واليوم تتجدد مخاوف العلماء مرة أخرى مع ظهور نيازك يعتبر اكبر من السابق بعشرات المرات ويتوقع العلماء بان يرتطم بالأرض سنة 2126 وهو واحد من بين آلاف المذنبات المختلفة الأحجام والأشكال التي تعبر مدار الأرض وتحوم في مدار خارج وحول الشمس كل مائة عام ، وقد سبق له أن اقترب من الأرض دون أن يشكل خطورة كبيرة ، لكن عودته المرتقبة في سنة 2126 حسب حسابات علماء الفلك هي التي تثير المخاوف . والعلماء المفرطون في التشاؤم يؤكدون ربما نهاية معظم العالم ستتكون في سنة 2126 حيث أن حساباتهم تجزم بان المذنب سيظهر في السماء محدثا انفجارا ودويا هائلا ثم سيسقط بحجمه الذي يتعدى حجم مدينة كبيرة فوق الأرض بسرعة تفوق سرعة الرصاص بمائة مرة وسيكون محملا بطاقة هائلة تتعدى كل الاحتياطي النووي الموجود في العالم ، هل يمكن أن يقف الإنسان عاقدا ذراعيه على صدره أمام ثورة الطبيعة الفضائية هذه ؟.
الأرض بين الحماية الطبيعية والبشرية
في الجواب على السؤال المتقدم نجد أننا إزاء شكلين من أشكال الحماية احدهما طبيعي والآخر صناعي فبحسب تقرير نشرته صحيفة الديلي تليجراف البريطانية قال علماء فلك انجليز أن كوكبي زحل والمشترى حميا الحياة على الارض منذ مئات ملايين السنين بجذبهما وإبعادهما المذنبات الخطيرة عنها ، فقد اكتشف العلماء أن الدليل الجديد يؤكد عدم خطورة المذنبات على الأرض بعكس ما كان متخيلا في السابق وفقا لأفلام الخيال العلمي التي كانت تصب في هذا الاتجاه ، لكنهم قالوا أن كوكبنا ليس آمنا تماما من تأثير الأجسام التي ترتطم به من الفضاء الخارجي وحذر علماء الفلك من أن هناك كويكبات مثل تلك التي ظهرت في فيلم " ارمجدون " ، مازالت تشكل تهديدا كبيرا ، وتشير إحصاءات فريق من علماء من جامعة واشنطن الي أن مذنبين فقط ارتطما بالأرض خلال الخمسمائة مليون سنة الماضية ، ويلمح تقييمهم الى وجود مذنبات أكثر مما كان يعتقد في السابق، لكن الأرض ظلت محمية بفعل جاذبية كوكبي زحل والمشترى اللذين يطردان المذنبات الى الفضاء الخارجي أو يوجهانها نحو الكواكب الأبعد .
على انه وفي الأشهر الأخيرة طالبت مجموعة من العلماء الأمم المتحدة ببناء درع وقائي كأمر طارئ لحماية الأرض من الكويكبات المتساقطة ويتضمن النظام الدفاعي نشر سفن فضائية مهامها تدمير أو تحريف مسار أي أجرام قد تنهمر على الكوكب وجاء في دعوة هولاء العلماء " انه يتوجب على الأسرة الدولية العمل على استحداث ثلاثة عوامل وقائية : التحذير ، وتقنيات لتحريف المسار ، وإجراء لاتخاذ القرارات وتحويلها الى وسائل دفاعية ضد أي حوادث ارتطام مستقبلية ، وقد حذرت مجموعة العلماء هذه من أن عدة عشرات من تلك الكويكبات قد تمثل تهديدا لكوكب الأرض وان الخطر الأعظم يتمثل في استحالة التكهن الدقيق بخطورة أي منها وحتى اقترابه الشديد من الأرض مما يعني فوات الأوان لاتخاذ تدابير للحيلولة دون كارثة ، وجاء في تقرير لهم انه " على مدى الأعوام العشرة أو أل 15 المقبلة فان عملية اكتشاف الكويكبات قد تؤدي الى تحديد العشرات منها كأجسام جديدة تهدد الأرض بما يكفي لاتخاذ المم المتحدة خطوات وقائية .
ويقدر العلماء السرعة التي يقترب بها النيازك موضوع الساعة ب 24 كلم في الثانية أي بمعدل حوالي 80 ألف كلم في الساعة ، وهنا تكمن الخطورة فهذه السرعة الهائلة التي يسير بها المذنب مقابل لسرعة التي تسير بها الأرض في مدارها قادرة على أن تجعل الخسائر فوق كل التصورات ، ومن اجل هذا قرر العلماء وضع خطة لتفادي الارتطام المباشر مع الأرض مستقبلا ، هذه الخطة تقضي بتفجير النيازك بواسطة صواريخ نووية طالما لا توجد لحد الساعة قوة قادرة على تحطيم أو تحريف مجرى المذنبات الذي يشبه مدينة كبيرة بذيل طويل يصل مئات الكيلومترات خلفه ، وتكمن الصعوبة في طريقة تفجير المذنب حيث من المعروف علميا بان المذنبات والنيازك هشة ولو حدث الانفجار في سطحها فان ذلك سيؤدي الى تقسيمها الى أجزاء كبيرة تشكل في اجتماعها خطرا جسيما على الأرض كلها يتجاوز خطر النيازك نفسه ومن هذا المنطلق قرر خبراء وكالة ناسا تفجير احد جوانب المذنب الأمر الذي ربما سيؤدي الى ترحيل اتجاه في مدار بعيد عن الأرض .
هلع 2012 يسيطر على العقول
والشاهد أن الفيلم السينمائي الأخير 2012 الذي يتحدث عن هلاك العالم ونهاية الحياة البشرية على كوكب الأرض قد أثار كثيرا من الرعب والهلع في النفوس وبات الكثيرون يعتبرونه حقيقة واقعية ولذلك فقد أكد " ديفيد موريسون " أخصائي علوم الفضاء لدى وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " أن ما تتناقله الشائعات لجهة توقع حلول نهاية العالم في ديسمبر 2012 مجرد خدعة كبرى نافيا وجود كوكب غامض على وشك الاصطدام بالأرض في ذلك التاريخ وأكد موريسون أن ناسا لا تتوقع حدوث شيء في ذلك التاريخ ، واصفا الشائعات التي تناقلتها المواقع الالكترونية وتنسبها إلى أبحاث تستند الى حضارة المايا القديمة في أمريكا الوسطى بأنها " خدعة كبرى ".
وحول إمكانية اصطدام كوكب غامض يسميه البعض " نيبرو " بكوكب الأرض قال العالم الأمريكي " لا يوجد كوكب يدعى " نيبرو " وهو غير موجود ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان اختيار هذا اليوم بالذات بسبب حدوث كارثة كونية ستنهي العالم ، وهو ما أشعل فتيل عدد من النظريات بشان نهاية الكون .
والجدير بالذكر أن هناك عدة نظريات ذهبت الى القول أن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي الى فوران البراكين وذوبان الثلوج .
ويذكر أن يوم 21 ديسمبر 2012 يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء كما أن هذا اليوم سيشهد توازي الشمس مع مجرة درب التبان .. هل هو اليوم الأخير ؟ وهل ستنجح البشرية في درء هذا الخطر القادم أم إنها النهاية المحتومة لكل كائن حي على وجه الكرة الأرضية
....إنتهى