وجاء في التقرير أيضاً: "لقد حدثت عمليات انخفاض كارثية في أعداد حيوان كاريبو بيري في جزر القطب الشمالي من قارة أمريكا الشمالية والآن أصبحت تعتبر أصناف معرضة للانقراض. وقد تم تحديد عملية تشكيل طبقات الجليد على أنها السبب الرئيسي لهذه الحالات من الانخفاض.
وأظهرت عملية المراقبة باستخدام الأقمار الصناعية أنه منذ أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، انخفض غطاء الثلوج في نصف الكرة الشمالية بنحو 3ر1 بالمائة خلال كل عقد. وتعتبر الأجزاء الغربية من الولايات المتحدة، وخصوصاً في فصل الربيع في الشمال الغربي المطل على المحيط الباسيفيكي، من بين المناطق التي تشهد أكبر حالات الانخفاض. ففي هذه المناطق، انخفض "عمق" أو نوعية الماء نتيجة ذوبان الثلوج بين 50 بالمائة و 75 بالمائة خلال العقود القليلة الماضية.
ومن ناحية أخرى، فان ذوبان الثلوج في جزر روكي في بريتيش كولومبيا يشكل منابع نهر كولومبيا. ويزودّ هذا النهر المياه لمناطق واسعة من غرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة بما في ذلك برامج الريّ والهيادروكهربائية الهامّة.
ويقول تقرير التوقعات البيئية العالمية بالنسبة للجليد والثلوج بان التغير المناخي الخارج عن نطاق السيطرة سيؤدي إلى تفاقم التغيرات المناخية. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي ارتفاع في الحرارة درجتين في سلسلة جبال كاسكيد في شمال غرب الولايات المتحدة المطلة على المحيط الباسييكفي "إلى انخفاض في غطاء الثلوج المعتدلة بحوالي 20 بالمائة."
ومن المتوقع أن تكون هناك آثار مماثلة في جبال الأنديز وجبال الألب وجبال البرانس والتي ستؤدي بدورها إلى انخفاض تدفقات المياه الصيفية. ومقابل كل ارتفاع في الحرارة بدرجة واحدة، فان من المتوقع أن يؤدي إلى انحسارا خطوط الثلوج عن الجبال مسافة 120 متراً في تشيلي على سبيل المثال و 150 متراً في جبال الألب.
ويلاحظ التقرير أن عمليات الانخفاض لن تكون موحدة حيث تشير بعض النماذج المناخية إلى عمليات انخفاض في الثلوج بحوالي 60 بالمائة و 80 بالمائة في الارتفاعات المتوسطة مثل أوروبا بنهاية القرن الحالي ولكن زيادات في سيبيريا والقطب الشمالي من قارة كندا في نفس الوقت.
وقد تؤثر التغيرات في أنماط الثلوج على السياحة والترفيه بما في ذلك رياضة التزلج على الجليد والمشي على الجليد. وجاء في التقرير أيضاً ما يلي: "إن الرياضات المائية الأقل انتشاراً مثل رياضات التزلج بمزالج تقودها الكلاب والتزلج بالزلاجات والزحافات يمكن أن تكون هامة بالنسبة للاقتصاديات المحلية وهي تتأثر عندما تصل الثلوج متأخرة بدرجة غير عادية سواءً قليلاً أو لا تأتي بالمرة."
الأراضي المتجمدة أو الجليدية وزيادة بحيرات الميثان المتدفقة
تعتبر الأراضي المتجمدة هامة بالنسبة لاستقرار المباني والبنية الأساسية. ويعتبر الانهيار ظاهرة واحدة من ظواهر ذوبان الأراضي الجليدية. وتحتوي هذه الترب أيضاً على كميات كبيرة من غازات الدفيئة القديمة التي يمكن أن تنطلق إلى الجو نتيجة الذوبان على مستوى واسع.
وأضاف التقرير: "إنّ الجزء العلوي من الأراضي المتجمدة في أنظمة بوريل والقطبية الشمالية البيئية يقدر بأنه يحتوي على حوالي 750 إلى 950 جيجا طن من الكربون العضوي." وهناك في الوقت الحاضر حوالي 750 جيجا طن من الكربون العضوي في الجو. وتتوقع بعض النماذج أن تذوب الأراضي المتجمدة بنهاية القرن وذلك في جميع المناطق تقريباً إلى الجنوب من سلسلة بروكس في الأسكا وفي معظم المناطق جنوب القطب الشمالي من كندا. وفي روسيا، يتوقع أن تحدث أكثر حالات تدهور الأراضي المتجمدة في شمال شرق سيبيريا وشمال أوروبا. وستذوب جميع الأراضي المتجمدة تقريباً على طول السواحل الجنوبية من جرينلاند وذلك بنهاية القرن الواحد والعشرين."
ومن ناحية أخرى، فان مناطق الأراضي المتجمدة في الصين من المتوقع أن تنحسر بنسبة 30 بالمائة إلى 50 بالمائة خلال هذا القرن. وقد بدأت بعض البلدان بالفعل بتكييف بنيتها الأساسية من أجل مواكبة الذوبان المتوقع للأراضي الجليدية. فقد أخذت عملية تصميم سكة حديد جنجاي – التبت بعين الاعتبار الآثار المحتملة للارتفاع في الحرارة بدرجة 6ر2 درجة مئوية من خلال استخدام وسائل التبريد. وأضاف التقرير: "إنّ آثار التغيرات المناخية على الاستقرار يجب كذلك أخذها بعين الاعتبار في تصميم خط أنابيب نفط الصين روسيا المتوقع."
بحيرات ثيرماكوست
يحدد التقرير أيضاً الحالة الفريدة التي من خلالها تتشكل البحيرات في مناطق سيبيريا نتيجة ذوبان الأراضي المتجمدة الغنية بالجليد. وتنطلق إلى الجو فقاعات من غاز الميثان والمقدرة بأن عمرها حوالي 000ر43 عام. وفي سيبيريا، قد تكون كميات غاز الميثان التي تنطلق إلى الجوّ أكبر بمعدل خمس مرات مما كان متوقعاً في الماضي.
وأضاف التقرير: "إذا حدث ارتفاع في درجة حرارة الأراضي المتجمدة وذوبانها بدرجات هامة كما هو متوقع، فان عشرات الآلاف من مليارات الجرامات من غاز الميثان قد تنطلق من البحيرات وهي كمية تتجاوز كثيراً كمية 850ر4 مليارات الجرام من غاز الميثان الموجودة في الجو حالياً."
الجليد البحري
يعتبر الجليد البحيري هاماً فيما يتعلق بحركات دوران المحيطات مثل تيار الخليج (جلف ستريم) وهو أيضاً هام جداً لسلسلة الغذاء وذلك للحياة البحرية مثل الدب القطبي وفيل البحر بالإضافة إلى الأسماك. ويعتبر القوت وثقافات الناس الأصليين الذين يعيشون في مناطق القطب الشمالي مرتبطة بشكل وثيق بالجليد البحري. ويعيش حوالي أربعة ملايين شخص في القطب الشمالي، بما في ذلك الناس الأصليين. وقد بدأت الآثار تلاحظ بالفعل حيث بدأ الصيادون في كيكيرتارسواك في منطقة جرينلاند الغربية يستبدلون القوارب الآلية بفرق الكلاب وذلك نظراً لعدم وجود الجليد الصلب. وبشكل عام، فان كمية الجليد البحري في مناطق الشمال قد انخفضت بنسبة 5ر2 بالمائة خلال كل عقد في مارس وقريباً من تسعة بالمائة في شهر سبتمبر على مدى ربع القرن الماضي. وقد حدث أكبر انخفاض في جيرينلاند بمعدل يزيد قليلاً عن 5ر10 بالمائة.
وفي منطقة القطب الجنوبي، تعتبر الظاهرة أقل وضوحاً وحدة وذلك بزيادة على سبيل المثال بنسبة 8ر4 بالمائة في بحر روس لكل عقد ولكن بانخفاض على سبيل المثال بنسبة 3ر5 بالمائة في بحر بيلينجشوسين لكل عقد.
ومن المتوقع أن تنخفض كمية الجليد البحري في المناطق القطبية وذلك بنسبة الربع بحلول عام 2100 حيث من المتوقع أن تصبح منطقة القطب الشمالي خالية من الجليد في الصيف بحلول ذلك التاريخ. ولكن التقرير يشير أيضاً إلى احتمال حدوث تغيرات مناخية مفاجئة أو "نقاط الحاسمة" قد تؤدي إلى التعجيل باختفاء الجليد من منطقة القضب الشمالي خلال شهور الصيف بحوالي 60 عاماً.
وتعتبر طرق بحر الشمال على ساحل سيبيريا في الوقت الحاضر صالحة للملاحة لمدة 30 يوماً ولكن هذا قد يزداد إلى 120 يوماً خلال القرن، وهذه فرصة اقتصادية جديدة بالنسبة للمنطقة، ولكنها فرصة بالإضافة إلى الوصول بدرجة أكبر إلى حقول النفط والغاز والأسماك تحتاج إلى الإدارة البيئية بكل عناية.
الأنهار الجليدية
بدأت العديد من الطبقات الجليدية بالفعل بالانحسار وذلك بفعل التغير المناخي. ويقول التقرير أن ارتفاعاً في الحرارة ثلاث درجات في درجات حرارة الصيف قد يؤدي إلى فقدان جبال الألب حوالي 80 بالمائة من غطائها الجليدي.
وقد تشهد مناطق الغطاء الجليدي مثل الأرجنتين ومنطقة بيتاجونيا في تشيلي وجبال سنت إيلياس في الأسكا إلى انهيار هذه الكتل الجليدية.
وقد تم أيضاً إبراز ظاهرة تشكل البحيرات نتيجة ذوبان الأغطية الجليدية ومخاطر انفجار فيضان جليد البحيرات. وبإمكان هذه البحيرات إطلاق حوالي 100 مليون متر مكعب من المياه وذلك بسرعات تصل إلى 000ر10 متر في الثانية باتجاه الوديان المعرضة لهذا الخطر. وتشمل المناطق الجليدية التي تواجه هذا الخطر جبال الهملايا وتين شان وبامير في طاجاكستان وفي نفس الوقت جبال الانديز وجبال الألب في أوروبا.
ففي شهر يوليو من عام 1998 أدى انفجار وفيضان جليد البحيرات في وادي شاهيماردان في جيرجيستان واوزبكستان إلى مقتل أكثر من 100 شخص. وأدى حادث مماثل في شهر أغسطس من عام 2002 في وادى شاكادارا في جبال بامير بطاجاكستان إلى مقتل 23 شخصاً.
ومن ناحية أخرى تتأثر حياة 4ر2 مليار من الناس والذين يشكلون نسبة 40 بالمائة من سكان العالم حالياً، بحوادث ذوبان الأغطية الجليدية في الصيف في مناطق جبال الهملايا وهندوكوش وكونلون شان وبامير وتيان شاندان.
وقد تنخسر هذه الأغطية الجليدية بنسبة تزيد عن 40 بالمائة وقد تصل إلى 80 بالمائة بحلول عام 2100 وذلك بموجب النماذج المناخية الحالية حيث ستصبح بعض السلاسل الجليدية خالية تماماً من الغطاء الجليدي. وتشمل الأنهار التي تواجه هذا الخطر سير داريا وآمو داريا ونهر السند ونهر الكنج ونهر براهمابوترا ويانجتز وهوانج هي أو النهر الأصفر حيث قد يواجه حوالي 3ر1 مليار من البشر خطراً متزايداً وهو نقص المياه بينما يواجه أكثر منهم خطر فقدان مياه الري للمحاصيل بالإضافة إلى حالات إرباك بالنسبة للصناعة وتوليد الكهرباء.
جليد الأنهار والبحيرات
يعتبر جليد المياه العذبة عنصراً هاماً بالنسبة لسبعة من 15 من أكبر أنهار العالم و11 من أكبر 15 بحيرة في العالم، بما في ذلك النهر الأحمر في أمريكا الشمالية وبحيرة كالافيسي في فنلندا ونهر تورنيونجوكي ونهر أنجارا في جنوب شرق سيبيريا.
وتشير البيانات بشكل عام والتي تم الحصول عليها من جليد الأنهار إلى أن الارتفاعات في درجة حرارة الجو على المدى الطويل في فصل الخريف والربيع قد أدت إلى تأخير بلغ 10 إلى 15 يوماً "في التجمد" وإلى عملية عمليات سريعة مماثلة في التحطيم.
وتشير النماذج إلى أن استمرار التغير المناخي قد يؤثر على توقيت وحجم الذوبان الربيعي والذي يؤثر على فيضان "الحشر الجليدي" في بعض الأماكن والمناطق. وقد يؤدي التغير المناخي في الحقيقة إلى تقليل هذه الحوادث الدرامية في أقصى الشمال ولكن هذا قد يؤدي إلى جفاف مناطق واسعة رطبة في دلتا الأنهار في القطب الشمالي وتحولها إلى مناطق عشبية.
وهناك أيضاً مخاوف بالنسبة لآثار ذلك على الأسماك وعلى أشكال التنوع البيئي الأخرى وهي تربط بين النقل والناس الأصليين. وفي الوقت الحاضر تستخدم الكثير من المجتمعات النائية البحيرات والأنهار المتجمدة كطرق لصيد الحيوانات وصيد الأسماك ومناطق الصيد باستخدام المصايد أو للوصول إلى المستوطنات البشرية الكبيرة.
للمحررين
لقد تم إطلاق التقرير خلال الإحتفال في يوم البيئة العالمي 2007 في ترومسو – النرويج
لمزيد من المعلومات يمكن الإتصال ب نيك نتل، الناطق بإسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب المدير التنفيذي ، هاتف : 00254207623084
نقال: 00254733632755
[email protected]