عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2011-07-29, 09:48 PM
فارس الغربيه فارس الغربيه غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 3,222
جنس العضو: ذكر
فارس الغربيه is on a distinguished road
افتراضي

( 21 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله
بغض النظر عن صحة المصادر ، فهناك مشكلة التاريخ والثقافة ، فما لا قد يكون مقبولا فى مكان ما أو زمن ما ، قد يكون مقبولا جدا فى مكان آخر أو زمن آخر .فمثلا ، حينما يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزواج من ابنة زعيم قبيلة قتل فى معركة بين المسلمين ، فإن هذا الحدث يبدو لدينا غريبا ، ولكن كما يقول "وات" ، لو قسناه بمقياس العصر حينئذ ، والعلاقات القبلية نجده شئ مألوف جدا ومتعارف عليه بين القبائل لتوطيد الصلة والسلام بينهما وإزالة ما نتج من أحقاد سببا للقتال . ولو أن الرسول لم يفعل ذلك لكان تصرفه غير نبيل وغير مقبول من القبيلة المهزومة .
وفى أعمال "جولدزهير Goldziher" إلقاء كثير من الضوء على هذا المفهوم . ففى دراسته المتعمقة فى الشعر الجاهلى . يقول أن العرب فى القرن السابع كانوا يعتبرون أن العفو عن القبائل المعادية فى حالة النصر عليهم ، يعرضهم لعدوان مستقبلى جديد ، وأن القائد الأكثر إحتراما ، هو ذلك السريع والعنيف فى الإنتقام . وقد عاقب رسول الله اليهود فى إحدى المرات لخيانتهم العهود ، بأن أجلاهم عن المدينة ، وفى المرة الثانية ، عقب غزوة الخندق التى مالئ فيها يهود بنى قريظة ، المشركين ونقضوا العهد بينهم وبين المسلمين ، وألبوا عليهم القبائل ، وهددوا الوجود ذاته لدولة المدينة ، لم يجد الرسول بدا من أن يقتل ذكورهم البالغين نظرا للخيانة .
وفى نفس أعمال "جولدزهير" توجد قصائد مطولة من الشعر الجاهلى القبلى . يعرض فيها الروح الحيوية أثناء الحروب ، حينما كان الشعراء المهرة يثيرون القبائل بعضها على بعض ، وكان تأثيرهم يعتبر أمضى من السيف ، وهذا يفسر لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسو على الشعراء المناهضين للدولة الإسلامية ولقائدها عليه السلام ، فقد كانوا بشعرهم تهديدا مباشرا للمسلمين .
فى الولايات المتحدة ، تعتبر العبودية أحقر ما تقوم به المؤسسات ، بينما تعمل الشريعة الإسلامية على الحد منها ، ومعاملة العبيد المعاملة الإنسانية الكاملة ، واستنادا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية فهناك مواقف كثيرة تحث على تحرير العبيد ، حتى أنه أنشئت المؤسسات الخاصة لتمويل تحريرهم من الرق . "مداخلة : ويعتبر تحرير الرقاب مصرفا من مصارف الزكاة ، وكما قيل ، فالإسلام قد شرع العتق ولم يشرع الرق بل تركه لأحوال المجتمعات ، فلا يعقل أن يسترق عدوى منى ولا أعامله بالمثل . كما أننا إلى الآن نرى أن العبودية ما زالت قائمة فى صور مختلفة ، فالرقيق الأبيض واستغلال النساء والأطفال فى الدعارة نوع من أنواع الرق الذى يشجبه الإسلام كلية ."
وكمثال آخر ، فإن القرآن الكريم يبيح تعدد الزوجات إلى أربعة زوجات ، وفى أيامنا الحديثة الآن ، ينظر فى الغرب إلى هذا التشريع على أنه قهر للنساء ، ولكن لو نظرنا للعرب فى القرن السابع والحروب التى كانت مستعرة بينهم ، وعدد القتلى من الرجال ، لرأينا أن التعدد كان حلا لزيادة أعداد النساء على الرجال .
"مداخلة : موضوع تعدد الزوجات قد تم بحثه فى مواقع كثيرة ، وأرى أن الكاتب قد اكتفى بنقطة واحدة ولم يتطرق إلى النقاط الأخرى الكثيرة الإيجابية التى تؤكد أن التعدد هو حل لكثير من المشاكل ، فالإسلام قد أباح التعدد ... ولم يفرضه ... وحدده فى أربعة حليلات ، بينما كثير من غير المسلمين يمارسونه بلا حدود للخليلات ."
وفى النهاية ، لابد أن نتذكر بأن رسالة القرآن الكريم رسالة شاملة ، وهى أكثر من وحى : فقد كانت رسالة للتربية وتغيير المجتمع . لقد علمت المسلمين الأوائل كيفية الصبر على الشدائد ، والعفو مع القدرة على الإنتقام . ففى السنوات التى سبقت الهجرة من مكة ، لاقى المسلمون الأذى الشديد ونجحوا فى هذه الدروس عن الصبر والعفو وتحمل الشدائد .
وحتى هؤلاء الذين لم يتعاطفوا مع الإسلام ، لم يغمضوا حق المسلمين فى هذه الفترة وتعاطفوا معهم ، لأن الفطرة هى التعاطف مع المضطهدين والضعفاء . وإنه من الأيسر أن تكون الضحية بدلا من أن تكون المنتصر . غير أنه فى كثير من الأوقات يحتاج الأمر للقتال لحماية أنفسنا وآخرين من تسلط الفراعنة والقرشيين فى زمننا هذا ، الذين ينكرون علينا أبسط القواعد الإنسانية . وفى بعض الأحيان ننتصر وتكون لنا اليد العليا ، ومن ثم ، فالإسلام يهتم بهذه الفترات فيأمرنا بمراعاة الأخلاق والقيم سواء فى الحروب أو سن القوانين أو فى العدالة أو فى العقاب . ورغم أن هذه التوجهات ليست بنفس بريق أمور أخرى فى الإسلام ، إلا أنها من الأهمية بمكان . رسالة الإسلام هى للحياتين ، الدنيا والآخرة ، ولا يوجد بالنسبة للمسلمين رجل فى التاريخ طبق هذه المفاهيم ، أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إتباع هذه الأمور ليس ببساطة مجرد عاطفة بالنسبة لكثير من المسلمين ، ولكن هذا الإتباع هو إلتزام بالشق الثانى من الشهادة "..... وأن محمدا رسول الله" ، يقتضى اعتبار تصرفاته عليه السلام فى حياته هى الأسوة وأقواله وهديه هى التى يجب أن تتبع بغض النظر عن الزمان والمكان . ولذلك لكى يقنع المسلم الحضارة الغربية ، بأن الإسلام يقدم للبشرية طريقة أفضل للحياة ، فإما أن يخففوا من إتباع سنة الرسول ، أو يبذلون الوقت والجهد فى إقناع المخالفين بهذه الحقائق . الحالة الأولى هى فى الحقيقة انتحار ، أما فى الحالة الثانية ، فهذا يقتضى البذل المخلص والجاد لنشر الثقافة الإسلامية .
النقد الغربى للتراث الإسلامى :
حينما يتعلق الأمر من الناحية التأريخية ، فالمستشرقون وكذلك علماء المسلمين على حد سواء ، يقرون بأنُّ القرآنَ يُقدّم النطقَ الأصيلَ لمحمد عليه الصلاة والسلام وهو ما يعتبره الرسول وحيا إلهيا .
يقول "جب Gibb" : "إنه لمن المعقول أن نقرر بأنه لم تحدث أية تغييرات مادية فى القرآن الكريم ، وأن الأصل الذى نطق به محمد بقى كما هو بمنتهى الدقة" . وأكثر من ذلك ، ولسنين عدة فالمستشرقون يقبلون الأسلوب الذى استخدم فى تحقيق الأحاديث : وهو أن دراسة الحديث كانت مجالا خصبا من النشاط أثناء حياة رسول الله عليه السلام، هذا وقد بدأ وضع الأحاديث بعد وفاته بفترة قصيرة ، مما حدى بعلماء المسلمين إلى اختراع علم الإسناد وتطويره وتبنيه وتشكيله ، وذلك لعدة عقود بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك حلا لمشكلة الوضع وتوثيق ما نطق به الرسول .
ويقبل المستشرقون بهذه المنظومة التى تطورت فى السنوات التالية ، وبقيت ثابتة لم تتغير بعد ذلك . وإذا قبلنا بوجهة النظر هذه ، فإن مقولة "مويير Muire" بأن الأحاديث الموضوعة التى لم تكتشف كانت فى القرن الأول الإسلامى ، تصبح مقولة صحيحة .
ولجولدزهير ، فى كتابه المتميز بعنوان "Muhammedanishe Studien II" ، والذى ناقش فيه مواصفات هذا العلم وتطوره ، والأمانة المتناهية فى تجميع الأحاديث بما فيها أحاديث التشريع . وبغض النظر عن القليل ، فمعظم الدراسات الغربية اللاحقة دعمت وجهات نظره . أما عن النقد الذى اتبع الطرق الحديثة فى النقد الأدبى والتاريخى ، قد أدت لبعض علماء الغرب للإستنتاجات التالية :::
( 1 ) : تعتمد الأحاديث لدرجة كبيرة على النقل الشفهى لمدة أكثر من قرن ، وأن الأحاديث التى وصلتنا لا تشير إلى أية مستندات وجدت فى العصور السابقة .
( 2 ) : عدد الأحاديث فى التجميع المتأخر أكثر بكثير من الأحاديث التى جمعت فى الفترة الأولى ، أو فى الأعمال السابقة للتشريع الإسلامى ، وهذا يشكل عند المعارضين ، نوعا من الشك فى هذه الحاديث .
( 3 ) : الأحاديث التى رويت من الصحابة الصغار أكثر من تلك التى رويت من الكبار منهم ، وهذا يشكل أيضا عند المعارضين ، حجة فى عدم الإعتماد على الإسناد .
( 4 ) : نظام الإسناد طبق انتقائيا للحديث ، بعد القرن الأول الهجرى . ولهذا فهو لا يثبت أصالة الحديث المسند .
( 5 ) : هناك أحاديث كثيرة يعارض بعضها بعضا .
( 6 ) : هناك أدلة محددة على نطاق واسع بوجود تزييف فى الإسناد وكذلك فى المتون .
( 7 ) : النقاد من المسلمين يهتمون فقط بنقد الإسناد ولا يهتمون بنقد المتون .
هذه الإنتقادات وانتقادات أخرى قد ناقشها علماء المسلمين وبعض علماء الغرب كذلك . ومن الكتب المتداولة فى الغرب ، تلك التى "لعزمى" ، "وآبوت "Abbott" ، "صديقى" ، و "عبد الجعفر" . ويرد على بعض هذه النقاط أعلاه بطرق بسيطة . مثال ذلك بالنسبة للنقطة ( 2 ) فطريقة انتقال الأحاديث من جيل إلى الجيل التالى ، يرد على هذه النقطة : الجيل الأصلى ينقل الحديث إلى معاصريه الذين ينقلوه تباعا إلى من هم أحدث منهم فى السن من الجيل التالى وهكذا . ولذلك فنحن نتوقع أن الصحابة الذين عمروا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلوا معلومات أكثر عنه من أولئكم الذين توفوا بعد فترة قصيرة من وفاة الرسول ، مثل الصديق وعمر بن الخطاب الذين قضوا بعده عليه السلام بمدة بسيطة . وهذا يوضح أيضا الرد على بند ( 3 ) . وحيث أن الأحاديث تسجل أعمال الرسول عليه السلام خلال فترة 23 عاما من البعثة التى عايشت تحركات كثيرة ، كما قابل فيها الرسول أصنافا متعددة من الناس وواجه مشكلات كثيرة معهم ، فمن غير المعقول ألا نجد تفاوتا فى تصرفاته مع هذه النوعيات المختلفة ، ومن ثم الرد على بند ( 5 ) .
"آبوت Abbott" و "عزمى" ناقشوا بإقناع مايتعلق بالبندين ( 1 ) ، ( 4 ) ، كما أن الدارسين الإسلاميين للحديث كانوا يضعون البند رقم ( 6 ) تحت أعينهم لمدة 14 قرنا وهو السبب فى أبحاثهم . وبينما وضع علماء الحديث القدامى تحت أبصارهم مسألة الإسناد ، فيقول "صديقى" ، "عبد الجعفر" أن البند ( 7 ) ببساطة غير صحيح لأن علماء الحديث القدامى كانوا يرفضون راوى الحديث الذى يثبت أن له ميولا شخصية تتفق مع الحديث المروى . ومعنى هذا أن المتن والإسناد كليهما قد أخذا فى الإعتبار . ولكن فى الحقيقة ، فإن التحقق من الإسناد بواسطة الآلية التى وضعها علماء الحديث تعتبر إلى اليوم هى الإختبار الموضوعى لأصالة الحديث ، فكيف يحكم المرء على صحة متن يعتمد كثيرا على ميول الراوى ترجمة وسياقا ؟؟؟ ( كمثال ، فدارس الحديث فى القرن العشرين يشك على الأرجح فى الأحاديث التى تروى المعجزات والتنبؤات ، مقارنة بذلك فى القرن السابع) "مداخلة : أعتقد أنه يقصد بأن حدوث ذلك ناتج عن كثرة الآراء والتعليقات التى صاحبت الموضوع" . وليس بخاف أن معظم الإنتقاد من الغرب يركز على إسناد الأحاديث .
كثيرا من القضايا المهمة تستحق مزيدا من العناية الدقيقة ، وذلك على الجانبين ، لا تكفى هذه العجالة لتوضيحها . فالمستشرقون عادة يتبنون فكرة أن الأحاديث كلية غير موثوق بها ، متعامون عن الإثباتات التى تنص على صحتها ، وعلى الفهم الطبيعى المخالف لما يفهمونه هم منها . وهم يميلون إلى وصم الأحاديث بصفات مختلفة ، "مزيفة " ، غير موثوق بها" ، "غير تاريخية" ... دون شرح لحجتهم ، وذلك لمجرد أنها تخالف وجهة نظرهم فقط .
الحقيقة ، أن خصومتهم الكلية للثقافة الإسلامية تقريبا لا يقبل بها المعنيين بدارسة التراث من المسلمين ، قال بوجهة النظر هذه جولدزهير وبدرجة أكبر "شاخت Schacht" . نظرياتهم هذه من المستحيل أن يقبل بها المسلمون ، لأنهم ألهموا موقفا من الدين ، لم يلوث حتى الآن .
بعض "المختصين" الذين يبحثون فى أصالة الأحاديث ، يعتمدون معاييرا تهمل ثلاثة عشر قرنا من جهد علماء المسلمين . فأولا ، إذا كان الحديث فى صالح مجموعة أو مدرسة معينة ، فهو عندهم "موضوع" . وإذا كان الحديث يهتم بروحانيات معينة ، فهو قد وضعه المتصوفة . وإذا كان الحديث موضوعى غير روحانى ، فالماديين هم من وضعوه . ثانيا ، فكلما كان الإسناد كاملا ، كلما قالوا بعدم صحة الحديث . السبب لذلك ، بالنسبة لهم ، أن الحاجة للدليل ، تتناسب مع مرور الزمن . هذه المناقشات لاشك أنها شيطانية بصفة عامة . كيف يعتقد هؤلاء المستشرقون أن الرجال الذين بحثوا فى أسانيد الأحاديث ودرسوا الرواة وأحوالهم ... هؤلاء الرجال الذين يخافون الله ويخشون عقابه ... يقومون بالتدليس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هم يفترضون أن سوء النية هو الغالب على معظم العالم ، وهذا الإفتراض يدل على أن المستشرقين لا مشاعر عندهم ويعتقدون فى تضارب المشاعر الإنسانية .



(مداخلة : لما كان الجزء التالى من الترجمة دقيق بعض الشئ ، وكان يتعرض للأسانيد والأحاديث المرسلة وبالذات للأحاديث التى رويت عن التابعى "سعيد بن المسيب" ، وجدت أن أذكر قول علماء المسلمين بداية فى هذا الموضوع قبل البدء بالترجمة) .
مع التنبيه بأن الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء متأخرا وذلك بعد ظهور الطوائف والمذاهب ومحاولة انتصار كل لرأيه منسوبا للرسول . مما دعى العلماء للبحث فى مرتبة الرواة .



باب في مراسيل سعيد بن المسيِّب ومن يلحق به من كبار التَّابعين

باب في مراسيل سعيد بن المسيِّب ومن يلحق به من كبار التَّابعين
أخبرنا: أبو نعيم، الحافظ قال: أنَّا أبو العبَّاس، محمَّد بن يعقوب الأصمّ في كتابه قال: سمعت العبَّاس بن محمَّد الدوري يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: أصحّ المراسيل (مراسيل سعيد بن المسيب).
أخبرنا: محمَّد بن الحسين القطَّان قال: أنَّا عبد الله بن جعفر قال: ثنا يعقوب بن سفيان قال: حدَّثني الفضل بن زياد قال:
سمعت أبا عبد الله يعني: (أحمد بن حنبل) يقول:
مرسلات سعيد بن المسيِّب أصحّ المراسيل.
أخبرنا: القاضي طاهر بن عبد الله الطَّبريّ قال: أنَّا أبو طاهر، محمَّد بن عبد الرَّحمن المخلص قال: ثنا أبو بكر، أحمد بن عبد الله بن سيف قال: حدَّثنا المزني قال:
قال الشَّافعيّ: وإرسال ابن المسيِّب عندنا حسن.
قال الخطيب: اختلف الفقهاء من أصحاب الشَّافعيّ في قوله هذا.
منهم من قال: أراد الشَّافعيّ به أن مرسل سعيد بن المسيب حجة، لأنَّه روى حديثه المرسل في النهي عن بيع اللحم بالحيوان، وأتبعه بهذا الكلام، وجعل الحديث أصلاً، إذ لم يذكر غيره، فيجعل ترجيحاً له، وإنَّما فعل ذلك لأن مراسيل سعيد تتبعت فوجدت كلها مسانيد عن الصَّحابة من جهة غيره. (0/ 405)
ومنهم من قال: لا فرق بين مرسل سعيد بن المسيب وبين مرسل غيره من التَّابعين، وإنَّما رجح الشَّافعيّ به، والترجيح بالمرسل صحيح، وإن كان لا يجوز أن يحتج به على إثبات الحكم.
وهذا هو الصحيح من القولين عندنا، لأن في مراسيل سعيد ما لم يوجد مسنداً بحال من وجه يصح، وقد جعل الشَّافعيّ لمراسيل كبار التَّابعين مزية على من دونهم، كما استحسن مرسل سعيد بن المسيب على من سواه.
أخبرنا: أحمد بن محمَّد بن عبد الله الكاتب قال: أنَّا أحمد بن جعفر بن محمَّد بن سلم قال: ثنا أحمد بن موسى الجوهري.
ح، وأخبرنا: محمَّد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال: ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: ثنا محمَّد بن حمدان الطرائفي قال: ثنا الرَّبيع بن سليمان قال:
قال الشَّافعيّ: المنقطع مختلف، فمن شاهد أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - من التَّابعين، فحدَّث حديثاً منقطعاً عن النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم _ اعتبر عليه بأمور.
منها أن ينظر إلى ما أرسل من الحديث، فإن شركه فيه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بمثل معنى ما روى كانت هذه دلالة على صحَّة من قبل عنه، وحفظه.
وإن انفرد بإرسال حديث لم يشركه فيه من يسنده، قيل: ما ينفرد به من ذلك ويعتبر عليه بأن ينظر هل يوافقه مرسل غيره، ممن قبِل العلم عنه من غير رجاله الذي قبل عنهم، فإن وجد ذلك كانت دلالة تقوي له مرسله، وهي أضعف من الأولى، وإن لم يوجد ذلك نظر إلى بعض ما يروى عن بعض أصحاب النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قولا له، فإن وجد يوافق ما روي عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -، كانت هذه دلالة على أنَّه لم يأخذ مرسله إلا عن أصل يصح إن شاء الله تعالى.
قال الشَّافعيّ - رحمه الله -: وكذلك إن وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عن النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -، ثمَّ يعتبر عليه بأن يكون إذا سمى من روى عنه لم يسم مجهولاً، ولا مرغوباً عن الرِّواية عنه، فيستدل بذلك على صحته فيما يروى عنه. (0/406)
قال الشَّافعيّ: ويكون إذا شرك أحداً من الحفاظ في حديث لم يخالفه، فإن خالفه ووجد حديثه أنقص، كانت في هذه دلائل على صحَّة مخرج حديثه، ومتى خالف ما وصفت أضرَّ بحديثه حتَّى لا يسع أحداً منهم قبول مرسله، وإذا وجدت الدلالة لصحَّة حديثه بما وصفت أحببنا أن يقبل مرسله، ولا نستطيع أن نزعم أن الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل.
وذلك أن معنى المنقطع مغيب، يحتمل أن يكون حمل عمَّن يرغب عن الرِّواية عنه إذا سمي، وأن بعض المنقطعات وإن وافقه مرسل مثله فقد يحتمل أن يكون مخرجهما واحداً من حديث من لو سمي لم يقبل، وإن بعض قول أصحاب النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - إذا قال برأيه لو وافقه، لم يدل على صحَّة مخرج الحديث دلالة قوية إذا نظر فيهما، ويمكن أن يكون إنَّما غلط به حين سمع قول بعض أصحاب النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - يوافقه، ويحتمل مثل هذا فيمن يوافقه من بعض الفقهاء.
فأمَّا من بعد كبار التَّابعين الذين كثرت مشاهدتهم لبعض أصحاب النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فلا أعلم منهم واحداً يقبل مرسله لأمور:
أحدها: أنَّهم أشد تجوزاً فيمن يروون عنه، والآخر أنَّهم يؤخذ عليهم الدلائل فيما أرسلوا بضعف مخرجه.
والآخر: كثرة الإحالة في الإخبار، وإذا كثرت الإحالة كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه.



انتهى

( 22 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله


وكتب "جب Gibb" على نفس المنوال السابق ، ولكن بحماس أقل ، وركز على صعوبة فبركة التراث ، بعد الأجيال القليلة الأولى :
تصاب ميكانيكية نقد سلسلة الرواة للحديث الشريف عند علماء الغرب بعيوب خطيرة . وهناك انتقاد متكرر ، يقول أنه من السهل على واضع الحديث أن يخترع الإسناد فى الوقت الذى يفبرك به متن الحديث !!! وهذا يتعامى عن صعوبة أن يقوم المفبرك بأن يأتى بإسناد (يكون اسمه فى نهايته) يكون مقبولا ويمكن أن يمر على العلماء المشهورين بالأمانة . وأن نقاد التراث من المسلمين الأمناء والورعين يمكن أن يتغاضوا عن ذلك ، حتى لو قبله البعض . أضف إلى ذلك ، أن علم الإسناد بدأ فى القرن الثانى من الهجرة .
المعايير والأحكام التى أخذ بها علماء الحديث الأوائل ، على الأقل ، قد استثنت عمليا معظم الأحاديث الدعائية من القرن الأول ، مثل تلك التى تتكلم فى القرن الثانى عن المذاهب الشيعية ، أو الإدعاءات العباسية ، أو تلك التى تتكلم عن ظهور المهدى .
فعادة ما تصاغ النظريات فى غالب الأحيان ، وتكون متطرفة أو متحيزة . والباحث مستندا إلى بعض الأصول ، يبدأ فى التخمين عن أقوى الإحتمالات التى تسمح بها أجزاء متفرقة من الأدلة ، ثم يعرضها على قرنائه إما لرفضها أو تهذيبها لتقترب من الحقيقة ، بينما تكون هناك أبحاث أخرى تؤدى إلى اعتبارات جديدة . على الأقل ، هذا هو المفروض أن يحدث . وهناك نقص طبيعى ، فقد تكون هناك ملاحظات هامة فى النتائج والصياغات الأولية تحتاج منا إلى شئ من اليقظة . "جينبول Juynboll" ، بعد دراسة مثابرة لمناقشات المسلمين المحدثين عن صحة الأحاديث النبوية ، وجد نفسه فى أبحاثه المتأخرة أنه يقف وسطا بين علماء المسلمين والعلماء الغربيين فى هذا الموضوع . وتضمنت مناقشاته بعض الحدس الذى جاء به جولدزهير وشاخت والتى دعمها مع إضافة ملاحظات جديدة . هذا وقد عرض "جينبول" دراسة مفصلة ودقيقة ومقنعة ، واضعا فى الإعتبار شكوى علماء المسلمين من النظريات الغربية التى بنيت على أحاديث سبق أن طعن فيها علماء المسلمين أنفسهم ، منذ قرون عدة . واعتمدت دراسته بدقة على الأحاديث المحققة لتبين وجهة نظره . وفيما يلى ملخصا لبعض من استنتاجاته :
(1) - "جينبول Juynboll" قام بعد دراسة دقيقة لدور القضاة الأوائل خلال القرون الثلاثة الأول فيما يخص المراكز الرئيسية للفكر القانونى ، اتفق مع "جولدزهير و شاخت" فى تقريرهم بأنه خلال القرن الإسلامى الأول ، فقد كان اتخاذ القرارت القانونية سواء من السلطة الحكامة أو من قبل الخبراء القانونيين ، كان يعتمد على ما كانوا يعتقدونه هو روح تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس بناء على نسخ دقيق لأعماله . فى هذا الوقت لم يكن هناك حاجة لمعرفة أو للبحث عن مواقف الرسول بدقة . "مداخلة : وذلك لأن الصحابة الذين عاصروه عليه السلام هم المرجعية لمن حولهم من المسلمين" . ويدافع "جينبول" بشدة ضد اتهام الفقهاء الأول فى القرن الثانى الهجرى ، بأنهم كانوا يضعون الأحاديث التى تناسبهم .
(2) - ويجادل "جينبول" متفقا مع "شاخت" فى تقريره "بأن الإسناد يميل للنمو خلفيا" ، بمعنى أن القرارات القانونية والحكم وصلت أولا من قبل الخبراء القانونيين ، وفيما بعد انعكست خلفيا بأسانيد كاملة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويَعْرضُ كَمِثال الآراء القانونيةَ لسعيد إبن المسيب (توفى عام 94 بعد الميلاد) ، والتى ظهرت فى كثير من الأحاديث فى المجموعاتِ التاليةِ مَع الإسناد وتَحتوي على اسمَه ، يُمْكِنُ أَنْ توْجَدَ في المصادرِ الأخرى كأقواله الخاصة ولَيستْ مُرتَبَطةَ بأشخاصِ أكبر سنّاً مِنْه . ويفسر علماء المسلمين هذه الظاهرة ، شارحين بأن أفكار ابن المسيب تعتمد على أمثلة رويت له عن النبى وأصحابه ، ويدعمون ذلك ، بأنه توجد أسانيد مرتفعة أخرى ليس فيها بن المسيب على الإطلاق ، ترفع إلى رسول الله . وإذا اعتمدنا هذا القول "بأن أفكار ابن المسيب تعود للخلف إلى سول الله صلى الله عليه وسلم" ، فكيف للمزورين أن يأتوا بالرواة فى كل السلاسل الأخرى ، التى تروى أكاذيب عن رسول الله ؟؟؟
وبدون الإشارة إلى هذا السؤال العميق ، يعلق جينبول :::
السبب فى أنه لابد من إعتبار هذه القرارات التشريعية ، فى المقام الأول ، من أنها من الرؤية الداخلية لسعيد ابن المسيب ، وأنها ليست صدى لأمثلة سابقة ، ذلك لأنها ذكرت على أنها من قراراته بصفة مطلقة . فالتشريعات المنصوص عليها من رسول الله أو من صحابته ، ببساطة لا تحتاج لأن توضع على أنها من أقوال سعيد وذلك للأسباب السابقة . الحالات التشريعية المتعددة التى اعتُمدَت من أفكار سعيد ، قطعا ترجع إلى سبب واحد فقط . أنه فكر فى المشكلة فى هذا الإطار أولا ، قبل صياغتها لأقوال نسبت لسلطات سابقة ففى الحقيقة ، ليس هناك حاجة لتصديق ابن المسيب ، لمجرد أنه يكرر الأفكار التشريعية لمن سبقوه سواء كانوا من الصحابة أو رسول الله صلى الله عليه وسلم .



""مداخلة : ملاحظات "جينبول" سيناقشها مؤلف الكتاب "جفرى لانج" فيما بعد"" .


( 23 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله

"مداخلة : لقد تأخرت فى نشر هذه الحلقة مدة طويلة لأن ما جاء بها يحتاج لمراجعة وتعليق عليها من متخصصين ، ولكنى والحمد لله وجدت أن المؤلف لم يتركها دون مناقشتها ، وسيرد ذلك فيما بعد"

(2) - ويجادل "جينبول" متفقا مع "شاخت" فى تقريره "بأن الإسناد يميل للنمو خلفيا" ، بمعنى أن القرارات القانونية والحكم وصلت أولا من قبل الخبراء القانونيين ، وفيما بعد انعكست خلفيا بأسانيد كاملة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويَعْرضُ كَمِثال الآراء القانونيةَ لسعيد إبن المسيب (توفى عام 94 هجرية) ، والتى ظهرت فى كثير من الأحاديث فى المجموعاتِ التاليةِ مَع الإسناد وتَحتوي على اسمَه ، يُمْكِنُ أَنْ توْجَدَ في المصادرِ الأخرى كأقواله الخاصة ولَيستْ مُرتَبَطةَ بأشخاصِ أكبر سنّاً مِنْه . ويفسر علماء المسلمين هذه الظاهرة ، شارحين بأن أفكار ابن المسيب تعتمد على أمثلة رويت له عن النبى وأصحابه ، ويدعمون ذلك ، بأنه توجد أسانيد مرتفعة أخرى ليس فيها بن المسيب على الإطلاق ، ترفع إلى رسول الله . وإذا اعتمدنا هذا القول "بأن أفكار ابن المسيب تعود للخلف إلى سول الله صلى الله عليه وسلم" ، فكيف للمزورين أن يأتوا بالرواة فى كل السلاسل الأخرى ، التى تروى أكاذيب عن رسول الله ؟؟؟
وبدون الإشارة إلى هذا السؤال العميق ، يعلق جينبول :::
السبب فى أنه لابد من إعتبار هذه القرارات التشريعية ، فى المقام الأول ، من أنها من الرؤية الداخلية لسعيد ابن المسيب ، وأنها ليست صدى لأمثلة سابقة ، ذلك لأنها ذكرت على أنها من قراراته بصفة مطلقة . فالتشريعات المنصوص عليها من رسول الله أو من صحابته ، ببساطة لا تحتاج لأن توضع على أنها من أقوال سعيد وذلك للأسباب السابقة . الحالات التشريعية المتعددة التى اعتُمدَت من أفكار سعيد ، قطعا ترجع إلى سبب واحد فقط . أنه فكر فى المشكلة فى هذا الإطار أولا ، قبل صياغتها لأقوال نسبت لسلطات سابقة ففى الحقيقة ، ليس هناك حاجة لتصديق ابن المسيب ، لمجرد أنه يكرر الأفكار التشريعية لمن سبقوه سواء كانوا من الصحابة أو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يذكر "جينبول" أيضا بأن هناك إشارات متعددة فى أعمال الرجال المبكرة التى ترفع أقوال بعض الصحابة أو التابعين إلى مستوى أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا فهذا المفهوم معروف لخبراء المسلمين . وقدم "جينبول" عدة أمثلة من بين درزينات من آخرين فى أعمال الرجال يتصلون بهذه الممارسة ، وهذا التراث يتعلق بالأمور التشريعية .
(3) كما يعتقد بأن الكثير من الأحاديث التى رواها بها "أنس بن مالك" (تقريبا ألفان وثلاثمائة حديث) مشكوك فيها . فلو قارن المرء بين تلك الأحاديث التى رويت بالمدينة والأخرى التى رويت ببغداد يجد فيهما ازدواجية . نحن نتوقع أن مثل هذا العدد الخصب والمؤثر ، أن يكون متماثلا حينما انتقل بين كلا الموقعين ، ولكن "جينبول" وجد قلة من حديث الحاديث متفقة فى البلدين . ويستخدم "جينبول" نفس الحجج على الأحاديث المروية من "أبى هريرة" .
(4) ويرى "جينبول" أن هذا التناقض هو ما أتاح للوضاعين بأن يلعبوا فى إسناد الأحاديث ، وسمى ذلك "خدعة العمر Age Trick" ، أو عزو الأعمار الوهمية للرجال ليعطوا الإسناد قوة أكبر . وذلك ممكن استخدامه إذا كان بين اثنين من الرواة حوالى قرن من الزمان . التناقض الظاهر يمكن تلطيفه ، بأن الراوى الأقدم قد يكون عاش لمدة طويلة ، ربما لأكثر بكثير من قرن . ويعتقد بأن هذه التقنية قد ترفع الراوى إلى مرتبة "الصحابة" , وبذلك يعطى الرواة والإسناد مرتبة كبيرة . ويلاحظ "جينبول" :
أن بعض الرجال الذين ذكروا فى الإسناد ، قد عمروا طويلا : مثل "قيس بن أبى زيد" (مات 135 / 852 وعمره تقريبا 100 سنة ، وفى تقرير آخر بأنه ولد فى الجاهلية) ، "عمرو سعد بن إياس" (مات 95 - 98 / 752 وعمره 120 سنة) ، "المعرور بن سويد" (حينما رأه الأعمش أعتقد أن عمره 120 سنة) ، "سويد بن غفلة" مات 80 - 82 / 699 -70 فى عمر يناهز 120 أو 130 ، وكان يقول بأنه فى نفس عمر النبى عليه السلام) ، "زر بن حبيش" (مات 81 - 83 / 700 - 702) ، وهكذا ... وأعمار هؤلاء المئويين التى دونت فى أعمال الرجال معقولة جدا ولا يشوبها شك فى أنهم قد وصلوا إليها . وقد سهلت هذه الأعمار للمزورين أن يتلاعبوا فى الإسناد ، سواء قام بعضهم بالتزوير بأنفسهم ، أو تم ذلك بواسطة آخرين غير معلومين . والأكثر من ذلك ، فالتراث المدعم بالأسانيد التى تحتوى على أسمائهم قد حدث ، وبدون استثناء ، فى مجموعة التشريعات القانونية .
(5) ويقول "جولدزهير" بأن الأحاديث المتواترة التى ذكرت "من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" وأمثال ذلك ، هى نفسها موضوعة للحد من الوضع . ويحتج علماء المسلمين بقوله هذا ، على الإدعاءات الكاذبة للمستشرقين ، فجولدزهير لم يأتى بأى دليل على قوله هذا . وفى سرد طويل لـ "جينبول" مستندا إلى هذه الأحاديث يدافع هو الآخر عن وضع جولدزهير . ذاكرا أن التواتر لا يدل على صحة الحديث .
"مداخلة :::
عجبا والله !!!
كيف تكون الأحاديث متواترة وفى نفس الوقت موضوعة ؟؟؟ ... هذا ينم عن جهل فظيع !!!
فى تخريج الأحاديث ، ينظر العلماء الفطاحل إلى الإسناد ، فيقبلون حديثا ويصححونه ، وينكرون آخرا بنفس النص أو قريب منه ، ولكن بعض رواة الحديث الذى أنكروه مطعون فيهم ، وأعتقد أن (جولدزهير) لم ينتبه لهذه المسألة وقال قولته تلك........ وهذان الحديثان مثال على ذلك :::
************************************************** ************

أيما رجل كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

الراوي: القاسم بن أبي أمامة - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الإمام أحمد - المصدر: تاريخ بغداد

من كذب علي متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبد الله بن مسعود - خلاصة الدرجة: منكر - المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار
************************************************** ********************

سأذكر بعض الأحاديث التى جاءت فى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى كثيرة ، وقد كان من رواتها (عثمان بن عفان .. عبدالله بن عباس .. عبدالله بن مسعود .. علي بن أبي طالب .. الزبير بن العوام .. أبو هريرة .. عبد الله بن عمرو بن العاص .. الزبير بن العوام .. المغيرة بن شعبة .. الزبير بن العوام .. أنس بن مالك .. سلمة .. أبو سعيد الخدرى ..... والروايات التى رويت عنهم كلها صحيحة .....

سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل صورتي ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: المغيرة بن شعبة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان ؟ قال : أما إني لم أفارقه ، ولكن سمعته يقول : من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار .
الراوي: الزبير بن العوام - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار .
الراوي: سلمة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح

لا تكتبوا عني . ومن كتب عني غير القرآن فليمحه . وحدثوا عني ، ولا حرج . ومن كذب علي - قال همام أحسبه قال - متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح " .


(6) وختاما ، فلنا أن نذكر بـ "نظرية الإرتباط المشترك common link theory" التى قال بها "شاخت" ، ومعالجاتها الدقيقة . تقول هذه النظرية بأن المرء يستطيع أن يحدد كلا من الوضع ووقته لحديث ما ، إذا تقاطعت اسناداته المختلفة عند نقطة متوسطة مشتركة ، ويعطى "شاخت" مثالا لثلاث سلاسل من الإسناد لأحد الأحاديث التى تتشابه إلى راو معين فى نقطة محددة ثم تختلف السلسلة فى مكان آخر . وهنا فى هذه النقطة المحددة يكون من وضع الحديث هو هذا الراوى أو أن هذه النقطة هى التى وضع عندها الحديث .
يبدأ هنا مؤلف الكتاب فى مناقشة النقاط الست أعلاه قائلا :::
لقد اخترت عمل "جينبول" لأنه عمل حديث وأكثر شمولا وواضح فى الشرح . وقد ذكرت ما بدا لى أنه الأهم ، والذى يظهر بأنه غير معروف أو لم يتعامل معه المسلمون الذين يتكلمون اللغة الإنجليزية . ودعنى كرجل غير متخصص أشارك ببعض ملاحظات بدت لى على التو من القراءة ، وسأبدأ بالبند رقم (2) ، حيث أن البند الأول لا يثير اعتراض المسلمين كثيرا .

وقد أعطيت نظرية شاخت (التنبؤ الخلفى Projecting Back) معاملة كاملة فى مناقشة "عزمى" . وبالرغم من أن "عزمى" لم يناقش بالتفصيل كل أمثلة شاخت أو يتوقع معارضات جينبول ، فقد استخدم بعض الإستراتيجيات ضد ناقدى الحديث من الغربيين ، التى تنعكس على هذه التظرية وأشياء أخرى .
فيكرر إستنتاجاته بأن المستشرقين غالبا ما يكون انتقادهم للحديث :::
أ - أبعد ما يكون عن الضرورة (أى مبالغ فيه) .
ب - تعتمد على بيانات مجزأة تتعارض مع الكم الكبير من الحقائق المتاحة
جـ - مبنية على نظرة معيبة فى الأساس .

( 24 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله

يبدأ هنا مؤلف الكتاب فى مناقشة النقاط الست أعلاه قائلا :::
لقد اخترت عمل "جينبول" لأنه عمل حديث وأكثر شمولا وواضح فى الشرح . وقد ذكرت ما بدا لى أنه الأهم ، والذى يظهر بأنه غير معروف أو لم يتعامل معه المسلمون الذين يتكلمون اللغة الإنجليزية . ودعنى كرجل غير متخصص أشارك ببعض ملاحظات بدت لى على التو من القراءة ، وسأبدأ بالبند رقم (2) ، حيث أن البند الأول لا يثير اعتراض المسلمين كثيرا .
وقد أعطيت نظرية شاخت (التنبؤ الخلفى Projecting Back) معاملة كاملة فى مناقشة "عزمى" . وبالرغم من أن "عزمى" لم يناقش بالتفصيل كل أمثلة شاخت أو يتوقع معارضات جينبول ، فقد استخدم بعض الإستراتيجيات ضد ناقدى الحديث من الغربيين ، التى تنعكس على هذه التظرية وأشياء أخرى .
فيكرر إستنتاجاته بأن المستشرقين غالبا ما يكون انتقادهم للحديث :::
أ - أبعد ما يكون عن الضرورة (أى مبالغ فيه)
ب - تعتمد على بيانات مجزأة تتعارض مع الكم الكبير من الحقائق المتاحة
جـ - مبنية على نظرة معيبة فى الأساس .
وفيما يتعلق بالبند (3) ، يشير "عزمى" إلى ملاحظة ذات علاقة ، بأن جينبول لم يضع فى اعتباره كاملا ::: أن النظريات الأوربية تعتمد على المقارنة بين الأحاديث والفقه . وعلوم هذين المجالين مستقلين ذاتيا حتى الآن ، حيث أن موضوع علم الحديث يندرج تحته أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله ، وبالرغم من أن علوم الفقه هى استنتاجات للعلم السابق ، إلا أنها تطوير لأنظمة الشريعة . من الطبيعى أن تكون معايير المحدثين أكثر دقة والتزاما من معايير الفقهاء . ويجب أن نكون حذرين حينما نتكلم عن علوم تعتمد على علوم أخرى . ويعتبر "عزمى" أن هذا هو خطأ أساسى فى البحوث الغربية الحديثة . وفى سبيل مناقشتهم لنظرية "التنبؤ الخلفى Projecting Back" ، الكتاب الغربيين يقعون فى خلط بين مصطلحاتهم . وقد وجدنا خلطا متكررا بين مثل هذه الكلمات "مساو Alike" ، "مماثل Identical" ، "متشابه Similar" ، فى النصوص التى يكتبونها . والإنطباع المأخوذ ، هو أنه إذا تشابهت أقوال العلماء فينسب ذلك إلى أقوال النبى . ولكن حينما نقارن بين الإثنين عادة ما نجد اختلاف فى التعبير بشكل عام . وفى هذه الحالات ، فيمكن أن تؤخذ تقارير العلماء على أنها وجهات نظر مبنية على أمثلة سابقة أو على عرف كان سائدا فى ذلك الوقت . وفيما يتعلق بذلك ، فيمكننا الفهم لماذا كانت سلاسل الآراء العلمية محفوظة بشكل مطلق . وبكلمات أخرى ، لماذا بذل الجهد لتتبع الآراء للخلف لأية سلطة فيما عدا الرسول عليه الصلاة والسلام أو صحابته ؟؟؟ فى زمن ما ، حينما تستعمل بعض التقارير الصادرة من مؤسسة ما ، فى دوائر قانونية ، ينظر إليها على أنه قد يكون من الضرورى أن ترجع إلى أصولها . مهما كانت هذه المصادر ، وذلك لتقبل كدليل . فى أيامنا هذه يمكننا البحث فى المراجع ، وهذه الميزة لم تكن متاحة فيما سبق .
ويردد "جينبول" بغضب : لماذا يعتمد الفقهاء على مصادر أخرى غير النبى حينما تكون هذه الآراء مشابهة أو متساوية مع ما قرره النبى ؟؟؟ وهناك عدة ردود ممكنة ضد هذا السؤال .
عادة ما يكون اقتباس رأى جهة لها اعتبارها ، أسهل من العودة إلى المنبع للوصول إلى الحجة الأولى والبرهان . الإشارة إلى هذه الجهة هى إحدى الطرق المعمول بها فى مناقشة إحدى الحالات . فهذا المرجع الخبير قد بذل جهدا سابقا للوصول إلى نفس النهايات . وكمثال ، إذا سألنى أحد هل يصفع الرجل المتزوج زوجته على وجهها حسب ما أشارت إليه آية سورة البقرة رقم (34) ، وذلك لأنها لم تطعه فى أمر ما ؟؟؟ سأجيبه "لا" ، فى الإسلام لا ينبغى للزوج معاملة زوجته بقسوة طبيعية إلا فى أصعب الحالات . وفى جميع الحالات بلا استثناء لا يصفعها على وجهها .
فى عقلى الباطن هناك أقوال متعددة مصاغة بنفس الطريقة ومستقاة من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . على كل حال ، فقد ألجأ وقد لا ألجأ لإعادة ذكر هذه الأقوال لأدعم وجهة نظرى ، ويعتمد ذلك على أحوال السائل . وفى الحقيقة فالمتكلمون من المسلمين المعاصرين يرددوا أقوال "الطبرى" من القرن الثالث الهجرى الذى دعم أقواله بما صح عنده من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا المجال . الحقيقة أن فهمى يتطابق مع أقوال النبى ، حتى لو وصلت إليها بصورة منفردة مع عدم ذكر درجة الصحة لأنى أناقش مشكلة سلوكية فورية .
هذا قد يوضح الحالة بالنسبة إلى عالم يقرر مسألة تتفق مع أقوال الرسول . ولكن ماذا عن تلك البيانات التى يقول بها عالم ترجع للخلف مماثلة لأقوال الرسول فى الأحاديث ؟؟؟ جينبول فى ملاحظته بالبند "2" يصعب التغافل عنها هنا ، فكثيرا ما تظهر هذه الحالات كثيرا فى الأمور الفقهية والشعارات .
فى الحقيقة ، لماذا يعود المرء لإقرار ما لأحد العلماء بينما أن هذا الإقرار نابع من الرسول ؟؟؟
من المعقول ألا يرجع دائما علماء الفقه هؤلاء أقوالهم إلى الرسول ، حتى وهم يعلمون أنها ترجع إليه . فإلى يومنا هذا ، فالمتكلمون والكتاب من علماء المسلمين غالبا لا يرجعون ما يؤسسوا من قواعد السلوك إلى مصادرها .
قد يجد بعض المتحولين للإسلام إحباطا . ما الذى يبطل صلاتك ؟؟؟ متى يطلب منك الوضوء ؟؟؟ ما هو الذى يفعله من أدرك صلاة الجماعة ؟؟؟ من الذى يرث المسلم ؟؟؟ هذه فقط بعضا من التعليمات المتعددة التى نتعلمها دون أن ننسبها مباشرة لأفعال سابقة للرسول ، وذلك لسبب بسيط ، وهو أن هذه الممارسات تأسست وقبلت وبحثت ، بحيث لا يجد الخطيب أو المتكلم حاجة لتأصيلها . المتحول الجديد يجد سريعا نفسه أو نفسها يبحث عن الأصل فى كل نظام جديد يسمع به لأنه يعلم أن هذا الجديد قد يكون رأيا للكاتب أو الخطيب .
أيضا فيؤكد "عزمى" بأنه ليس كل مسلم فى القرون الثلاثة الأولى مثل الشافعى وليس كل طالب علم كالبخارى . البعض كانوا حريصين جدا فى دراساتهم ، وآخرون لم يكونوا بهذا الإلتزام . ولهذا فإن البعض قد يخلط أقوال بعض العلماء مع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا يحدث إلى يومنا هذا ، فكثيرا ما نسمع منسوبا إلى الرسول أنه قال "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" ، وهذه الكلمات فى الحقيقة لم ترد مطلقا على لسان رسول الله ، ولكن بعض الخطباء والمتكلمين الذين لا يعلمون ذلك يرددون هذا على أنه من أحاديث الرسول . ولهذا ففى بعض الحالات التى يذكر فيها البعض أقوالا قريبة من أقوال الرسول ، فلا نستثنى الإحتمال بأن الذى قد صدر عنه هذا القول قد أسئ فهمه، بحيث أن المحاضر يفترض أن السامعين قد أ َلـِفـُوا هذا القول ، أو أنه متأكد بأنه سيذكر المصدر فى مناسبات أخرى .
وفوق كل شئ ، يجب ألا ننسى ، بأن المستشرقين حريصون على أن يظهروا هذه النقطة ، وهى أنه خلال القرن والنصف الأول من العصر الإسلامى فى أكثر مراكز الأفكار الفقهيه المختلفة ، كان يعتبر كافيا فى النزاعات الفقهية الإشارة إلى أن هذا الأمر معمول به منذ عهد الرسول . ولم تظهر ضرورة الحاجة لسوابق نبوية واضحة إلا فى نهاية القرن الثانى الهجرى . حتى هذا الوقت فقد كان كافيا للفقهاء المتنازعون أن يؤسسوا قاعدة بمجرد الإشارة إلى ممارسة آنية ، بدون إرجاعها إلى جذورها . هذه الحقيقة واضحة فى أدب الإستشراق . التقدم فى علم الحديث ، فيما بعد ، وعناصر أخرى ، أدى إلى تغير فى معايير المناقشات الفقهية . ومرة أخرى يحذر "عزمى" ضد إقحام تدخلات بين علم معين وتطورات تطبيقات أخرى .
وكما يلاحظ "جينبول" فإن أهل التراث من المسلمين كانوا على وعى أنه حتى الأمناء من الرواة للأحاديث ، قد يخطئون فى نقل حديث عن الرسول ، يذكر هذا الخطأ شخص آخر فى مرحلة متقدمة .
على كل حال ، هم لم يفترضوا كما تقول به نظرية "التنبؤ الخلفى Projecting Back" ، أن شخصا ما ، عادة ما يكون فقيها أو محدثا ، تعمد أن يكمل سلسلة من الرواة ليزيف بها معلومات للأحاديث . وهم يرون أن أفضل طريقة للتأكد من صحة الأحاديث هى الموازنة والتعارض لكل المادة فى الموضوع . وقد شعر علماء الحديث بأن البحث فى الإسناد هو من أقوى الوسائل لكشف الأخطاء من هذا النوع .
ملاحظات "جينبول" فيما يخص "أنس بن مالك" ، و "أبو هريرة" فى البند رقم "3" غير مقنعة . فيما قام به من اختبارات على عدد "36" حديثا لمالك فى الموطأ ، فقد تبين له أن الأحاديث التى ذكرها فى المدينة تخالف ما كان يقوله لطلبته فى العراق ، وذلك حسب رؤيته !!! هذا ما جعله يتعجب ، وأن ما رواه أنس بن المالك يجب أن يكون مماثلا لما ذكره بالبصرة .
لنضع جانبا السؤال ما هو بالضبط الذى يشكل "التطابق الكبير" لنسأل ، لماذا نتوقع هذا التطابق فى المقام الأول ؟؟؟
ما يقوم به المدرس ويعلمه عبر السنين يعتمد على الذات وعلى عوامل أخرى . ولسوء الحظ ، لا نملك مثل هذه المعلومات عن انس بن مالك ، ولكنى آمل ألا يعتبر عملى الذى أقوم به ، أحد الباحثين فى المستقبل أنه مختلق ، لأنى أقوم بمحاضرات مختلفة عن مسائل مختلفة خلال مهنتى . وبشكل أهم ، فإن أنس بن مالك يحاسب على 36 حديث شريف وجدهم "جينبول" فى الموطأ ، بينما ما رواه هو ما يقرب على 2300 حديث . هذه العينة البسيطة التى درست ، أثارت السؤال عن بقية الأحاديث . وملاحظات "جينبول" عن أبو هريرة غامضة أكثر من هذا الغموض ، فهو لم يعطى نسبة مئوية للأحاديث التى درسها ، وأيضا لم يعطى النسبة المئوية للأحاديث التى دخلت فى الفقه .
نظرية "خدعة العمر Age Trick" التى ذكرت فى بند "4" ، لمعلوماتى ، فهى أصلية .
ولسوء الحظ فإن عشرة أمثلة فقط منها قد أعطيت : أربعة حالات واضحة بالإضافة إلى الست حالات التى ذكرت أعلاه . وحيث أن هناك حوالى 10 آلاف سيرة ذاتية فى أعمال الرجال ، فمن الصعب أن نضع ثقتنا فى نظرية أسست على عدد قليل من الأمثلة . وبمنتهى الإنصاف ، فإن أى طالب حديث للأدب الإسلامى القديم لايمكنه المساعدة بل سيكون فى شك بالنسبة للأعمار المتقدمة المرتبطة بكثير من الرجال . وينسب كثير من الكتاب المسلمين هذا الوضع للغموض الذى أحاط بالبعض فى منطقة الشرق الأوسط خصوصا العرب . استخدام التقويم القمرى وعدم تسجيل المواليد والوفيات فى معظم البلدان الإسلامية قد يساعد كثيرا على هذه الظاهرة . ومن الغريب أن لى أصدقاء كثيرين من الشرق الأوسط يوجد معمرون بعائلاتهم قد تجاوزا المائة عام .
ويرى علماء المسلمين أن تواريخ الميلاد وتواريخ الوفاة المذكورة فى أعمال الرجال تقريبية إلى حد بعيد . وهذا أحد العناصر مضافة إلى عناصر أخرى تدخل فى اعتبار علماء الحديث .
يبين "عزمى" التفاوت الكبير فى مدى تقدير الأعمار فى دراسات السيرة الذاتية للرواة ، ونظرا للحقيقة بأنه ليست هناك تقديرات بالمرة يدفعه هذا إلى القيام بالتخمين لتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة . والأدب المتعلق بالسيرة الذاتية هذا ، ليس فيه نوع من البراعة فى الخداع ، وذلك لأن غرضه هو أن يستخدم كل البيانات المتاحة عن الرواة للأحاديث .
إعتراضى الرئيسى على نظرية "خدعة العمر Age Trick" ، وبناء عليها قامت معظم الأبحاث الغربية على الأحاديث ، هو الذى أحب أن أطلق عليه "الخوف من الوضع Fabrication Phobia" . أعنى بهذا هاجس غربلة الكم الهائل من المعلومات التى جمعت بواسطة المختصين من علماء المسلمين الذين يعملون فى هذا المجال ، ودمغ كل غريب وشاذ بالصفة التى تناسبه ، خوفا من إمكانية قبوله كتخمينات أو أخطاء بشرية . أتعجب إذا كان هذا الدافع ، كما تراه ، من عدم الأمانة أو الغباء ... سمه كما تشاء ... الذى يـَسـِمُ الإجحاف والتكبر الغربى الذى ناقشه "إدوارد سعيد" فى كتابه الإستشراق .
يعترف "جينبول" أن حججه ضد أصالة حديثين متواترين ، (بند 5 أعلاه) تعتبر ضعيفة عند المؤرخين . هنا وخلال نصوصه الأخرى تقريبا تعتبر حججه (مناقشات صامتة argumenta e silentio) . الإفتراض الأساسى هو ، إذا حذف جمع من العلماء حديثا كان من الممكن أن يصبح واسع الإنتشار فى النهاية ، من مجموعتهم من الأحاديث ، فهذا يدل على شئ سلبى عن صحته . ويستمر علماء المسلمين أن يكونوا عرضة لإثارة هذا النوع من الحجج ، حيث أنه يفترض أن كل عالم قد سمع ببعض الأحاديث التى وجدت فى عصره وجمعها . وجهة النظر هذه ، فى الواقع ، لا تتيح مرونة للقيود الإنسانية والخارجية . أحد المصادر الأساسية لـ "جينبول" هو موطأ مالك ، وذلك بالرغم من أن مالك معروف بأنه وقبل كل شئ ، فقيه وليس بمحدث . بينما الموطأه يحتوى على عدد مناسب من الأحاديث الشريفة ، فلم يكن المقصود منه هو تجميع الأحاديث . ويؤكد "جينبول" نفسه فى عدة مواقف ، على أنه ليس كاملا فى مجال الأحاديث . ولهذا فحجج "جينبول" لا يمكن أن تؤخذ على أنها حاسمة .
نظرية "شاخت" (الإرتباط المشترك common link) ، قد دخلت فى معظم الدرسات اللاحقة لعلماء الغرب وعلماء المسلمين ، ومرة ثانية ، فهى تعتمد على دليل ضئيل . دعنا نفترض أن هناك عدة أحاديث بنصوص مماثلة وأسانيد كلها تحتوى على راو مشترك فى مرحلة متوسطة . فى هذه احالة ، فيرى شاخت (أن هناك دليل قوى [أن هذا الحديث] بدء به فى هذا الوقت [وقت ظهور الراوى المشترك] . " هناك قط حفنة من التطبيقات فى أدب الإستشراق الغربى ، واحدة ذكرها شاخت ، والقليل الآخر ذكرها جينبول ، والذى ذكر بأن هذه الظاهرة تعتبر نادرة . مثال شاخت يراه عزمى بأنه غير صحيح . وشرح كلا من شاخت وجينبول لهذه الظاهرة ، ليس على الإطلاق هو الشرح الوحيد أو الشرح الواضح جدا . فى حالة ما إذا عرف أن الحديث فعلا مزيف ، كما فى الحالات التى ذكرها جينبول فالإرتباط المشترك يوحى بالتأكيد على زمن التزييف .
عموما وعلى كل حال ، فالإرتباط المشترك لا يدل بالضرورة على التزييف . وعلماء المسلمين الذين كانوا على علم لقرون سابقة بهذه الظاهرة ، أشاروا إلى تفسيرات أخرى . وكمثال على هذا ، فمعروف عن بعض علماء الحديث أنهم قد بحثوا كتب الحديث المختلفة الحالية عن حديث معين للرسول ، ومنها كتب غامضة ، ونتيجة لهذا فنجد فى بعض الأحيان محدثا يجد حديثا فى عدة مصادر ، وخاصة إذا كانت معلوماته مطلوبة فهو ينقلها إلى طلبته الكثيرين . وكما يقول جينبول ، فإن علماء الحديث على علم بأنه من المحتمل أن يكون الإرتباط المشترك سببا فى وضع الأحاديث ، ولكن ، يخالف شاخت ، بأنهم يبحثون عن أسباب إضافية لتأكيد هذا الزعم .
وفى الخلاصة ، يجب على القول بأن وجهات نظر جينبول عن أدب الأحاديث ليست وسطا بين المستشرقين والمسلمين . ويظهر ... على الأقل لى ... بأنه ينتسب لمدرسة جولدزهير - شاخت . وبالرغم من أن شروحاته أكثر حذرا وأكثر إشراقا ، فأنا لا أرى بأى شكل من الأشكال ، أن أطروحاته واكتشافاته تبتعد كثيرا عن وجهات نظرهم ، أو أن أدلته ضدهم لماذا لا تطبق ضد آرائه أيضا . وفى تقديرى فإن دراسات جينبول لم تساهم فى تضييق الفجوة بين علماء المسلمين والمستشرقين فى مجال هذه الدراسات .





( 25 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله


أنا كمسلم حديث ، ولأسباب سبق لى أن ذكرتها ، فقد كنت شاكا جدا فى صحة الأحاديث النبوية . وظللت كذلك لمدة أربعة سنوات من اعتناقى للإسلام ، حتى عثرت على كتاب باللغة الإنجليزية فى نقد الأحاديث لكاتب مسلم . كثير من الكتاب المسلمين يلمسون هذا الموضوع باختصار ، غير أن عرضهم له ، غالبا ما يكون عقائدى ؛ والأكثر أنى قرأت أعمال بعض المستشرقين التى كانت علمية وأكثر إقناعا . وبالرغم من أن أحكامهم دعمت شكوكى ، إلا أننى أصبحت أقل تأكدا منها بعد دراستهم . كانت فرضيات المستشرقين جريئة وهامة ، ولكن الصورة العامة المقدمة تفتقر إلى التماسك ، مثل "تيتوس بورخارت Titus Burkhart" الذى ذكرته سابقا ، فقد وجدت أن ما توصلوا إليه ، فيه تهكم غير واقعى .
بعد ذلك بوقت ما ، وبعد تنقيب كثير وحسن حظ ، وجدت كـُتـّابا علماء يدافعون عن ثقافة الحديث الموروث والذى بدى تفسير تطوره أكثر إشراقا وأقل تضاربا وأقرب نفسيا من تفسيرات المستشرقين . وأيضا قدرت ضخامة الجهد الذى بذله علماء المسلمين فى تجميع الكم الضخم من المعلومات عن النبى وأصحابه . وبالإضافة إلى ذلك ، وصلت إلى إحترام الأحاديث الصحيحة التى تلى القرآن الكريم فى صحته ، أكثر المعلومات صحة جمعت عن حياة نبى أو معلم فى أى من الأديان الأخرى . والأكثر أهمية ، أنى اكتشفت بأن مجهود خبراء المسلمين ليصلوا فقط إلى الصحيح من أقوال وأفعال الرسول ، بل فى جمعهم الكم الهائل من المعلومات التى يستند إليها فى الفقه الإسلامى ، مجهود عظيم . وسنأتى إلى تفصيل هذه النقطة قريبا .
وأتمنى ألا أترك إنطباعا بأن ما ذكره العلماء الغربيون الذين تكلموا فى الحديث ، بأنه غير مهم أو بلا فائدة . كل المؤلفين الذين ذكرتهم فيما سبق ، من الذين دافعوا عن سلامة هذا العلم الموروث ، كانت لهم تحفظات . وبالرغم من أنى لا أتفق مع كل نقد غربى ، إلا أنى أقر بأنى تعلمت أشياء لم أجدها فى كتب المسلمين عن علم الحديث . علاوة على ذلك ، فقد أسهم العلماء الغربيون بأشياء هامة فى هذا المجال . لقد أحيوا الإهتمام بالدراسة الكلاسيكية لعلم الرجال ، وعلم الأوائل (التقارير التى تحتوى على معلومات عن من كان الأول فى شئ ما ، أو أى من المدارس ظهرت أولا) ، من الأعمال ، ومثل النصوص التشريعية كالموطأ للإمام مالك ، والرسالة للإمام الشافعى ، والمسند للإمام ابن حنبل ، وترجماتها إلى اللغات الأوروبية .
الجداول والفهارست الأبجدية لتراث المسلمين ، والتى تظهر المجهودات المشتركة لأربعين عالما من دول مختلفة على مدى النصف قرن الماضى ، هى ذات قيمة هائلة . فهى تحتوى على كل التعبيرات المهمة التى حوتها كتب الأحاديث الستة (البخارى..مسلم..الترمذى..النسائى..أبو داوود..ابن ماجه) ، وأيضا سنن الدارمى وموطأ الإمام مالك ، ومسند أحمد بن حنبل ، وترتيبها حسب الحروف الأبجدية . بالإضافة إلى طرق النقد الحديثة التى يمكن أن يستفيد منها علماء المسلمين ويعيدوا التقييم ، كل ذلك قد تم تطويره .

السؤال عند الحاجة :

(مداخلة : الجزء التالى موجه أصلا إلى قراء ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية ، وسأقوم بترجمته ، فقط ، ليفهم القصد منه ، وهو الرجوع إلى الآيات التى تحتوى تعبيرات معينة)


Obey God and the Messenger. (3:32; 3:132; 5:92; 8:1; 8:46; 9:71;
24:54; 33:33; 58:13)
Whoever obeys God and His Messenger, He will admit him into
Gardens. (4:13)
O believers, obey God and obey the Messenger. (4:59; 8:20; 47:33)
And whoever obeys God and the Messenger. . . (4:69; 24:52;
33:31; 33:71; 48:17)
Whoever obeys the Messenger, obeys God. (4:80)
And if they had referred it to the Messenger and to those in
authority. . . (4:83)
You have in God’s Messenger a beautiful example. (33:21)
Whatever the Messenger gives you, take. (59:7)
A messenger from among themselves, . . .teaching them the Book and the Wisdom. (2:129)
A messenger from among yourselves, . . .teaching you the Book
and the Wisdom. (2:151; 62:2)
An unlettered "الأمى" messenger from among themselves, . . .teaching
them the Book and the Wisdom. (3:164)
(أرجو الرجوع إلى الترجمة العربية فهذا النص هنا غير صحيح)
God has sent down upon you the Book and the Wisdom. (4:113)
It is only for the Messenger to deliver the clear Message. ( 24:54;
29:l8; 64:12)


أطيعوا الله والرسول (3:32؛ 3:132؛ 5:92؛ 8:46؛ 9:71؛ 24:54< 33:33؛ 58:13)
ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات (4:13)
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول (4:59؛ 8:20؛ 47:33)
ومن يطع الله والرسول (4:69؛ 24:52؛ 33:31؛ 33:71؛ 48:17)
من يطع الرسول فقد أطاع الله (4:80)
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم ... (4:83)
ولكم فى رسول الله أسوة حسنة ... (33:21)
وما آتاكم الرسول فخذوه (59:7)
رسولا منهم يتلو عليهم الكتاب والحكمة ... (2:129)
رسولا منكم يتلو عليكم ءاياتنا ...... ويعلمكم الكتاب والحكمة ... (2:151؛ 62:2)
رسولا من أنفسهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ... (3:164)
وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة .... (4:113)
وما على الرسول إلا البلاغ المبين .... (24:54؛ 29:18؛ 64:12)


الفترة المتاحة "لجرانت Grant" على موعد الغذاء هى نصف ساعة . لابد له من استخدام دورة المياه ، يغتسل ، يصلى ثم يأكل . وذهب بعد ذلك لغرفة الرجال ، منتبها للصيغة الصحيحة التى يجب عليه أن يقولها عند الدخول برجله اليسرى ------ أو ياترى برجله اليمنى ؟؟؟ لم يكن متأكدا ؛ هذا شئ يتعلق بإمكانية الفطنة . جلس ليبول ، حريص على ألا يلوث نفسه أو ملابسه . آه لو رآه الآن زملاؤه السابقون فى البحرية ، وهو جالس فى دورة المياه كالنساء !!! حرص على ألا يفكر فى شئ يخص الدين ، ولكنه حاول ألا يكون فى حالة دفاع عن النفس . وعند تركه للجناح ، ردد دعاء آخر ثم توجه للمغسلة . وسريعا خلع نعليه وجواربه ، وبحذر خطى على المناشف الورقية الخشنة التى وضعت على أرض الحمام ، حتى لا تلمس رجله الأرض . فتح صنبور المياه وردد دعاء آخر .
بدأ فى الوضوء ، مكررا كل فعل ثلاث مرات ، غسل اليدين ، المضمضة بالماء ، إدخال الماء وإخراجه من الأنف ، غسل الوجه ، غسل ذراعه الأيمن ثم الأيسر حتى الكوعين ، مسح داخل أذنه اليمنى ثم اليسرى مدخلا أصبعه السبابة داخلها ، ثم مسح رقبته بيده الجافة ، وأخيرا غسل قدميه اليمنى أولا ثم اليسرى إلى الكاحل ، وأعادهما إلى المنشفة التى على الأرض مرة ثانية مرددا دعاء آخر .
الوقت كان يتسارع ، فحمل حذاؤه وجوربه ، حريصا على ألا تلمس قدميه الأرض حتى لا تتنجس ، وبدأ فى التزاحم نحو الباب ، وفى هذه اللحظة دخل مديره لدورة المياه ، ووقفا وجها لوجه : جرانت بقدمه العارية على المنشفة الورقية ويتساقط منه الماء ، ومديره بعينين تبرقان من الدهشة . شعر جرانت فجأة ببرودة أرضية الحمام تحت قدمه اليمنى ؛ أيقن جرانت بأن قدمه اليمنى قد لمست الأرض دون قصد منه ، جذ على شفتيه ، وهز رأسه محبطا : الآن يجب عليه إعادة الوضوء !!!


كل المؤمنين ومعتنقى الإسلام الجدد ، يكونون مندفعين مع أنفسهم فى أفكارهم وممارساتهم . حماسهم الجديد ، وانغماسهم ، والمصارعة الداخلية عندهم ، كل ذلك يعجل بسهولة فى هذه المبالغات . المؤمنون الآخرون من المحتمل أن ينظروا إليهم على أنهم يمثلون الإيمان الحقيقى ، بينما هم يدركون بحماس ، ضعفهم والإغراءات التى تقع عليهم . الإحتياجات الثنائية لكى تـُقبل ولكى يكون الإنسان صادقا مع نفسه ومع الآخرين ، فى الغالب ستدفعهم إلى الإتجاه المعاكس ، وسيصبحون فى مهب العديد من التسويات والتناقضات . ويبدو أنه من غير العدل أن تأتى إختبارات الإيمان المثيرة بهذه السرعة . ردة الفعل الأكثر شيوعا ، هى أن تكون نسخة كرتونية من المسلم ؛ أى أن تقلد فى أفعالك الخارجية كل ما تسمع وترى حولك . هذا ليس من باب النفاق ، بل هو من باب عدم الأمان ، والحاجة إلى هوية جديدة ، المفروض فى مجملها أن تتبنى معايير الجالية المتبنية . وهناك عديد من التصرفات الشخصية المميزة مثل ... بعض النصائح الصغيرة والمشاركة اللطيفة ... التكامل مع أحدهم فى الممارسة ، وفى أغلب الأحيان ، لا يكون فيه تساهل مع سنة النبى عليه الصلاة والسلام .


وكمسلم عاش هذه الفترة ، أفضل ما أستطيع أن أقدمه للمسلم الجديد ، ألا يتبنى أى تصرف أو وضع ما ، لم يتأكد أو يشعر بضرورته . وإلا فستنتهى بحصر نفسك فى زاوية ، غير قادر على أن تكون نفسك ، وغير قادر على أن تفرغ السلوك الثقيل بدون جذب الإحباط والشك - ليس من الآخرين فقط ، بل من نفسك أيضا . المهرب عادة هو بأن تترك الجماعة -- لا لتترك الإسلام ، ولكن لتعيش بطريقة مجهولة على حافته .


إن السبب الرئيسى والهدف من الغضب والشعور بالفشل ، يرجع لأهمية أن يرتبط المسلم بالسنة والحديث . والنتيجة ، أن الإنسان يتخبط من ناحية لأخرى . كيف يطبق المؤمن ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقريبا بالكلية فى الأمور الشخصية ؟؟؟ حيث أن القليل من المسلمين سيرقون لمرتبة الفقهاء الذين سيشاركون فى صياغة قواعد الأخلاق للمجتمع الإسلامى الواسع .

بالنسبة للمسلم العادى ، فالسنة هى التى توجهه إلى الأخلاق والقيم والسلوك الروحى : ما هى علاقته بأبئائه وآبائه ، والأقارب الآخرون ، كيف يؤدى الصلوات والعبادات الأخرى ، وكيف يتصرف أثناء عمله ؟؟؟ هكذا بنجاح يشكل حياته ، يالها من منفعة عظيمة أو تنفيذ الأعباء التى تلقى عليه ، وهذا يعتمد على مدى الترجمة والتطبيق الشخصى .
بالنسبة للبعض ، فالسنة تقتضى التبنى الكامل والدقيق لكل الممارسات المسجلة بغض النظر عن المحيط ... به أو بهم ... ويفعلون كل شئ بدقة متناهية . كنتيجة لهذا ، نرى المسلمين الأمريكان أحيانا ، يرددون الأدعية باللغة العربية ، وليس عندهم أى إحاطة بما يقولون ، أو قد ترى بعضهم يرتدون العمائم والجلابيب والصنادل فى شوارع بلدان أمريكية .
تابع