الموضوع
:
متابعة اعصار قونو - الجزء الثاني
عرض مشاركة واحدة
#
698
2007-06-07, 03:20 PM
خالد العوض
خبير ومحلل في الطقس والمناخ
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: الــــــــــــــرياض حي الاندلس(شرق)
المشاركات: 25,729
جنس العضو: ذكر
وانهار الجبل
سبحان الله كل قوي فيه اللي اقوى منه
------------
هبط جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى الأرض، فلما انفرجت عنه سماء الدنيا رمى ببصره إلى الأرض فإذا هي ساكنة قد استقرت بالجبال بإذن الله جلت في عظمة الله -عز وجل- فوقف مكانه، ثم أنشأ ينظر تعجبا فلما رأى جبريل صلى الله على نبينا وعليه وسلم جبل قاف أنكره، لما رأى من عظم خلقه وحسن لونه، فقال: إن هذا الخلق ابتدعه الرحمن تبارك وتعالى الليلة.
فلما أتاه أبصر خلقا عظيما عجيبا مع صفائه وحسن لونه، ورأى عروقه متشعبة في الأرض ما بين برها وبحرها قد ارتفعت على وجه الأرض منيفة ذراها في الهواء، فتعجب من كبرها واختلاف خلقها وتشتت ألوانها واستقرار الأرض عليها، فنظر إلى قاف وقبض عليها، فقال: إلهي، ما هذا؟ قال: يا جبرائيل هذا الجبل قال: إلهي، وما الجبل؟ قال: حجر، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الحجر؟ قال: نعم، الحديد يقد به الحجر، قال: إلهي هل أنت خالق خلقا أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار يلين بها الحديد، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من النار؟ قال: نعم، الماء يُطفأ به النار، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح تفرقه أمواجا وتحبسه عن مجراه، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يحتال لهذا كله بعضه ببعض.
فخر جبريل -عليه السلام- ساجدا فأطال السجود والبكاء والثناء على الله عز وجل، ثم قال: يا رب ما كنت أظن أنك تخلق خلقا هو أشد مني، فأوحى الله -عز وجل- إليه يا جبريل ما لم ترَ من قدرتي ولم تبلغ من كنه شأني ولم تعلم به إلى ما قد رأيت، وعلمت كالبحر المغلوب الذي لا تعرف نواحيه ولا يوصف عمقه إلى قطر الرشاء.
قال جبريل كذلك أنت إلهي وأقدر وأعظم، ثم رجع إلى السماء السابعة العليا متقاصرة إليه نفسه، لما رأى من الخلق العظيم والعجب العجيب، حتى وقف في مكان متعبده من السماء السابعة، فذلك قوله جل ذكره:
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ
يعني لكيلا تميد بكم كما كانت تفعل قبل ذلك.
قال: ذكر جدي -رحمه الله تعالى- عن سلمة بن شبيب قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن وهب -رحمه الله- قال: جاء ذو القرنين إلى الجبل المحيط بالدنيا وهو قاف فقال: أنت قاف؟ قال: نعم، قال: فما هذه الجبال الراسيات؟ قال: هذه من عروقي، فإذا أراد الله -عز وجل- أن يزلزل بالأرض أوحى إلي فحركت عرقا من عروقي، قال: فاستوحش ذو القرنين فبعث الله تعالى إليه ملكا يؤنسه، فقال: هل من ورائها أرض أخرى، قال: نعم، أرض بيضاء مسيرة خمسمائة عام مملوءة ثلجا، لولا برد ذلك الثلج لهلك أهل تلك البلدة من حر حملة العرش، وقال: هل وراءها أرض أخرى؟ قال: نعم، أرض مملوءة بردا لولا برد ذلك البرد لهلك أهل تلك البلدة من حر حملة العرش، قال: قلت: أخبرني بعظيم من عظمة الله -عز وجل- بكلمة واحدة، قال: إن ما حدثتك لبين أصبعين من أصابع الله -عز وجل- كخردلة في فلاة من الأرض.
قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو حاتم عن آدم بن أبي إياس عن شيخ من بني تميم عن أبي روق عطية بن الحارث عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: خلق الله -عز وجل- جبلا يقال له: قاف محيط بالأرض، وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإذا أراد الله -عز وجل- أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل، فيحرك الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها، فمن ثم تحرك القرية دون القرية.
قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا أبو أسامة عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة قال: قاف جبل محيط بالأرض من زمردة عليها كنف السماء.
قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح قال: حدثنا علي بن عمرو عن إبراهيم بن موسى البحراني عن مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: دخل علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ونحن في المسجد حلق حلق، فقال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فيم أنتم؟ قلنا: نتفكر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت، قال: أحسنتم، كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق، فإن الله -عز وجل- خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك، إن من وراء قاف سبع بحار كل بحر خمسمائة عام، ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة يطيرون خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم؛ ريح وشرابهم ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم من ريح ودوابهم من ريح لا تستقر حوافر دوابهم على الأرض إلى قيام الساعة، أعينهم في صدورهم ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه ورزقه عند رأسه، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة، ومن وراء ذلك ظل العرش وفي ظل العرش سبعين ألف أمة، ما يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس، وهو يقول سبحانه وتعالى:
وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
.
--------------------------------------
منقول من موقع سماحة الشيخ ابن جبرين حفظه الله
https://www.ibn-jebreen.com/print.php?page=5157
خالد العوض
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى خالد العوض
البحث عن كل مشاركات خالد العوض