافات والعادات كانت متجذرة فى النفوس ، وحكمة الرسول عليه السلام وصحابته الكبار كسيدنا أبو بكر وعمر وعثمان ، كان لها الأثر البالغ فى تغيير نفوس باقى المسلمين ، ونجاح الدعوة الإسلامية .
وعلاوة على ذلك ، فقد وضع القرآن الكريم الحكمة وتصحيح المتوارث ، حيث ربط رسالته برسالة الأنبياء السابقين فى التاريخ . الإسلام قد ألغى ممارسات ثقافية سابقة متوارثة ، كوأد البنات والربا وشرب الخمر ، كما أقر وعدل بعض الممارسات القديمة (وكمثال ، مناسك الحج ، تعدد الزوجات ، الطلاق ، وقوانين المواريث) ، كما أضاف أمورا أخرى . وفى هذا المجال ، معاملة الكبار بالحسنى وتوقيرهم ، خصوصا الآباء . وكما فى الأديان السماوية الأخرى ، فالإحسان إلى الأبوين وعدم توجيه أقل كلمة نابية لهم ، محرم فى الإسلام :
(1) - "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً {36} سورة النساء" .
(2) - "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24} سورة الإسراء" .
(3) - وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15} سورة لقمان
وكما سبق لى أن أشرت ، فحينما التحقت بالمجتمع الإسلامى تعجبت جدا من التأكيدات التى وضعها القرآن على بر الأقارب والأبوين بالخصوص .
( 32 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة
وعلاوة على ذلك ، فقد وضع القرآن الكريم الحكمة وتصحيح المتوارث ، حيث ربط رسالته برسالة الأنبياء السابقين فى التاريخ . الإسلام قد ألغى ممارسات ثقافية سابقة متوارثة ، كوأد البنات والربا وشرب الخمر ، كما أقر وعدل بعض الممارسات القديمة (وكمثال ، مناسك الحج ، تعدد الزوجات ، الطلاق ، وقوانين المواريث) ، كما أضاف أمورا أخرى . وفى هذا المجال ، معاملة الكبار بالحسنى وتوقيرهم ، خصوصا الآباء . وكما فى الأديان السماوية الأخرى ، فالإحسان إلى الأبوين وعدم توجيه أقل كلمة نابية لهم ، محرم فى الإسلام :
(1) - "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً {36} سورة النساء" .
(2) - "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24} سورة الإسراء" .
(3) - وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15} سورة لقمان
وكما سبق لى أن أشرت ، فحينما التحقت بالمجتمع الإسلامى تعجبت جدا من التأكيدات التى وضعها القرآن على بر الأقارب والأبوين بالخصوص .
وهنا بعض من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على هذا الموضوع ، فمن أقواله :::
(1) " رغم أنفه . ثم رغم أنفه . ثم رغم أنفه . قيل : من ؟ يا رسول الله ! قال : من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ، ثم لم يدخل الجنة" ، وكلمة رغم أنفه تعنى هى تعبير فى اللغة العربية على الخسران والإنحلال والإذلال !!!
(2) وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : ( أحي والداك ) . قال : نعم ، قال : ( ففيهما فجاهد ) .
(3) وعن عبد الله بن مسعود سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : ( الصلاة على ميقاتها ) . قلت : ثم أي ؟ قال : ( ثم بر الوالدين ) . قلت : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) . فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو استزدته لزادني
ومن الصعب تقييم مكانة الأم فى العصور الجاهلية قبل الإسلام . الأدلة المتاحة لا تعطينا براهين واضحة عن ذلك ، ولكن من المؤكد أنه كان للأم نصيب من إحترام الأبوين فى ذلك العهد . والآية الكريمة التى تشير أنه كان للآباء منزلتهم هى آية سورة البقرة :::
فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {200} سورة البقرة
إلا أن النظرة الدونية للمرأة بصفة عامة كانت تتمثل فى وأد البنات دون الذكور . مما يدل على النظرة العربية فى ذلك الوقت كانت ... كمعظم الثقافات الأخرى ... كانت تنظر على أن الرجل أسمى من المرأة ، ومكانة الأب أشرف من مكانة الأم . وقراءة كتابات اليهود والنصارى والفرس فى هذه الحقبة تؤكد هذا الحدس . وبما أن هذه كانت هى الأحوال ، فلقد جاء الإسلام بفرض الإحترام والمسئولية تجاه أحد الأبوين ، كما أضاف بعدا مهما آخر فى تفضيل الأم بالإكرام وأعطاها نصيبا أوفر .
(1) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {15} سورة الأحقاف
(2) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} سورة لقمان
وفى الحديث الشريف :::
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) .
أى مجتمع دينى حقيقى ، يعتمد بكثافة على العرف المتوارث ونقل التعاليم إلى الجيل التالى . وفى هذا الوضع ، فالإحترام نحو الآباء والأكبر سنا هو متطلب طبيعى كما هو فى الإسلام . نحن لا نتوقع أن يكون النظام الإسلامى مشابها للثقافة الأوروبية الحالية المائعة ، والتى يميل المسلمون على ترجمتها بأنها تؤدى إلى عدم الإستقرار الإجتماعى ولا تؤدى إلى شيئ إيجابى .
المجتمع الإسلامى يبحث عن التواصل والتناغم مع ماضيه وبثبات دون تغيير . الآباء هم همزة الوصل بين الماضى والمستقبل ، وهم الصلة بين الآجداد والأحفاد ، ولهذا فالمسئولية ثقيلة عليهم . فالآباء عليهم توفير الإحترام والفضل لآبائهم ، وبصبر وتؤدة إرشاد أبنائهم وتوجيههم . هذا المجهود يقتضى منهم التنازل عن الإنانية ، وشطب كلمة "أنا أولا" من القاموس .
بعد أن ناقشت علاقة المؤمنين بآبائهم ، فسأذكر بضع كلمات عن علاقة الآباء بأبنائهم . وهناك بعض الآيات المباشرة فى القرآن الكريم تتكلم على وجه الحصر عن تصرفات الآباء نحو أبنائهم .
ومن الواضح أن هذا الإلتزام يشار إليه فى الآيات التى تحض على حاجات الأقرباء عموما . وذلك أن رعاية الأطفال هى مسئولية إجتماعية لا يخطئها من قرأ القرآن الكريم ، فهو فى عدة آيات يحذر المؤمنين من إهمال حاجات الأبناء واليتامى . وذلك من خلال آيات تغرس فى عمق شعور القارئ أهمية العناية بمستقبل الأطفال .
ومن الأمثلة على ذلك ، ما جاء على لسان إمرأة عمران أم مريم البتول :::
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {35} سورة آل عمران
وما جاء على لسان سيدنا زكريا عليه الصلاة والسلام :::
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء {38} سورة آل عمران
وما جاء على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ودعاؤه لذريته :::
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35} سورة إبراهيم
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء {40} سورة إبراهيم
وترد عدة آيات فى القرآن الكريم لتوصية الأبناء باتباع الحق والإيمان بالله وعدم الشرك :::
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} سورة البقرة
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} سورة هود
وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {18} سورة يوسف
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {64} وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ {65} قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ {66} وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ {67} سورة يوسف
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {98} سورة يوسف
وفى سورة لقمان ترد توصية لقمان لابنه وهو يعظه :::
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {13} سورة لقمان
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {16} يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {17} وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {19} سورة لقمان
ونرى صورة فى القرآن تبين بأن الآباء الغير مؤمنين قلوبهم قاسية بالنسبة لأبنائهم بعكس الآباء المؤمنين ، ومثال على ذلك أبو سيدنا إبراهيم وغلظته وسيدنا إبراهيم وحدبه على ذريته . فبالعكس ، فالمؤمن حريص على ذريته ودائما منتبهون لتقدم أطفالهم الإيمانى .
وهذه آية كريمة تحض بجلاء المؤمنين بأن يوقوا أبناءهم النار :::
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6}
وكما سبق ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا للرحمة بالأطفال ، والحديث التالى يوضح ذلك :::
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( من لا يرحم لا يرحم ) .
( 33 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة
نستطيع من فقزات مختلفة من القرآن الكريم أن نكون صورة عن المجتمع الجاهلى قبل الإسلام بخصوص نظرة الأسرة للأبناء . هذه الفقرات توضح شعور الآباء نحو أبنائهم ، والتى تدل على أنهم كانوا يهتمون بأبنائهم ، كما يفعل ذلك كل البشر فى كل وقت . كما توجد مقاطع تفيد أن بأن حجم العائلة فى الأسر المعاصرة للنبى ، هو مقياس للمنعة والنجاح :::
(1) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ {10} سورة آل عمران
(2) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {14} سورة آل عمران
(3) فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ {55} سورة التوبة
(4) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {46} سورة الكهف
(5) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً {77} سورة مريم
(6) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} سورة الشعراء
(7) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ {35} سورة سبأ
وهذا الفخر بالأبناء كان يقتصر على عدد الذكور دون الإشارة إلى الإناث ، ففى بعض الآيات فالأنثى من الذرية تعتبر عبأ .
والآيات التالية تبين ذلك بوضوح . الآية الأولى تسخر من أن المشركين يعتقدون أن الملائكة هم بنات الله ، بالرغم من أنهم أنفسهم إلى إنجاب الأنثى بأنه عار ، بينما الآية الثانية تدين هذا التوجه الذى وأد البنات هو أحلك صورة له :::
(1) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ {16} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ {17} سورة الزخرف
(2) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ {58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59} سورة النحل
وما زال فى بعض الثقافات الإسلامية يحتفلون بمولد الصبى أكثر من إحتفالهم بمولد الأنثى ، ونظرا للصحوة الإسلامية المعاصرة ، فالتوقعات تدل على تلاشى هذا الوضع ربما فى هذا القرن ، خصوصا بين المثقفين منهم .
والأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر :::
(1) من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا وهو . وضم أصابعه .
(2) من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها قال يعني الذكور أدخله الله الجنة
وفى هذا السياق ، وفى كثير من الأحيان ، يقول لى أصدقائى المسلمين كيف أنى محظوظ لأن لى ثلاث بنات .
والإهتمام الكبير الذى يضعه الإسلام على العلاقات الأسرية هو نتيجة طبيعية لتعاليم الإيمان التى طبقت ونضجت فى المجتمع المسلم .
وبما أن الأسرة تشكل لنا أكبر استثمار لمواردنا العاطفية والمادية ، فهى مفتاح لغرز التعليم والتعلم والعدل والفضيلة . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :::
إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ؛ فليتق الله في النصف الباقي .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح
كما حض القرآن الكريم المؤمنين على الزواج :::
وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {32} سورة النور
كل ذلك يجعلنا نقول بأنه جميل وحسن بل هو مثالى ، ولكن هل هذه المفاهيم تطبق فى مجتمعاتنا المعاصرة خصوصا الغربية منها على التحديد ؟؟؟ هل من العملى ... حتى لو كان ممكنا ... أن يكرس الشباب أنفسهم كاملا لحياة أطفالهم وآبائهم ؟؟؟ بالضبط إلى ماذا سيؤدى ذلك ؟؟؟ فى أيامنا هذه ، يشعر الزوجان الجدد الحاجة إلى تأمين مستقبلهم المنزلى فى حوالى مدة عامين . وخلاصة القول : "إلى أين ستؤدى بنا هذه التغيرات أو التضحيات ؟؟؟" .
وجهات نظر :
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
الراوي: أسامة بن زيد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
وجهات نظرنا لم تنشأ من فراغ ؛ إنها منبثقة من بيئتنا وخلفيتنا وخبرتنا وشخصيتنا . إنها انعكاسات لأى محاولة بشرية لاستخلاص مبادئ توجيهية شاملة للمجتمع ، فتطبيق النتائج دائما ينحصر فى زمن ومكان محدد . وإحدى معجزات التنزيل أنه يتواصل من خلال مجتمع بعينه فيرسل برسالة تصلح لمجتمع مختلف تماما . من جانبنا لسنا مضطرين لفهم المجتمعات السابقة للوحى ، فالمتوقع منا أن نتصل به عن وعى لنطبقه علينا كيف نعيش وكيف نتصرف فى أمورنا . وبفعل ما هو أقل من ذلك ، نكون قد تجاهلنا خاصية الإسلام العالمية ونبتعد عن ديمومة الوحى المزدهر دائما ... وأكثر من ذلك البعد عن المجتمعات الإسلامية الناجحة .
وأعرف مسبقا بأن وجهات نظرى عن دور الرجل والمرأة فى المجتمع الإسلامى ... وكذلك فى كل المواضيع التى أناقشها ... متأثرة بشكل كبير بأحوالى الشخصية ، وقد لا تصح لآخرين . وهذا هو بالضبط السبب في أن عملية إعادة النظر والتفسير يجب ألا تتوقف . وفى الحقيقة فإن كل المسلمين الذين يريدون عودة المسلمين لمجدهم ، سواء التقليديين منهم أو المحدثين ، مقتنعون بأنه خلال العصور المختلفة فقد تغلغل إلى الفكر والممارسات الإسلامية مزايدات وأمور مرهقة للمسلمين وثقافات دخيلة ، ويجب علينا أن نعيد للمفاهيم الإسلامية حقيقتها . الغالبية تصر على العودة للكتاب والسنة . غير أن هذا ينطوى أيضا على تفسير ، ونحن مختلفون فى قراءتنا لهما . وعلى ذلك فكيف نميز بين الترجمات الصحيحة من الترجمات الخاطئة ، الشرعية من غير الشرعية ، المسموح بها من غير المسموح بها ؟؟؟
هؤلاء الذين جاؤوا من المجتمعات الإسلامية التقليدية لهم دور هام يلعبونه ، لأنهم شهدوا من الداخل آثار الوهن والتلوث ، وذلك أيضا لأن لهم خبرتهم فى تبنى الإسلام ، والإعتراف بنقص التطبيق على المستوى الجماهيرى . وبذلك فهم أفضل فهما لأهمية تنفيذ الملاحظات المختلفة لمظاهر الإسلام . ولكن ما يأتى أيضا من العالم الإسلامى قد يكون به بعضا من النقص ، وذلك لأن هؤلاء الذين نشأوا فيه ، هم جزء من المجتمع الذى يحاولون تنقيته ، وهذه حقيقة تشكل صعوبة موضوعية .
الإنتقادات من الخارج قد يكون لها قيمة ( أنا أضع هنا فى اعتبارى المسلمون الغربيون ) ، ولكنهم قد يكونوا متحاملين ، وحتى إذا كانوا أقل من ذلك فإنهم يفتقرون إلى أهم المكونات الأساسية لفهم الإسلام : أية تجارب شخصية فى ممارسته ، وذلك لأن الإسلام منهج حياة ولا بد من ممارسته للتعمق فى فهمه . وهذا ما يقع فيه المتحولون للإسلام ، فهو قد تكرر مروره بالتاريخ الإسلامى ، وهذا الشخص يجمع بين الإلتزام والشك، وفى بعض الأحيان يؤدى ذلك إلى إلهامات هامة ونافذة البصيرة . وبما أن المتحولون حديثى عهد بالإيمان ولم يحيطوا بالإسلام بعد ، فمن المحتمل أن يأتوا معهم بأفكار متطرفة ودخيلة ، يلاحظها المجتمع الأكبر . وليس فى حياة المسلمين أكثر من هذا التوتر بين الأفكار الموروثة والحديثة بالنسبة لأدوار الرجل والمرأة .
معظم المفسرون الذين ناقشوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" ، يعتقدون أنه يشير على وجه الحصر ، إلى العلاقة الجنسية . ولكن هذا الفهم محدود جدا . كثير من المفكرين المسلمين المعاصرين ، يشعرون بالأسى على أن حقوق المرأة المسلمة قد سلبت بواسطة قوى ثقافية مسيطرة . وإذا كان هذا هو الوضع ، فربما كان ذلك فى ذهن رسول الله أيضا وبلا شك فإن وضع المرأة فى الإسلام يقف ... (( مداخلة : لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة مرارا وتكرارا ، وفى حجة الوداع فى جمع عظيم ، وقبل وفاته ، وفى كثير من الأحاديث النبوية ... وهذا أحد المقالات يدعم أقوال الكاتب :::
لايمكنك مشاهدة الرابط إلا بعد التسجيل .. تفضل و انضم معنا لتتمكن من مشاهدة المحتوى كاملاً ..
... حاجزا كبيرا بين الإسلام وتقبله فى الغرب . بالإضافة إلى ذلك ، فإن كثير من المتحولين للإسلام فى الغرب ، يعيشون منفصلين عن المسلمين الحاليين حتى تحل هذه المشكلة بما يناسبهم .
وقبل إعتناقى للدين الإسلامى ، كنت أعطى بعضا من الدعم الفاتر لبضعة حملات من الحركات النسائية ، ولكن فى غالب الأحيان ، كما كان مع معظم المعاصرين لى ، كنت مشوش الفكر بالنسبة لللمفاهيم الغير واضحة والمتناقضة حول أدوار الجنسين . كنت أعلم بأن هناك شئ ما خطأ فى الطريقة التى تسير بها الأمور سابقا ، ولكن لم يكن هناك شئ واضح أو عملى كبديل . الحركات النسائية مشت فى طريقها كمعظم الحركات فى الستينات والسبعينات : لقد ولدت فى البداية كثيرا من الحماس وبعض النتائئج الإيجابية ، ولكن الجميع أصابهم الإرهاق فتلاشت هذه الحركات . وقد كان الكثير منها متطرف ، فلم تكن تنادى بالمساواة فى الحقوق ، بل فى المساواة فى كل شئ .
نظريات كثيرة أسست على أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين الجنسين ، على الرغم من أن التجربة اليومية توحي بغير ذلك. ربما الحركة النسائيه فشلت في إيصال رسالتها بفعالية ، أو ربما كان هناك عدم توافق في الآراء حول ما هى حقيقة الرسالة . كانت هذه الدعوات ، كأنها نوع من شيوعية الجنس ، إجبار التجانس بين الرجال والنساء ، أن تصبح المرأة كالرجل بدرجة أكبر من العكس . وبالرغم من الحركات النسائية فشلت فى تحديد إتجاهاتها ، إلا أنها واجهت بجدارة المجتمع بأنه يضطهد المرأة ، وهذا الوضع كنت مقتنع به حينما أصبحت مسلما عام 1982 .
لم أكن أعرف الكثير عن العلاقات بين الرجل والمراه فى الإسلام ، في ذلك الوقت . كنت أعرف عن تعدد الزوجات ، ولبس الحجاب ، وعدم الإختلاط ، ولكن كل هذا لا يعني بالضروره الإضطهاد . فقد يفضل كل جنس ، مثلا ، عدم الإختلاط مع الجنس الآخر ، وإذا حجبت المرأة عن أعمال الرجال ، ففى نفس الوقت يكون العكس صحيحا . إلى جانب هذا ، فقد عرفت أن ذلك راجع للثقافة وليس للدين . ومع ذلك فقد كنت أعتقد بأن المرأة المسلمة هى من بين أكثر النساء الذين يتحكم فيهم الرجال فى العالم . وهذا ببساطة ما تروج ه الأفكار الغربية المعاصرة ؛ كما كان ذلك هو الفهم فى الماضى ، وكما يصور فى القصص عن البلاد الإسلامية ، وهذا ما يروج له فى السينما والتلفزيون .
وفى أحد المناظر الحديثة تقوم الممثلة الأمريكية "جولدى هون Goldie Hawn" ، التى تتبنى أفكار المرأة الأمريكية المتحررة ، فتصطحب مجموعة من النساء من الشرق الأوسط (بالطبع جميلات) بعيون-الغزلان متنقبات فى جولة فى عاصمة وطنية ، متحدثة معهم باستعلاء ، وذلك بمصاحبة موسيقى ملهمة فى الخلفية ، وخلفهم دستور الولايات المتحدة . المنظر قد يعطى صورة خاطئة للشرق الأوسط ، ولكن هذا يمثل بالضبط ما يدور فى ذهن الأمريكى البسيط . والآن ، حتى لو كنت مدركا بأن ما يعرض غير حقيقى ، إلا أنه له تأثير ، وخاصة إذا لم يكن هناك عرضا يناقض ذلك ، فمن المحتمل أن تستشعر بأن هناك شيئا من الحقيقة . على كل حال ، فقد دخلت المجتمع الإسلامى بتوقعات قليلة فى هذا الشأن .
ثمان سنوات من الإحتكاك والسفر إلى الشرق الأوسط ، كانوا سببا قويا فى تغيير وجهة نظرى . بينما الحجاب بالنسبة للأمريكان يمثل علامة على هيمنة الرجل على المرأة ، فعلى العكس ، فالمسلمون يرون لباس المرأة فى أمريكا هو استغلال لها . وبما أن معظم النساء المسلمات يفضلن أن يكن زوجات وربات بيوت فهن يفضلن الحماية / عكس المرأة الأمريكية التى تعمل طوال الوقت ولا تجد أية حماية لها . فى العالم الإسلامى فالزواج للشباب يجد التشجيع / أما فى أمريكا فالأسرة تعامل الشباب بلا مسئولية تجاهه .
وهكذا فما يراه البعض قهرا ، يراه الآخرون حرية . وهذا فى حد ذاته ليس من الصعب فهمه . ولكن ماذا يكون الوضع وأنت بين ثقافتين ؟؟؟
( 34 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة
إلى المركز الإسلامى :::
(( بعد أسابيع قليلة من اعتناقى للإسلام ، قررت الذهاب للمركز الإسلامى للمرة الأولى وذلك للإحتفال بإيمانى الجديد الذى عثرت عليه ، مع أناس أعرف أنهم سيفهموننى . لقد بذلت جهدا كبيرا فى ارتداء اللباس المناسب ، كما أخذت أتدرب على قراءة سورة الفاتحة بينما كنت أتنقل عبر المدينة . وبسرعة وجدت مكانا لصف سيارتى فى موقف السيارات . ووجدت أن الباب الرئيسى يفتح على قاعة متسعة للصلاة . الأرضية مغطاة بما يقرب على الأقل بمائة سجادة شرقية . الحوائط طليت حديثا باللون الأبيض ويعلوها قبة بيضاء فى السقف حوالى أربعون قدما . وبالحائط الأمامى محراب مزين بكتابة بخط اليد . وذلك ما كنت أتوقع أن أراه .
الوجوه التى استدارت لتنظر إلى ، كانت مندهشة ، كانوا بالطبع غير مرتاحون ، مما جعلنى لا أتقدم أكثر من ذلك ، وجلست حوالى عشرون قدما خلفهم تاركا لهم فرصة التحرك الأول . لم يتقدم أحد نحوى للتعرف على ؛ ولا حتى كلم "السلام عليكم" أو ابتسامة ما ، مما جعلنى أفكر ، هل هناك شئ خطأ ؟؟؟
وكان المحفل الذى يتكون من رجال فقط يصل ويعانق بعضهم بعضا بينما أنا أجلس منبوذا لا يلتفت إلى أحد كأن بى برص !!!
ثم رفع الأذان للصلاة ، وقمنا للصلاة - ولكنى صليت منفردا فى المكان الذى جلست فيه . وبعد الإنتهاء من الصلاة تحركت نحو الباب الجانبى للخروج . حاولت أن ألقى بنظرة لبعض "الإخوة" لأجد استجابة ، ولكن رؤوسهم تحاشتنى .
لم أصدق ما أرى !!! اعتقدت أنه لابد من بعض الوقت ليذوب الجليد ؛ وعلى كل حال ، فأنا من الواضح مختلف عنهم وأجنبى .
زرت المركز فى مناسبتين أخريين ، وفى كل مرة لم يتغير الوضع !!! فقررت عدم العودة مرة ثانية )) .
بالطبع لم تكن هذه التجربة معى فقط ، بل شاركنى فيها شخص أمريكى آخر فى عمر الخامسة والأربعون ، مطلق وله طفلين مراهقين نصرانيين . لقد سمعت مثل هذه القصص من عدة نساء أمريكيات مرات كثيرة ، ولكن هناك عدة وجهات نظر تبريرية غريبة ل "نيكى Nicky" .
معظم الذين يتحولون للإسلام يبحثون عن شئ ما لأنهم غير سعداء فى حياتهم ، وأن عملية التحول هى نقلة عاطفية كبيرة . قالت لى "نيكى" بأنها لم تكن غير سعيدة بالمرة ، فقد كان لها وظيفة ومنزل بسانت بربارا ، وعلاقة حميمة مع ابنتيها ؛ وكانت تتمتع بكونها عازبة ولا ترغب فى رجل فى هذه الفترة من حياتها . وقد كونت صداقة وثيقة مع إمرأة سعودية بسانت بربارا وقد أضحت تؤمن بعقيدتها . وقد أسلمت بمنتهى الفرح والسعادة متوقعة الكثير . الصورة القاتمة التى واجهتها فى المركز الإسلامى لم تضعف روحها ولا سعادتها بإسلامها ، فقد قابلت بعض المسلمين الأمريكان ومجموعة أقل تحفظا من مسلمى الشرق الأوسط وكونوا مجموعة صغيرة تتقابل وتصوم وتصلى معا بانتظام .
التجمع الذى صادفته "نيكى" لم يقصد به أنه بديل . هم فقط تصرفوا بالطريقة ودائما ما كانوا يتعلموها للتصرف فى مثل هذه المواقف : حينما تأتى امرأة محجبة للمسجد ، لا يجب أن ينظر إليها أحد أو يقترب منها . وبمعنى آخر ، يجب أن يتحاشاها . ليست كل المجتمعات فى شمال أمريكا تنهج هذا النهج ، فذلك يعتمد على مدى عمق تجذر الثقافة الأمريكية فى النفوس . ولكن فى أكثر الأحيان ، فالإنطباع الذى نقل لى من نساء أمريكيات مسلمات ، ومن غيرهن ، بأن المرأة غير مرغوب بها فى المسجد .
ابنتى وعمرها الآن أربع سنوات ، أخذت هذا الإنطباع .
جيراننا وهم من النصارى لهم طفلة فى عمر ابنتى وكذلك جميلة وهن أصدقاء حميمين . أصدقاء ابنتى يقولون لها كيف أن العائلة تحضر للكنيسة معا ، وكيف يغنون ، وكيف تجلس هى وأمها وأبوها . وقد ذهبت صديقتها إلى بعيد ، فدعتها لتحضر معها قداس يوم الأحد بالكنيسة . وحينما ناقشت الموضوع مع جميلة ، استفسرت ، "لماذا نحن النساء لسنا مرحب بنا فى مسجدنا يا والدى ؟؟؟" . قلت لها ، نعم ابنتى هذا يحدث ، ولكنى وجدت صعوبة فى أن أشرح لها لماذا يحدث هذا ؟؟؟
لست متأكدا كيف ومتى اكتسب المسجد من فترة قصيرة جوا متسامحا مع المرأة ؛ من الواضح أن ذلك حدث فى وقت آخر وفى سياق ثقافة مختلفة . الثقافات الأخرى قد توفر سبلا أخرى لتدعيم إيمان المرأة المسلمة . على كل حال ، ففى هذه الثقافة ، لكى نعطى المرأة بديلا لحضور الصلوات فى المسجد ، مثل تجمع نسائى أسبوعى ، هو أن نوفر لهن موقعا ثانويا . إذا لم نشجع المرأة على المجئ والمشاركة فى لقاءاتنا الإجتماعية على قدم المساواة مع الرجل ، فاجو فى مساجدنا محتمل أن يتغير ببطء شديد ، وتقريبا نكون متأكدين بأننا سنفقد كثيرا من أطفالنا .
أنا لا أدافع عن التغيير فى صورة شعائرنا ، أنا أدافع عن التشجيع ، والتيسير ، والترحيب بمشاركة العائلة فى كل نشاطاتنا الإجتماعية . (( مداخلة : كانت امرأة لعمر ، تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد ، فقيل لها : لم تخرجين ، وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال : يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح )) .
المرأة فى القرآن الكريم :::
(1) - "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ {195}" سورة آل عمران
(2) - وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {71} سورة التوبة
(3) - مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {97} سورة النحل
(4) - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35} سورة الأحزاب
نبرة الكتب المقدسة فيما يختص بالمرأة ، تضع من البداية التصور عن الرجل والمرأة الأولين . فحواء هى التى فتنت آدم ، وهى المسئولة أكثر منه عن الخروج من الجنة ، ولذلك فعليها أن تتحمل ولادة الأطفال . إنها هى التى خضعت أولا لغواية الشيطان ، ثم عاونته لإغواء آدم . آدم حفظ هذا الدرس الأليم بأنه يجب على الرجل أن يقهر المرأة ويحتاط لمكرها به .
هذا الرمز القديم للعلاقة بين الجنسين تعكس انحياز واضح للذكور وسيطرة المؤسسات الدينية ؛ ولا شك أنها تمثل بدقة الأوضاع النسبية للرجال والنساء في معظم مجتمعات العالم على مدى عدة آلاف من السنين . هذا التحيز وسيطرة الذكور واضح أيضا في التعليقات السابقة من بعض علماء المسلمين على حساب ما ورد في القرآن وهى تعليقات توحي بقوة التأثيرات اليهودية والمسيحيه .
نحن الآن فى القرن العشرين ، في موقف جيد جدا للتمييز بين ما يقول القرآن عن الجنسين والمفسرين وافتراضاتهم فى الماضي . فوق ذلك ، فالمستشرقون فى الماضى القريب ، غالبا ما كانوا حائرين بين الإثنين ، وحينما يميزون بين رائهم ، يخلصون إلى أن للإسلام نظرة مذلة للأنوثة .
لحسن الحظ ، هذا الموقف يتغير ببطء . وكمثال على ذلك ، ففى مقدمة "مارجريت سميث عن رابعة العدوية الصوفية" ، تكتب "آن مارى شميل" : القارئ الغربى الذى يميل لقبول ملاحظة "مارجرت سميث" ، بلا تمييز ، فى صفحة 127 ، بأن الإسلام مسئول عن "إمتهان" المرأة المسلمة ، يجب عليه أن يفهم بأن هذا نتيجة قوى اجتماعية ولييست من تعاليم الإسلام نفسها ، فالقرآن الكريم يكرر دائما كلمة "المسلمين والمسلمات" و " المؤمنين والمؤمنات" ، ويجعل المسئولية عليهما متساوية ، حينما تشمل الصلاة والصوم والحج ، الخ ..... الدعوى التى تتكرر ، بأن المرأة بلا روح ، لا يمكن استنتاجها من القرآن الكريم أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وآيات القرآن الكريم التى وردت عن الرجل الأول والمرأة الأولى ، تميز بين الذى ذكر فيها مع ما لم يذكر :::
(1) - وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36} فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37} قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {38} وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {39} سورة البقرة
(2) - وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {19} فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {20} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ {21} فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ {22} قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {23} قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {24} قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ {25} سورة الأعراف
لا ذكر لإغواء حواء لآدم وأن ولادة الأطفال عقوبة لها ، ولا أن حادث الإغواء سبيل لتسلط الرجل على المرأة ، ولا أن المرأة خلقت لصالح الرجل . موضوع من خلق قبل الآخر ، على ما أعتقد ، فقد ترك عن عمد .
(( مداخلة : توقفت عند هذه النقطة لأجد أنه فعلا لم يرد فى القرآن الكريم أو فى السنة النبوية ما يقطع بمن خلق أولا ، آدم أم حواء !!! ... غاية ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن حواء خلقت من ضلع ولم يحدد هذا الضلع هل هو من آدم أم مستقل عنه ؟؟؟ ... المعلومات عن أن حواء خلقت من آدم ، قد تكون من الكتب السابقة ، وكما يقول الكاتب فقد تعمد الإسلام أن يترك التحديد حتى لا يحدث تمييز لجنس عن جنس ، فالنساء شقائق الرجال ... وأنا فى انتظار من يصحح لى هذا الرأى بنص واضح ، لا استنتاجات . ))
.... القرآن ينص على أن كلا من آدم وحواء أغريا وأخطآ وتابا وغفر لهما . وقد نستند جزئيا على هذا التعليل ، وعلى ما ورد من آيات أعلاه ، أنها تؤيد بصراحة مساواة الرجل والمرأة روحيا ، وهناك كتاب مسلمون معاصرون ، تمكنوا من المناقشة عن اقتناع ، بأن الإسلام لا يفرق بين الجنسين بخصوص الفضيلة والتقوى .
وللأسف ، فهناك اعتبارين مقلقين ، يتم التغافل عنهما وتجاهلهما . أولا ، أن هذه المساواة لم تؤخذ فى اعتبار علماء مسلمين . فحتى اليوم ، فهناك من يقول بأنه نظرا لطبيعة المرأة الضعيفة ، فهى أكثر عرضة للخطيئة . وليس من الصعب تفنيد هذا الفهم بأنه انحراف ظنى عما جاء بالقرآن الكريم من تأكيدات واضحة ، وقد يجد هذا الفهم دعما فقط إذا وجدت تشريعات ذات طبيعة عملية تستخدم كدليل على سلبية الروحانية عند امرأة . الإعتبار الثانى ، هو أنه هناك القليل من الأحاديث النبوية التى تعطى صورة مضادة . وقد ذكرت أحد هذه الأحاديث :::
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ، أو فطر ، إلى المصلى ، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها .
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
وكثيرا ما يسألنى عن هذا الحديث المسلمون الأمريكان أكثر من غيرهم . وأحد المتحولين للإسلام قال لى أن هذا الحديث سبب له ألما شديدا وقد أثر فى إيمانه .
يقول بعض علماء المسلمين ، كالدكتور جمال بدوى ، فى شرح لهذا الحديث ، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قصده هنا التقليل من روحانية المرأة ، بل حض لها لبذل جهد أكبر لتعويض بعض النقص فيهن . فيقول جمال بدوى بأن المرأة لا تصلى ولا تصوم خلال فترة الحيض ومدة أربعين يوما فى النفاس بعد الولادة ، وهذا رحمة بهن ورخصة مؤقتة لحصانتهن فى فترة الضعف ، ويذكر القرآن الكريم بأن فترة الحيض هى أذى :::
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) سورة البقرة
ويقول جمال بدوى أيضا ، بأنهن مطالبات بتعويض القصور خلال هذه الفترة .
وبالإشارة إلى أن شهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، فذلك فى المعاملات التجارية ، فكما يقول بدوى ، الحقيقة أن استعداد المرأة فى الأغلب أقل من الرجل فى مثل هذه الأمور خصوصا من ناحية الذاكرة ، فمواهبها تنصرف إلى مهام اجتماعية أخرى .
لهذا ، فيرى بدوى أن نظرة الإسلام للمرأة خلال فترة الحيض ، والحكم بأن شهادتها فى العقود على النصف من الرجل ، ليس تقريرا بأن المرأة دون الرجل ، ولكن هو إيماءة لطيفة للفارق بين الرجل والمرأة فى المقام الأول فى الخلقة ، وفى المقام الثنى ، قوة التحمل .
(مداخلة : لو حللنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاه ، بالنسبة "باللون الأزرق" ، نجد أنه يشتمل على ثلاثة عناصر ، العنصر الأول ، هو إخباره بما فى الجنة وأن النساء فيها أكثر من الرجال ، ولو كان قد رأى الرجال أكثر من النساء لأخبر بذلك وليس فى ذلك أى حط لمنزلة المرأة ، لأنه لابد أن يكون جنس أكثر من الجنس الآخر فى النار ، فهذا مجرد خبر ... العنصر الثانى ، هو إخباره عليه السلام بأنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير ، وهذه آفات لاشك أنها سيئة وذكرها للتحرز منها ، كذكر الكذب والنفاق وما يفعله البعض من أعمال لا يرضاها الله ، وبالطبع ليس المقصود أن كل النساء يفعلن هذا ، بل هو تذكير منه عليه السلام ليتقوه ، فهذا أيضا ليس فيه حط من قدر المرأة ، فالآفات كثيرة ومنها ما يفعله الرجال وذكرها للإتقاء من فعلها ... العنصر الثالث ، هو نتيجة لطبيعة المرأة الإجتماعية والخلقة ، وهذا العنصر لا يكون سببا فى دخول جنة أو نار ، فالعمل وحده هو الذى يؤدى بصاحبه إلى أيهما ......... وعلى هذا فليس فى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أى انحراف عن القرآن الكريم كما يروج البعض ، أو كما يقول بأنه حط من قيمة المرأة .)
( 35 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة
يستمر المؤلف فى القول ... أقول بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأخذ صيغة العمومية ، ولكن من المستحيل أن يعنى الحط من قيمة المرأة .
وسنستمر فى مناقشة شهادة المرأة فى القريب . وحاليا ، نقر ببساطة بأننا نتفق بأن أحد وجهات النظر من المحتمل أنه هو الصحيح ، لأن ما ورد بالقرآن الكريم وبالأحاديث الصحيحة هو فى صالح المساواة بين الرجال والنساء .
ومن وجهات النظر القرآنية المهمة الأخرى ، هو دراسة تشخيصه لأداء الأفراد . وبمعنى آخر ، حينما يتكلم القرآن عن إحدى الشخصيات ... وكمثال ، حينما نراهم يعبدون أو يتكلمون أو يفعلون شيئا ... قد نسأل أنفسنا ، ماهى عناصر شخصيتهم التى ألقة عليها الضوء ؟؟؟ . لقد استخدمنا هذه الطريقة حينما تكلمنا سابقا عن الأبوة .
بعضا من الشخصيات العطوفة ، والمتماسكة إيمانيا والتى صورت بالقرآن من النساء : ملكة سبأ المثل فى القيادة ، أم موسى عليه الصلاة والسلام ، التى ألقت ابنها فى اليم تنفيذا لأمر الله ، إمرأة فرعون التى طلبت من الله ان ينجيها من اضطهاد فرعون زوجها لها وعمله ؛ أم مريم التى نذرت ما فى بطنها لله . وقصة أم سيدنا عيسى عليه السلام مريم ، هى من القصص المثيرة ، وقد سميت إحدى سور القرآن باسمها .
ومن الملاحظات الهامة ، أنه بينما يوصف القرآن الكريم مدى من الرجال ، من هؤلاء الخاسرين من الكفار إلى الأنبياء النبلاء ، فإن التعبيرات التى وردت تخص المرأة كانت إيجابية . وأنا بهذا لا أشير إلى ذكر صفة واحدة للمرأة ... مثلا إمرأة أبو لهب وأنها ستلاقى العذاب ، أو إمرأتى نوح ولوط ، بأنهن كن كافرات ، حيث أنه لم يعرض لنا تفاصيل شخصياتهن . أشير فقط ، إلى ما وُضِحَ لنا من صفات خاصة فى لحظة معينة له أو لها . وحينما يحدث هذا التفصيل فى القرآن بالنسبة للمرأة تكون مؤمنة ؛ بالطبع هذا فى كل الأحوال إلا حالة واحدة كانوا مؤمنات غير منحرفات ، وحتى فى هذه الحالة الإستثنائية ، المرأة فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، تابت وعدلت موقفها . وبالمقارنة بما جاء فى كتب الأديان الأخرى ، فهذه كظاهرة مميزة ، ينفرد بها القرآن الكريم .
الآيات التالية تردد فى بعض الأوقات على أن القرآن يضع المرأة فى مستو أقل من الناحية الذهنية والمعنوية ، من الرجل :::
(1) - فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ {28} سورة يوسف .
(2) - َأمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ {16} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ {17} أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ {18} سورة الزخرف
وللأسف الشديد فقد سمعت بعض الرجال المسلمين يرددون هذا المفهوم عدة مرات !!! ... كلمة "كيدكن" ، تعنى القدرة على الحيلة ، القدرة الذهنية على المناورة ، أو الخداع بدهاء . والآية الثانية ، تصف المرأة بأنها حينما تنهمك فى نقاش ، أو جدل كلامى ، تكون غير واضحة . وبذلك نكون أمام وصفين متضادان لألمعية الأنثى .
واذا أخذنا هذه التلميحات في ظاهرها ، فانها تحتاج الى التوفيق بينها . ولكن هذا لا يشكل مشكلة اذا نظرنا لسياق الآيتين وحدوثهما .
الآية الأولى هى من قول زوج المرأة ، "بوتيفار Potiphar" ، التى كانت على وشك أن تخونه مع سيدنا يوسف ، عليه السلام . والآية الثانية ، تواجه مشركى العرب بما يضمرونه فى ضمائرهم من دونية الأنثى التى ينسبونها لله ، فى حين أنهم كما ذكر فى آية أخرى يئدونها خشية العار :::
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ {58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59} سورة النحل
وهذا هو ما يختلف فيه نظم القرآن الكريم عن بقية أنواع الآداب ، فلا يجوز أن تفسر آية منه خارجة عن سياقها ، فهى مرتبطة ارتباطا وثيقا مع هذا السياق . وهذه الطريقة المغلوطة فى فهم آيات القرآن الكريم ، هى سبب ضلال بعض غير المسلمين .
الذكر والأنثى :
" .............. وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ............." {36} سورة آل عمران
كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته . قال فسمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال : والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
قديما كان المعروف بشكل عام فى كل بقاع الأرض أن الذكر أكثر ذكاء وأكثر منطقية وأقل عاطفة من المرأة . وفى أيامنا هذه التى أعقبت فترة من التاريخ ، منحت فيها المرأة قدرا مساويا من التعليم والحياة السياسية ، فقد ظهر لنا عقم الفهم القديم . الفروقات بين الجنسين فى الولايات المتحدة هذه الأيام ، تكاد تكون منعدمة . وبالرغم من أن المرأة قد تتقدم فى المهارات اللفظية ، والرجل قد يتقدم عنها فى المهارات الحسابية ، فحتى هذه الفروقات آخذة فى التلاشى حيث أن الكثير من النساء مستعدين الآن لدخول المجال العلمى .
لقد اقتحمت المرأة العالم السياسى ، وعالم الأعمال ، والتعليم العالى ، والطب ، وعدة مجالات أخرى كانت مقصورة على الرجال ، وقد أثبتن تقدما ونجاحا سريعا فى هذذه المجالات . ومن المجادلات الآنية ، أن العاطفة عند الرجال ليست أقل من تلك عند النساء ، غير أنها لها مظاهرها المختلفة عند الرجال : فهى تنزع إلى العنف والصريخ معظم الأحيان . فالرجال يرتكبون جرائم أكثر عنفا وأكثر انفعالا من النساء مثلا .
ومع هذا فالتغيرات فى الأدوار والتصورات التى أخذت وضعها فى المجتمع الحديث ، لم تؤثر كثيرا فى العلاقة بين الرجل والمرأة ، عما كانت عليه سابقا بين الآباء والأجداد . فما زال الرجال ... كم أعتقد ... يبحثون فى شركائهم عن الدفء ، والتربية ، والدعم ، واللطف والكرم - وهذه صفات تنسب تقليديا للمرأة - كما تبحث النساء فى الرجال ، عن الشريك الواثق بنفسه ، الرزين ، القوى ، الذى يمكن الإعتماد عليه - وهذه هى صفات تنسب أيضا تقليديا للرجل . الحساسية فى الرجال تقدر كثيرا من المرأة فى هذه الأيام ، وكثيرا ما يقال لى ، بأن هذه الصفة نادرا ما تكون موجودة فيهم .
ورغم التجارب فى الستينات والسبعينات ، فيخبرنى الطلاب بأنه قد عاد العرف بأن يدفع الشاب فواتير مواعدته - شئ لم أكن لألقى إليه بالا حينما كنت فى سن المراهقة أو فى سن مبكرة فى العشرينات . وفى حالة الزواج ، فالمرأة أصبحت أقل اعتمادا اقتصاديا على الزوج ، ولكنهن يجب عليهن أن يدفعن ثمن هذا : فإذا أراد الزوج والزوجة أن يعشن بمستوى ما كان يعيش فيه آباءهم ، فلابد أن يشتركا فى صيانة الأسرة سويا .
هذا فى حد ذاته يمكن النظر إليه على أنه شئ إيجابى ، فيما عدا الحقيقة بأن مسئولية شئون المنزل ورعاية الأطفال تقع على عاتق المرأة تقريبا بالكلية . فالفكرة التى تقول بأن المرأة هى أكثر ملائمة لرعاية الأطفال ما زالت متفق عليها بالمجتمع الغربى . وهذا ما ينعكس بقوة فى القوانين المختلفة والعادات : وكمثال على ذلك ، فالأم تعطى حق حضانة الأطفال فى حالة الطلاق ، كما أنه يفضل جليسة أنثى للطفل فى حالة غياب أبويه . ولهذا فحينما يأتى الأمر لدور الجنسين ، فالمجتمع الأوروبى مستمر فى حالة عدم الإستقرار فى البحث عن تعريف . وهذا ينطبق بصورة أكبر على المجتمع المسلم ، والذى فى مواجهته مع الغرب يحتاج إعادة تقييم موقفه .
(مداخلة : ماذا يقصد الكاتب هنا من إعادة تقييم ؟؟؟ الفطرة فى الخلق لن تتغير ، ووضع الأم بالنسبة لأبنائها هوهو منذ الأزل ، وفى معظم المخلوقات ، رعاية الأم لأبنائها هى عنصر هام من عناصر تكوين الأسرة ، وهل يناقض الكاتب هنا نفسه ؟؟؟ أو أنى لم أفهم قصده لأترجمه بدقة ؟؟؟ فقد سبق أن ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للأم واستشهد به فى أهمية الأم للأسرة ، وهذا هو الحديث المشهور بين المسلمين :::
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح ) .
المؤلفون المسلمون ، غالبا ما يصوروا الحالة قبل ظهور الإسلام بأنها كانت بربرية وتغشاها الجهالة ، وأنه بظهور الإسلام فقد أعاد تشكيل البنية السياسية والإجتماعية جذريا فى شبه الجزيرة العربية . وبالإضافة إلى ذلك ، فإنه فى هذه الحقبة التاريخية يزعم أن البيئة الأكثر فسادا لم تكن موجودة لتقبل المثل العليا للإسلام . بينما يجب الإعتراف بأن عرب الجاهلية قبل الإسلام كانوا بدائيين ، وعلامات التحضر فيهم كانت نادرة ، وفى اعتقادى ، أن البساطة فى حياتهم ، ونوازع الشرف فيهم ، والنبل ، وحبهم للحرية ، جعلت منهم خامات طيبة لتلقى مبادئ القرآن الكريم . المثل العليا للديموقراطية ، الإخاء ، المساواة ، والشهامة والمروءة ، كانت مبثوثة فى أخلاق القبيلة ، والآن فى الإسلام ، هذه الصفات مطلوب أن يكون مجالها أكثر عمومية من القبيلة المغلقة . هذه المبادئ التى بمجرد أن يتبناها الشخص يصبح مواطنا صالحا ، قد قوبلت بعناد وصلف من الإمبراطوريات الفارسية والرومانية المجاورة .
ولهذا ، فبينما كانت رسالة الإسلام رسالة ثورية ، فأنا أعتقد بأن شبه الجزيرة العربية كانت أرضا خصبة لتلقى هذه الرسالة ، وبالأخص بالنسبة لأحوال المرأة . وإنه لمن السهولة بمكان ، أن نسجل بأن أحوال المرأة فى الثقافة الهندوسية القديمة ، واليونانية ، والرومانية ، والفارسية ، كانت هذه الأحوال هى مطلق التبعية . محرومة من الوضع القانونى المستقل ، وكانت تعامل بدونية تحت وصاية أقرب الذكور لها . ووضع المرأة فى الجاهلية كانت أفضل بكثير بالمقارنة . من الآثار النبوية ، نعلم أن المرأة فى الجاهلية كان لها حق الميراث ، لها حق طلب الطلاق ، وحق الإقتراح فى اختيار الزوج ، والمشاركة فى المعارك ، وإدارة شئونها التجارية . هذه الحقوق من الواضح أنها لم تكن معترف بها بانتظام فى الجزيرة العربية ، ولذلك جاء القرآن الكريم ليقرها ويجعلها ملزمة . على كل الأحوال ، فهذا يظهر بأنه قبل تشريعات القرآن الكريم التى تحمى المرأة ، فقد كان منها الكثير موجود قبل الإسلام . وجود العديد من الامثله عن المرأة بأنها تمتلك قدرا من الاستقلال يزيد عن نظرائها في الأراضي المجاورة ، من شأنه ان يؤدي بالمرء إلى الإعتقاد بأن الإصلاحات التى جاء بها الإسلام قد تم قبولها بسهولة أكبر ، منها في أي مكان آخر في الجزيرة العربية .
فى مركز التصور الإسلامى للأنثى والذكر ، ورد فى سورة آل عمران على لسان أم مريم حيث ذكرت بأن الذكر ليس كالأنثى حينما وضعت السيدة مريم بعد أن كانت نذرتها لله ، ويتضح من هذا التقرير ، أنه قد خاب أملها من انها لم تضع ذكرا ! فهذا الإختلاف هو فى الخلقة وأدوار الحياة ، ولكن بالرغم من هذا الإختلاف فقد تقبلها الله بلطفه ، بقبول حسن ، مما يعنى بأنه بالرغم من إختلاف الخلقة ، إلا أن الذكر والأنثى عند الله سواء فى المنزلة . هنا وجه سبحانه لها لوما لطيفا ، يبلغها فيه أنه عليم بما وضعت وأن الذكر ليس كالأنثى سواء - وضمنيا لم يقصد بأن يكونا سواء فى الخلقة .
ومن الملفت للنظر ، أن النقد الموجه لأفضلية الذكر يظهر فى قصة السيدة مريم ، أم سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ، وهى إحدى الشخصيات المرموقة فى القرآن الكريم . ولهذا وفى نفس الوقت ، وبتقرير صريح ومثال أكيد فى اللحظة التى تبين أن هناك فرق بين الذكر والأنثى ، يذكر أن المرأة بجهدها قد تكون متميزة عن الرجال .
وفي النظرة الإلهية ، فالرجل والمرأة ليسوا سواسية فى الخلقة ، ولكنهما يكملان بعضهما البعض. وهذا ما يعبر عنه بطرق متنوعة في القرآن .
(1) - "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ..............." {187} سورة البقرة
(2) - وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {71} سورة التوبة
(3) - وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} سورة الروم
هذا المفهوم أساسى لمعالجة دور الرجل ودور المرأة . الفكرة هى ألا يكره الرجل أو المرأة على تبنى نموذجا محددا فى العلاقة بينهما ، ولكن بالأحرى أن تكون هذه العلاقة مبنية فى العموم بطريقة بحيث يتعايشا سويا على نموذج محدد من السلوك . القرآن الكريم والسنة النبوية لم يصرا على أن يتخذ الأزواج وضعا خاصا لسلطتهم فى الأسرة ، حيث أن الفرضية الواضحة هى بأن فى الغالب فأن معظم الرجال - نظرا لاختلاف عناصر القوة والضعف فى الشريكين - يكون عندهم حرية أكثر وسلطة أكبر فى الأسرة من الزوجة . ومن المؤكد ، فالرجل يميل لما يقتنع بأنه فى الصالح ، وقد يستخدم القسوة إذا وجد ذلك مناسبا .
مادام هذا هو الحال ، فالإسلام يعمل على تقليص هذه الخاصية فى الرجل ، ويحمى المرأة من مساويئها ، بينما فى نفس الوقت يؤكد على أدنى الإلتزامات المطلوبة من الجنسين .
ولذلك فبينما يقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجال هم رعاة الأسرة ، وأن النساء مسئولات عن شئون المنزل ؛ هو لم يأت بجديد بخصوص النموذج العام ، مشيرا عليه السلام ، أن كلا منهما مسئولا بدوره عن إلتزاماته . وبعباره اخرى ، فهو يؤكد على الإلتزامات والمسؤوليات ، وليس على المزايا .
الإعلان البديهى لمميزات كلتا الشخصيتين بعضهما عن بعض ، ذكرت دون تعيين تفوقا لأحدهما عن الآخر ، وبذلك ترك تقرير كيف تختلف النساء عن الرجال بالضبط مفتوحا بشئ من الغموض .
لقد ذكر لنا القرآن الكريم بأن الرجال والنساء كلا منهما يحمى الآخر (..... هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ....) ، ويحقق كلا منهما للآخر الرحمة والحب . هذه التبادلية هى جزء صغير من التوازن فى الكون ، فخذا التوازن مطلوب فى كل شئ ، كما ورد فى هاتين الآيتين :::
(1) - وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ {7} أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ {8} سورة الرحمن
(2) - لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {25} سورة الحديد
ويذكر لنا القرآن الكريم بأن كل شئ فى الوجود خلق من زوجين اثنين :::
(1) - سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ {36} سورة يس
(2) - وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ {12} سورة الزخرف
(3) - وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {49} سورة الذاريات
ومن ثم ، فالعلاقة بين الجنسين هى عنصر واحد فى علاقة واسعة ومعقدة بين نظام الزوجية . والإسلام يطالب بتبسيط هذا التناسق بين قوة الذكر والأنثى ، ومواضيع التكامل والتوازن تبرز في نهجها على حقوق كلا من الرجل والمرأه .
يتبع