سألني أحد الأخوة عن حكم قول عبارة نادرة للخسوف فأجبته فأحببت ذكره هنا للفائدة
أخي قول الحسابين أنه نادر بمعنى قلة حدوثه بحيث يأخذ زمنا طويلا لا مشاحة في ذلك
أما كونه لم يسبق فخطأ لأننا لم نحصي عدد السنين والأيام حتى نقول في ذلك فإن الله قدر سنن كونية لمخلوقاته ويحدث كل شيئ وفق السنن المقدرة
فمن سنن الله الكونية الكبرى الدالة على يوم القيامة على زوال الشمس والقمر أوجد الله سنن الخسوف والكسوف الذي يحدث من حين لأخر ليدلل الخالق أن للكون خالقا وأنه سيحدث التغير الأكبر لهذا الكون
ولعل ذلك يتضح جليا خاصة في سورة التكوير والأنفطار
والخسوف والكسوف محدود ماذا سيحدث للبشرية لو طال هذا الأمر
كما أن الزلازل محدودة في الزمان والمكان رحمة بالعباد ليستيقضوا للزلزلة الكبرى يوم تعم الأرض كلها وفي زمن واحد (إذا رجت الأرض رجا ) (إذا زلزلت الأرض زلزالها)
وبما أن هذه الأية نترقبها وما كان أن نحيط علما بمعرفة وقته لولا أن الله قدر لنا ذلك وهيئه كما أنه ليس من الغيب الذي لا يدرك وليس هو داخل في قوله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)
فإن الغيب لا يتوصل إليه أحد أطلاقا لا ملك مقرب ولا نبي مرسل
ولكن هذه الأية مخيفة خوفا ينبغي أن نستشعره فإن الله لم يوجد هذه الأية لنتابعها بالمراصد وإنما لنخاف منه سبحانه فمجرد تغير الضوء وحده وحجبه مخيف
خوفا لا بد أن نتشعره من موجد ه سبحانه وأن تشعر يوم القيامة ويوم أن يتغير الكون كله لا كما يفسره العصرانيين وإنما كما قاله الله في كتابه (الحاقة *ما الحاقة*وما أدراك ما الحاقة ) وتكرار المبتداء عند النحويين يعني التفخيم للشأن والعظمة للخبر المخبرعنه (القارعة وما أراك ما القارعة) الأمر فوق عقول البشر نسأل الله اللطف والعفو
كما أن هذه الأية يندر أن تحدث إلا ويحدث معها كوارث هنا وهناك كما قال أبن القيم ومن تتبعي لهذه الأية العظيمة إلا ويحدث كوارث ونكبات في العالم هنا وهناك خاصة الزلازل
مما يدلل على أنها عظيمة وأنها نذير سخط الجبار ولذى يهرع المؤمن لربه بالتوبة والصدقه والصلاة الطويلة جدا والتي لا يضاهيها صلاة أبدا في طولها المسنون نسأل الله اللطف والرحمة