بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ [الواقعة: 68-70].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على
الأرض من علو ليعم بسقيه وهادها وتلوها وظرابها وآكامها ومنخفضها
ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما أتى الماء
على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر، وفي ذلك فساد، فاقتضت
حكمته أن سقاها من فوقها، فينشيء سبحانه السحاب وهي روايا الأرض ثم
يرسل الرياح فتلقحها كما يلقح الفحل الأنثى ثم ينزل منه على الأرض.
ثم تأمل الحكمة البالغة في إنزاله بقدر الحاجة حتى إذا أخذت الأرض حاجتها
وكان تتابعه عليها بعد ذلك يضرها أقلع عنها وأعقبه بالصحو