شبكة البراري

شبكة البراري (https://www.albrari.com/vb/index.php)
-   منتدى الموضوعات العامة (https://www.albrari.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً (https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=80749)

مراسل بدر 2013-05-03 11:22 AM

لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال سول الله صلى الله عليه وسلم
" لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا " رواه الإمام مسلم في صحيحه حديث رقم 1681

ففى هذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقةً كونيةً لم يدركْها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن جزيرة العرب كانت في القديم مروجًا وأنهارًا , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجًا وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمرّ – في تاريخه الطويل – بدوراتٍ مناخيةٍ مُتقلِّبةٍ تتم على مراحل زمنيةٍ طويلةٍ ومتدرجةٍ ، كما قد تكون فجائيةً ومتسارعةً , فعلى سبيل المثال أدرك علماء الأرض منذُ قرنٍ ونصف تقريبًا أن أرضنا قد مرَّت بعددٍ من دورات زحف الجليد على اليابسة، تعرف باسم " الدورات الجليدية " ، يتحرّك خلالها الجليد من أحد قطبي الأرض - أو منهما معًا - في اتجاه خط الاستواء , وينحسر في عددٍ من المرات في الدورة الواحدة . وقد وُضِعت نظرياتٌ عديدةٌ لتفسير كيفيّة دخول الأرض في هذه الدورات الجليديّة ، تتلخص في نقص كميّة الطاقة الشمسيّة الواصلة إلى ذلك الكوكب نتيجةً للتغيّرات الدوريّة في شكل مداره حولَ الشمس وقبلَ محوره على هذا المدار، واختلاف معدل ترنُّحه حول محوره ، ضِفْ إلى ذلك زحف القارات عبر المناطق المناخيّة المختلفة كنتيجةٍ حتميّة لِتحرّك ألواح الغلاف الصخريّ للأرض .

وفي أثناء الزحف الجليديّ على اليابسة , تتحول البلاد في مناطق خطوط العرض العليا إلى صحارى جليديّةٍ قاحلةٍ تموت فيها النباتات , وتهرب الحيوانات , بينما يتحول الحزام الصحراويّ الممتد من موريتانيا غربًا إلى أوساط آسيا شرقًاً إلى منطقة مطرٍ غزيرٍ , وفي أثناء هذه الدورات المطيرة شُقّت كلُّ الأودية الجافّة التي تنتشر في صحارى تلك المنطقة اليوم , وكانت أنهارًا متدفقةً في القديم ثم جفّت مع تناقص كميّة الأمطار ، فهذه الأودية الجافة لا يمكن أن يكون سبب شقِّها عاملٌ غيرُ المياه الجارية . وبدراساتٍ متأنيةٍ ، ثَبَتَ لنا أنّ جزيرة العرب قد مرّت في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية بسبع فتراتٍ مطيرة ، تخلّلت ثمانيَ فتراتٍ جافّة , تمرّ حالياً بالفترة الثامنة منه .




وتشير الدراسات المناخية إلى أنّنا مُقدِمون على فترةٍ مطيرةٍ جديدةٍ ، شواهدُها بداياتُ زحف للجليد في نصف الكرة الشماليّ باتجاه الجنوب , وانخفاضٌ ملحوظٌ في درجات حرارة فصل الشتاء , ولولا التزايدُ المطَّرد في معدلات التلوث البيئيّ التي تُزيد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ ، لشاهدْنا زحف الجليد على كلٍّ من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا في زماننا الراهن .

وفي فترات المطر ، كُسِيَت الجزيرة العربية بالمروج الخضراء , وتدفَّقت الأنهار بالمياه الجارية , وتحوَّلت المنخفضات إلى بحيراتٍ زاخرةٍ بالحياة , وعُمِّرت اليابسة بمختلف صور الحياة الأرضيّة , كما وصفها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي نحن بصدده - وحتى صحراء الربع الخالي - والتي تعتبر اليوم واحدةً من أكثر أجزاء الأرض قحولةً وجفافاً - ثَبُتَ أنّ بها أعدادًا من البحيرات الجافّة , والمجاري المائية القديمة المدفونة تحت رمالها السّافية , وأنّ تلك البحيرات والمجاري المائية كانت زاخرةً بالحياة , ومتدفقةً بالمياه إلى زمن قوم عاد ، الذين أقاموا في جنوب الجزيرة العربية حضارةً ماديّةً لم يكن يدانيها في ازدهارها الماديّ حضارةٌ أخرى في زمانها , وكانت تلك الحضارة تُصَدِّر إلى أوروبا (البدائية في ذلك الوقت) الفواكهَ المجفَّفة , والبذور, والبخور, والعطور, والأخشاب, والذهب والفضة, فلمّا جاء إلى قوم عاد نبيُّهم ورسولُهم سيدنا هود - عليه السلام - بالهداية الربانيّة, بدعوة التوحيد الخالص لله تعالى, وعبادتِهِ بما أَمَرَ, والقيامِ بواجبات الاستخلاف في الأرض وعمرانها, وإقامةِ عدلِ اللهِ فيها, كَفَرُوا بربِّهم, وجَحَدُوا بآياتِه, وعَصَوْا رُسُلَهَ ، وكَذّبوهم ، واستكبروا في الأرض بغير الحق ؛ فأرسل الله تعالى عليهم المطر, وأرسل الريح العقيم فطَمَرَتهم, وطَمَرَت حضارتهم برمالها, وقَطَعَت دابرهم, وجَعلتهم كَالرَّمِيم, وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى :

" فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّوَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةًوَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاوَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَىوَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ " (فصلت: 16,15) .




وقد وَصَفَ الحضارةَ الماديّة لقوم عاد أثناءَ ازدهارها اثنان من المؤرخين القدامى ، كان أولهما بطليموس الإسكندريّ الذي كان أميناً لمكتبة الإسكندريّة، وقام برسم الأنهار المتدفِّقة في منطقة الربع الخالي الحالية بتفرعاتها, والبحيرات التي كانت تفيض إليها , وكان ثانيْهما هو يليني الكبير , أحدُ مؤرخي الحضارة الرومانيّة والذي وصف حضارةَ عاد بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارةٌ أخرى .




وتمثّلُ فترة الأمطار الغزيرة الأخيرة في شبه الجزيرة العربيّة في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية نهايات العصر الجليديّ الأخير الذي عمّ الأرض خلال المليونيْ سنة الأخيرة في دوراتٍ متتاليةٍ من زحف الجليد وانحساره، تركت بصماتِها واضحةً على أشكال سطح الأرض الحالية بصفةٍ عامةٍ, وفي نصفها الشماليّ بصفةٍ خاصةٍ . وقد أحصى العلماء من تلك الدورات عشرين دورةً استغرقت كلٌّ منها حواليْ المائةَ ألفِ سنة, كان نصفها دورات زحف جليديّ تخلّلتها عشرةُ دوراتٍ من دورات انحسار هذا الزحف الجليديّ . ونعيش اليومَ في نهاية آخر دورة من دورات هذا الانحسار الجليديّ, ويبشّر العلماء ببداية دورةٍ من دورات هذا الانحسار الجليديّ, ويبشّر العلماء ببداية دورةٍ جليدية جديدة قريبًا إن شاء الله, وقد بدأت شواهد هذا بالفعل .

سراب 2013-05-03 08:59 PM

رائع هذا التحليل
لكن العلم عند الله بكيفية عودتها الى مروج خضراء
نسأل الله أن تعود دون اذية للبشر
ولاشك اخي بدر في اننا بالربع الاخير من اخر الزمان
شكرا لطرحك القيم

عبدالرحمن المطيري 2013-05-04 08:08 AM

صدق الرسول الكريم عليه افضل الصلاه واتم التسليم
شاااكر لك طرحك اخي بدرر

رذاذ 2013-05-04 05:36 PM

بارك الله فيك أخي مراسل بدر ونفعنا الله بعلمك وبما لديك ..
حفظك الله وأدام نورك ..

رذاذ

ابو طلال الفيفي 2013-05-05 04:37 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا إله إلا الله
نسأل الله حسن الخاتمه
جزاك الله خير
وبارك الله فيك اخي الكريم

مراسل بدر 2013-05-06 10:34 AM

شكرااا لكم على المتابعه الرائعه


الساعة الآن 08:36 AM

Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010