عرض مشاركة واحدة
  #2150  
قديم 2010-12-28, 08:40 PM
نسيل المزن نسيل المزن غير متواجد حالياً
عـضـو فـعـال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: ينبع النخل
المشاركات: 214
جنس العضو: غير محدد
نسيل المزن is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهذب111 مشاهدة المشاركة
يقول العلامه الفقيه ابن عثيمين


لكن يرد علينا أننا نسمع في الإذاعات، يقولون‏:‏ سينزل غدًا مطر في جهات معينة، فهل هذا ينافي أن علم نزول الغيث خاص بالله‏؟‏‏.‏

فالجواب‏:‏ أن هذا يشكل على كثير من الناس، فيظن أن هذه التوقعات ـ التي تذاع في الإذاعات ـ يظن أنها تعارض قول الله ـ تعالى ـ‏:‏ ‏{‏وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ‏}‏، والحقيقة أنها لا تعارض ذلك، لأن علمهم بهذا علم مستند إلى محسوس لا إلى غيب، وهذا المحسوس هو أن الله ـ عز وجل ـ حكيم، كل شيء يقع له سبب، فالأشياء مربوطة بأسبابها، فقد تكون الأسباب معلومة لكل أحد، وقد تكون معلومة لبعض الناس، وقد تكون غير معلومة لأحد، فإننا لا نعلم سبب كل شيء وحكمة كل شيء، المطر إذا أراد الله ـ عز وجل ـ إنزاله، فإن الجو يتغير تغيرًا خاصًا، يتكون معه السحاب، ثم نزول المطر، كما أن الحامل عندما يريد الله ـ عز وجل ـ أن يخرج منها الولد فإن الجنين ينشأ في بطنها شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى الغاية، فهؤلاء عندهم مراصد دقيقة، تلامس الجو، ويعرف بها تكيف الجو، فيقولون إنه سيكون مطر، ولهذا نجدهم لا يتجاوز علمهم أكثر من ثمان وأربعين ساعة هذا أكثر ما سمعت، وإن كان قد قيل‏:‏إنهم وصلوا إلى أن يعلموا مدى ثلاثة أيام، على كل حال فعلمهم محدود، لأنه مبني على أسباب حسية لا تدرك إلا بواسطة هذه الآلات، ونحن مثلًا بحسنا القاصر إذا رأينا السماء ملبدة بالغيوم، ورأينا هذا السحاب يرعد ويبرق، فإننا نتوقع أن يكون ذلك مطرًا، هم كذلك يتوقعون إذا رأوا في الجو تكيفًا معينًا يصلح معه أن يكون المطر وحينئذ لا معارضة بين الآية وبين الواقع، على أنهم أيضًا يتوقعون توقعًا فربما يخطئون وربما يصيبون‏.‏

فتاوى ابن عثيمين
المجلد الخامس
( 148 من 380 )

</I></B>

رحمه الله وجمعنا به في اعلى عليين

وجزاك الله خيرا

التوقيع:
يوم الدار