
2011-01-25, 12:54 AM
|
محب الجميع
|
|
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: مركز حرمــة شمال محافظة المجمعة
المشاركات: 19,043
|
|
 عشنا - خلال الأيام الماضية وإلى اليوم - أجواءَ شتوية أخاذة نادرة ، اجتمع فيها : خريف صلالة بضبابه الذي يعانق المعالم الشاهقة ورذاذه الذي يدهن الرمال ويبلل الأسطح الناعمة ، وشتاء الشام ببردوته وأمطاره الديمية وسحبه الدائمة وقد يتبادر إلى الذهن : ما سر هذا الضباب الذي يضرب بأطنابه في وسط الجزيرة وجنوبها ، فلم يبرح أجواءها منذ أيام حتى تقاربت درجات الحرارة بين الليل والنهار ، وأضر البرد بالناس ، وأضحى بعضهم يتوق إلى رؤية الشمس ؟!إننا لو أنعمنا النظر في المنخفضات الجوية العلوية المتعاقبة وموجاتها الباردة المتوغلة في أجواء الجزيرة خلال الأيام الماضية ، لو جدنا أنها ساعدت - بعد مشيئة الله عز وجل - على جذب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية الدافئة المحملة بالرطوبة من بحر العرب لتتسرب إلى داخل الجزيرة ، وبعد مغادرة تلك المنخفضات العلوية أخذت تغادر على أثرها الرطوبة في الطبقتين المتوسطة والعالية - وهما الطبقتان المختصتان ببناء السحب الرعدية - ومعها انتقل حزام السحب الرعدية إلى جنوب الجزيرة الشرقي بحسب حركة تيار الرياح النفاث مغادرا بعد ذلك أجواء الجزيرة ، غير أن الرطوبة المتكدسة في الطبقات المنخفضة داخل الجزيرة ظلت رهينة محبسين نتيجة وقوعها بين حاجزين : جوي ، وتضاريسي أما الحاجز الجوي فهو تمدد ذراع المرتفع السيبري في شمال شرق الجزيرة مما ساعد على هبوب الرياح الشرقية والشمالية الشرقية الباردة ، وأما الحاجز التضاريسي فهو المرتفعات الغربية والجنوبية ، ويضاف إلى ذلك انكفاء فحل الجزيرة الجوي ( منخفض البحر الأحمر ) وتواريه خلف جبال السروات ، وغياب رياحه الجنوبية الغربية النشطة ، كل ذلك أسهم - بعد مشيئة الله عز وجل - في تكدس الأبخرة في الطبقة المنخفضة وبقائها داخل الجزيرة على الرغم من مغادرة المنخفضات العلوية , ولذا من المتوقع بعد مشيئة الله - عز وجل - خلال الأيام القادمة توغل موجات منخفض علوي يتفاعل معها منخفض البحر الأحمر ، ويتمدد داخل الجزيرة ، وستنشط معه الرياح الجنوبية الغربية ناقلة معها تلك الرطوبة المتكدسة إلى شمال الجزيرة الشرقي وبعد ذلك إلى إيران ، مشكّلة حالة عدم استقرار على تلك المناطق ، وعلى أثر انتقال تلك الرطوبة من أجواء وسط الجزيرة وجنوبها ستبدأ سحب الضباب بالانقشاع عن أجواء تلك المناطق . صور موضحة للخرائط خلال الأيام الماضية : " المرتفع السيبيري ونلاحظ تممده " " الرطوبة في الطبقة المنخفضة ونلاحظ تكدسها " " صور طبيعية لسحب والضباب " أما الأمطار التي هطلت ليلة الأمس الأحد 19 / 2 / 1432 هـ الموافق 22 / 1 / 2011 م فقد كانت خفيفة في مجملها على وادي الدواسر ، متوسطة على طريق الوادي - السليل ، وغزيرة على السليل وماصاقبها شرقا وجنوبا ، وقد سالت على أثرها شعاب السليل الجنوبية وباطن تمرة كما أفادني بعض الأخوة ، أما على طريق نجران - الوادي فعندما قطعنا عصر الأحد مسافة 15 كيلومتر من المفرق وجدنا أثر تلك الأمطار الغزيرة التي سيلت بعض المسايل وشكلّت مستنقعات مائية على جوانب الطريق ، ولازلنا في أثر تلك الأمطار حتى قطعنا مسافة 45 كيلومتر باتجاه نجران ، ثم تحولت آثار الأمطار إلى خفيفة ومتوسطة , " صور للأجواء وادي الدواسر خلال الأيام الماضية بين الضباب ورذاذ وديمة خفيفة متقطعة " " مشاهد من مزارع وادي الدواسر "
*************************
" صور السيول من طريق نجران وادي الدواسر " 

|