عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2011-06-27, 06:32 AM
الصورة الرمزية مزون المدينه
مزون المدينه مزون المدينه غير متواجد حالياً
مراسل البراري في المدينه المنوره وضواحيها
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: ......................
المشاركات: 995
جنس العضو: غير محدد
مزون المدينه is on a distinguished road
افتراضي

تـــابـــع

أما قعرها فيا لتس من هوى فيه! فما أبعده!

وما أسحقه! فها هو نبينا صلى الله عليه وسلم جالس ذات مرة مع أصحابه رضي الله عنهم إذ سمع وجبة (صوت الشيء الثقيل) فقال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما هذا»

فقالوا: الله ورسوله أعلم

فقال: «هذا حجر رُمي به في النار منذ سبعين خريفاً! فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها»

أخي: يا لعجائب هذا القعر! وما في داخله من العذاب والشقاء!

ويا لكرب العباد يوم يخاطب ملك الملوك هذا القعر السحيق!

{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [ق: 30]

أخي: لطف الله بي وبك في يوم جعل الله فيه لناره: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ
رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119]

أخي: ما أشده من يوم على العباد! يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم:

«لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟! حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض! وتقول: قط قط بعزتك وكرمك»
أخي: يا لله من نار! وقودها الناس والحجارة! فهم حطبها! يا من غفل عن يوم يكون الناس فيه حطباً لجهنم!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]

أخي: أتدري أي حجارة هذه التي توقد بها النار؟!
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "هي حجارة الكبريت".

أخي: تزيد هذه الحجارة على غيرها من الحجارة بخمسة أنواع من العذاب!: سرعة الإيقاد! ونتن الرائحة! وكثرة الدخان! وشدة الالتصاق بالأبدان! وقوة حرها إذا حميت!

أخي المسلم: يا له من وقود حذرك الله شره! ويا له من خطب ما أشقى من كان في حزمه!

أخي: حطب النار! شباب وشيوخ وكهول ونساء عاريات طال منهن العويل!


أخي في الله: وما أفظع هذه النار! وما أعظم ضخامته!!
قال الله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 32-33]

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كالقصر العظيم!"

وقال علقمة رحمه الله: "ليس كالخشب ولكن كالقصور والمدائن!"

كأنه جمالت صفر، قال ابن عباس: "قطع النحاس"

أخي: يا لشدة يوم تشتاق فيه النار لأهلها! ولا تسل أخي عن تغيظها وزفيرها إذا رأت أهلها وساكنيها!

{إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} [الفرقان: 12]

قال ابن عباس رضي الله عنه: "إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير! ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف!"

أخي يا لكرب أهل النار يوم تأخذ بنواصيهم الزبانية الشداد! فيلقون بهم في تلك النار الحامية

{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً} [الفرقان: 13-14]

قال ابن زيد رحمه الله: "فإذا ألقوا فيها يكادون يبلغون قعرها يلقاهم لهبها فيردهم إلى أعلاها حتى إذا كادوا يخرجون تلقتهم الملائكة بمقامع من حديد فيضربوهم به! فجاء أمر غلب اللهب فهووا كما هم أسفل السافلين! هكذا دأبهم!

وقرأ: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: 20]

أخي: يا لهول وشدة عذاب النار! هنالك السلاسل! والأغلال! وجبال النيران! وخنادق! وآبار! وحيات! وعقارب! يطير الفؤاد عند وصفها! وحميم! وسحب على الوجوه! وملائكة غلاظ شداد! وشدائد وكربات لا يعلم هولها إلا الله تعالى.

{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} [غافر: 71]

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فيسلخ كل شيء عليهم! من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه! حتى إن لحمه قدر طوله ستون ذراعاً! ثم يكسى جلداً! ثم يسجر في الحميم فيسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم وعرق".

أخي: يا لشدة تلك الأغلال والسلاسل! ما أثقلها على أهل النار!

{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 32]

قال أبي كعب رضي الله عنه: "إن حلقة من السلسلة اليت قال الله {ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً} إن حلقة منه مثل جميع حديد الدنيا!".


وعن سفيان رحمه الله في قوله تعالى: {فَاسْلُكُوهُ} قال: "بلغنا إنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه!".

أخي المسلم: يا لها من أغلال! ماذا لها؟! ويا لها من سلاسل هل أعددنا لها ما يقوم لها من الصالحات وذخائر الطاعات؟!

أخي: ولا تسل عن أودية النار! وأنهار النيران فيها! وجبال النيران! فيا لله ما أفظعها! وأشد عذابها ونكالها! ويل!

وصعوداً وغي! وموبق! وآثام!

أخي: ويل! أتدري ما ويل؟!

قال عطاء بن يسار رحمه الله: "الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر! لو سيرت فيه الجبال لماعت أي ذابت)

أخي: (غي!) أتدري ما غي؟!

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الغي نهر أو واد في جهنم من قيح! بعيد القعر! حبيث الطعم! يقذف فيه الذين يبتعون الشهوات".

أخي: (موبق) أتدري ما موبق؟!

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "هو واد في جهنم من قيح ودم!".


أخي: (آثام) أتدري ما آثام؟!

قال عكرمة رحمه الله: "أودية في جهنم فيها الزناة!"

أخي في الله: إنها (النار) أعد الله تعالى فيها لمن تمرد عن طاعته من العذاب ما لايوصف! فيا لشقاء من كان من ساكنيها!

ويا لسعادة من زحزح عنها {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185]

أخي: يا لشقاء قوم إن استغاثوا لم يغاثوا وإن جاعوا أو عطشوا لكم يكن لهم من الطعام والشراب إلا ما يشوي الوجوه! ويمزق الأحشاء! أولئك هم أصحاب النار! أعاذني الله وإياك من شرورها وخرورها.

أخي: تأمل القوم وقد بلغ بهم الجهد والعطش غايته! فصاحوا:

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50]

أخي: ها هم أهل النار يستغيثون! يطلبون ماء يخفف ما بهم من حرارة النيران! وعذاب السعير! فهل وجدوا ما طلبوا؟!
{وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف: 29]


أخي: ما أسوأه من شراب! عذاب في عذاب! {وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} [محمد: 15]

أخي: أتدري ما هو المهل؟! قالوا: هو ما كان ذائباً من الفضة والنحاس!
يا لله! وهل يطيق أحدٌ هذا؟!


أخي: ولهم شراب آخر! {وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: 16-17]

أخي: وأولئك الذين ماتوا وهم يشربون الخمر! سيشربون في النار شرب شراب!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن على الله عز وجل عهداً لمن يشرب المسكر، أن يسقيه من طينة الخيال»
قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخيال؟!


قال: «عرق أهل النار! أو عُصارة أهل النار»


فتب أيها العاصي.. فإن الصبر عن الشهوات اليوم أهون من معالجة الأغلال غداً وهل يطيق أحد عذاب الله تعالى ؟؟؟

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً} [المزمل: 12-13]

{ذَا غُصَّةٍ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: "له شوك ويأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج".

أخي: ولهم طعام آخر ما أفظعه! {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 43-46]

أخي: إنه الزقوم

قالوا: إنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم! فكيف بمن يكون طعامه؟!»

أخي المسلم: إنها النار! ما أطول حسرة من دخلها! استغاث أهلها فلم يفدهم ذلك! وأكثروا الصراخ والعويل! فما نفع! فتمنوا الموت! فلم يعطوا مناهم {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} [الزخرف: 77]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع! ثم يبكون الدم! حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخذود! لو أرسلت فيه اسفن لجرت»








التوقيع: